*حين يضل الانسان طريقه ويلعب دورا غير دوره في مجتمع ممسوخ
سخرية سوداء ..تكثيف ..ايحاءات.. ضغط على الجراح وتعميق للوجع
تونس – الصباح
نزل الكاتب محمد بليغ التركي ضيفا على فضاء "الهادي التركي للفن والثقافة "واحتفى به الرواد والقائمون على شؤون الفضاء وأصدقاء هذا الكاتب وقراؤه الذين استجابوا للدعوة مساء يوم الجمعة 18 نوفمبر وأرادوا اكتشاف هذا الفضاء الثقافي الجديد الذي يكرم ويخلد اسم الرسام الهادي التركي من ناحية ومزيد التعرف على كاتبهم من ناحية ثانية وخاصة بعد ان ترجمت روايته l’exil au temple des étrangers " الى اللغة العربية وصدرت في طبعة ثانية .
محمد بليغ التركي هو كاتب وروائي تونسي يكتب باللغة الفرنسية وترجمت كل اعماله تقريبا الى اللغة العربية ترجم له كتاب تونسيين من بينهم محمد فطومي وحاتم سعيد ومعز البجاوي ومن بين اصداراته نجد :
Etre et Mal-êtreمجموعة قصصية
Les vieux chalutiersمجموعة قصصية
L’Amour au temps de la honteرواية " الحب زمن العار "
L’Exil au Temple des étrangersرواية " الهجرة الى معبد الغرباء"
وقد اهتم النقاد في تونس بمنجزه وكتبتعشرات الدراسات والمقالات حول كتاباته وخاصّة عن رِوايتيه " L’Amour au temps de la honte وL’Exil au Temple des étrangers.
حضور نوعي حلق في سماء الروح والوجدان
كان الحضور في هذا اللقاء نوعيا أضاف الكثير من القداسة على معبد الفن والابداع والمؤانسة وحلّق عاليا في سماء الروح والوجدان.. لقاء حميمي منعش للروح والذاكرة شيق وموحي بالكثير من الافكار ومحرك للأحاسيس والمشاعر النبيلة ، اسعد الكاتب محمد بليغ التركي حسبما صرح به لـ "لصباح " تماما مثلما اسعده حضور مديرة الفضاء وعدد من الشعراء والكتاب والفنانين والرسامين وكان من بينهم محمد سمير التركي مدير مهرجان فنون المتوسط والفنان التشكيلي سليم الصغير والكتاب مختار بن اسماعيل وحياة الحاج خليل والأستاذة وصال عكروت وعبد الكريم تواتي باحث في الحضارة القرطاجية البونيقية وفي التصوف والممثلة فاطمة بنور وفاطمة بن محمود الموظفة بمعهد التراث والناشطة في المجتمع المدني ، كما حضر الموسيقى حمادي عوينة ومن المفكرين جمال الشريف .
في معبد الفن والابداع والمؤانسة " الهادي التركي للفن والثقافة "اختار الحضور الابتعاد عن طريقة الاحتفاء الرسمية الكلاسيكية بالكتاب وبالشعراء التي تعتمد على دراسة يعدها ناقد ويتم الانطلاق منها للحديث والتعليق وإلقاء الاسئلة على الضيف ولعل هذا ما شجع الحضور على الادلاء بدلوهم والمشاركة في الجلسة تساؤلا وتقييما وإبداءً للرأي.
وقد تولى الفنان التشكيلي محمد مالكي محاورة الكاتب محمد بليغ التركي لتكون الجلسة مفتوحة خارجة عن المالوف بحيث تولى الضيوف القاء الاسئلة والتعاليق وتجاذب اطراف الحديث حول مسيرة الكاتب وما ورد في روايته من افكار وآراء ورسائل وحول اسلوب كتابتها وناقشوه وكان من بين المتدخلين الشاعرة حياة الحاج خليل التي قالت : "الهجرة الى معبد الغرباء أو حين لا يترك لنا الكاتب الخيار لمرافقته عبر السطور وبين السطور في رحلة شعرية تكون الصور فيها رؤى ويكون الوصول بداية جديدة. رواية تقرأ بصوت عال وامام المرآة كطفل يستكشف ما ينطق.
المحبة سبب الوجود .. المحبة دين الله
خلال اللقاء شكر الكاتب محمد بليغ التركي سميرة التركي حرم ترجمان مديرة الفضاء ومحمد سمير التركي مدير مهرجان فنون المتوسط على تكريمه وعلى برمجته في أول لقاء ادبي من لقاءات فضاء الهادي التركي للفن والثقافة ، ثم قرأ من الفصل السادس من روايته الرسالة التي تركها المهاجر الى معبد الغرباء أي بطل روايته "الهجرة الى معبد الغرباء "لابنه وقال : "...وهذا الكتاب هو رحلة إنسان ترك ولده ليحرس الدار حين راح ليحضر فرحة كبيرة ومهرجانا فيه كارنفال دام سنوات طويلة ونسي ولده وعندما عاد إليه بعد الفراق وجده صار متوحشا فحاول ان يربيه من جديد لذا فان المحتوى هو بحث الإنسان عن ذاته التي أضاع الطريق إليها حين لعب دورا غير دوره في مجتمع ممسوخ". بعد قراءة الفصل الثامن عبّر الاستاذ عبد الكريم التواتي عن إعجابه بالعنوان الذي لخص رحلة بحث الإنسان عن حقيقة وجوده ولاحظ المفكر جمال الشريف ان رحلة البطل" : ... تبدا بإنكار الأنا حتى يعرف خالقه فالتعلق بالصورة يجعل الإنسان سطحيا يحيا ولا يعلم السبب الحقيقي من خلقه" .
ورأى كمال لوحايشي المستشار في الدبلوماسية الاقتصادية والباحث في التصوف أن الهجرة هي رحلة المتصوفة ابن عربي وجلال الدين الرومي وغيرهما من المحبين. وعن المحبة تحدثت صاحبة ومدير الفضاء سميرة التركي الترجمان وقالت انها سبب الوجود في هذا العالم وهي -أي المحبة- دين الله كما قال محمد سميرالتركي .
جوانب فلسفية..روحانية ..والقارئ شخصية رئيسية غصبا عنه
وضحت فاطمة بن محمود المسؤولة في معهد التراث أن المعبد في عنوان الرواية هو الروح وعالمنا الداخلي والهجرة ليست من المكان وانما هي من حال إلى حال. وصرحت بعد اللقاء بأنها سعدت واستفادت كثيرا بحضور اللقاء الذي وصفته بالممتاز وقالت :" ...اسعدني هذا اللقاء الذي جمعني بعدة اشخاص من المثقفين المتميزين والمبدعين من فنانين وشعراء... وبحضوري للتكريم وللاحتفاء بالكاتب المبدع المتميز محمد بليغ التركي صاحب كتاب "الهجرة الى معبد الغرباء "، بالفضاء الثقافي الهادي التركي استمتعت بالتقديم الجيد للكتاب . وجلب انتباهي العنوان المشوق الذي يدفع القارئ بكل شغف لتصفح وقراءة الكتاب الذي من خلاله فهمت ان الكاتب أراد أن يهاجر بمشاعره وأحاسيسه إلى المعبد الذي يقصد به الخلوة لأن كل واحد منا وفي بعض الفترات وخاصة بعد إرهاق أو تعب يريد أن ينفرد بنفسه في مكان بعيد عن الناس وعن الانظار ويترك الروتين جانبا ويدخل عالم الروحانيات لمراجعة النفس ... وقد اكتشفت ان هذا الكتاب يحتوي على عدة جوانب منها الفلسفي ، والروحاني ، ولاحظت ان كل من يقرأ الرواية سيجد نفسه كشخصية رئيسية فيها. وهو ما يدفعني لان اتمنى للكاتب محمد التركي المزيد من التألق والنجاح والمزيد من الكتابة والإبداع" .
وفي حديثه عن اللقاء وعن مستوى اثارة اشكاليات رواية "الهجرة الى معبد الغراباء "وتناول محاوره والبحث في اهدافه والمستهدفين من رسائله وما طرحه من افكار قال محمد بليغ التركي للصباح ان الفرق بين تقديم الكتاب في هذا اللقاء وغيره من اللقاءات هو أن تناوله لم يكن في شكله ولكن في رسالته... ورسالة الكتاب هي التخلص من القناع الذي نشارك به في حفلات المنظومة البائسة والبحث عن معبد الغرباء واللقاء مع الحبيب".
يذكر ان فضاء فن وثقافة الهادي التّركي مقره 50 شارع شارل نيكول، حيّ المهرجان. وانه ينظم لقاءات فنية وأدبية بصفة شهرية ومعارض للفنون التشكيلية وتوجد به مكتبة ومقهى ثقافي ويحمل اسم الرسام الهادي التركي الذي توفي يوم 31 مارس من سنة 2019 وقد كان رمزا من أبرز رموز الفن التشكيلي بتونس ورائدا من رواد الفن التجريدي حيث تميّز أسلوبه الخاص في البحث عن التواصل بين الأصالة والحداثة في لوحاته.
اللقاء القادم في فضاء "الهادي التركي للفن والثقافة" سيكون ضيفه الرئيسي المفكر جمال الشريف وسيكون عن التصوف وعن الحياة بعد الموت في الشرق والغرب.
علياء بن نحيلة
*حين يضل الانسان طريقه ويلعب دورا غير دوره في مجتمع ممسوخ
سخرية سوداء ..تكثيف ..ايحاءات.. ضغط على الجراح وتعميق للوجع
تونس – الصباح
نزل الكاتب محمد بليغ التركي ضيفا على فضاء "الهادي التركي للفن والثقافة "واحتفى به الرواد والقائمون على شؤون الفضاء وأصدقاء هذا الكاتب وقراؤه الذين استجابوا للدعوة مساء يوم الجمعة 18 نوفمبر وأرادوا اكتشاف هذا الفضاء الثقافي الجديد الذي يكرم ويخلد اسم الرسام الهادي التركي من ناحية ومزيد التعرف على كاتبهم من ناحية ثانية وخاصة بعد ان ترجمت روايته l’exil au temple des étrangers " الى اللغة العربية وصدرت في طبعة ثانية .
محمد بليغ التركي هو كاتب وروائي تونسي يكتب باللغة الفرنسية وترجمت كل اعماله تقريبا الى اللغة العربية ترجم له كتاب تونسيين من بينهم محمد فطومي وحاتم سعيد ومعز البجاوي ومن بين اصداراته نجد :
Etre et Mal-êtreمجموعة قصصية
Les vieux chalutiersمجموعة قصصية
L’Amour au temps de la honteرواية " الحب زمن العار "
L’Exil au Temple des étrangersرواية " الهجرة الى معبد الغرباء"
وقد اهتم النقاد في تونس بمنجزه وكتبتعشرات الدراسات والمقالات حول كتاباته وخاصّة عن رِوايتيه " L’Amour au temps de la honte وL’Exil au Temple des étrangers.
حضور نوعي حلق في سماء الروح والوجدان
كان الحضور في هذا اللقاء نوعيا أضاف الكثير من القداسة على معبد الفن والابداع والمؤانسة وحلّق عاليا في سماء الروح والوجدان.. لقاء حميمي منعش للروح والذاكرة شيق وموحي بالكثير من الافكار ومحرك للأحاسيس والمشاعر النبيلة ، اسعد الكاتب محمد بليغ التركي حسبما صرح به لـ "لصباح " تماما مثلما اسعده حضور مديرة الفضاء وعدد من الشعراء والكتاب والفنانين والرسامين وكان من بينهم محمد سمير التركي مدير مهرجان فنون المتوسط والفنان التشكيلي سليم الصغير والكتاب مختار بن اسماعيل وحياة الحاج خليل والأستاذة وصال عكروت وعبد الكريم تواتي باحث في الحضارة القرطاجية البونيقية وفي التصوف والممثلة فاطمة بنور وفاطمة بن محمود الموظفة بمعهد التراث والناشطة في المجتمع المدني ، كما حضر الموسيقى حمادي عوينة ومن المفكرين جمال الشريف .
في معبد الفن والابداع والمؤانسة " الهادي التركي للفن والثقافة "اختار الحضور الابتعاد عن طريقة الاحتفاء الرسمية الكلاسيكية بالكتاب وبالشعراء التي تعتمد على دراسة يعدها ناقد ويتم الانطلاق منها للحديث والتعليق وإلقاء الاسئلة على الضيف ولعل هذا ما شجع الحضور على الادلاء بدلوهم والمشاركة في الجلسة تساؤلا وتقييما وإبداءً للرأي.
وقد تولى الفنان التشكيلي محمد مالكي محاورة الكاتب محمد بليغ التركي لتكون الجلسة مفتوحة خارجة عن المالوف بحيث تولى الضيوف القاء الاسئلة والتعاليق وتجاذب اطراف الحديث حول مسيرة الكاتب وما ورد في روايته من افكار وآراء ورسائل وحول اسلوب كتابتها وناقشوه وكان من بين المتدخلين الشاعرة حياة الحاج خليل التي قالت : "الهجرة الى معبد الغرباء أو حين لا يترك لنا الكاتب الخيار لمرافقته عبر السطور وبين السطور في رحلة شعرية تكون الصور فيها رؤى ويكون الوصول بداية جديدة. رواية تقرأ بصوت عال وامام المرآة كطفل يستكشف ما ينطق.
المحبة سبب الوجود .. المحبة دين الله
خلال اللقاء شكر الكاتب محمد بليغ التركي سميرة التركي حرم ترجمان مديرة الفضاء ومحمد سمير التركي مدير مهرجان فنون المتوسط على تكريمه وعلى برمجته في أول لقاء ادبي من لقاءات فضاء الهادي التركي للفن والثقافة ، ثم قرأ من الفصل السادس من روايته الرسالة التي تركها المهاجر الى معبد الغرباء أي بطل روايته "الهجرة الى معبد الغرباء "لابنه وقال : "...وهذا الكتاب هو رحلة إنسان ترك ولده ليحرس الدار حين راح ليحضر فرحة كبيرة ومهرجانا فيه كارنفال دام سنوات طويلة ونسي ولده وعندما عاد إليه بعد الفراق وجده صار متوحشا فحاول ان يربيه من جديد لذا فان المحتوى هو بحث الإنسان عن ذاته التي أضاع الطريق إليها حين لعب دورا غير دوره في مجتمع ممسوخ". بعد قراءة الفصل الثامن عبّر الاستاذ عبد الكريم التواتي عن إعجابه بالعنوان الذي لخص رحلة بحث الإنسان عن حقيقة وجوده ولاحظ المفكر جمال الشريف ان رحلة البطل" : ... تبدا بإنكار الأنا حتى يعرف خالقه فالتعلق بالصورة يجعل الإنسان سطحيا يحيا ولا يعلم السبب الحقيقي من خلقه" .
ورأى كمال لوحايشي المستشار في الدبلوماسية الاقتصادية والباحث في التصوف أن الهجرة هي رحلة المتصوفة ابن عربي وجلال الدين الرومي وغيرهما من المحبين. وعن المحبة تحدثت صاحبة ومدير الفضاء سميرة التركي الترجمان وقالت انها سبب الوجود في هذا العالم وهي -أي المحبة- دين الله كما قال محمد سميرالتركي .
جوانب فلسفية..روحانية ..والقارئ شخصية رئيسية غصبا عنه
وضحت فاطمة بن محمود المسؤولة في معهد التراث أن المعبد في عنوان الرواية هو الروح وعالمنا الداخلي والهجرة ليست من المكان وانما هي من حال إلى حال. وصرحت بعد اللقاء بأنها سعدت واستفادت كثيرا بحضور اللقاء الذي وصفته بالممتاز وقالت :" ...اسعدني هذا اللقاء الذي جمعني بعدة اشخاص من المثقفين المتميزين والمبدعين من فنانين وشعراء... وبحضوري للتكريم وللاحتفاء بالكاتب المبدع المتميز محمد بليغ التركي صاحب كتاب "الهجرة الى معبد الغرباء "، بالفضاء الثقافي الهادي التركي استمتعت بالتقديم الجيد للكتاب . وجلب انتباهي العنوان المشوق الذي يدفع القارئ بكل شغف لتصفح وقراءة الكتاب الذي من خلاله فهمت ان الكاتب أراد أن يهاجر بمشاعره وأحاسيسه إلى المعبد الذي يقصد به الخلوة لأن كل واحد منا وفي بعض الفترات وخاصة بعد إرهاق أو تعب يريد أن ينفرد بنفسه في مكان بعيد عن الناس وعن الانظار ويترك الروتين جانبا ويدخل عالم الروحانيات لمراجعة النفس ... وقد اكتشفت ان هذا الكتاب يحتوي على عدة جوانب منها الفلسفي ، والروحاني ، ولاحظت ان كل من يقرأ الرواية سيجد نفسه كشخصية رئيسية فيها. وهو ما يدفعني لان اتمنى للكاتب محمد التركي المزيد من التألق والنجاح والمزيد من الكتابة والإبداع" .
وفي حديثه عن اللقاء وعن مستوى اثارة اشكاليات رواية "الهجرة الى معبد الغراباء "وتناول محاوره والبحث في اهدافه والمستهدفين من رسائله وما طرحه من افكار قال محمد بليغ التركي للصباح ان الفرق بين تقديم الكتاب في هذا اللقاء وغيره من اللقاءات هو أن تناوله لم يكن في شكله ولكن في رسالته... ورسالة الكتاب هي التخلص من القناع الذي نشارك به في حفلات المنظومة البائسة والبحث عن معبد الغرباء واللقاء مع الحبيب".
يذكر ان فضاء فن وثقافة الهادي التّركي مقره 50 شارع شارل نيكول، حيّ المهرجان. وانه ينظم لقاءات فنية وأدبية بصفة شهرية ومعارض للفنون التشكيلية وتوجد به مكتبة ومقهى ثقافي ويحمل اسم الرسام الهادي التركي الذي توفي يوم 31 مارس من سنة 2019 وقد كان رمزا من أبرز رموز الفن التشكيلي بتونس ورائدا من رواد الفن التجريدي حيث تميّز أسلوبه الخاص في البحث عن التواصل بين الأصالة والحداثة في لوحاته.
اللقاء القادم في فضاء "الهادي التركي للفن والثقافة" سيكون ضيفه الرئيسي المفكر جمال الشريف وسيكون عن التصوف وعن الحياة بعد الموت في الشرق والغرب.