إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

من رواد البحث العلمي في تونس: الباحث وعالم البحار فرج قرطاس (1942-1992)

 

*كان باحثا لمدة عشر سنوات بالجامعة الفرنسية للرخويات والأسماك حيث كان يعتبر من اكبر الخبراء في العالم لهذا الصنف من الأسماك

بقلم: د. الصحراوي قمعون (*)

     كثيرون هم من جيل الباحثين والعلماء التونسيين المغمورين في بلادهم والمعروفين جيدا في الخارج بسبب انعدام تقاليد توثيق حياتهم في بلدانهم وتجميع بحوثهم التي أشعوا بها علي تونس والخارج . ومن هؤلاء الباحث وعالم البحار التونسي فرج قرطاس الذي توفي في سن مبكرة عن سن الخمسين، تاركا رغم ذلك حصيلة غنية من الأعمال في مجال البحث والتأطير والإشراف على برامج بحثية في علم البحار في تونس والخارج .

   وتفيد المعطيات التوثيقية الاساسية المجمعة عن حياته والواردة في كتاب المربي الأستاذ البشير بن حليمة " ورقات من دفتر الحياة: مع أعلام مدينة أكودة"، أن الفقيد فرج قرطاس ولد عام 1942 بقصر هلال حيث كان والده يتعاطى مهنة التعليم هناك .

 وحسب نفس المصدر، وهي الوثيقة الوحيدة التي تتحدث عنه فقد درس التعليم الابتدائي في مدرسة الراجحية بمسقط رأسه أكودة والثانوي بمعهد الذكور بسوسة. ثم التحق بكلية العلوم بتونس العاصمة، حيث حصل علي الإجازة في العلوم الطبيعية عام1967، التحق بعدها إلى فرنسا حيث نال في جامعة باريس دكتوراء الدرجة الثالثة في علم المحيطات ودكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية .

  وقد باشر خطة محضر فني بكلية العلوم بتونس من 1964 الي 1967 ثم مهندس أول بالمعهد القومي للمحيطات والصيد البحري بصلامبو عام 1971 وأستاذا للتعليم العالي بكلية العلوم من 1986 إلى 1992 تاريخ وفاته إثر مرض عضال.

   كما عمل منسقا للبرنامج القومي لدراسة علوم البحار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بين سنتي 1983 و1984 ثم مديرا للمركز القومي والمعهد القومي للبحث العلمي والفني ببرج السدرية من سنة 1984 إلى سنة 1986 . وفي غضون ذلك كانت له طيلة عشر سنوات أنشطة للأشغال التطبيقية للمترشحين لشهادة البحث العلمي في علم الأحياء للبحار وأعطى طيلة ثماني سنوات دروسا نظرية في علم البحار .

   وفي الخارج كان عضوا فاعلا طيلة عشر سنوات بالجامعة الفرنسية للرخويات والأسماك. وشارك في عدة اجتماعات للخبراء التابع لبرنامج الأمم المتحدة حول التخطيط لمراقبة البحر الأبيض المتوسط في جينيف خلال الثمانينات. كما شارك باسم تونس في عدة اجتماعات أممية وأخرى عربية حول علوم البحار والصيد التقليدي وطرق ترشيد استغلال الثروة السمكية المهددة في عدة بلدان افريقية وعربية وكان خبيرا دوليا في المجال يؤخذ بعين الاعتبار .

   وقد تمحورت أعماله في الإشراف على البحث العلمي في علم البيئة والبيولوجيا البحرية واستغلال الأسماك الساحلية وتربيتها وفي مجال الصيد البحري . ونشر في هذا الموضوع أكثر من ثلاثين بحثا ومداخلة قدمت ونشرت في ملتقيات ومجلات أممية وعربية مختصة.

   كما أصدرت له سنة 1984 دار النشر ماسون، مؤلفا تحت عنوان "خصوبة الأسماك" . كما ساهم في تأليف كتابين في الموضوع قامت بنشرهما كل من منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي بالانجليزية .

كان باحثا لمدة عشر سنوات بالجامعة الفرنسية للرخويات والأسماك حيث كان يعتبر من اكبر الخبراء في العالم لهذا الصنف من الأسماك.وشارك في اجتماع الخبراء التابع لبرنامج الأمم المتحدة حول التخطيط لمراقبة البحر الأبيض المتوسط في جينيف في جانفي 1987 وساهم في اللجنة الاستشارية الفنية لتقييم مخزون البحر الأبيض المتوسط في جانبه الأوسط . وأشرف على تنظيم ملتقى عالمي حول أوساط البحيرات الشاطئية بجزيرة جربة في ديسمبر .1985

    كما ساهم في ملتقى حول التصرف التقليدي لسواحل القارة الافريقية بكوتونو بالبينين نظمته اليونسكو في نوفمبر 1985 قدم خلاله تجربة تونس في نظام الصيد البحري التقليدي. كما ساهم في اجتماع الخبراء لتطوير علوم البحار في مدينة العقبة بالأردن قدم خلاله تجربة تونس في حقل البحث العلمي في البحار استنادا إلي بحوثه مع الفريق الخاص تحت إشرافه في المعهد القومي للمحيطات والصيد البحري بصلامبو.

   وفي سنة 1985 طلبت منه المنظمة العالمية للزراعة الإشراف على مشروع تطوير الصيد البحري وتكوين الإطارات البحرية في مدغشقر. وفي نفس السنة طلب منه معهد علوم البحار وتهيئة السواحل بالجزائر القيام بسلسلة من المحاضرات حول البيولوجيا البحرية وحماية المحيط البحري من التلوث.

   وطيلة حياته تمحورت أعمال هذا العالم العلم في الإشراف على البحث العلمي في علم البيئة والبيولوجيا البحرية واستغلال الأسماك في المناطق الساحلية وتربيتها،" أخذا بعين الاعتبار التراث المحلي في مجال الصيد البحري مع تطعيمه بالتكنولوجيات المستحدثة دون إفراط صناعي يهدد الثروة السمكية علي المدى القصير والبعيد"، كما كان يؤكد في مداخلاته وبحوثه . واستطاع في هذا السياق أن ينشر ثلاثين مداخلة بحثية سبق أن قدمت في ملتقيات عالمية مختصة في دول متقدمة وأخرى سائرة في طريق النمو.

 وعندما اشتدت عليه وطأة المرض الخبيث عام 1992 أرسلته الدولة على نفقتها للعلاج الخصوصي في فرنسا، تقديرا لجهوده في إشعاع تونس العلمي داخليا وخارجيا.

*صحفي باحث في علوم الإعلام

 

 

 

 

 

 من رواد البحث العلمي في تونس:  الباحث وعالم البحار فرج قرطاس (1942-1992)

 

*كان باحثا لمدة عشر سنوات بالجامعة الفرنسية للرخويات والأسماك حيث كان يعتبر من اكبر الخبراء في العالم لهذا الصنف من الأسماك

بقلم: د. الصحراوي قمعون (*)

     كثيرون هم من جيل الباحثين والعلماء التونسيين المغمورين في بلادهم والمعروفين جيدا في الخارج بسبب انعدام تقاليد توثيق حياتهم في بلدانهم وتجميع بحوثهم التي أشعوا بها علي تونس والخارج . ومن هؤلاء الباحث وعالم البحار التونسي فرج قرطاس الذي توفي في سن مبكرة عن سن الخمسين، تاركا رغم ذلك حصيلة غنية من الأعمال في مجال البحث والتأطير والإشراف على برامج بحثية في علم البحار في تونس والخارج .

   وتفيد المعطيات التوثيقية الاساسية المجمعة عن حياته والواردة في كتاب المربي الأستاذ البشير بن حليمة " ورقات من دفتر الحياة: مع أعلام مدينة أكودة"، أن الفقيد فرج قرطاس ولد عام 1942 بقصر هلال حيث كان والده يتعاطى مهنة التعليم هناك .

 وحسب نفس المصدر، وهي الوثيقة الوحيدة التي تتحدث عنه فقد درس التعليم الابتدائي في مدرسة الراجحية بمسقط رأسه أكودة والثانوي بمعهد الذكور بسوسة. ثم التحق بكلية العلوم بتونس العاصمة، حيث حصل علي الإجازة في العلوم الطبيعية عام1967، التحق بعدها إلى فرنسا حيث نال في جامعة باريس دكتوراء الدرجة الثالثة في علم المحيطات ودكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية .

  وقد باشر خطة محضر فني بكلية العلوم بتونس من 1964 الي 1967 ثم مهندس أول بالمعهد القومي للمحيطات والصيد البحري بصلامبو عام 1971 وأستاذا للتعليم العالي بكلية العلوم من 1986 إلى 1992 تاريخ وفاته إثر مرض عضال.

   كما عمل منسقا للبرنامج القومي لدراسة علوم البحار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بين سنتي 1983 و1984 ثم مديرا للمركز القومي والمعهد القومي للبحث العلمي والفني ببرج السدرية من سنة 1984 إلى سنة 1986 . وفي غضون ذلك كانت له طيلة عشر سنوات أنشطة للأشغال التطبيقية للمترشحين لشهادة البحث العلمي في علم الأحياء للبحار وأعطى طيلة ثماني سنوات دروسا نظرية في علم البحار .

   وفي الخارج كان عضوا فاعلا طيلة عشر سنوات بالجامعة الفرنسية للرخويات والأسماك. وشارك في عدة اجتماعات للخبراء التابع لبرنامج الأمم المتحدة حول التخطيط لمراقبة البحر الأبيض المتوسط في جينيف خلال الثمانينات. كما شارك باسم تونس في عدة اجتماعات أممية وأخرى عربية حول علوم البحار والصيد التقليدي وطرق ترشيد استغلال الثروة السمكية المهددة في عدة بلدان افريقية وعربية وكان خبيرا دوليا في المجال يؤخذ بعين الاعتبار .

   وقد تمحورت أعماله في الإشراف على البحث العلمي في علم البيئة والبيولوجيا البحرية واستغلال الأسماك الساحلية وتربيتها وفي مجال الصيد البحري . ونشر في هذا الموضوع أكثر من ثلاثين بحثا ومداخلة قدمت ونشرت في ملتقيات ومجلات أممية وعربية مختصة.

   كما أصدرت له سنة 1984 دار النشر ماسون، مؤلفا تحت عنوان "خصوبة الأسماك" . كما ساهم في تأليف كتابين في الموضوع قامت بنشرهما كل من منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي بالانجليزية .

كان باحثا لمدة عشر سنوات بالجامعة الفرنسية للرخويات والأسماك حيث كان يعتبر من اكبر الخبراء في العالم لهذا الصنف من الأسماك.وشارك في اجتماع الخبراء التابع لبرنامج الأمم المتحدة حول التخطيط لمراقبة البحر الأبيض المتوسط في جينيف في جانفي 1987 وساهم في اللجنة الاستشارية الفنية لتقييم مخزون البحر الأبيض المتوسط في جانبه الأوسط . وأشرف على تنظيم ملتقى عالمي حول أوساط البحيرات الشاطئية بجزيرة جربة في ديسمبر .1985

    كما ساهم في ملتقى حول التصرف التقليدي لسواحل القارة الافريقية بكوتونو بالبينين نظمته اليونسكو في نوفمبر 1985 قدم خلاله تجربة تونس في نظام الصيد البحري التقليدي. كما ساهم في اجتماع الخبراء لتطوير علوم البحار في مدينة العقبة بالأردن قدم خلاله تجربة تونس في حقل البحث العلمي في البحار استنادا إلي بحوثه مع الفريق الخاص تحت إشرافه في المعهد القومي للمحيطات والصيد البحري بصلامبو.

   وفي سنة 1985 طلبت منه المنظمة العالمية للزراعة الإشراف على مشروع تطوير الصيد البحري وتكوين الإطارات البحرية في مدغشقر. وفي نفس السنة طلب منه معهد علوم البحار وتهيئة السواحل بالجزائر القيام بسلسلة من المحاضرات حول البيولوجيا البحرية وحماية المحيط البحري من التلوث.

   وطيلة حياته تمحورت أعمال هذا العالم العلم في الإشراف على البحث العلمي في علم البيئة والبيولوجيا البحرية واستغلال الأسماك في المناطق الساحلية وتربيتها،" أخذا بعين الاعتبار التراث المحلي في مجال الصيد البحري مع تطعيمه بالتكنولوجيات المستحدثة دون إفراط صناعي يهدد الثروة السمكية علي المدى القصير والبعيد"، كما كان يؤكد في مداخلاته وبحوثه . واستطاع في هذا السياق أن ينشر ثلاثين مداخلة بحثية سبق أن قدمت في ملتقيات عالمية مختصة في دول متقدمة وأخرى سائرة في طريق النمو.

 وعندما اشتدت عليه وطأة المرض الخبيث عام 1992 أرسلته الدولة على نفقتها للعلاج الخصوصي في فرنسا، تقديرا لجهوده في إشعاع تونس العلمي داخليا وخارجيا.

*صحفي باحث في علوم الإعلام