إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ملفات "الصباح" .. مشاريع كبرى معطلة في كل الجهات ..والدولة المسؤولة!!

استشاري في استراتيجيات الاستثمار لـ"الصباح" : هناك مشاريع برمجت منذ تسعينات القرن الماضي

تونس-الصباح

ميناء المياه العميقة ، المدينة الرياضية، المرفأ المالي  مدينة القرن، مشروع تبرورة ، سما دبي وسوق الإنتاج بالوسط..  هذه المشاريع  وغيرها من المشاريع الضخمة  التي تم الإعلان عنها منذ سنوات  والى اليوم مازالت تشهد تعطيلا.

مشاريع إما وقع التخلي عنها أو أنها في مرحلة الدراسات أو التخطيط أو طلب العروض .مشاريع في كل مناطق البلاد تنتظر الانجاز باستثمارات ضخمة ستمكن من خلق مواطن شغل من جهة وجلب  العملة الصعبة على اعتبار أن أغلبها  يندرج في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص .

"الصباح" فتحت ملف المشاريع الكبرى المبرمجة في الجهات في كل من القيروان وبنزرت وصفاقس وسيدي بوزيد وأيضا جندوبة ، للوقوف على مدى تقدمها والتعطيلات التي تعاني منها.

 وعن الأهمية التي تمثلها المشاريع الكبرى في هذا الظرف الاقتصادي الدقيق تحدثت "الصباح" مع الخبير الاقتصادي الاستشاري في استراتيجيات الاستثمار محمد الصادق جبنون لـ"الصباح " حيث اكد ان الاستثمار من اهم المحركات الاقتصادية على الإطلاق فهو رافد من روافد التنمية كما أنه جالب للعملة الصعبة خاصة إذا كان المستثمر اجنبي ، كما يمكن من خلق مواطن شغل ودفع عجلة الاقتصاد.

وبين أن المشاريع الاستثنائية الكبرى تلك التي يقوم بها القطاع الخاص والتي تفوق قيمتها 500 مليون دولار .

واكد ان العديد من المشاريع الكبرى في تونس تمت برمجتها منذ تسعينات القرن الماضي على غرار سما دبي... وغيرها الا أنها الى اليوم مازالت لم تر النور، وهي مشاريع لا يمكن ادراجها ضمن الإطار التقليدي للاستثمار، وفق قوله.

واشار الخبير الاقتصادي أن هذه المشاريع تشهد تعطيلات من حيث الدراسات ودراسة الجدوى فيما انطلق البعض منها في الانجاز .

واعتبر أن الخروج من الازمة الحالية يتطلب جلب الاستثمارات خاصة أنه وبعد أزمة "الكوفيد" تنامى الاتجاه من العولمة الكاملة الى العولمة الجهوية ، ما يعني أن الدولة الاوروبية وغيرها من الدول الكبرى وضعت خطة للتعافي الاقتصادي بعد انتشار وباء كورونا وهي بصدد إنجازها اليوم، وهي خطة تقوم على استثمار القرب وهو الاستثمار في في الدولة القريبة .

وابرز أنه لابد من العمل على جلب استثمارات كبرى وهي متاحة اليوم، وفق تأكيده،  على اعتبار أن كل دول العالم تبحث عن توطين الاستثمار في دولة قريبة منها.

وابرز الاستشاري في استراتيجيات الاستثمار أن تواجد تونس في حوض البحر الأبيض المتوسط يمكنها من جلب استثمارات اوروبية أمريكية واسيوية من شأنها أن تعطي دفعا اقتصاديا وتجاريا لبلادنا.

وشدد ان استثمارات القطاع الخاص هي الأهم لانعاش الاقتصاد،  ومثالا على ذلك ما يحصل في مصر التي قامت بمنح التأشيرة الذهبية للمستثمرين تمكنهم من التسريع في انجاز مشاريعهم دون اية تعطيلات، حسب تأكيده.

حنان قيراط

مستشفى الملك سلمان.. عشرات الجلسات أفرزت تواريخ للدراسات والإنجاز بقيت حبرا على ورق

 

p6n5.jpg

القيروان-الصباح

منذ أكثر من 05 سنوات ينتظر مواطنو ولاية القيروان انطلاق أشغال المستشفى  الجامعي "الملك سلمان بن عبد العزيز " حيث يعتبرونه  مشروعا رائدا سيساعد على تحسين الخدمات الصحية الهشة لولاية تمسح 657 ألف هكتار وتضم 13 معتمدية وتعد قرابة 650 ألف نسمة  وتحيط بها 06 ولايات مجاورة . وفي هذا السياق تفتح "الصباح" ملف مشروع المستشفى الجامعي الملك سلمان، وللوقوف على مدى تقدم انجاز المشروع كانت لنا لقاءات بعدد من الأطراف على غرار ناشط بالمجتمع المدني بالقيروان والكاتب العام للفرع الجامعي للصحة ومدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة .

  هبة سعودية من 2017

جاء في الأمر الحكومي 1095 لسنة 2017 المؤرخ في 5 أكتوبر 2017 المتعلق بإبرام مذكرة تفاهم بين الحكومة التونسية وحكومة المملكة العربية السعودية بخصوص منح هبة من الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 85 مليون دولار للمساهمة في تمويل مشروع بناء وتجهيز المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز . وخلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى تونس يوم الجمعة 29 مارس 2019 تم رفقة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي إزاحة الستار في قصر قرطاج  لوضع حجر الأساس لهذا المشروع .

وسيقام المستشفى وفق المخطط المعلن عنه، على مساحة جملية تقدر بـ15 هكتارا على الطريق الحزامية بجنوب مدينة القيروان وبطاقة استيعاب تصل إلى 500 سرير قابل للتوسعة إلى 770 سريرا، وأكثر من 21 تخصصًا طبيا وشبه طبي ، من بينها تخصصات طبية حديثة، وسيتم تزويد المستشفى بأحدث المعدات الطبية والتقنية في العالم.

جائحة كورونا عطلت المشروع

 وحسب وحدة التصرف حسب الأهداف لمتابعة المشاريع الممولة بهبات وقروض خارجية بوزارة الصحة بخصوص  مشروع "المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز" فإن أشغاله انطلقت تحديدا  بتاريخ 21 جويلية 2022  لتتواصل على امتداد 3 سنوات وأشارت الوحدة بأن المشروع هو حاليا في مرحلة الدراسات التمهيدية الموجزة بعد أن انطلقت منذ شهر فيفري 2020 ، هذا  سجل تعليق الاجال التعاقدية لمرتين دامت الأولى أكثر من 5 أشهر والثانية حوالي 4 أشهر وشهدت صعوبات عدة بسبب عدم إمكانية التواصل مع الاستشاري السعودي بسبب جائحة كورونا.

وأضافت الوحدة بأن المصادقة تمت خلال شهر أفريل 2021 على المرحلة الأولى من المشروع والمتمثلة في"الفكرة المعمارية والبرنامج الفراغي وميزانية المشروع" في انتظار المصادقة على المراحل الأربع الأخرى رغم اتمام المرحلتين الثانية والثالثة المتمثلتين في التصميم الإبتدائي وتطوير التصميم وأما المرحلة الرابعة فهي تتمثل في تجهيز المخططات التنفيذية وقد انطلقت منذ 19 أكتوبر 2021 ولم تنته بعد.

ومن المتوقع انطلاق المرحلة الأخيرة وهي مرحلة طلب العروض وفحصها خلال النصف الثاني من شهر جانفي من العام المقبل 2023 الى حين انطلاق تنفيذ المشروع خلال شهر جويلية من نفس السنة.

وخلّفت خلال السنوات الماضية الاتفاقية المبرمة بين تونس والجانب السعودي جدلا واسعا نتيجة عدم التنصيص على تعيين مراقب فني أو التكفل بمصاريفه باعتبار ان المشاريع التي تنجز بالمملكة لا تخضع لمراقبة فنية خلافا للمتعامل به بالبلاد التونسية، ونتيجة لعدم استجابة الطرف المموّل تم التعاقد بعد أكثر من  ثلاث سنوات ونصف من تاريخ ابرام الاتفاقية مع أحد مكاتب المراقبة على حساب ميزانية الدولة التونسية.

ويذكر أن الدولة التونسية خصصت اعتمادات إضافية من وزارة الصحة بـ 32 مليون دينار للتهيئة الخارجية للمسالك والطرقات المؤدية للمشروع  وتغطية الاداءات وتكاليف الربط والمصاريف المختلفة.

تتالي الوقفات الاحتجاجية

منذ أكثر من 04  سنوات، أطلق نشطاء من المجتمع المدني في  مدينة القيروان حملة "وينو السبيطار" وبين أحد مؤسسي  تنسيقية "وينو السبيطار " سمير فيالة لـ"الصباح" بأن  هاشتاغ" وينو السبيطار" المقصود به هو المستشفى الجامعي الملك سلمان الذي أعلن عنه منذ سنة 2017 كهبة سعودية لولاية القيروان، وأضاف فيالة بأن إقامة المستشفى الجامعي هو حلم لولاية تفتقد لمؤسسة صحية عمومية جامعية  تتوفر فيها المعدات الطبية الضرورية لتشخيص الأمراض وأطباء اختصاص  لعلاج المرضى . وأشار فيالة الى أن آخر وقفة احتجاجية كانت أمام مقر الولاية مع بداية الشهر الجاري نوفمبر 2022 بمشاركة أعضاء من  فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان وعدد من مكوّنات المجتمع المدني ، وقفة احتجاجية  للتعبير عن تردّي الوضع الصحي بالجهة وتواصل تعطّل مشروع المستشفى الجامعي سلمان بن عبد العزيز الذي تكفلت السعودية بتمويله بشكل كامل.  وأضاف فيالة بأن المواطن في ولاية القيروان منزعج مما أسماه عدم جدية المسؤولين ومماطلتهم في انجاز هذا المشروع خاصة مع تنامي معاناة المرضى في مختلف المعتمديات.

 تأجيل موعد انطلاق الأشغال

وقال عمارة الجملي مدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة بالقيروان لـ"الصباح"  انه تم تأجيل موعد انطلاق أشغال المستشفى الجامعي الملك سلمان بالقيروان، وأوضح أن المشروع  هو مشروع وطني, مشيرا الى أن وزارة الصحة أكدت في وقت سابق أن  الدراسات فيما يخص هذا المستشفى ستنتهي في شهر مارس 2023. ولفت الجملي إلى وجود تعطيلات من قبل بعض مكاتب الدراسات على المستوى العالمي وبالتالي سيتم تأجيل موعد انطلاق أشغال بناء مستشفى الملك سلمان، مرجحا انطلاق الاشغال في ماي 2023 المقبل عوضا عن الموعد المعلن عنه سابقا وهو نهاية هذه السنة.

وزير الصحة يشدد على ضرورة تدارك العراقيل  

هذا وقد انعقدت يوم  الإربعاء 07 سبتمبر 2022 جلسة عمل بإشراف وزير الصحة علي المرابط، خُصّصت لمتابعة تقدم إنجاز مشروع بناء مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي بالقيروان وكان ذلك بحضور والي الجهة محمد بورقيبة وممثلون عن الوزارات والهياكل المتدخلة في هذا المشروع جهويّا ووطنيّا. وقد تمّ خلال هذا اللقاء تناول إشكاليات تعطّل المشروع  واقتراح الحلول الممكنة لتسريع مراحل إنجازه.

وبالمناسبة، شدّد الوزير على ضرورة مراجعة بعض الإجراءات التقنية والإدارية وتدارك بعض العراقيل لتنفيذ المشروع في الآجال، مؤكدا أن هذا المستشفى المطابق للمعايير الدولية سيكون إنجازا هاما لقطاع الصحة في تونس وسيوفّر أكثر من 500 سرير في كلّ الإختصاصات الطبية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار تعزيز التعاون في المجال الصحي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية وهو هبة من الصندوق السعودي للتنمية.

 الفرع الجامعي للصحة..طال الانتظار !!

وفي هذا الخصوص أكد الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة بالقيروان لـ"الصباح" بأن سياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها سلطة الإشراف في انجاز المشاريع الصحية المعطلة وخاصة مستشفى الملك سلمان والذي عقدت من أجله عشرات الجلسات مع جميع المتداخلين خاصة وانه  في كل مرة يقع ضبط تواريخ الدراسات والإنجاز ولا يقع التقيد بها بتاتا . وأضاف الخلفاوي بأنه خلال اجتماع 16مارس 2022 تم ضبط نهاية هذه السنة كحد أقصى لبداية أشغال المستشفى الجامعي إلا أنه وككل مرة يقع تغيير التاريخ بتعلة مشاكل تقنية. وابرز أنه يوم 10اوت 2022 وقع اعلام الفرع الجامعي بان انهاء الدراسات سيكون في شهر مارس 2023 على أن تكون بداية الأشغال  خلال ماي 2023 . وشدد قائلا " فوجئنا بمسرحية سيئة الإخراج هي اهدار للمال العام حيث ان تشييد جدار يتوسطه باب في مكان خال  يعتبر ضحكا على الذقون وعدم احترام لجهة بأكملها تترقب بفارغ الصبر انجاز المشروع"

 واستنكر الخلفاوي هذا التمشي مطالبا بفتح تحقيق جدي ضد كل من سولت له نفسه التعدي على جهة باكملها، حسب وصفه ، مؤكدا  ان اللافتات التي تدل على إنجاز ما ، يجب أن تحمل  اسم المشروع واسم شركة المقاولات التي ستقوم بالأشغال وبداية الإنجاز ونهايته وتكلفته.

مروان الدعلول

 

بنزرت .. ميناء المياه العميقة..تحلم به الشركات الاجنبية وترفضه الحكومات التونسية

bizerte-300x168.jpg_1.jpg

 

 اختار المجتمع المدني ببنزرت اللحظة المناسبة ليذكر أهل القرار بوجود حل سحري -بحري لكل مشاكل الاقتصاد الوطني شرط توفر الارادة السياسية من اعلى هرم السلطة وعدم الخضوع لسطوة التأثيرات العقيمة التي عطلت احداث ميناء المياه العميقة الذي كان مبرمجا في بنزرت. مشروع حسب الخبراء قادر على تحقيق ثورة تنموية مؤكدين تواجد التمويل في إطار شراكات مع مستثمرين من دول عظمى .

لماذا يعاندون حقيقة الجغرافيا ؟!

 وفي هذا الإطار احتضن نادي الصحافة ببنزرت يوم 06 نوفمبر الجاري 2022 ندوة صحفية تقنية حضرتها وسائل اعلام محلية واجنبية اثثها النائب السابق ورجل الاعمال علي بالأخوة وثلة من الاكاديميين والصناعيين المرموقين للحديث عن مشروع ميناء المياه العميقة في بنزرت الذي عرضه ، حسب بالأخوة ،منذ ثلاثة عقود مستثمر امريكي على اصحاب القرار الذين اعلموه بوجود قرار رئاسي يفرض احداث الميناء في منطقة أخرى وهو ما  اكدته حكومات ما بعد الثورة  التي رفضت طلب 37 نائبا دراسة الموضوع سيما وان بنزرت تتميز بموقع جغرافي متميز، وفضلت احداث الميناء في النفيضة  لتعاند حقيقة الجغرافيا التي تفرض إقامة الميناء في بنزرت اقصى نقطة في شمال افريقيا  القادرة على استقطاب  آلاف البواخر القادمة من الموانئ الأوروبية كبالارمو الإيطالية 137 ميلا بحريا، ومرسيليا 417 ميلا ميلا وطولون 395 ميلا ، موقع هام للناقلات العملاقة المتجهة الى العمق الافريقي عبر طنجة  المغربية أو عرب اسيا عبر قناة السويس المصرية ..  كما ان ميناء عاصمة الجلاء التي تمسكت بها فرنسا تسنده بنية أساسية ضخمة تشمل حوض صيانة السفن بمنزل بورقيبة والميناء البترولي بجرزونة والتجاري ببنزرت وطريقا سريعة واخيرا الجسر الثابت وهو حق تأخر انجازه وهو ليس منة من أحد على حد قول أحد المتدخلين خلال الندوة التي حضرها مراسل"الصباح"، فيما أضاف خبير بيئي ان انشاء الميناء لن يتسبب في تصحر القاع البحري ولن ترفض الموانئ الأجنبية قبول البواخر التي مرت به.

الشركات الاجنبية تنتظر

 بعيدا عن محاولات فرض الامر الواقع مع  العجز عن اقناع مستثمرين بالمقامرة على مشروع مماثل في النفيضة بقيمة 3000 مليار دينار تتحمل المجموعة الوطنية منه 750 مليون دينار يقول "بالأخوة" انه توجد عدة دراسات جدية  حول الموضوع بدأها خبراء فرنسيون سنة 1891 وثانية سنة1984 لفائدة  اكبر  ناقل بحري عالمي وثالثة سنة  1995 حول إنجاز ميناء ضخم  للحاويات ببنزرت قام بها مكتب الدراسات الأمريكيMOFFAT &NICHOL” NTERNATIONAL”   وهو ممول من طرف  ديوان الموانئ  التونسية ودراسات سنة 2003  لفائدة  الوكالة الامريكية للتجارة والتنمية  وسنة 2005  أطرتها الشركة الدولية للهندسة ومرافقة المشاريع " Royal Haskoning " ثم خامسة  لفائدة  "بكتل " الامريكية سنة   2012  وبعدها بسنة شركة "MSC International Maritime Studies-Shipping and “Logistics وأخيرا لفائدة صانعي طريق الحرير "Development of deepwater port in Bizerte -China’s 21st Century Maritime Silk Road –  " ، وأضاف بالأخوة ان ميناء المياه العميقة في بنزرت مازال الى اليوم يحظى باهتمام أكبر الشركات العالمية المختصة في النقل البحري "ايدوم" الاسبانية، "مارسك" الفنلندية، "سما س ج م" الفرنسية، مواني دبي الاماراتية ، و"م س س " و"بثكل" الامريكيتين في إطار لزمة تمتد بين 20 و30 سنة ثمّ ترجع ملكية الميناء الجديد للدولة التونسية التي ستحافظ طوال المدة المذكورة على سلطاتها وتخصص الفضاءات الواجبة لحراسة الحدود ومراقبة الأنشطة البحرية .

 من جهته  اكد الأستاذ الجامعي ياسين العنابي ان شركة صينية قد أبدت اهتماما خاصا بميناء بنزرت واستظهر بمراسلة من شركة "ياوندا الصينية " تستكشف تفاصيل  المشروع الضخم ويتماهى حديث العنابي مع رغبة الصين في استثمار افضل  المناطق الاستراتيجية في العالم في اطار مشروع طريق الحرير الذي سلكه ماركو بولو سنة 1295 ليساعد الأوروبيين على تطوير التجارة مع قارة اسيا  ولكن بعد 08 قرون لا يزال من يقرر ويتحمل مسؤولية إدارة البلاد في انتظار مستثمر قد لا يأتي للاستثمار في ميناء للمياه العميقة بالنفيضة  ليفوت فرصة تحقيق نسب نمو إيجابية مثلما حدث في المملكة المغربية التي استأنست بآراء الخبراء وانشأت ميناء طنجة الذي يستوعب 3 مليون حاوية ويوفر 80000 موطن شغل وحركية اقتصادية هامة  في منطقة قطرها 26 كم حسب عماد الوردي الصناعي  الخبير في الاقتصاد المغربي، بالنظر للعدد الكبير للدراسات والمستثمرين الذين عبروا عن استعدادهم اللامشروط لانجاز المشروع في بنزرت بالنظر الى مزايا المنطقة العديدة المحفزة للاستثمار.

مشروع الخسائر العميقة

 وفي ما يعتبر تأكيدا  لضعف حجة الحكومة  كانت الاتحادات الجهوية للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وللشغل وللفلاحة والصيد البحري وتنسيقية البيئة والتنمية بصفاقس قد وجهت يوم 31 ديسمبر 2021  مراسلة الى رئيس الجمهورية التونسية  لتحذر من  مخاطر  انجاز ميناء النفيضة جاء فيها: تداولت وسائل الاعلام بتاريخ 23 ديسمبر 2021 خبر تعهد الدولة التونسية بضمان قرض بقيمة 2212 مليون دينار لانجاز المرحلة الاولى لميناء النفيضة على الرغم من نتائجه الكارثية وتجدر الإشارة الى انه سبق التنبيه  في وسائل الاعلام وفي مجلس النواب من طرف المعنيين بالموضوع من  المخاطر الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي سيتسبب فيها هذا المشروع لكن وزراء النقل والمحيطين بهم لا يكترثون لهذه الانتقادات خاصة فيما يتعلق بمستقبل الانشطة في الموانئ التونسية الحالية ، ووافقوا على اطلاق " اعلان عن التعبير عن الرغبة" عدد ‪27—2018 بشان ميناء المياه العميقة في شهر اوت 2018 ولم يجد تجاوبا لانعدام مردودية المشروع وهو سبب كان من المفترض ان تقطع الحكومة الحالية مع المشروع في تصوره الحالي والمفصل على قياس أصحاب المصالح لكن للأسف تواصل بعض اللوبيات ضغطها  لانجاز مشروع الخسائر العميقة وإهدار آلاف المليارات نحن في امس الحاجة اليها لتغطية وارداتنا من الحاجيات الغذائية الاساسية والادوية أو لانجاز مشاريع تنموية ذات جدوى اقتصادية مردوديتها مضمونة 1000%.  

وجاء في البيان ايضا : ان وزارة النقل الحالية تعتزم كسابقيها "خنق " الموانى الحالية وتحويل 80 بالمائة من انشطتها للحاويات والسوائب conteneur et vrac الى الميناء الجديد بالنفيضة بدعوى الفاعلية والجدوى والمردودية الاقتصادية الا أن العديد من الخبراء اكدوا عكس ذلك تماما ، حيث اكدوا ان انشطة ميناء صفاقس قسرا للميناء الجديد خدمة لمشروع لن يستفيد منه سوى المضاربين على الارض وسيجلب الخراب لجهة صفاقس، وتساءل الخبراء عن مدى التفكير الجدي لوزارة النقل بمستقبل عشرات الآلاف من مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بميناء صفاقس والفاعلين الاقتصاديين بالجهة المرتبطة انشطتهم كليا بالتصدير والتوريد عبر الميناء المذكور وما سينجر عن ذلك من فقدان مباشر وآلي لعشرات الآلاف من مواطن الشغل والأكيد  ان هذه الخطوة لن تترك لهم من سبل النجاة سوى نقل مكاتبهم ومصالحهم للميناء الجديد  أما خيار البقاء في الجهة فهو الموت البطيء والانتحار الاقتصادي وكذلك الشأن  بالنسبة للباعثين الجدد الذين سيضطرون قسرا الى عدم الاستثمار في جهة صفاقس بل في الميناء الجديد ومنطقته اللوجستية الجديدة التي خصصت لها استثمارات بـ900 مليون دينار . ان المضي في انجاز هذا المشروع سيؤدي الى إهدار آلاف المليارات من المال العمومي وتعميق المديونية والفوارق بين جهات تونس وهو بمثابة الجريمة الاقتصادية لان كلفته المالية والبنكية عالية جدا ولان نتائجه البيئية كارثية ولأنه  سيجلب الخراب لعدة موانئ أهمها صفاقس.

ان هذا المشروع الضخم المهيكل وما يتطلبه من منشآت مينائية وفضاء لوجستي وشبكة من المواصلات الحديدية والبرية يندرج في رؤية تنموية ضيقة تحصر الاستثمارات العمومية والمشاريع الكبرى بين العاصمة والنفيضة  وما جاورها ونعتقد انه آن الاوان للقطع مع هذا المنوال التنموي المخرب والاخذ بعين الاعتبار التنمية الجهوية في اقرار المشاريع الكبرى المهيكلة لتحقيق التوازن بين جهات البلاد.

علما وأن المنظمات الوطنية والمجتمع المدني بصفاقس اكدت على أنها بقدر ما تثمن وتدعم المشاريع التي تخلق الثروة فهي ترفض التي تؤسس لنقل الثروة من جهة لأخرى دون ان تساهم في خلق الثروة  وتطالب الحكومة بإيقاف كل طلبات العروض المتعلقة بهذا المشروع وبلورة سياسة مينائية لتأهيل وتهيئة الموانئ الموجودة مع فتح حوار وطني تحت إشراف رئاسة الجمهورية وتأطير معهد الدراسات الاستراتيجية حول السياسة المينائية واللوجستيك بتونس.  وكان  فوزي بن عيسى رئيس الغرفة التجارية بالشمال الشرقي قد اكد سابقا ان انجاز الميناء  فيوسط البلاد سيصيب القطاع السياحي في المقتل وسينجر عنه  أزمات  اقتصادية واجتماعية حادة  في ولايات نابل ،سوسة ،المهدية والمنستير وشدد بن عيسى  على ضرورة اعتماد الدراسة التي أنجزها الإئتلاف  الجمعياتي  ببنزرت او الإسراع بانجاز أخرى  تحت إشراف  مركز دولي مشهود له بالكفاءة والحياد ..وتجدر الاشارة ان الاتحاد الجهوي للشغل وكل  بلديات بنزرت تساند بشدة انجاز  ميناء  المياه العميقة لما له من تداعيات اقتصادية تنموية هامة لا على الولاية فحسب بل في الجمهورية ككل،  في حين تتعاطى الادارات الجهوية والمركزية بصمت مريب مع الموضوع.

ساسي الطرابلسي 

سيدي بوزيد: شركة أسواق الجملة..حلم ولايات الوسط  ..متى يرى النور؟!!

 

خضر-وغلال.jpg

 سيدي بوزيد-الصباح

يعلق فلاحو اقليم الوسط التونسي خاصة وسائر ولايات الوسط  املا  كبيرا على انجاز مشروع شركة اسواق الانتاج بالوسط .

مشروع تم الإعلان عنه خلال  مجلس وزاري سنة 2012 بمنطقة  "ام العظام " التابعة لمعتمدية سيدي بوزيد الغربية لتكون رافدا تنمويا للجهة وقطبا جامعا لمنتوجات حوالي 1300 فلاح من ولايات سيدي  بوزيد  و القصرين  والقيروان في مرحلة اولى ثم لمنتوجات سائر الفلاحين التونسيين في مرحلة ثانية ولا سيما بعد ان تطورت فكرة المشروع الى شركة أسواق للمنتوجات الفلاحية بالوسط تقدر كلفتها الجملية  135مليون دينار على مساحة تصل إلى 120 هك  وفق ما اعلنته مصادر حكومية وسلطات جهوية ومركزية في مناسبات رسمية عديدة.

لكن كلما تتم الإشارة إلى هذا المشروع الحلم وما يمكن أن يلعبه من دور فعال في تنمية القطاع الفلاحي على المستويين الجهوي والوطني  ومساهمته في التعريف بالمنتوج الفلاحي التونسي على المستوى العالمي فضلا عما سيوفره من مواطن شغل هامة و متنوعة، فان العديد من الفلاحين والمواطنين ظلوا  يستبعدون أن يرى النور بعد مضي ما يقارب عن عشر سنوات من الوعود " الزائفة"  منذ الإعلان عنه.

هيئات وطنية وإقليمية تتدخل في التمويل ..لكن دون جدوى!!!

مراسل "الصباح" بحث في الأسباب التي حالت دون انجاز المشروع خلال السنوات الماضية.  حيث علمنا  ان المشروع بلغ حاليا مرحلة إعداد البرنامج الفني وملف طلبات العروض والمتابعة الفنية إلى جانب إعداد مخطط الانجاز الفني والمالي والقانوني الذي من المنتظر ان يكون جاهزا في شهر جوان الماضي 2022، الا انه وبسبب عدة صعوبات  تعطل المشروع حيث أكدت لنا بعض المصادر أن التعطيلات إدارية ويمكن تجاوزها اذا تم تغيير صبغة المنشأة من عمومية إلى ذات مساهمة عمومية وهذا لا يتم التسريع فيه الا اذا تضافرت جهود مختلف الأطراف التي عبرت عن رغبتها في تمويل المشروع والبالغ عددها حوالي 10 أطراف تونسية وأجنبية من أهمها  صندوق الودائع والأمانات وصندوق القروض وبمساعدة الجماعات المحلية وصندوق قطر للتنمية ووكالة التعاون الايطالي والهيئة  العربية للاستثمار والإنماء الزراعي .

خطوات هامة ..في انتظار الانجاز!!

هذا وتأخر انجاز مشروع أسواق الانتاج بالوسط  على  الرغم من استكمال الدراسات المطلوبة والإعلان عن طلب عروض لتعيين مكتب قيادة ومتابعة الدراسات، وفق معطيات تحصلت عليها جريدة "الصباح"،

حيث أن المشروع  وفق ذات  المعطيات التي تحصلنا عليها ، قد استكمل الدراسات التقنية التفصيلية مع الجانب الايطالي التي تم انجازها في اطار التعاون التونسي الايطالي سنة 2019، وهو يتكون من 6 مكوّنات كبرى وهي سوق المنتوجات الفلاحية (سوق العرض وسوق الطلب)، وسوق الماشية، ومنطقة الصناعات الغذائية، والقاعدة اللوجستية، ومركب اللحوم الحمراء، ومركز البحث والتطوير، بكلفة جملية قدرت مبدئيا بـ70 مليون دينار.

ومع تحيين كلفة المشروع مع انجاز الدراسات التقنية التفصيلية بلغت الى حدود 100 مليون دينار، على ان يوفر حوالي 1200 موطن شغل بصفة مباشرة، إلى جانب استفادة حوالي 130 الف فلاح من خدمات هذه المنصة.

ويعتبر المشروع مشروعا نموذجيا وذو أهمية كبيرة وتأثير ايجابي على المستويين الجهوي والوطني، اجتماعيا من حيث التشغيل والتكوين، واقتصاديا من حيث شفافية مسالك التوزيع والتحكم في الاسعار ومحاربة ظاهرة الاحتكار،  من خلال استغلال الطاقات البديلة في المشروع إلى جانب تثمين المنتوجات الفلاحية ومخلفاتها.

وكان من المتنظر  ان يتم الاعلان عن الانطلاق في الانجاز الفعلي للمشروع في شهر جويلية 2021 في منطقة أم العظام الا ان سير العمل شهد تعطلا طفيفا خلال فترة الحجر الصحي الشامل بسبب جائحة كورونا. وللاشارة فان مشروع  شركة أسواق  الإنتاج  بالوسط  يتكون من سوق انتاج ومركز بحث وتطوير ومنصة لوجستية وسوقا للماشية ومركبا للحوم الحمراء ومركزا للصناعات غذائية ومركزا حيويا ومعرضا فلاحيا  سيوفر حوالي 3200 موطن شغل 1200 منها بصفة مباشرة، سوق سيضمن رواج المنتوجات الفلاحية التونسية النباتية منها والحيوانية في ظروف جيدة في الداخل والخارج ومشروع قادر على  توفير كل المواد الفلاحية وخاصة الأساسية ما يخفف من لهيب الأسعار على المستهلك بما يتلاءم  مع قدرته الشرائية.

إبراهيم سليمي  

صفاقس: المترو .. تَبرورة .. المِيناء مَشاريع مُعطٌلة لعُقود تَنتظر إِفراج السُّلط  ؟!

 

p7n4.jpg

احتلت ولاية صفاقس في إحصائيات صدرت قبل سنتين المرتبة الثانية من حيث  المشاريع الكبرى المُعطّلة على غرار عدة مشاريع شهدت تعطيلا وتأخيرا في إنجازها  وهي مشروع الميترو ، مشروع تبرورة ، المدينة الرياضية،  المكتبة الرقمية،  تهيئة ميناء الصيد البحري وميناء الصخيرة ،مشروع ربط الضفتين الجنوبية والشمالية بالسكة الحديدية وغيرها من المشاريع المعلَّقة التي تنتظر  تنفيذ الإنجاز. هذا وتعتبر المشاريع العمومية  مُحفّزا للتنمية الجهوية وتشمل عدة مجالات أهمها تحسين البنية التحتية والطرقات والموانئ والجسور وإحداث المؤسسات الصحية  وغيرها من المشاريع التي منها ما نفذ وأغلبها ما يزال معطلا ومنها لم يكتمل إنجازها لعدة اسباب تلخصت اهمها في تصريحات المتدخلين في هذا الملف من سلط  مركزية ومحلية  ومجتمع مدني لـ"الصباح".

 " عطلت المشاريع" كِذبة الـ "PPP" 

  حيث قال الناشط بالمجتمع المدني "شفيق العيادي" في تصريح لـ"الصباح" انه يوجد سببين أساسيين عطَّلاَ المشاريع الكبرى بصفاقس وهما التمويلات وإحالة المشاريع على  ما وصفوه بـ"كذبة" ( الشراكة بين القطاعين العام والخاص )PPP  بحيث تُصبح هذه المشاريع غير قابلة للإنجاز ودون تدخل الوزارات المعنية.

واكد محدثنا في ذات السياق على أنه من بين أهم المشاريع الكبرى المعطلة في الجهة "ميناء الصخيرة"  باعتبارها من المعتمديات الاقل تنمية في صفاقس والأكثر فقرا وهذا الميناء بإحداثه يَنهض بالمنطقة اقتصاديا وتجاريا إلا إن الدراسات لم تنطلق رغم الاعلان عنه منذ 5 سنوات ورصد ميزانية للمشروع تقدر بـ150 مليون دينار من طرف وزارتي النقل والصناعة ، وفق قوله.

وأضاف "شفيق العيادي" انه تم اتخاذ قرارات في 6 وزارات  بخصوص مشروع "تبرورة"ولم يتم تفعيلها وهو ما تسبب في عزوف المستثمرون ، إضافة إلى مشروع  ٱخر من المشاريع الكبرى المعطلة وهو المتمثل في ربط الجهة بالسكة الحديدية أو ربط الضفتين الجنوبية والشمالية وربط المركز بالارياف ، دون نسيان المشروع الأهم وهو توسعة ميناء صفاقس المعطل منذ سنوات، واليوم ينتظر توسعة الغاطس المائي  وإعادة تهيئة الأرصفة وفضاء الحاويات لاستقبال اكبر عدد من السفن  وهو ما يفسره رفض تطوير البنية المينائية والقضاء على النشاط التجاري البحري  بجهة صفاقس وتحويل 80% من الانشطة الى ميناء "النفيضة " على حساب بقية الجهات وبالتالي إحالة الٱلاف على البطالة وتهميش كلي للجهة عبر الحكومات المتتالية، وفق تعبيره.

مترو صفاقس ...  قريبا الانطلاق في الانجاز ؟!

وفي ما يتعلق بمترو صفاقس أكد المتصرف المفوض لشركة المترو الخفيف بصفاقس "عماد السبوعي" في تصريح  سابق لـ"الصباح " أنه سيشرع قريبا في إنجاز مشروع المترو الخفيف بصفاقس وأنه تم الحصول على موافقة وزارة المالية  على مقبولية  إنجاز مشروع مترو بصفاقس في إطار شراكة مع القطاع الخاص ، بالإضافة إلى تحقيق تقدم كبير في الاتفافات مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز ،الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه وكذلك شبكات خطوط الهاتف الجوال، كاشفا ان المشروع يعد اللمسات الأخيرة قبل التنفيذ في الإنجاز.

 والي صفاقس: اختلاف وجهات النظر من أسباب تعطل بعض المشاريع

 وفي تصريح إعلامي سابق قال والي صفاقس "فاخر الفخفاخ" أن من بين  أسباب تواصل تعطل المشاريع الكبرى على غرار تبرورة وشط القراقنة وتحويل محطة الأرتال وتهيئة ميناء الصخيرة، هي الاختلافات العديدة في وجهات النظر بين مكونات المجتمع المدني ومختلف المتدخلين، واعتبر أن من الأولويات المطروحة لدفع المشاريع في هذا الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، هو تنشيط مطار صفاقس طينة الدولي ودفع مشروع الميناء البيترولي بالصخيرة وتحويل السكة الحديدية من وسط المدينة التي تمثل عائقا أمام عدة مشاريع أخرى.

 تعطل المشاريع الكبرى أثار احتجاجات الأهالي ؟

 في السنوات الأخيرة ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بالجهة حيث نفذ متساكنو صفاقس عدة تحركات احتجاجية آخرها يوم غضب جهوي  نظمه الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم 16 جوان 2022 تزامنا مع الإضراب العام الوطني في القطاع العام والإضراب العام الجهوي في القطاعين الخاص والعام والوظيفة العمومية،  تنديدا بتعطل المشاريع الكبرى بجهة صفاقس والمطالبة بحلحلة المشاريع المعطلة وأهمها المدينة الرياضية ، توسعة ملعب الطيب المهيري ، مشروع تبرورة ومشروع الميترو الخفيف.

 مشروع تبرورة .. إما الإنجاز أو فتح البحر للعموم

 منذ  أكثر من 30 سنة ينتظر سكان صفاقس إنجاز مشروع "تبرورة" ، وهي منطقة بحرية كان من المفترض ان تكون وجهة سياحية بحرية لمتساكني الجهة أو زوارها  في ظل غياب متنفس سياحي وحركية سياحية ويضطر سكان الجهة الى الاصطياف بولايات مجاورة . حيث  طالب محتجون  من متساكني صفاقس وبعض مكونات المجتمع المدني قبل أسابيع إما بتنفيذ إنجاز المشروع أو بفتح المنطقة المغلقة (شاطئ البحر) للمتساكنين لمزاولة النشاط البحري.

 من جهته أكد مدير مشروع تبرورة "لسعد الماجري" في تصريح إعلامي أن  المشروع لا يزال قائما  وانه منذ سنة 2012 الشركة والدولة يتباحثان ويتفاوضان من أجل إيجاد شريك استراتيجي أو تمويلات للانطلاق الفعلي في تهيئة المشروع .

وفي ٱخر زيارة لها لولاية صفاقس  يوم  الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 وفي تصريح سابق لـ"الصباح" قالت وزيرة التجهيز والإسكان، سارة الزعفراني الزنزري، ان الوزارة  بصدد  البحث عن مستثمر لمشروع تبرورة، وتم عرض المشروع  في قمة "تيكاد 8" وسيكون مشروع تبرورة من بين  المشاريع التي ستمول في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص وأنه سيتم عرض مشروع "تبرورة" على مجلس وزاري في وقت لاحق وهو معروض الآن على طاولة رئاسة الحكومة.

عتيقة العامري

 

جندوبة.. مشاريع بالمئات في سبات.. وتنمية بخطى السلحفاة

 مثلت زيارات رؤساء الحكومات الى ولاية جندوبة صدمة أذهلت الشارع بالجهة خاصة لما تم الاعلان عن 475 مشروعا معطلا ما أثار غضب الأهالي ومن هناك اندلعت العديد من الاحتجاجات المطالبة بمحاسبة من تسبب في تعطيلها بالإضافة الى الاسراع في تنفيذها على أرض الواقع وتم تشكيل لجنة لمتابعة هذه المشاريع بالتنسيق مع رئاسة الحكومة.

كما تم الاعلان أيضا عن برمجة 180 مشروعا عموميا بكلفة تفوق 660 مليون دينار ستشمل كل القطاعات وفي مقدمتها القطاع الفلاحي الذي استأثر باكثر من 303 مليون دينار وتوفير الماء الصالح للشراب بما قيمته 101 مليون دينار وإعادة تهيئة المناطق الصناعية وحماية المدن من الفيضانات بالاضافة الى مراجعة وضع المناطق الصناعية وبعث إدارة جهوية وكلية للطب ومضاعفة ميزانية التعليم العالي وانجاز جسري جندوبة ووادي مليز وإحداث محطة معالجة وتنقية للهواء ببن بشير ومحطة تطهير بمنطقة الروماني وتوفير المساكن الاجتماعية من خلال 1100 وحدة سكنية.

الى جانب ذلك تمت برمجة العديد من المشاريع في القطاع السياحي على غرار بعث منطقة سياحية متكاملة بفج الأطلال من معتمدية  بلغت تكلفة تهيئتها 9 مليون دينار،  وانجاز التليفيريك الذي سيربط بين عين دراهم وطبرقة وإحياء نشاط المطار الدولي بالجهة وتدعيم القطاع الصحي بانجاز مستشفى جهوي بغار الدماء وتزويد المستشفى الجهوي بجندوبة بآلات عصرية، وبعث منطقة للتبادل الحر بإحدى المعتمديات الحدودية التي تعاني معابرها من بنية تحتية متواضعة ،بالإضافة الى التسريع بانهاء مشروع الابر بطبرقة ودار الثقافة بعين دراهم وانجاز قاعة سينما عصرية بمدينة جندوبة وبعث دور للخدمات بكل معتمدية .

هذه المشاريع وغيرها لم تكن في الواقع إلا أرقاما وأضغاث أحلام ، ورغم تمويل البعض منها والانتهاء من الدراسات الفنية الا أن جملة من العراقيل تعيق تنفيذها.

أهم العوائق

أهمّ العوائق التي تعترض تنفيذ المشاريع بولاية جندوبة هي بالأساس عوائق إدارية وقانونية وأحيانا تمويلية وعوائق أخرى اجتماعية كاحتجاجات المواطنين المتمثلة في تعطيل إنجاز هذه المشاريع على غرار مشروع المحاور الكبرى والجسر المضاعف بجندوبة وكذلك في حزمة القوانين والإجراءات الإدارية والقوانين الضابطة للصفقات العمومية والوضع الأمني والاجتماعي الذي مرت به البلاد بعيد ثورة 14 جانفي 2011 وعدم تغيير صبغة الأراضي الفلاحية التي أعاقت الاستثمار بالجهة ومثلت احدى العوامل المنفرة للمستثمرين الذين يواجهون العديد من الصعوبات الادارية والعملية أثناء اعتزامهم بعث مشاريع بولاية جندوبة، وهذا الوضع أثر سلبا في العديد من القطاعات على غرار القطاع الفلاحي اذ يتم في كل موسم إتلاف المئات من الأطنان من المنتوج بسبب ضعف الصناعات التحويلية بالجهة وارتفاع نسبة البطالة خاصة في صفوف أصحاب الشهائد العليا ما جعل الولاية تحتل المرتبة الأخيرة في مؤشرات التنمية لسنة 2016.

عمار مويهبي

 ملفات "الصباح"  .. مشاريع كبرى معطلة في كل الجهات ..والدولة المسؤولة!!

استشاري في استراتيجيات الاستثمار لـ"الصباح" : هناك مشاريع برمجت منذ تسعينات القرن الماضي

تونس-الصباح

ميناء المياه العميقة ، المدينة الرياضية، المرفأ المالي  مدينة القرن، مشروع تبرورة ، سما دبي وسوق الإنتاج بالوسط..  هذه المشاريع  وغيرها من المشاريع الضخمة  التي تم الإعلان عنها منذ سنوات  والى اليوم مازالت تشهد تعطيلا.

مشاريع إما وقع التخلي عنها أو أنها في مرحلة الدراسات أو التخطيط أو طلب العروض .مشاريع في كل مناطق البلاد تنتظر الانجاز باستثمارات ضخمة ستمكن من خلق مواطن شغل من جهة وجلب  العملة الصعبة على اعتبار أن أغلبها  يندرج في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص .

"الصباح" فتحت ملف المشاريع الكبرى المبرمجة في الجهات في كل من القيروان وبنزرت وصفاقس وسيدي بوزيد وأيضا جندوبة ، للوقوف على مدى تقدمها والتعطيلات التي تعاني منها.

 وعن الأهمية التي تمثلها المشاريع الكبرى في هذا الظرف الاقتصادي الدقيق تحدثت "الصباح" مع الخبير الاقتصادي الاستشاري في استراتيجيات الاستثمار محمد الصادق جبنون لـ"الصباح " حيث اكد ان الاستثمار من اهم المحركات الاقتصادية على الإطلاق فهو رافد من روافد التنمية كما أنه جالب للعملة الصعبة خاصة إذا كان المستثمر اجنبي ، كما يمكن من خلق مواطن شغل ودفع عجلة الاقتصاد.

وبين أن المشاريع الاستثنائية الكبرى تلك التي يقوم بها القطاع الخاص والتي تفوق قيمتها 500 مليون دولار .

واكد ان العديد من المشاريع الكبرى في تونس تمت برمجتها منذ تسعينات القرن الماضي على غرار سما دبي... وغيرها الا أنها الى اليوم مازالت لم تر النور، وهي مشاريع لا يمكن ادراجها ضمن الإطار التقليدي للاستثمار، وفق قوله.

واشار الخبير الاقتصادي أن هذه المشاريع تشهد تعطيلات من حيث الدراسات ودراسة الجدوى فيما انطلق البعض منها في الانجاز .

واعتبر أن الخروج من الازمة الحالية يتطلب جلب الاستثمارات خاصة أنه وبعد أزمة "الكوفيد" تنامى الاتجاه من العولمة الكاملة الى العولمة الجهوية ، ما يعني أن الدولة الاوروبية وغيرها من الدول الكبرى وضعت خطة للتعافي الاقتصادي بعد انتشار وباء كورونا وهي بصدد إنجازها اليوم، وهي خطة تقوم على استثمار القرب وهو الاستثمار في في الدولة القريبة .

وابرز أنه لابد من العمل على جلب استثمارات كبرى وهي متاحة اليوم، وفق تأكيده،  على اعتبار أن كل دول العالم تبحث عن توطين الاستثمار في دولة قريبة منها.

وابرز الاستشاري في استراتيجيات الاستثمار أن تواجد تونس في حوض البحر الأبيض المتوسط يمكنها من جلب استثمارات اوروبية أمريكية واسيوية من شأنها أن تعطي دفعا اقتصاديا وتجاريا لبلادنا.

وشدد ان استثمارات القطاع الخاص هي الأهم لانعاش الاقتصاد،  ومثالا على ذلك ما يحصل في مصر التي قامت بمنح التأشيرة الذهبية للمستثمرين تمكنهم من التسريع في انجاز مشاريعهم دون اية تعطيلات، حسب تأكيده.

حنان قيراط

مستشفى الملك سلمان.. عشرات الجلسات أفرزت تواريخ للدراسات والإنجاز بقيت حبرا على ورق

 

p6n5.jpg

القيروان-الصباح

منذ أكثر من 05 سنوات ينتظر مواطنو ولاية القيروان انطلاق أشغال المستشفى  الجامعي "الملك سلمان بن عبد العزيز " حيث يعتبرونه  مشروعا رائدا سيساعد على تحسين الخدمات الصحية الهشة لولاية تمسح 657 ألف هكتار وتضم 13 معتمدية وتعد قرابة 650 ألف نسمة  وتحيط بها 06 ولايات مجاورة . وفي هذا السياق تفتح "الصباح" ملف مشروع المستشفى الجامعي الملك سلمان، وللوقوف على مدى تقدم انجاز المشروع كانت لنا لقاءات بعدد من الأطراف على غرار ناشط بالمجتمع المدني بالقيروان والكاتب العام للفرع الجامعي للصحة ومدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة .

  هبة سعودية من 2017

جاء في الأمر الحكومي 1095 لسنة 2017 المؤرخ في 5 أكتوبر 2017 المتعلق بإبرام مذكرة تفاهم بين الحكومة التونسية وحكومة المملكة العربية السعودية بخصوص منح هبة من الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 85 مليون دولار للمساهمة في تمويل مشروع بناء وتجهيز المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز . وخلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى تونس يوم الجمعة 29 مارس 2019 تم رفقة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي إزاحة الستار في قصر قرطاج  لوضع حجر الأساس لهذا المشروع .

وسيقام المستشفى وفق المخطط المعلن عنه، على مساحة جملية تقدر بـ15 هكتارا على الطريق الحزامية بجنوب مدينة القيروان وبطاقة استيعاب تصل إلى 500 سرير قابل للتوسعة إلى 770 سريرا، وأكثر من 21 تخصصًا طبيا وشبه طبي ، من بينها تخصصات طبية حديثة، وسيتم تزويد المستشفى بأحدث المعدات الطبية والتقنية في العالم.

جائحة كورونا عطلت المشروع

 وحسب وحدة التصرف حسب الأهداف لمتابعة المشاريع الممولة بهبات وقروض خارجية بوزارة الصحة بخصوص  مشروع "المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز" فإن أشغاله انطلقت تحديدا  بتاريخ 21 جويلية 2022  لتتواصل على امتداد 3 سنوات وأشارت الوحدة بأن المشروع هو حاليا في مرحلة الدراسات التمهيدية الموجزة بعد أن انطلقت منذ شهر فيفري 2020 ، هذا  سجل تعليق الاجال التعاقدية لمرتين دامت الأولى أكثر من 5 أشهر والثانية حوالي 4 أشهر وشهدت صعوبات عدة بسبب عدم إمكانية التواصل مع الاستشاري السعودي بسبب جائحة كورونا.

وأضافت الوحدة بأن المصادقة تمت خلال شهر أفريل 2021 على المرحلة الأولى من المشروع والمتمثلة في"الفكرة المعمارية والبرنامج الفراغي وميزانية المشروع" في انتظار المصادقة على المراحل الأربع الأخرى رغم اتمام المرحلتين الثانية والثالثة المتمثلتين في التصميم الإبتدائي وتطوير التصميم وأما المرحلة الرابعة فهي تتمثل في تجهيز المخططات التنفيذية وقد انطلقت منذ 19 أكتوبر 2021 ولم تنته بعد.

ومن المتوقع انطلاق المرحلة الأخيرة وهي مرحلة طلب العروض وفحصها خلال النصف الثاني من شهر جانفي من العام المقبل 2023 الى حين انطلاق تنفيذ المشروع خلال شهر جويلية من نفس السنة.

وخلّفت خلال السنوات الماضية الاتفاقية المبرمة بين تونس والجانب السعودي جدلا واسعا نتيجة عدم التنصيص على تعيين مراقب فني أو التكفل بمصاريفه باعتبار ان المشاريع التي تنجز بالمملكة لا تخضع لمراقبة فنية خلافا للمتعامل به بالبلاد التونسية، ونتيجة لعدم استجابة الطرف المموّل تم التعاقد بعد أكثر من  ثلاث سنوات ونصف من تاريخ ابرام الاتفاقية مع أحد مكاتب المراقبة على حساب ميزانية الدولة التونسية.

ويذكر أن الدولة التونسية خصصت اعتمادات إضافية من وزارة الصحة بـ 32 مليون دينار للتهيئة الخارجية للمسالك والطرقات المؤدية للمشروع  وتغطية الاداءات وتكاليف الربط والمصاريف المختلفة.

تتالي الوقفات الاحتجاجية

منذ أكثر من 04  سنوات، أطلق نشطاء من المجتمع المدني في  مدينة القيروان حملة "وينو السبيطار" وبين أحد مؤسسي  تنسيقية "وينو السبيطار " سمير فيالة لـ"الصباح" بأن  هاشتاغ" وينو السبيطار" المقصود به هو المستشفى الجامعي الملك سلمان الذي أعلن عنه منذ سنة 2017 كهبة سعودية لولاية القيروان، وأضاف فيالة بأن إقامة المستشفى الجامعي هو حلم لولاية تفتقد لمؤسسة صحية عمومية جامعية  تتوفر فيها المعدات الطبية الضرورية لتشخيص الأمراض وأطباء اختصاص  لعلاج المرضى . وأشار فيالة الى أن آخر وقفة احتجاجية كانت أمام مقر الولاية مع بداية الشهر الجاري نوفمبر 2022 بمشاركة أعضاء من  فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان وعدد من مكوّنات المجتمع المدني ، وقفة احتجاجية  للتعبير عن تردّي الوضع الصحي بالجهة وتواصل تعطّل مشروع المستشفى الجامعي سلمان بن عبد العزيز الذي تكفلت السعودية بتمويله بشكل كامل.  وأضاف فيالة بأن المواطن في ولاية القيروان منزعج مما أسماه عدم جدية المسؤولين ومماطلتهم في انجاز هذا المشروع خاصة مع تنامي معاناة المرضى في مختلف المعتمديات.

 تأجيل موعد انطلاق الأشغال

وقال عمارة الجملي مدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة بالقيروان لـ"الصباح"  انه تم تأجيل موعد انطلاق أشغال المستشفى الجامعي الملك سلمان بالقيروان، وأوضح أن المشروع  هو مشروع وطني, مشيرا الى أن وزارة الصحة أكدت في وقت سابق أن  الدراسات فيما يخص هذا المستشفى ستنتهي في شهر مارس 2023. ولفت الجملي إلى وجود تعطيلات من قبل بعض مكاتب الدراسات على المستوى العالمي وبالتالي سيتم تأجيل موعد انطلاق أشغال بناء مستشفى الملك سلمان، مرجحا انطلاق الاشغال في ماي 2023 المقبل عوضا عن الموعد المعلن عنه سابقا وهو نهاية هذه السنة.

وزير الصحة يشدد على ضرورة تدارك العراقيل  

هذا وقد انعقدت يوم  الإربعاء 07 سبتمبر 2022 جلسة عمل بإشراف وزير الصحة علي المرابط، خُصّصت لمتابعة تقدم إنجاز مشروع بناء مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي بالقيروان وكان ذلك بحضور والي الجهة محمد بورقيبة وممثلون عن الوزارات والهياكل المتدخلة في هذا المشروع جهويّا ووطنيّا. وقد تمّ خلال هذا اللقاء تناول إشكاليات تعطّل المشروع  واقتراح الحلول الممكنة لتسريع مراحل إنجازه.

وبالمناسبة، شدّد الوزير على ضرورة مراجعة بعض الإجراءات التقنية والإدارية وتدارك بعض العراقيل لتنفيذ المشروع في الآجال، مؤكدا أن هذا المستشفى المطابق للمعايير الدولية سيكون إنجازا هاما لقطاع الصحة في تونس وسيوفّر أكثر من 500 سرير في كلّ الإختصاصات الطبية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار تعزيز التعاون في المجال الصحي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية وهو هبة من الصندوق السعودي للتنمية.

 الفرع الجامعي للصحة..طال الانتظار !!

وفي هذا الخصوص أكد الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة بالقيروان لـ"الصباح" بأن سياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها سلطة الإشراف في انجاز المشاريع الصحية المعطلة وخاصة مستشفى الملك سلمان والذي عقدت من أجله عشرات الجلسات مع جميع المتداخلين خاصة وانه  في كل مرة يقع ضبط تواريخ الدراسات والإنجاز ولا يقع التقيد بها بتاتا . وأضاف الخلفاوي بأنه خلال اجتماع 16مارس 2022 تم ضبط نهاية هذه السنة كحد أقصى لبداية أشغال المستشفى الجامعي إلا أنه وككل مرة يقع تغيير التاريخ بتعلة مشاكل تقنية. وابرز أنه يوم 10اوت 2022 وقع اعلام الفرع الجامعي بان انهاء الدراسات سيكون في شهر مارس 2023 على أن تكون بداية الأشغال  خلال ماي 2023 . وشدد قائلا " فوجئنا بمسرحية سيئة الإخراج هي اهدار للمال العام حيث ان تشييد جدار يتوسطه باب في مكان خال  يعتبر ضحكا على الذقون وعدم احترام لجهة بأكملها تترقب بفارغ الصبر انجاز المشروع"

 واستنكر الخلفاوي هذا التمشي مطالبا بفتح تحقيق جدي ضد كل من سولت له نفسه التعدي على جهة باكملها، حسب وصفه ، مؤكدا  ان اللافتات التي تدل على إنجاز ما ، يجب أن تحمل  اسم المشروع واسم شركة المقاولات التي ستقوم بالأشغال وبداية الإنجاز ونهايته وتكلفته.

مروان الدعلول

 

بنزرت .. ميناء المياه العميقة..تحلم به الشركات الاجنبية وترفضه الحكومات التونسية

bizerte-300x168.jpg_1.jpg

 

 اختار المجتمع المدني ببنزرت اللحظة المناسبة ليذكر أهل القرار بوجود حل سحري -بحري لكل مشاكل الاقتصاد الوطني شرط توفر الارادة السياسية من اعلى هرم السلطة وعدم الخضوع لسطوة التأثيرات العقيمة التي عطلت احداث ميناء المياه العميقة الذي كان مبرمجا في بنزرت. مشروع حسب الخبراء قادر على تحقيق ثورة تنموية مؤكدين تواجد التمويل في إطار شراكات مع مستثمرين من دول عظمى .

لماذا يعاندون حقيقة الجغرافيا ؟!

 وفي هذا الإطار احتضن نادي الصحافة ببنزرت يوم 06 نوفمبر الجاري 2022 ندوة صحفية تقنية حضرتها وسائل اعلام محلية واجنبية اثثها النائب السابق ورجل الاعمال علي بالأخوة وثلة من الاكاديميين والصناعيين المرموقين للحديث عن مشروع ميناء المياه العميقة في بنزرت الذي عرضه ، حسب بالأخوة ،منذ ثلاثة عقود مستثمر امريكي على اصحاب القرار الذين اعلموه بوجود قرار رئاسي يفرض احداث الميناء في منطقة أخرى وهو ما  اكدته حكومات ما بعد الثورة  التي رفضت طلب 37 نائبا دراسة الموضوع سيما وان بنزرت تتميز بموقع جغرافي متميز، وفضلت احداث الميناء في النفيضة  لتعاند حقيقة الجغرافيا التي تفرض إقامة الميناء في بنزرت اقصى نقطة في شمال افريقيا  القادرة على استقطاب  آلاف البواخر القادمة من الموانئ الأوروبية كبالارمو الإيطالية 137 ميلا بحريا، ومرسيليا 417 ميلا ميلا وطولون 395 ميلا ، موقع هام للناقلات العملاقة المتجهة الى العمق الافريقي عبر طنجة  المغربية أو عرب اسيا عبر قناة السويس المصرية ..  كما ان ميناء عاصمة الجلاء التي تمسكت بها فرنسا تسنده بنية أساسية ضخمة تشمل حوض صيانة السفن بمنزل بورقيبة والميناء البترولي بجرزونة والتجاري ببنزرت وطريقا سريعة واخيرا الجسر الثابت وهو حق تأخر انجازه وهو ليس منة من أحد على حد قول أحد المتدخلين خلال الندوة التي حضرها مراسل"الصباح"، فيما أضاف خبير بيئي ان انشاء الميناء لن يتسبب في تصحر القاع البحري ولن ترفض الموانئ الأجنبية قبول البواخر التي مرت به.

الشركات الاجنبية تنتظر

 بعيدا عن محاولات فرض الامر الواقع مع  العجز عن اقناع مستثمرين بالمقامرة على مشروع مماثل في النفيضة بقيمة 3000 مليار دينار تتحمل المجموعة الوطنية منه 750 مليون دينار يقول "بالأخوة" انه توجد عدة دراسات جدية  حول الموضوع بدأها خبراء فرنسيون سنة 1891 وثانية سنة1984 لفائدة  اكبر  ناقل بحري عالمي وثالثة سنة  1995 حول إنجاز ميناء ضخم  للحاويات ببنزرت قام بها مكتب الدراسات الأمريكيMOFFAT &NICHOL” NTERNATIONAL”   وهو ممول من طرف  ديوان الموانئ  التونسية ودراسات سنة 2003  لفائدة  الوكالة الامريكية للتجارة والتنمية  وسنة 2005  أطرتها الشركة الدولية للهندسة ومرافقة المشاريع " Royal Haskoning " ثم خامسة  لفائدة  "بكتل " الامريكية سنة   2012  وبعدها بسنة شركة "MSC International Maritime Studies-Shipping and “Logistics وأخيرا لفائدة صانعي طريق الحرير "Development of deepwater port in Bizerte -China’s 21st Century Maritime Silk Road –  " ، وأضاف بالأخوة ان ميناء المياه العميقة في بنزرت مازال الى اليوم يحظى باهتمام أكبر الشركات العالمية المختصة في النقل البحري "ايدوم" الاسبانية، "مارسك" الفنلندية، "سما س ج م" الفرنسية، مواني دبي الاماراتية ، و"م س س " و"بثكل" الامريكيتين في إطار لزمة تمتد بين 20 و30 سنة ثمّ ترجع ملكية الميناء الجديد للدولة التونسية التي ستحافظ طوال المدة المذكورة على سلطاتها وتخصص الفضاءات الواجبة لحراسة الحدود ومراقبة الأنشطة البحرية .

 من جهته  اكد الأستاذ الجامعي ياسين العنابي ان شركة صينية قد أبدت اهتماما خاصا بميناء بنزرت واستظهر بمراسلة من شركة "ياوندا الصينية " تستكشف تفاصيل  المشروع الضخم ويتماهى حديث العنابي مع رغبة الصين في استثمار افضل  المناطق الاستراتيجية في العالم في اطار مشروع طريق الحرير الذي سلكه ماركو بولو سنة 1295 ليساعد الأوروبيين على تطوير التجارة مع قارة اسيا  ولكن بعد 08 قرون لا يزال من يقرر ويتحمل مسؤولية إدارة البلاد في انتظار مستثمر قد لا يأتي للاستثمار في ميناء للمياه العميقة بالنفيضة  ليفوت فرصة تحقيق نسب نمو إيجابية مثلما حدث في المملكة المغربية التي استأنست بآراء الخبراء وانشأت ميناء طنجة الذي يستوعب 3 مليون حاوية ويوفر 80000 موطن شغل وحركية اقتصادية هامة  في منطقة قطرها 26 كم حسب عماد الوردي الصناعي  الخبير في الاقتصاد المغربي، بالنظر للعدد الكبير للدراسات والمستثمرين الذين عبروا عن استعدادهم اللامشروط لانجاز المشروع في بنزرت بالنظر الى مزايا المنطقة العديدة المحفزة للاستثمار.

مشروع الخسائر العميقة

 وفي ما يعتبر تأكيدا  لضعف حجة الحكومة  كانت الاتحادات الجهوية للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وللشغل وللفلاحة والصيد البحري وتنسيقية البيئة والتنمية بصفاقس قد وجهت يوم 31 ديسمبر 2021  مراسلة الى رئيس الجمهورية التونسية  لتحذر من  مخاطر  انجاز ميناء النفيضة جاء فيها: تداولت وسائل الاعلام بتاريخ 23 ديسمبر 2021 خبر تعهد الدولة التونسية بضمان قرض بقيمة 2212 مليون دينار لانجاز المرحلة الاولى لميناء النفيضة على الرغم من نتائجه الكارثية وتجدر الإشارة الى انه سبق التنبيه  في وسائل الاعلام وفي مجلس النواب من طرف المعنيين بالموضوع من  المخاطر الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي سيتسبب فيها هذا المشروع لكن وزراء النقل والمحيطين بهم لا يكترثون لهذه الانتقادات خاصة فيما يتعلق بمستقبل الانشطة في الموانئ التونسية الحالية ، ووافقوا على اطلاق " اعلان عن التعبير عن الرغبة" عدد ‪27—2018 بشان ميناء المياه العميقة في شهر اوت 2018 ولم يجد تجاوبا لانعدام مردودية المشروع وهو سبب كان من المفترض ان تقطع الحكومة الحالية مع المشروع في تصوره الحالي والمفصل على قياس أصحاب المصالح لكن للأسف تواصل بعض اللوبيات ضغطها  لانجاز مشروع الخسائر العميقة وإهدار آلاف المليارات نحن في امس الحاجة اليها لتغطية وارداتنا من الحاجيات الغذائية الاساسية والادوية أو لانجاز مشاريع تنموية ذات جدوى اقتصادية مردوديتها مضمونة 1000%.  

وجاء في البيان ايضا : ان وزارة النقل الحالية تعتزم كسابقيها "خنق " الموانى الحالية وتحويل 80 بالمائة من انشطتها للحاويات والسوائب conteneur et vrac الى الميناء الجديد بالنفيضة بدعوى الفاعلية والجدوى والمردودية الاقتصادية الا أن العديد من الخبراء اكدوا عكس ذلك تماما ، حيث اكدوا ان انشطة ميناء صفاقس قسرا للميناء الجديد خدمة لمشروع لن يستفيد منه سوى المضاربين على الارض وسيجلب الخراب لجهة صفاقس، وتساءل الخبراء عن مدى التفكير الجدي لوزارة النقل بمستقبل عشرات الآلاف من مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بميناء صفاقس والفاعلين الاقتصاديين بالجهة المرتبطة انشطتهم كليا بالتصدير والتوريد عبر الميناء المذكور وما سينجر عن ذلك من فقدان مباشر وآلي لعشرات الآلاف من مواطن الشغل والأكيد  ان هذه الخطوة لن تترك لهم من سبل النجاة سوى نقل مكاتبهم ومصالحهم للميناء الجديد  أما خيار البقاء في الجهة فهو الموت البطيء والانتحار الاقتصادي وكذلك الشأن  بالنسبة للباعثين الجدد الذين سيضطرون قسرا الى عدم الاستثمار في جهة صفاقس بل في الميناء الجديد ومنطقته اللوجستية الجديدة التي خصصت لها استثمارات بـ900 مليون دينار . ان المضي في انجاز هذا المشروع سيؤدي الى إهدار آلاف المليارات من المال العمومي وتعميق المديونية والفوارق بين جهات تونس وهو بمثابة الجريمة الاقتصادية لان كلفته المالية والبنكية عالية جدا ولان نتائجه البيئية كارثية ولأنه  سيجلب الخراب لعدة موانئ أهمها صفاقس.

ان هذا المشروع الضخم المهيكل وما يتطلبه من منشآت مينائية وفضاء لوجستي وشبكة من المواصلات الحديدية والبرية يندرج في رؤية تنموية ضيقة تحصر الاستثمارات العمومية والمشاريع الكبرى بين العاصمة والنفيضة  وما جاورها ونعتقد انه آن الاوان للقطع مع هذا المنوال التنموي المخرب والاخذ بعين الاعتبار التنمية الجهوية في اقرار المشاريع الكبرى المهيكلة لتحقيق التوازن بين جهات البلاد.

علما وأن المنظمات الوطنية والمجتمع المدني بصفاقس اكدت على أنها بقدر ما تثمن وتدعم المشاريع التي تخلق الثروة فهي ترفض التي تؤسس لنقل الثروة من جهة لأخرى دون ان تساهم في خلق الثروة  وتطالب الحكومة بإيقاف كل طلبات العروض المتعلقة بهذا المشروع وبلورة سياسة مينائية لتأهيل وتهيئة الموانئ الموجودة مع فتح حوار وطني تحت إشراف رئاسة الجمهورية وتأطير معهد الدراسات الاستراتيجية حول السياسة المينائية واللوجستيك بتونس.  وكان  فوزي بن عيسى رئيس الغرفة التجارية بالشمال الشرقي قد اكد سابقا ان انجاز الميناء  فيوسط البلاد سيصيب القطاع السياحي في المقتل وسينجر عنه  أزمات  اقتصادية واجتماعية حادة  في ولايات نابل ،سوسة ،المهدية والمنستير وشدد بن عيسى  على ضرورة اعتماد الدراسة التي أنجزها الإئتلاف  الجمعياتي  ببنزرت او الإسراع بانجاز أخرى  تحت إشراف  مركز دولي مشهود له بالكفاءة والحياد ..وتجدر الاشارة ان الاتحاد الجهوي للشغل وكل  بلديات بنزرت تساند بشدة انجاز  ميناء  المياه العميقة لما له من تداعيات اقتصادية تنموية هامة لا على الولاية فحسب بل في الجمهورية ككل،  في حين تتعاطى الادارات الجهوية والمركزية بصمت مريب مع الموضوع.

ساسي الطرابلسي 

سيدي بوزيد: شركة أسواق الجملة..حلم ولايات الوسط  ..متى يرى النور؟!!

 

خضر-وغلال.jpg

 سيدي بوزيد-الصباح

يعلق فلاحو اقليم الوسط التونسي خاصة وسائر ولايات الوسط  املا  كبيرا على انجاز مشروع شركة اسواق الانتاج بالوسط .

مشروع تم الإعلان عنه خلال  مجلس وزاري سنة 2012 بمنطقة  "ام العظام " التابعة لمعتمدية سيدي بوزيد الغربية لتكون رافدا تنمويا للجهة وقطبا جامعا لمنتوجات حوالي 1300 فلاح من ولايات سيدي  بوزيد  و القصرين  والقيروان في مرحلة اولى ثم لمنتوجات سائر الفلاحين التونسيين في مرحلة ثانية ولا سيما بعد ان تطورت فكرة المشروع الى شركة أسواق للمنتوجات الفلاحية بالوسط تقدر كلفتها الجملية  135مليون دينار على مساحة تصل إلى 120 هك  وفق ما اعلنته مصادر حكومية وسلطات جهوية ومركزية في مناسبات رسمية عديدة.

لكن كلما تتم الإشارة إلى هذا المشروع الحلم وما يمكن أن يلعبه من دور فعال في تنمية القطاع الفلاحي على المستويين الجهوي والوطني  ومساهمته في التعريف بالمنتوج الفلاحي التونسي على المستوى العالمي فضلا عما سيوفره من مواطن شغل هامة و متنوعة، فان العديد من الفلاحين والمواطنين ظلوا  يستبعدون أن يرى النور بعد مضي ما يقارب عن عشر سنوات من الوعود " الزائفة"  منذ الإعلان عنه.

هيئات وطنية وإقليمية تتدخل في التمويل ..لكن دون جدوى!!!

مراسل "الصباح" بحث في الأسباب التي حالت دون انجاز المشروع خلال السنوات الماضية.  حيث علمنا  ان المشروع بلغ حاليا مرحلة إعداد البرنامج الفني وملف طلبات العروض والمتابعة الفنية إلى جانب إعداد مخطط الانجاز الفني والمالي والقانوني الذي من المنتظر ان يكون جاهزا في شهر جوان الماضي 2022، الا انه وبسبب عدة صعوبات  تعطل المشروع حيث أكدت لنا بعض المصادر أن التعطيلات إدارية ويمكن تجاوزها اذا تم تغيير صبغة المنشأة من عمومية إلى ذات مساهمة عمومية وهذا لا يتم التسريع فيه الا اذا تضافرت جهود مختلف الأطراف التي عبرت عن رغبتها في تمويل المشروع والبالغ عددها حوالي 10 أطراف تونسية وأجنبية من أهمها  صندوق الودائع والأمانات وصندوق القروض وبمساعدة الجماعات المحلية وصندوق قطر للتنمية ووكالة التعاون الايطالي والهيئة  العربية للاستثمار والإنماء الزراعي .

خطوات هامة ..في انتظار الانجاز!!

هذا وتأخر انجاز مشروع أسواق الانتاج بالوسط  على  الرغم من استكمال الدراسات المطلوبة والإعلان عن طلب عروض لتعيين مكتب قيادة ومتابعة الدراسات، وفق معطيات تحصلت عليها جريدة "الصباح"،

حيث أن المشروع  وفق ذات  المعطيات التي تحصلنا عليها ، قد استكمل الدراسات التقنية التفصيلية مع الجانب الايطالي التي تم انجازها في اطار التعاون التونسي الايطالي سنة 2019، وهو يتكون من 6 مكوّنات كبرى وهي سوق المنتوجات الفلاحية (سوق العرض وسوق الطلب)، وسوق الماشية، ومنطقة الصناعات الغذائية، والقاعدة اللوجستية، ومركب اللحوم الحمراء، ومركز البحث والتطوير، بكلفة جملية قدرت مبدئيا بـ70 مليون دينار.

ومع تحيين كلفة المشروع مع انجاز الدراسات التقنية التفصيلية بلغت الى حدود 100 مليون دينار، على ان يوفر حوالي 1200 موطن شغل بصفة مباشرة، إلى جانب استفادة حوالي 130 الف فلاح من خدمات هذه المنصة.

ويعتبر المشروع مشروعا نموذجيا وذو أهمية كبيرة وتأثير ايجابي على المستويين الجهوي والوطني، اجتماعيا من حيث التشغيل والتكوين، واقتصاديا من حيث شفافية مسالك التوزيع والتحكم في الاسعار ومحاربة ظاهرة الاحتكار،  من خلال استغلال الطاقات البديلة في المشروع إلى جانب تثمين المنتوجات الفلاحية ومخلفاتها.

وكان من المتنظر  ان يتم الاعلان عن الانطلاق في الانجاز الفعلي للمشروع في شهر جويلية 2021 في منطقة أم العظام الا ان سير العمل شهد تعطلا طفيفا خلال فترة الحجر الصحي الشامل بسبب جائحة كورونا. وللاشارة فان مشروع  شركة أسواق  الإنتاج  بالوسط  يتكون من سوق انتاج ومركز بحث وتطوير ومنصة لوجستية وسوقا للماشية ومركبا للحوم الحمراء ومركزا للصناعات غذائية ومركزا حيويا ومعرضا فلاحيا  سيوفر حوالي 3200 موطن شغل 1200 منها بصفة مباشرة، سوق سيضمن رواج المنتوجات الفلاحية التونسية النباتية منها والحيوانية في ظروف جيدة في الداخل والخارج ومشروع قادر على  توفير كل المواد الفلاحية وخاصة الأساسية ما يخفف من لهيب الأسعار على المستهلك بما يتلاءم  مع قدرته الشرائية.

إبراهيم سليمي  

صفاقس: المترو .. تَبرورة .. المِيناء مَشاريع مُعطٌلة لعُقود تَنتظر إِفراج السُّلط  ؟!

 

p7n4.jpg

احتلت ولاية صفاقس في إحصائيات صدرت قبل سنتين المرتبة الثانية من حيث  المشاريع الكبرى المُعطّلة على غرار عدة مشاريع شهدت تعطيلا وتأخيرا في إنجازها  وهي مشروع الميترو ، مشروع تبرورة ، المدينة الرياضية،  المكتبة الرقمية،  تهيئة ميناء الصيد البحري وميناء الصخيرة ،مشروع ربط الضفتين الجنوبية والشمالية بالسكة الحديدية وغيرها من المشاريع المعلَّقة التي تنتظر  تنفيذ الإنجاز. هذا وتعتبر المشاريع العمومية  مُحفّزا للتنمية الجهوية وتشمل عدة مجالات أهمها تحسين البنية التحتية والطرقات والموانئ والجسور وإحداث المؤسسات الصحية  وغيرها من المشاريع التي منها ما نفذ وأغلبها ما يزال معطلا ومنها لم يكتمل إنجازها لعدة اسباب تلخصت اهمها في تصريحات المتدخلين في هذا الملف من سلط  مركزية ومحلية  ومجتمع مدني لـ"الصباح".

 " عطلت المشاريع" كِذبة الـ "PPP" 

  حيث قال الناشط بالمجتمع المدني "شفيق العيادي" في تصريح لـ"الصباح" انه يوجد سببين أساسيين عطَّلاَ المشاريع الكبرى بصفاقس وهما التمويلات وإحالة المشاريع على  ما وصفوه بـ"كذبة" ( الشراكة بين القطاعين العام والخاص )PPP  بحيث تُصبح هذه المشاريع غير قابلة للإنجاز ودون تدخل الوزارات المعنية.

واكد محدثنا في ذات السياق على أنه من بين أهم المشاريع الكبرى المعطلة في الجهة "ميناء الصخيرة"  باعتبارها من المعتمديات الاقل تنمية في صفاقس والأكثر فقرا وهذا الميناء بإحداثه يَنهض بالمنطقة اقتصاديا وتجاريا إلا إن الدراسات لم تنطلق رغم الاعلان عنه منذ 5 سنوات ورصد ميزانية للمشروع تقدر بـ150 مليون دينار من طرف وزارتي النقل والصناعة ، وفق قوله.

وأضاف "شفيق العيادي" انه تم اتخاذ قرارات في 6 وزارات  بخصوص مشروع "تبرورة"ولم يتم تفعيلها وهو ما تسبب في عزوف المستثمرون ، إضافة إلى مشروع  ٱخر من المشاريع الكبرى المعطلة وهو المتمثل في ربط الجهة بالسكة الحديدية أو ربط الضفتين الجنوبية والشمالية وربط المركز بالارياف ، دون نسيان المشروع الأهم وهو توسعة ميناء صفاقس المعطل منذ سنوات، واليوم ينتظر توسعة الغاطس المائي  وإعادة تهيئة الأرصفة وفضاء الحاويات لاستقبال اكبر عدد من السفن  وهو ما يفسره رفض تطوير البنية المينائية والقضاء على النشاط التجاري البحري  بجهة صفاقس وتحويل 80% من الانشطة الى ميناء "النفيضة " على حساب بقية الجهات وبالتالي إحالة الٱلاف على البطالة وتهميش كلي للجهة عبر الحكومات المتتالية، وفق تعبيره.

مترو صفاقس ...  قريبا الانطلاق في الانجاز ؟!

وفي ما يتعلق بمترو صفاقس أكد المتصرف المفوض لشركة المترو الخفيف بصفاقس "عماد السبوعي" في تصريح  سابق لـ"الصباح " أنه سيشرع قريبا في إنجاز مشروع المترو الخفيف بصفاقس وأنه تم الحصول على موافقة وزارة المالية  على مقبولية  إنجاز مشروع مترو بصفاقس في إطار شراكة مع القطاع الخاص ، بالإضافة إلى تحقيق تقدم كبير في الاتفافات مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز ،الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه وكذلك شبكات خطوط الهاتف الجوال، كاشفا ان المشروع يعد اللمسات الأخيرة قبل التنفيذ في الإنجاز.

 والي صفاقس: اختلاف وجهات النظر من أسباب تعطل بعض المشاريع

 وفي تصريح إعلامي سابق قال والي صفاقس "فاخر الفخفاخ" أن من بين  أسباب تواصل تعطل المشاريع الكبرى على غرار تبرورة وشط القراقنة وتحويل محطة الأرتال وتهيئة ميناء الصخيرة، هي الاختلافات العديدة في وجهات النظر بين مكونات المجتمع المدني ومختلف المتدخلين، واعتبر أن من الأولويات المطروحة لدفع المشاريع في هذا الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، هو تنشيط مطار صفاقس طينة الدولي ودفع مشروع الميناء البيترولي بالصخيرة وتحويل السكة الحديدية من وسط المدينة التي تمثل عائقا أمام عدة مشاريع أخرى.

 تعطل المشاريع الكبرى أثار احتجاجات الأهالي ؟

 في السنوات الأخيرة ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بالجهة حيث نفذ متساكنو صفاقس عدة تحركات احتجاجية آخرها يوم غضب جهوي  نظمه الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم 16 جوان 2022 تزامنا مع الإضراب العام الوطني في القطاع العام والإضراب العام الجهوي في القطاعين الخاص والعام والوظيفة العمومية،  تنديدا بتعطل المشاريع الكبرى بجهة صفاقس والمطالبة بحلحلة المشاريع المعطلة وأهمها المدينة الرياضية ، توسعة ملعب الطيب المهيري ، مشروع تبرورة ومشروع الميترو الخفيف.

 مشروع تبرورة .. إما الإنجاز أو فتح البحر للعموم

 منذ  أكثر من 30 سنة ينتظر سكان صفاقس إنجاز مشروع "تبرورة" ، وهي منطقة بحرية كان من المفترض ان تكون وجهة سياحية بحرية لمتساكني الجهة أو زوارها  في ظل غياب متنفس سياحي وحركية سياحية ويضطر سكان الجهة الى الاصطياف بولايات مجاورة . حيث  طالب محتجون  من متساكني صفاقس وبعض مكونات المجتمع المدني قبل أسابيع إما بتنفيذ إنجاز المشروع أو بفتح المنطقة المغلقة (شاطئ البحر) للمتساكنين لمزاولة النشاط البحري.

 من جهته أكد مدير مشروع تبرورة "لسعد الماجري" في تصريح إعلامي أن  المشروع لا يزال قائما  وانه منذ سنة 2012 الشركة والدولة يتباحثان ويتفاوضان من أجل إيجاد شريك استراتيجي أو تمويلات للانطلاق الفعلي في تهيئة المشروع .

وفي ٱخر زيارة لها لولاية صفاقس  يوم  الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 وفي تصريح سابق لـ"الصباح" قالت وزيرة التجهيز والإسكان، سارة الزعفراني الزنزري، ان الوزارة  بصدد  البحث عن مستثمر لمشروع تبرورة، وتم عرض المشروع  في قمة "تيكاد 8" وسيكون مشروع تبرورة من بين  المشاريع التي ستمول في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص وأنه سيتم عرض مشروع "تبرورة" على مجلس وزاري في وقت لاحق وهو معروض الآن على طاولة رئاسة الحكومة.

عتيقة العامري

 

جندوبة.. مشاريع بالمئات في سبات.. وتنمية بخطى السلحفاة

 مثلت زيارات رؤساء الحكومات الى ولاية جندوبة صدمة أذهلت الشارع بالجهة خاصة لما تم الاعلان عن 475 مشروعا معطلا ما أثار غضب الأهالي ومن هناك اندلعت العديد من الاحتجاجات المطالبة بمحاسبة من تسبب في تعطيلها بالإضافة الى الاسراع في تنفيذها على أرض الواقع وتم تشكيل لجنة لمتابعة هذه المشاريع بالتنسيق مع رئاسة الحكومة.

كما تم الاعلان أيضا عن برمجة 180 مشروعا عموميا بكلفة تفوق 660 مليون دينار ستشمل كل القطاعات وفي مقدمتها القطاع الفلاحي الذي استأثر باكثر من 303 مليون دينار وتوفير الماء الصالح للشراب بما قيمته 101 مليون دينار وإعادة تهيئة المناطق الصناعية وحماية المدن من الفيضانات بالاضافة الى مراجعة وضع المناطق الصناعية وبعث إدارة جهوية وكلية للطب ومضاعفة ميزانية التعليم العالي وانجاز جسري جندوبة ووادي مليز وإحداث محطة معالجة وتنقية للهواء ببن بشير ومحطة تطهير بمنطقة الروماني وتوفير المساكن الاجتماعية من خلال 1100 وحدة سكنية.

الى جانب ذلك تمت برمجة العديد من المشاريع في القطاع السياحي على غرار بعث منطقة سياحية متكاملة بفج الأطلال من معتمدية  بلغت تكلفة تهيئتها 9 مليون دينار،  وانجاز التليفيريك الذي سيربط بين عين دراهم وطبرقة وإحياء نشاط المطار الدولي بالجهة وتدعيم القطاع الصحي بانجاز مستشفى جهوي بغار الدماء وتزويد المستشفى الجهوي بجندوبة بآلات عصرية، وبعث منطقة للتبادل الحر بإحدى المعتمديات الحدودية التي تعاني معابرها من بنية تحتية متواضعة ،بالإضافة الى التسريع بانهاء مشروع الابر بطبرقة ودار الثقافة بعين دراهم وانجاز قاعة سينما عصرية بمدينة جندوبة وبعث دور للخدمات بكل معتمدية .

هذه المشاريع وغيرها لم تكن في الواقع إلا أرقاما وأضغاث أحلام ، ورغم تمويل البعض منها والانتهاء من الدراسات الفنية الا أن جملة من العراقيل تعيق تنفيذها.

أهم العوائق

أهمّ العوائق التي تعترض تنفيذ المشاريع بولاية جندوبة هي بالأساس عوائق إدارية وقانونية وأحيانا تمويلية وعوائق أخرى اجتماعية كاحتجاجات المواطنين المتمثلة في تعطيل إنجاز هذه المشاريع على غرار مشروع المحاور الكبرى والجسر المضاعف بجندوبة وكذلك في حزمة القوانين والإجراءات الإدارية والقوانين الضابطة للصفقات العمومية والوضع الأمني والاجتماعي الذي مرت به البلاد بعيد ثورة 14 جانفي 2011 وعدم تغيير صبغة الأراضي الفلاحية التي أعاقت الاستثمار بالجهة ومثلت احدى العوامل المنفرة للمستثمرين الذين يواجهون العديد من الصعوبات الادارية والعملية أثناء اعتزامهم بعث مشاريع بولاية جندوبة، وهذا الوضع أثر سلبا في العديد من القطاعات على غرار القطاع الفلاحي اذ يتم في كل موسم إتلاف المئات من الأطنان من المنتوج بسبب ضعف الصناعات التحويلية بالجهة وارتفاع نسبة البطالة خاصة في صفوف أصحاب الشهائد العليا ما جعل الولاية تحتل المرتبة الأخيرة في مؤشرات التنمية لسنة 2016.

عمار مويهبي