إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بين أزمة الأعلاف ومنع استغلال المياه: الفلاح "يغرق".. فهل من منقذ؟

 

من الضروري ترشيد استعمال المياه حتى لا يهددنا العطش الصائفة المقبلة

تونس-الصباح

مع الإعلان رسميا عن الانطلاق في ترشيد استعمال المياه الصالحة للشرب وتحجير استعمالها في بعض المجالات  على غرار استعمالها لأغراض فلاحية ولري المساحات الخضراء، ازدادت وضعية الفلاح سوءا وتعقيدا وهو الذي يٌجابه منذ سنوات إشكالية ارتفاع أسعار الأعلاف والبيع بالخسارة دون أن يتوصل  على مدار السنوات الماضية الى حلول "تنصفه" رغم الوعود الرسمية لحلحلة الأزمة ليأتي قرار تحجير استعمال المياه الصالحة للشرب لأغراض فلاحية لتزيد الطين بلة.. بما يؤشر الى القول بان الفلاح وعلى حد قول كثيرين  بات جديا مهددا في قوته ..

تفاعلا مع هذا الطرح يشير عضو المكتب التنفيذي بالاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري حمادي البوبكري في تصريح امس لـ"الصباح"  انه على المستوى الوطني جدير بالذكر أننا بلغنا مرحلة سيئة جدا فيما يتعلق بمواردنا المائية. وبالتالي من الضروري ترشيد استعمال المياه حتى لا يهددنا العطش الصائفة المقبلة. وفسر محدثنا في الإطار نفسه أن التساقطات المائية قد أضرت جدا بالحبوب والزياتين والأشجار المثمرة خاصة على مستوى الزراعات الكبرى موضحا انه عندما نتحدث عن الزراعات الكبرى فإننا نتحدث بالضرورة عن منظومة الأعلاف التي تعني تربية الماشية وبالتالي اللحوم الحمراء ومنظومة الألبان بما يؤشر الى وجود حلقة مترابطة ومتكاملة فيما بينها.

واعتبر عضو الاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ان الفلاح يعيش اليوم معاناة كبيرة تستوجب تدخل الدولة ووزارة الفلاحة لمساعدة ومعاضدة جهود الفلاح الذي أصبح يعيش في أحلك الظروف مشيرا الى أن غالبية الفلاحين يعيشون اليوم في حيرة من أمرهم مشددا في السياق ذاته على ضرورة التدخل لإنقاذ الأشجار المثمرة ..

من جهة أخرى وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن   المكلّف بالزراعات الكبرى بالاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري محمد رجايبية  كان قد أورد أمس على هامش تصريحاته لإذاعة موزاييك اف ام إن البلاد تعيش صعوبات كبيرة على مستوى الموارد المائية جراء الجفاف، مشيرا إلى انعكاسات ذلك على القطاع الفلاحي.

ولفت محمد رجايبية إلى ضعف المخزون على مستوى السدود وتراجع المياه بالآبار الجوفية، قائلا ''المساحات المستغلة للخضراوات إلى حد شهر مارس لا تتعدى الـ30 بالمائة من مجموع المساحات مقارنة بالموسم الفارط وهذا له انعكاسات على مستوى المنتوج..''

وأضاف ''هي ظاهرة طبيعية والمفروض أن نعلن حالة الطوارئ المائية لأننا بلغنا الخطوط الحمراء.. ليست أمامنا حلول سحرية وعلينا حسن التصرف في المتوفرات ..''

وشدد على أهمية ترشيد الاستهلاك والتعامل بحكمة مع الظاهرة. كما لفت إلى الصعوبات التي يواجهها الفلاح، داعيا السلطات إلى مساعدته في هذا الظرف الدقيق والتعامل بجدية مع الوضع الذي تمر به البلاد...

يذكر أن الاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري كان قد دعا  وزارة الفلاحة، إلى التّعجيل بصرف المنح والنّظر في إمكانيّة الترفيع في سعر قبول الحبوب عند التجميع بصفة استثنائيّة.

وصدرت هذه الدعوة خلال جلسة عمل التأمت السبت الماضي جمعت وزير الفلاحة عبد المنعم بلعاتي، مع وفد عن المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين برئاسة نور الدين بن عياد .

وشدد ممثلو اتّحاد الفلاحين على ضرورة إرساء حوار تشاركي بين المنظمة ووزارة الفلاحة بخصوص متابعة الموسم الفلاحي والبرامج والسّياسات المستقبليّة.

كما استعرض المشاركون في الجلسة الوضعيّة الحالية للموارد المائية المتّسمة بالنقص الحاصل في الإيرادات نتيجة تراجع التساقطات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة للحدّ من أثار الجفاف على القطاع الفلاحي.

في هذا الخضم وأمام جميع التحديات سالفة الذكر يقف الفلاح في حيرة من أمره عاجزا، فهل من آذان صاغية؟

منال حرزي

بين أزمة الأعلاف ومنع استغلال المياه: الفلاح "يغرق".. فهل من منقذ؟

 

من الضروري ترشيد استعمال المياه حتى لا يهددنا العطش الصائفة المقبلة

تونس-الصباح

مع الإعلان رسميا عن الانطلاق في ترشيد استعمال المياه الصالحة للشرب وتحجير استعمالها في بعض المجالات  على غرار استعمالها لأغراض فلاحية ولري المساحات الخضراء، ازدادت وضعية الفلاح سوءا وتعقيدا وهو الذي يٌجابه منذ سنوات إشكالية ارتفاع أسعار الأعلاف والبيع بالخسارة دون أن يتوصل  على مدار السنوات الماضية الى حلول "تنصفه" رغم الوعود الرسمية لحلحلة الأزمة ليأتي قرار تحجير استعمال المياه الصالحة للشرب لأغراض فلاحية لتزيد الطين بلة.. بما يؤشر الى القول بان الفلاح وعلى حد قول كثيرين  بات جديا مهددا في قوته ..

تفاعلا مع هذا الطرح يشير عضو المكتب التنفيذي بالاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري حمادي البوبكري في تصريح امس لـ"الصباح"  انه على المستوى الوطني جدير بالذكر أننا بلغنا مرحلة سيئة جدا فيما يتعلق بمواردنا المائية. وبالتالي من الضروري ترشيد استعمال المياه حتى لا يهددنا العطش الصائفة المقبلة. وفسر محدثنا في الإطار نفسه أن التساقطات المائية قد أضرت جدا بالحبوب والزياتين والأشجار المثمرة خاصة على مستوى الزراعات الكبرى موضحا انه عندما نتحدث عن الزراعات الكبرى فإننا نتحدث بالضرورة عن منظومة الأعلاف التي تعني تربية الماشية وبالتالي اللحوم الحمراء ومنظومة الألبان بما يؤشر الى وجود حلقة مترابطة ومتكاملة فيما بينها.

واعتبر عضو الاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ان الفلاح يعيش اليوم معاناة كبيرة تستوجب تدخل الدولة ووزارة الفلاحة لمساعدة ومعاضدة جهود الفلاح الذي أصبح يعيش في أحلك الظروف مشيرا الى أن غالبية الفلاحين يعيشون اليوم في حيرة من أمرهم مشددا في السياق ذاته على ضرورة التدخل لإنقاذ الأشجار المثمرة ..

من جهة أخرى وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن   المكلّف بالزراعات الكبرى بالاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري محمد رجايبية  كان قد أورد أمس على هامش تصريحاته لإذاعة موزاييك اف ام إن البلاد تعيش صعوبات كبيرة على مستوى الموارد المائية جراء الجفاف، مشيرا إلى انعكاسات ذلك على القطاع الفلاحي.

ولفت محمد رجايبية إلى ضعف المخزون على مستوى السدود وتراجع المياه بالآبار الجوفية، قائلا ''المساحات المستغلة للخضراوات إلى حد شهر مارس لا تتعدى الـ30 بالمائة من مجموع المساحات مقارنة بالموسم الفارط وهذا له انعكاسات على مستوى المنتوج..''

وأضاف ''هي ظاهرة طبيعية والمفروض أن نعلن حالة الطوارئ المائية لأننا بلغنا الخطوط الحمراء.. ليست أمامنا حلول سحرية وعلينا حسن التصرف في المتوفرات ..''

وشدد على أهمية ترشيد الاستهلاك والتعامل بحكمة مع الظاهرة. كما لفت إلى الصعوبات التي يواجهها الفلاح، داعيا السلطات إلى مساعدته في هذا الظرف الدقيق والتعامل بجدية مع الوضع الذي تمر به البلاد...

يذكر أن الاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري كان قد دعا  وزارة الفلاحة، إلى التّعجيل بصرف المنح والنّظر في إمكانيّة الترفيع في سعر قبول الحبوب عند التجميع بصفة استثنائيّة.

وصدرت هذه الدعوة خلال جلسة عمل التأمت السبت الماضي جمعت وزير الفلاحة عبد المنعم بلعاتي، مع وفد عن المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين برئاسة نور الدين بن عياد .

وشدد ممثلو اتّحاد الفلاحين على ضرورة إرساء حوار تشاركي بين المنظمة ووزارة الفلاحة بخصوص متابعة الموسم الفلاحي والبرامج والسّياسات المستقبليّة.

كما استعرض المشاركون في الجلسة الوضعيّة الحالية للموارد المائية المتّسمة بالنقص الحاصل في الإيرادات نتيجة تراجع التساقطات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة للحدّ من أثار الجفاف على القطاع الفلاحي.

في هذا الخضم وأمام جميع التحديات سالفة الذكر يقف الفلاح في حيرة من أمره عاجزا، فهل من آذان صاغية؟

منال حرزي