إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الرياض والانعطافة الإستراتيجية الجديدة

 

بقلم:شاكر الشرفي(*)

معطيات جديدة على غاية من الأهمية تعيش على وقعها منطقة الخليج العربي وتلقي بظلالها على المنطقة وعلى رقعة الشطرنج العالمية. ترتبط هذه المعطيات برسائل ما انفكت ترسلها المملكة العربية السعودية منذ أشهر وتمثل في التقائها وتقاطعها بداية منعطف استراتيجي وذلك نظرا لما تمثله المملكة من ثقل سياسيا واقتصاديا ورمزيا. يكفي النظر إلى ما تمثله للعرب والمسلمين وحجمها في الاقتصاد العالمي و تأثيرها في أهم المسارات السياسية التي تعيش على وقعها الامتان العربية والإسلامية للتأكد من ذلك.

هناك حراك داخلي تعيش على إيقاعه السعودية وقد لا يكون من المجدي التوقف كثيرا عند تفاصيله ولكن هناك إشارات مهمة في مستوى تموقع المملكة العربية السعودية في المستوى الإقليمي والدولي. أهم إشارة هي عدم التنازل للضغوط الأمريكية بل وتجاوز ذلك إلى خطوات فيها تباين مع السياسات والمصالح الأمريكية. يكفي التذكير بدور الرياض في مجموعة " أوبك + " والمسافة التي أخذتها من الموقف الأمريكي من الحرب الروسية- الأوكرانية للتأكد من ذلك. المملكة استعادت دورها الهام والتوليفي صلب مجموعة مجلس التعاون الخليجي و نأت بنفسها عن سياسة المحاور التي أضرت في السنوات الأخيرة بصورتها علاوة على أنها لم تتهافت على التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني وأبقت على الشروط التي وضعتها قمة الرياض وتبلورت على أساسها المبادرة العربية. قد يبدو هذا الموقف دون المطلوب نظريا ولكن تنزيله ضمن السياق العربي والدولي يجعله منطلقا لخطوات أخرى بالإمكان قطعها في الأسابيع القادمة.

ولا شك أن ضعف أغلب الدول العربية حاليا خاصة من الناحية الإقتصادية يزيد من أهمية الدور السعودي خاصة وأن المملكة تستعد لاحتضان فعاليات القمة العربية في الشهر القادم وهو ما يمثل رهانا هاما للرياض لترك بصمتها في مخرجات موعد يبدو مفصليا وفي إعادة الحياة إلى جسم العمل العربي المشترك الذي دخل منذ سنوات في حالة موت سريري. ندرك جميعا أن التحولات الكبرى في العلاقات الدولية لا تحدث بشكل عنيف ومفاجئ بل يقع الإعداد لها ببطء وبهدوء ومن خلال استغلال بعض المؤشرات والمؤشرات موجودة في بدايات التوجه نحو عالم متعدد الأقطاب وفي مأزق المشروع الصهيوني وما تتلقاه المركزية الأوروبية من ضربات موجعة...فهل تقود الرياض الانعطافة الإستراتيجية التي يتطلع لها العرب والمسلمون.

*باحث في الحضارة الإسلامية

 

 

 

 

 

الرياض والانعطافة الإستراتيجية الجديدة

 

بقلم:شاكر الشرفي(*)

معطيات جديدة على غاية من الأهمية تعيش على وقعها منطقة الخليج العربي وتلقي بظلالها على المنطقة وعلى رقعة الشطرنج العالمية. ترتبط هذه المعطيات برسائل ما انفكت ترسلها المملكة العربية السعودية منذ أشهر وتمثل في التقائها وتقاطعها بداية منعطف استراتيجي وذلك نظرا لما تمثله المملكة من ثقل سياسيا واقتصاديا ورمزيا. يكفي النظر إلى ما تمثله للعرب والمسلمين وحجمها في الاقتصاد العالمي و تأثيرها في أهم المسارات السياسية التي تعيش على وقعها الامتان العربية والإسلامية للتأكد من ذلك.

هناك حراك داخلي تعيش على إيقاعه السعودية وقد لا يكون من المجدي التوقف كثيرا عند تفاصيله ولكن هناك إشارات مهمة في مستوى تموقع المملكة العربية السعودية في المستوى الإقليمي والدولي. أهم إشارة هي عدم التنازل للضغوط الأمريكية بل وتجاوز ذلك إلى خطوات فيها تباين مع السياسات والمصالح الأمريكية. يكفي التذكير بدور الرياض في مجموعة " أوبك + " والمسافة التي أخذتها من الموقف الأمريكي من الحرب الروسية- الأوكرانية للتأكد من ذلك. المملكة استعادت دورها الهام والتوليفي صلب مجموعة مجلس التعاون الخليجي و نأت بنفسها عن سياسة المحاور التي أضرت في السنوات الأخيرة بصورتها علاوة على أنها لم تتهافت على التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني وأبقت على الشروط التي وضعتها قمة الرياض وتبلورت على أساسها المبادرة العربية. قد يبدو هذا الموقف دون المطلوب نظريا ولكن تنزيله ضمن السياق العربي والدولي يجعله منطلقا لخطوات أخرى بالإمكان قطعها في الأسابيع القادمة.

ولا شك أن ضعف أغلب الدول العربية حاليا خاصة من الناحية الإقتصادية يزيد من أهمية الدور السعودي خاصة وأن المملكة تستعد لاحتضان فعاليات القمة العربية في الشهر القادم وهو ما يمثل رهانا هاما للرياض لترك بصمتها في مخرجات موعد يبدو مفصليا وفي إعادة الحياة إلى جسم العمل العربي المشترك الذي دخل منذ سنوات في حالة موت سريري. ندرك جميعا أن التحولات الكبرى في العلاقات الدولية لا تحدث بشكل عنيف ومفاجئ بل يقع الإعداد لها ببطء وبهدوء ومن خلال استغلال بعض المؤشرات والمؤشرات موجودة في بدايات التوجه نحو عالم متعدد الأقطاب وفي مأزق المشروع الصهيوني وما تتلقاه المركزية الأوروبية من ضربات موجعة...فهل تقود الرياض الانعطافة الإستراتيجية التي يتطلع لها العرب والمسلمون.

*باحث في الحضارة الإسلامية