إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ألوان البشرة في ميزان حضور المساواة بينها وغيابه في المجتمعات

 

الأستاذ: محمود الذوادي (*)

يُقال يقرأ الكتاب من عنوانه الذي اختاره المؤلف بحكمة وعمق تفكير وبلاغة في التعبير، أي يُفهم ويُستوعب محتوى الكتاب من عنوانه الذي يلخص في كلمات قصيرة بليغة مقولة صاحب الكتاب. بالمثل، يجوز القول إن خطاب الناس (كلامهم) حول البشر والأشياء يشير إلى مخزون رؤاهم ومواقفهم منهم ومنها التي تفسر أنواع سلوكياتهم نحوهم ونحوها. فخطاب التونسيين حول البشرة السوداء حمّال لثقل دلالات كثيرة غير سليمة في صلب طيات الشخصية القاعدية التونسية. يستعمل اليوم التونسيات والتونسيون كلمات يتحدثون بها عن أصحاب البشرة السوداء من القارة الإفريقية. يستعمل هؤلاء في المقام الأول في وصفهم لسود تلك القارة كلمة سمر أو عبارة ' سكان جنوب الصحراء'. يشير هذا الاستعمال إلى أبعاد جديرة بالكشف عن دلالاتها في كلام المستعملين لها. فاستعمال نعت أسمر/سمراء لوصف لون البشرة السوداء للذكر أو الأنثى وصف كاذب لأنه 'لا يسمي الأشياء بأسمائها'. أي لا يقول الحقيقة السليمة والنزيهة، إذ اللون الأسود ليس هو اللون الأسمر. فماذا وراء ظاهرة هذا الكذب الجماعي واستمرارها في المجتمع التونسي؟ فأسباب هذا السلوك الجماعي هي عوامل نفسية في المقام الأول رسخت في قاع الشخصية القاعدية التونسية التي تنفر من اللون الأسود في بشرة الناس ولا ترحب به. أما استعمال عبارة ' الأفارقة جنوب الصحراء' فهو استعمال لغوي دقيق جغرافيا ولكنه يتحاشى أيضا مثل كلمة 'أسمر/سمراء' وصف هؤلاء الأفارقة بالسود كأن وصفَ بشرتهم بالسواد عيب. وعبارة 'سكان جنوب الصحراء' لا تقترن هي الأخرى بأشياء إيجابية. فكلمة جنوب في الحديث عن المجتمعات توحي بوجود معالم التخلف في تلك المجتمعات. ومما يزيد الطين بلّ أن كلمة الصحراء نفسها مرتبطة في المخيال الجماعي التونسي وغيره بالجفاف والحرارة القاسية اللذين ليسا مصدرا للازدهار والتقدم وطيب الحياة فهذا الموقف النفسي الباطل من لون البشرة السوداء لدى أغلبية التونسيات والتونسيين هو الذي يجب اجتثاثه من رؤية الشخصية القاعدية التونسية التي تنفر من البشرة السوداء في المجتمع التونسي ذاته قبل المجتمعات الإفريقية السوداء البشرة.

عوامل التمييز بين ألوان البشرة

 فالأمثلة الميدانية كثيرة في هذا الصدد. يميل الناس في المجتمع التونسي ، مثلا، إلى تفضيل البشرة البيضاء على السمراء و السوداء خاصة . ومن ثم، تأتي البشرة السوداء في المرتبة الأخيرة في هذا الثلاثي من ألوان البشرة. في رؤية علماء الاجتماع تعتبر هذه الظاهرة واقعا اجتماعيا واسع الانتشار في المجتمع التونسي. تعود هذه النظرة الدونية للبشرة السوداء إلى خلفية تاريخية طويلة للسود كعبيد مما أثر في مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر بالطبع في الموقف النفسي السلبي للبيض والسمر نحوهم.فلماذا كان السلوك معهم هكذا؟ لا بد من فهم هذا الواقع الاجتماعي التاريخي لظاهرة العبيد التي احتل فيها أصحاب البشرة السوداء الصدارة منذ القدم. مهما كانت الأسباب للظاهرة ، نكتفي هنا بذكر وطرح بعض الانعكاسات وراء 'حُقرة' البشرة السوداء.

مضايقات زواج أصحاب البشرة السوداء من غيرها

إن المناداة في المجتمع التونسي خاصة بعد الثورة بالمساواة بين الأفراد والمجموعات العرقية واللغوية (الأمازيغ) والسلوكيات الجنسية المنحرفة وللمؤمنين والملحدين لا تكاد تذكر احترام مبدأ المساواة بين الألوان بين مواطني هذا المجتمع .فالبشرة السوداء لا تنعم بالمساواة خاصة في الزواج في المجتمع التونسي قبل الثورة وبعدها. يتعرض التونسي والتونسية ذويْ البشرة السوداء إلى مشاكل ومضايقات في محاولتهما الزواج من التونسيات والتونسيين أصحاب البشرة البيضاء أو حتى السمراء. تعاني الأنثى التونسية السوداء في هذا المجال أكثر من نظيرها الأسود، إذ لا يرحب التونسيون البيض والسمر بالزواج بها وذلك لسببين:

1- لونها الأسود الذي لا يرحب به معظم التونسيين أصحاب البشرة البيضاء أو السمراء.

2- لكونها أنثى/امرأة لا تنظر إليها ثقافة المجتمع بعين المساواة الكاملة مع الرجل.تفسر تلك النظرة التقليدية الدونية ما يجده الرجلُ الأسود التونسي من سهولة أكبر في زواجه من تونسية بيضاء أو سمراء. يجوز تعميم هذا الموقف على معظم المجتمعات العربية.

المساواة القرآنية بين ألوان البشرة وغيابها في غيرها

من جهتها، تساهم وسائل الإعلام بطريقة شبه تلقائية في استمرار نشر فكرة تفضيل لون البشرة البيضاء والسمراء على لون البشرة السوداء. على سبيل المثال، لا تصف تلك الوسائل قارة إفريقيا بأنها سوداء البشرة بل تصفها بأنها قارة سمراء. يعكس ذلك السلوك اللغوي نفورا من اللون الأسود في بشرة الناس والشعوب. أي كأنه من العيب قبول الاعتراف بلون البشرة السوداء واحترامه كحقيقة اجتماعية بارزة للجميع في المجتمع التونسي. فتغيير هذا الموقف المشين هو من أبجدية منظومة التعايش اللوني في ظل المساواة الحقيقية التي نجدها في موقف القرآن الكريم من هذا الأمر. فاختلاف بشرة ألوان الشعوب والفئات هو آية من آيات خلق الله للأجناس البشرية وليس تفضيلا لبعضها على البعض الآخر: " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمِين " (سورة الروم 22 ). ومن ثم، فنبل قيم المساواة والأخوة الكاملتين بين الناس لا يمكن أن يتم دون تبني نظرة مساواة كاملة بين ألوان البشرة لكي يصبح الاحترام المتساوي للألوان ميثاقا يلتزم ببنوده جميع الناس ويمارسونه بالكامل في حياتهم. ومن جهة أخرى، فكلام الجمهور التونسي الواسع يتحاشى استعمال كلمة 'أسود'، بل يلوذ غالبا إلى استعمال كلمة 'أكحل' بدلا عنها رغم أن للنعتين نفسَ المعنى وهو السواد. هناك مسحة نفسية في هذا السلوك اللغوي تشير شعوريا أو لاشعوريا إلى عدم الترحيب باللون الأسود في البشرة. ومنه، فاللجوء إلى استعمال مفردات أخرى تخفف من التصور السلبي للون الأسود لدى أغلبية ذلك الجمهور .

السمرة بين النفور منها والعشق لها

يمكن ضرب أمثلة كثيرة تشهد على موقف التونسيين وغيرهم من ألوان البشرة الثلاثة. مثلا، تتجلى دلالات كثيرة من مفردات حديث التونسيات والتونسيين عن رغبتهم في الذهاب إلى شواطئ البحر في فصل الصيف. تظهر تلك الدلالات في تحاشيهم عموما كسب السمرة أثناء الجلوس على رمال شواطئ البحر. يذكر هؤلاء أنهم يودون الذهاب إلى الشواطئ للسباحة والتمتع بالهواء النقي وبالماء المالح الذي هو شفاء لكثير من الأمراض وتبديل الجو إلخ ....أما استعمالهم لعبارة 'اكتساب السمرة' فهو يكاد يكون غائبا تماما. وهذا عكس ما لاحظته شخصيا في المجتمع الأمريكي أثناء دراستي الجامعية. فالزملاء من الطلبة الأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء طالما كانوا ينتظرون بفارغ الصبر عطلة الشتاء في آخر السنة (شهر ديسمبر) ليسافروا إلى ولاية فلوريدا للسباحة وكسب سمرة بشرتهم من أشعة الشمس نظرا للطقس الدافئ في تلك الفترة في ولاية فلوريدا. ويشهد التونسيات والتونسيون رغبة السياح أصحاب البشرة البيضاء في كسب رهان تاج السمرة على الشواطئ التونسية. تشير هذه المقارنة إلى أن كثيرا من التونسيات والتونسيين لم يطبعوا علاقاتهم النفسية مع اللونين الأسود والأسمر بحيث تصبح تصوراتهم الذهنية وسلوكياتهم نحو ألوان البشرة الثلاثة متساوية وراسخة في قاع الشخصية التونسية. فرفع راية مثل ذلك التغيير النفسي والاجتماعي الشامل في البلاد التونسية يمثل مكسبا عظيما لصالح العيش الكريم للجميع في هذا الوطن ولعلاقته الجيدة مع مواطني القارة السوداء التي يجب أن تبقى سياسة ثابتة لا تزلزلها زوابع السياسة العارضة وغيرها من المطبّات.

*عالم الاجتماع

 

 

ألوان البشرة في ميزان حضور المساواة بينها وغيابه في المجتمعات

 

الأستاذ: محمود الذوادي (*)

يُقال يقرأ الكتاب من عنوانه الذي اختاره المؤلف بحكمة وعمق تفكير وبلاغة في التعبير، أي يُفهم ويُستوعب محتوى الكتاب من عنوانه الذي يلخص في كلمات قصيرة بليغة مقولة صاحب الكتاب. بالمثل، يجوز القول إن خطاب الناس (كلامهم) حول البشر والأشياء يشير إلى مخزون رؤاهم ومواقفهم منهم ومنها التي تفسر أنواع سلوكياتهم نحوهم ونحوها. فخطاب التونسيين حول البشرة السوداء حمّال لثقل دلالات كثيرة غير سليمة في صلب طيات الشخصية القاعدية التونسية. يستعمل اليوم التونسيات والتونسيون كلمات يتحدثون بها عن أصحاب البشرة السوداء من القارة الإفريقية. يستعمل هؤلاء في المقام الأول في وصفهم لسود تلك القارة كلمة سمر أو عبارة ' سكان جنوب الصحراء'. يشير هذا الاستعمال إلى أبعاد جديرة بالكشف عن دلالاتها في كلام المستعملين لها. فاستعمال نعت أسمر/سمراء لوصف لون البشرة السوداء للذكر أو الأنثى وصف كاذب لأنه 'لا يسمي الأشياء بأسمائها'. أي لا يقول الحقيقة السليمة والنزيهة، إذ اللون الأسود ليس هو اللون الأسمر. فماذا وراء ظاهرة هذا الكذب الجماعي واستمرارها في المجتمع التونسي؟ فأسباب هذا السلوك الجماعي هي عوامل نفسية في المقام الأول رسخت في قاع الشخصية القاعدية التونسية التي تنفر من اللون الأسود في بشرة الناس ولا ترحب به. أما استعمال عبارة ' الأفارقة جنوب الصحراء' فهو استعمال لغوي دقيق جغرافيا ولكنه يتحاشى أيضا مثل كلمة 'أسمر/سمراء' وصف هؤلاء الأفارقة بالسود كأن وصفَ بشرتهم بالسواد عيب. وعبارة 'سكان جنوب الصحراء' لا تقترن هي الأخرى بأشياء إيجابية. فكلمة جنوب في الحديث عن المجتمعات توحي بوجود معالم التخلف في تلك المجتمعات. ومما يزيد الطين بلّ أن كلمة الصحراء نفسها مرتبطة في المخيال الجماعي التونسي وغيره بالجفاف والحرارة القاسية اللذين ليسا مصدرا للازدهار والتقدم وطيب الحياة فهذا الموقف النفسي الباطل من لون البشرة السوداء لدى أغلبية التونسيات والتونسيين هو الذي يجب اجتثاثه من رؤية الشخصية القاعدية التونسية التي تنفر من البشرة السوداء في المجتمع التونسي ذاته قبل المجتمعات الإفريقية السوداء البشرة.

عوامل التمييز بين ألوان البشرة

 فالأمثلة الميدانية كثيرة في هذا الصدد. يميل الناس في المجتمع التونسي ، مثلا، إلى تفضيل البشرة البيضاء على السمراء و السوداء خاصة . ومن ثم، تأتي البشرة السوداء في المرتبة الأخيرة في هذا الثلاثي من ألوان البشرة. في رؤية علماء الاجتماع تعتبر هذه الظاهرة واقعا اجتماعيا واسع الانتشار في المجتمع التونسي. تعود هذه النظرة الدونية للبشرة السوداء إلى خلفية تاريخية طويلة للسود كعبيد مما أثر في مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر بالطبع في الموقف النفسي السلبي للبيض والسمر نحوهم.فلماذا كان السلوك معهم هكذا؟ لا بد من فهم هذا الواقع الاجتماعي التاريخي لظاهرة العبيد التي احتل فيها أصحاب البشرة السوداء الصدارة منذ القدم. مهما كانت الأسباب للظاهرة ، نكتفي هنا بذكر وطرح بعض الانعكاسات وراء 'حُقرة' البشرة السوداء.

مضايقات زواج أصحاب البشرة السوداء من غيرها

إن المناداة في المجتمع التونسي خاصة بعد الثورة بالمساواة بين الأفراد والمجموعات العرقية واللغوية (الأمازيغ) والسلوكيات الجنسية المنحرفة وللمؤمنين والملحدين لا تكاد تذكر احترام مبدأ المساواة بين الألوان بين مواطني هذا المجتمع .فالبشرة السوداء لا تنعم بالمساواة خاصة في الزواج في المجتمع التونسي قبل الثورة وبعدها. يتعرض التونسي والتونسية ذويْ البشرة السوداء إلى مشاكل ومضايقات في محاولتهما الزواج من التونسيات والتونسيين أصحاب البشرة البيضاء أو حتى السمراء. تعاني الأنثى التونسية السوداء في هذا المجال أكثر من نظيرها الأسود، إذ لا يرحب التونسيون البيض والسمر بالزواج بها وذلك لسببين:

1- لونها الأسود الذي لا يرحب به معظم التونسيين أصحاب البشرة البيضاء أو السمراء.

2- لكونها أنثى/امرأة لا تنظر إليها ثقافة المجتمع بعين المساواة الكاملة مع الرجل.تفسر تلك النظرة التقليدية الدونية ما يجده الرجلُ الأسود التونسي من سهولة أكبر في زواجه من تونسية بيضاء أو سمراء. يجوز تعميم هذا الموقف على معظم المجتمعات العربية.

المساواة القرآنية بين ألوان البشرة وغيابها في غيرها

من جهتها، تساهم وسائل الإعلام بطريقة شبه تلقائية في استمرار نشر فكرة تفضيل لون البشرة البيضاء والسمراء على لون البشرة السوداء. على سبيل المثال، لا تصف تلك الوسائل قارة إفريقيا بأنها سوداء البشرة بل تصفها بأنها قارة سمراء. يعكس ذلك السلوك اللغوي نفورا من اللون الأسود في بشرة الناس والشعوب. أي كأنه من العيب قبول الاعتراف بلون البشرة السوداء واحترامه كحقيقة اجتماعية بارزة للجميع في المجتمع التونسي. فتغيير هذا الموقف المشين هو من أبجدية منظومة التعايش اللوني في ظل المساواة الحقيقية التي نجدها في موقف القرآن الكريم من هذا الأمر. فاختلاف بشرة ألوان الشعوب والفئات هو آية من آيات خلق الله للأجناس البشرية وليس تفضيلا لبعضها على البعض الآخر: " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمِين " (سورة الروم 22 ). ومن ثم، فنبل قيم المساواة والأخوة الكاملتين بين الناس لا يمكن أن يتم دون تبني نظرة مساواة كاملة بين ألوان البشرة لكي يصبح الاحترام المتساوي للألوان ميثاقا يلتزم ببنوده جميع الناس ويمارسونه بالكامل في حياتهم. ومن جهة أخرى، فكلام الجمهور التونسي الواسع يتحاشى استعمال كلمة 'أسود'، بل يلوذ غالبا إلى استعمال كلمة 'أكحل' بدلا عنها رغم أن للنعتين نفسَ المعنى وهو السواد. هناك مسحة نفسية في هذا السلوك اللغوي تشير شعوريا أو لاشعوريا إلى عدم الترحيب باللون الأسود في البشرة. ومنه، فاللجوء إلى استعمال مفردات أخرى تخفف من التصور السلبي للون الأسود لدى أغلبية ذلك الجمهور .

السمرة بين النفور منها والعشق لها

يمكن ضرب أمثلة كثيرة تشهد على موقف التونسيين وغيرهم من ألوان البشرة الثلاثة. مثلا، تتجلى دلالات كثيرة من مفردات حديث التونسيات والتونسيين عن رغبتهم في الذهاب إلى شواطئ البحر في فصل الصيف. تظهر تلك الدلالات في تحاشيهم عموما كسب السمرة أثناء الجلوس على رمال شواطئ البحر. يذكر هؤلاء أنهم يودون الذهاب إلى الشواطئ للسباحة والتمتع بالهواء النقي وبالماء المالح الذي هو شفاء لكثير من الأمراض وتبديل الجو إلخ ....أما استعمالهم لعبارة 'اكتساب السمرة' فهو يكاد يكون غائبا تماما. وهذا عكس ما لاحظته شخصيا في المجتمع الأمريكي أثناء دراستي الجامعية. فالزملاء من الطلبة الأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء طالما كانوا ينتظرون بفارغ الصبر عطلة الشتاء في آخر السنة (شهر ديسمبر) ليسافروا إلى ولاية فلوريدا للسباحة وكسب سمرة بشرتهم من أشعة الشمس نظرا للطقس الدافئ في تلك الفترة في ولاية فلوريدا. ويشهد التونسيات والتونسيون رغبة السياح أصحاب البشرة البيضاء في كسب رهان تاج السمرة على الشواطئ التونسية. تشير هذه المقارنة إلى أن كثيرا من التونسيات والتونسيين لم يطبعوا علاقاتهم النفسية مع اللونين الأسود والأسمر بحيث تصبح تصوراتهم الذهنية وسلوكياتهم نحو ألوان البشرة الثلاثة متساوية وراسخة في قاع الشخصية التونسية. فرفع راية مثل ذلك التغيير النفسي والاجتماعي الشامل في البلاد التونسية يمثل مكسبا عظيما لصالح العيش الكريم للجميع في هذا الوطن ولعلاقته الجيدة مع مواطني القارة السوداء التي يجب أن تبقى سياسة ثابتة لا تزلزلها زوابع السياسة العارضة وغيرها من المطبّات.

*عالم الاجتماع