يتفق الكثير من المتابعين للشأن التربوي على أن المناخ التربوي اليوم لا يمكن أن يتواصل على ما هو عليه وسط ما وصفوه بتواصل لحالة العبث:فالتعنت على أشده على اعتبار أن الكل يروم التصعيد سواء من خلال التلويح بمقاطعة التدريس أو الامتحانات والحال انه اقل من شهرين يفصلاننا عن نهاية السنة الدراسية.
في هذا الخصوص تعالت مؤخرا دعوات لمقاطعة التدريس إلى حين انتهاء السنة الدراسية وهو ما انخرط فيه خريجو التربية حيث أكد أول أمس مُنسّق الدُفعة الرابعة لخِرّيجي التربية والتعليم مُنْتَصر مِجر، عن مقاطعة الدروس إلى حين تلبية مطالب المحتجين وخلاص مستحقاتهم. وشبّه مْجر على هامش تصريحاته لإذاعة "جوهرة أف أم"، الأجور التي يتحصل عليها خريجو التربية بأنها شبيهة إلى حد ما "بمنحة الفقر" حيث تقدر بـ608 دنانير.
وأعلن أن المربين دخلوا مؤخرا في مقاطعة للدروس، وستتواصل إلى غاية نهاية السنة الدراسية، وذلك للمطالبة بخلاص أجورهم، مضيفا:"قررنا إنهاء السنة الدراسية ما لم تقم وزارة التربية بخلاص أجورنا".
وفي نفس السياق جدير بالذكر أن المعلمين النواب في بعض المدارس الابتدائية قد دخلوا بدورهم في عملية مقاطعة للتدريس منذ 6 افريل الجاري وهو ما أكده لـ "الصباح" المنسق الوطني للمعلمين النواب خارج الاتفاقية عماد عبد الكبير، موضحا أن مطالبهم تتعلق بتسوية وضعيتهم، مشيرا في السياق ذاته إلى أن قرار مقاطعة التدريس كان مرفوقا بتحركات احتجاجية على مستوى الجهات..
من جانب آخر وفي نفس الإطار وبالتوازي مع قرارات الدفعة الرابعة لخريجي التربية والتعليم والمعلمين النواب ما يزال الوضع على ما هو عليه بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية، ورغم الجلسات الماراطونية التي قامت بها الجامعة مع سلطة الإشراف على اعتبار أن الانسداد الحاصل مرده أن تفعيل بعض النقاط المطروحة يعود بالنظر إلى رئاسة الحكومة وهو ما أكدته سابقا عضو الجامعة العامة للتعليم الثانوي روضة بن عيفة في معرض تصريحاتها لـ"الصباح"..، الأمر الذي دفع بالبعض إلى المطالبة بالتصعيد أكثر من خلال الدعوة إلى تبني قرارات وخطوات تصعيدية جديدة من قبيل مقاطعة التدريس والامتحانات بهدف الضغط من اجل نيل المطالب العالقة.
من هذا المنطلق يعتبر كثيرون أن المستفز في الأمر أن الجميع أضحى يضغط بعملية التدريس لينال مطالبه من خلال التلويح بمقاطعتها والحال أن استمرارية العملية التعليمية داخل القسم يفترض أن تكون خطا احمر لا سيما أننا على مشارف السنة الدراسية وعلى مشارف الامتحانات الوطنية على غرار الباكالوريا والنوفيام، الأمر الذي يستوجب تجند الجميع من تلاميذ وأولياء وإطارات تربوية وسلطة إشراف لإنجاح جميع الاستحقاقات التقيييمة القادمة.
تفاعلا مع هذا الطرح يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" انه آن الأوان جديا لإيقاف العبث الذي انطلق منذ بداية السنة الدراسية مشيرا إلى انه ودون الخوض في مدى أحقية كل طرف قان الجميع مطالب اليوم بتقديم تنازلات حتى يتسنى توفير الحد الأدنى من الظروف الملائمة للدراسة بعيدا عن سياسة التهديد والوعيد قائلا في هذا الشأن:"من غير المعقول ونحن بعيد خطوات عن إسدال الستار عن السنة الدراسية أن يقع التلويح بمقاطعة التدريس أو الامتحانات دون أدنى مراعاة لمستقبل أجيال".
من جانب آخر وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن بعض المصادر المطلعة من وزارة التربية كانت قد أوردت لـ"الصباح" أن التفاوض يسير بنسق عادي لكن هناك بعض النقاط العالقة والتي تتجاوز وزارة التربية بما أنها تعود بالنظر إلى رئاسة الحكومة مثلما أشار إلى ذلك وزير التربية مؤخرا، وأعربت هذه المصادر عن أملها في التوصل إلى اتفاق في اقرب الآجال.
في هذا الخضم يرى البعض أن ابلغ توصيف لما يحدث اليوم في واقعنا التربوي هو العبث بعينيه فمن الخطوة التصعيدية القاضية بحجب الأعداد والتي تواصلت على مدار ثلاثيتين نقف اليوم على دعوات لمقاطعة التدريس في الوقت الذي يقتضي تجند الجميع من اجل إنجاح السنة الدراسية، وضعية تفرض التساؤل بإلحاح: من يتطوع لإيقاف كل هذا العبث؟
منال حرزي
تونس-الصباح
يتفق الكثير من المتابعين للشأن التربوي على أن المناخ التربوي اليوم لا يمكن أن يتواصل على ما هو عليه وسط ما وصفوه بتواصل لحالة العبث:فالتعنت على أشده على اعتبار أن الكل يروم التصعيد سواء من خلال التلويح بمقاطعة التدريس أو الامتحانات والحال انه اقل من شهرين يفصلاننا عن نهاية السنة الدراسية.
في هذا الخصوص تعالت مؤخرا دعوات لمقاطعة التدريس إلى حين انتهاء السنة الدراسية وهو ما انخرط فيه خريجو التربية حيث أكد أول أمس مُنسّق الدُفعة الرابعة لخِرّيجي التربية والتعليم مُنْتَصر مِجر، عن مقاطعة الدروس إلى حين تلبية مطالب المحتجين وخلاص مستحقاتهم. وشبّه مْجر على هامش تصريحاته لإذاعة "جوهرة أف أم"، الأجور التي يتحصل عليها خريجو التربية بأنها شبيهة إلى حد ما "بمنحة الفقر" حيث تقدر بـ608 دنانير.
وأعلن أن المربين دخلوا مؤخرا في مقاطعة للدروس، وستتواصل إلى غاية نهاية السنة الدراسية، وذلك للمطالبة بخلاص أجورهم، مضيفا:"قررنا إنهاء السنة الدراسية ما لم تقم وزارة التربية بخلاص أجورنا".
وفي نفس السياق جدير بالذكر أن المعلمين النواب في بعض المدارس الابتدائية قد دخلوا بدورهم في عملية مقاطعة للتدريس منذ 6 افريل الجاري وهو ما أكده لـ "الصباح" المنسق الوطني للمعلمين النواب خارج الاتفاقية عماد عبد الكبير، موضحا أن مطالبهم تتعلق بتسوية وضعيتهم، مشيرا في السياق ذاته إلى أن قرار مقاطعة التدريس كان مرفوقا بتحركات احتجاجية على مستوى الجهات..
من جانب آخر وفي نفس الإطار وبالتوازي مع قرارات الدفعة الرابعة لخريجي التربية والتعليم والمعلمين النواب ما يزال الوضع على ما هو عليه بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية، ورغم الجلسات الماراطونية التي قامت بها الجامعة مع سلطة الإشراف على اعتبار أن الانسداد الحاصل مرده أن تفعيل بعض النقاط المطروحة يعود بالنظر إلى رئاسة الحكومة وهو ما أكدته سابقا عضو الجامعة العامة للتعليم الثانوي روضة بن عيفة في معرض تصريحاتها لـ"الصباح"..، الأمر الذي دفع بالبعض إلى المطالبة بالتصعيد أكثر من خلال الدعوة إلى تبني قرارات وخطوات تصعيدية جديدة من قبيل مقاطعة التدريس والامتحانات بهدف الضغط من اجل نيل المطالب العالقة.
من هذا المنطلق يعتبر كثيرون أن المستفز في الأمر أن الجميع أضحى يضغط بعملية التدريس لينال مطالبه من خلال التلويح بمقاطعتها والحال أن استمرارية العملية التعليمية داخل القسم يفترض أن تكون خطا احمر لا سيما أننا على مشارف السنة الدراسية وعلى مشارف الامتحانات الوطنية على غرار الباكالوريا والنوفيام، الأمر الذي يستوجب تجند الجميع من تلاميذ وأولياء وإطارات تربوية وسلطة إشراف لإنجاح جميع الاستحقاقات التقيييمة القادمة.
تفاعلا مع هذا الطرح يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" انه آن الأوان جديا لإيقاف العبث الذي انطلق منذ بداية السنة الدراسية مشيرا إلى انه ودون الخوض في مدى أحقية كل طرف قان الجميع مطالب اليوم بتقديم تنازلات حتى يتسنى توفير الحد الأدنى من الظروف الملائمة للدراسة بعيدا عن سياسة التهديد والوعيد قائلا في هذا الشأن:"من غير المعقول ونحن بعيد خطوات عن إسدال الستار عن السنة الدراسية أن يقع التلويح بمقاطعة التدريس أو الامتحانات دون أدنى مراعاة لمستقبل أجيال".
من جانب آخر وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن بعض المصادر المطلعة من وزارة التربية كانت قد أوردت لـ"الصباح" أن التفاوض يسير بنسق عادي لكن هناك بعض النقاط العالقة والتي تتجاوز وزارة التربية بما أنها تعود بالنظر إلى رئاسة الحكومة مثلما أشار إلى ذلك وزير التربية مؤخرا، وأعربت هذه المصادر عن أملها في التوصل إلى اتفاق في اقرب الآجال.
في هذا الخضم يرى البعض أن ابلغ توصيف لما يحدث اليوم في واقعنا التربوي هو العبث بعينيه فمن الخطوة التصعيدية القاضية بحجب الأعداد والتي تواصلت على مدار ثلاثيتين نقف اليوم على دعوات لمقاطعة التدريس في الوقت الذي يقتضي تجند الجميع من اجل إنجاح السنة الدراسية، وضعية تفرض التساؤل بإلحاح: من يتطوع لإيقاف كل هذا العبث؟