إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المخرج السينمائي رشيد فرشيو لـ"الصباح": من الضروري ان تعود أيام قرطاج السينمائية الى صيغتها الأولى في التنظيم "

 

اجرى الحوار محسن بن احمد

تونس- الصباح

عبر المخرج السينمائي الكبير في لقاء خاص مع " الصباح " عن استغرابه الشديد من قرارات وزارة الشؤون الثقافية التي اساءت لتاريخ وعراقة أيام قرطاج السينمائية من حيث لا تدري وأصبحت وفق وصفه تهدد وجودها ضمن خريطة التظاهرات السينمائية الدولية وقال رشيد فرشيو لمن لا يعرف او يتجاهل او يتناسى فان أيام قرطاج السينمائية ولدت لتكون وتبقى كبيرة بخصوصيتها العربية الافريقية التي هي العمود الأساسي لها , ولدت أيام قرطاج السينمائية من رحم الاعتزاز بانتماء تونس الى الفضاء العربي الافريقي بدرجة أولى. لقد كانت أيام قرطاج السينمائية "برلمان" السينمائيات العربية والافريقية منذ اول دورة سنة1966 وتجند لكسب الرهان افضل الكفاءات التونسية في المجال السينمائي ، نجحت أيام قرطاج السينمائية في ان تكون قبلة المخرجين والمنتجين السينمائيين من الوطن العربي وافريقيا وهنا كان مصدر قوتها واشعاعها نجحت أيام قرطاج السينمائية  والكلام لرشيد فرشيو " في تعبيد طريق المجد للعديد من الأسماء العربية والافريقية انطلاقا من عصمان صمبان والأخضر حمينا وادريساوادراوغو ويوسف شاهين ومحمد ملص وميشال خليفي والنوري بوزيد والناصر القطاري وغيرهم كثير.

حادت عن الطريق فخفت البريق

وقال رشيد فرشيو لقد حادت اليوم أيام قرطاج السينمائية عن الطريق الذي سطرته منذ التأسيس فعمت العشوائية في اعداد البرنامج العام لكل دورة وارى ان قرار تنظيمها كل سنة عوضا عن التنظيم مرة كل سنتين قد اضر بشكل كبير  الأيام فكان ان فسح المجال لكل الإعمال السينمائية بغثها وسمينها للظهور في المهرجان في الوقت الذي كانت فيه عملية اختيار الاعمال تتم بدقة متناهية وغربلة دقيقة وفق شروط محددة وقوانين صارمة وبين رشيد فرشيو في هذا المجال قائلا:  خلال فترة اشرافي على أيام قرطاج السينمائية في دورتي 1982 و1986 كنت حريصا على ان يكون العمل المشارك في الأيام لم يسبق له المشاركة في أية تظاهرة أخرى قبل قرطاج وكنت حريصا على ان يكون العرض الأول لأي عمل جديد في قرطاج قبل أي مهرجان اخر وحرصت على استضافة اكبر النجوم السينمائية العربية والافريقية.  استقدمت في تلك الفترة من المخرجين كمال الشيخ وصلاح ابوسيف وتوفيق صالح ومن الممثلين عادل امام وفريد شوقي وامينة رزق الى جانب مخرجين من الجزائر والمغرب وافريقيا وذلك للاستفادة من خبراتهم والتعرف عن كثب عن تجاربهم في المجال السينمائي.

لا مجال للاستهانة بالأيام

 وقال رشيد فرشيو ان ما تعيشه أيام قرطاج السينمائية اليوم اراه استهانة بعراقتها وارى انه من الضروري ان تعود الأيام الى صيغتها القديمة وهو التنظيم مرة كل سنتين ثم تعيين هيئة مديرة قارة مستقلة على مدى طويل تجنبا للفوضى في الاعداد والتنظيم والتقديم.  هذه الهيئة تعمل على مدار السنة لأجل ان تبقى أيام قرطاج السينمائية منارة في سماء السينما العربية والافريقية فمصدر اشعاعها وقوتها يكمن في بعدها العربي والافريقي.

الحلم الصيني مازال في الرفوف

وتوقف هذا اللقاء الخاص مع المخرج رشيد فرشيو عند مصير " الحلم الصيني "اخر أفلامه التي اخرجها منذ أكثر من سبع سنوات ومازال لم يظهر في تونس مشيرا أن فكرة الفيلم ولدت عندما زار الصين إذ انبهر بالثورة الصينية، وبالتجربة الصينية، وبالنجاح الذي حققته الصين على أكثر من صعيد ما جعله يقرر نقل هذه المعجزة إلى بلده والوطن العربي من خلال فيلم رومانسي إنتاج تونسي ـ صيني مشترك.

ويعتبر فيلم " الحلم الصيني" أول فيلم رومانسي لرشيد فرشيو، الذي تمس معظم أفلامه مجال السياسة على حد تعبير المخرج.  يقدم الفيلم الذي يستغرق تسعين دقيقة قصة "علياء" فتاة تونسية فقدت حلمها في زيارة الصين مع فقدانها لوالدها الذي ذهب إلى الصين ولم يعد لسنين طويلة. لتنطلق في رحلة مع عون الأمن الصيني للبحث عن والدها وتحقيق حلمها في زيارة الصين أين تعترض رحلتهما للكثير من الوقائع المثيرة والمفاجآت.

وأفاد رشيد فرشيو أن تصوير" الحلم الصيني" كان بين تونس والصين ودارت الأحداث في أجواء مشتركة تعكس الخصوصية التونسية والصينية بالعديد من المعالم التاريخية والثقافية وتتنوع ما بين معالم الطبيعة، والمعالم التراثية الأثرية، ومثل العمل فرصة للمشاهد السفر والتجوال في ربوع تونس ومختلف المدن لكل منها نكهة خاصة لما تحتويه من معالم أثرية وتاريخية تمتد جذورها إلى ما قبل 3000عاما، وأن تاريخ تونس ليس فقط تاريخ دولة عربية مسلمة تقع في قلب حوض البحر الأبيض المتوسط، بل جزء من تاريخ العديد من الحضارات التي تعاقبت عليها عبر التاريخ .وأشار رشيد فرشيو إلى أن فيلم " الحلم الصيني" لم يحقق الحلم التونسي في الدخول إلى السوق السينمائية الصينية فقط، بل حقق حلم السينما الإفريقية والعربية أيضا، فهو أول فلم من إنتاج عربي، إفريقي، تونسي ـ صيني مشترك. وقال محدثنا:" سعيت جاهدا ان يكون الفيلم في أيام قرطاج السينمائية في دوراته الماضية لكن كان الصمت المطبق واليوم هاهو يقبع في الرفوف ولن اطرق ولن استجدي أيا كان لعرضه في تونس يكفي انه حقق نجاحا عالميا كبيرا في اكبر القاعات السينمائية في ارجاء الصين وفي الكثير من المهرجانات السينمائية الدولية الا في تونس".

والجدير بالملاحظة ان المخرج رشيد فرشيو هو احد مؤسسي التلفزة التونسية في الستينيات وهو من رواد الإخراج التلفزي والسينمائي في تونس وهو منتج عديد الأفلام الطويلة منها على سبيل الذكر لا الحصر " يسرى"(1971) و"أطفال القلق"(1974)و"خريف 86" (1990) و"كش ملك" (1993) و"الحادثة(2007).

 

المخرج السينمائي رشيد فرشيو لـ"الصباح":  من الضروري ان تعود أيام قرطاج السينمائية الى صيغتها الأولى في التنظيم "

 

اجرى الحوار محسن بن احمد

تونس- الصباح

عبر المخرج السينمائي الكبير في لقاء خاص مع " الصباح " عن استغرابه الشديد من قرارات وزارة الشؤون الثقافية التي اساءت لتاريخ وعراقة أيام قرطاج السينمائية من حيث لا تدري وأصبحت وفق وصفه تهدد وجودها ضمن خريطة التظاهرات السينمائية الدولية وقال رشيد فرشيو لمن لا يعرف او يتجاهل او يتناسى فان أيام قرطاج السينمائية ولدت لتكون وتبقى كبيرة بخصوصيتها العربية الافريقية التي هي العمود الأساسي لها , ولدت أيام قرطاج السينمائية من رحم الاعتزاز بانتماء تونس الى الفضاء العربي الافريقي بدرجة أولى. لقد كانت أيام قرطاج السينمائية "برلمان" السينمائيات العربية والافريقية منذ اول دورة سنة1966 وتجند لكسب الرهان افضل الكفاءات التونسية في المجال السينمائي ، نجحت أيام قرطاج السينمائية في ان تكون قبلة المخرجين والمنتجين السينمائيين من الوطن العربي وافريقيا وهنا كان مصدر قوتها واشعاعها نجحت أيام قرطاج السينمائية  والكلام لرشيد فرشيو " في تعبيد طريق المجد للعديد من الأسماء العربية والافريقية انطلاقا من عصمان صمبان والأخضر حمينا وادريساوادراوغو ويوسف شاهين ومحمد ملص وميشال خليفي والنوري بوزيد والناصر القطاري وغيرهم كثير.

حادت عن الطريق فخفت البريق

وقال رشيد فرشيو لقد حادت اليوم أيام قرطاج السينمائية عن الطريق الذي سطرته منذ التأسيس فعمت العشوائية في اعداد البرنامج العام لكل دورة وارى ان قرار تنظيمها كل سنة عوضا عن التنظيم مرة كل سنتين قد اضر بشكل كبير  الأيام فكان ان فسح المجال لكل الإعمال السينمائية بغثها وسمينها للظهور في المهرجان في الوقت الذي كانت فيه عملية اختيار الاعمال تتم بدقة متناهية وغربلة دقيقة وفق شروط محددة وقوانين صارمة وبين رشيد فرشيو في هذا المجال قائلا:  خلال فترة اشرافي على أيام قرطاج السينمائية في دورتي 1982 و1986 كنت حريصا على ان يكون العمل المشارك في الأيام لم يسبق له المشاركة في أية تظاهرة أخرى قبل قرطاج وكنت حريصا على ان يكون العرض الأول لأي عمل جديد في قرطاج قبل أي مهرجان اخر وحرصت على استضافة اكبر النجوم السينمائية العربية والافريقية.  استقدمت في تلك الفترة من المخرجين كمال الشيخ وصلاح ابوسيف وتوفيق صالح ومن الممثلين عادل امام وفريد شوقي وامينة رزق الى جانب مخرجين من الجزائر والمغرب وافريقيا وذلك للاستفادة من خبراتهم والتعرف عن كثب عن تجاربهم في المجال السينمائي.

لا مجال للاستهانة بالأيام

 وقال رشيد فرشيو ان ما تعيشه أيام قرطاج السينمائية اليوم اراه استهانة بعراقتها وارى انه من الضروري ان تعود الأيام الى صيغتها القديمة وهو التنظيم مرة كل سنتين ثم تعيين هيئة مديرة قارة مستقلة على مدى طويل تجنبا للفوضى في الاعداد والتنظيم والتقديم.  هذه الهيئة تعمل على مدار السنة لأجل ان تبقى أيام قرطاج السينمائية منارة في سماء السينما العربية والافريقية فمصدر اشعاعها وقوتها يكمن في بعدها العربي والافريقي.

الحلم الصيني مازال في الرفوف

وتوقف هذا اللقاء الخاص مع المخرج رشيد فرشيو عند مصير " الحلم الصيني "اخر أفلامه التي اخرجها منذ أكثر من سبع سنوات ومازال لم يظهر في تونس مشيرا أن فكرة الفيلم ولدت عندما زار الصين إذ انبهر بالثورة الصينية، وبالتجربة الصينية، وبالنجاح الذي حققته الصين على أكثر من صعيد ما جعله يقرر نقل هذه المعجزة إلى بلده والوطن العربي من خلال فيلم رومانسي إنتاج تونسي ـ صيني مشترك.

ويعتبر فيلم " الحلم الصيني" أول فيلم رومانسي لرشيد فرشيو، الذي تمس معظم أفلامه مجال السياسة على حد تعبير المخرج.  يقدم الفيلم الذي يستغرق تسعين دقيقة قصة "علياء" فتاة تونسية فقدت حلمها في زيارة الصين مع فقدانها لوالدها الذي ذهب إلى الصين ولم يعد لسنين طويلة. لتنطلق في رحلة مع عون الأمن الصيني للبحث عن والدها وتحقيق حلمها في زيارة الصين أين تعترض رحلتهما للكثير من الوقائع المثيرة والمفاجآت.

وأفاد رشيد فرشيو أن تصوير" الحلم الصيني" كان بين تونس والصين ودارت الأحداث في أجواء مشتركة تعكس الخصوصية التونسية والصينية بالعديد من المعالم التاريخية والثقافية وتتنوع ما بين معالم الطبيعة، والمعالم التراثية الأثرية، ومثل العمل فرصة للمشاهد السفر والتجوال في ربوع تونس ومختلف المدن لكل منها نكهة خاصة لما تحتويه من معالم أثرية وتاريخية تمتد جذورها إلى ما قبل 3000عاما، وأن تاريخ تونس ليس فقط تاريخ دولة عربية مسلمة تقع في قلب حوض البحر الأبيض المتوسط، بل جزء من تاريخ العديد من الحضارات التي تعاقبت عليها عبر التاريخ .وأشار رشيد فرشيو إلى أن فيلم " الحلم الصيني" لم يحقق الحلم التونسي في الدخول إلى السوق السينمائية الصينية فقط، بل حقق حلم السينما الإفريقية والعربية أيضا، فهو أول فلم من إنتاج عربي، إفريقي، تونسي ـ صيني مشترك. وقال محدثنا:" سعيت جاهدا ان يكون الفيلم في أيام قرطاج السينمائية في دوراته الماضية لكن كان الصمت المطبق واليوم هاهو يقبع في الرفوف ولن اطرق ولن استجدي أيا كان لعرضه في تونس يكفي انه حقق نجاحا عالميا كبيرا في اكبر القاعات السينمائية في ارجاء الصين وفي الكثير من المهرجانات السينمائية الدولية الا في تونس".

والجدير بالملاحظة ان المخرج رشيد فرشيو هو احد مؤسسي التلفزة التونسية في الستينيات وهو من رواد الإخراج التلفزي والسينمائي في تونس وهو منتج عديد الأفلام الطويلة منها على سبيل الذكر لا الحصر " يسرى"(1971) و"أطفال القلق"(1974)و"خريف 86" (1990) و"كش ملك" (1993) و"الحادثة(2007).