إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الصحة تحذر .. "الشيغيلا" قد تأخذ المشعل عن كورونا!!

تونس-الصباح

حالة "الإنكار" التي عاشتها وزارة الصحة مع حالات الإصابة المسجلة بمرض الإسهال بجرثومة "الشيغيلا" في صفوف أطفال، لم تصمد كثيرا أين أصدرت أمس بيانا أقرت خلاله بانتشار البكتيريا وشددت على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي العدوى بين أفراد المجتمع.

سلوك اعتباطي وغير مبرر اتخذته الوزارة في علاقة ببكتيريا "الشيغلا"، أعاد الى الأذهان سوء التقدير والتصرف الذي كان لحكومة هشام المشيشي مع متحور فيروس كوفيد 19 أين تم الاستخفاف بشراسة المرض وترك التونسيين دون لقاحات واكسجين في مواجهة العدوى ما خلف ارتفاعا واضحا في عدد الوفيات والإصابات على حد السواء وخلف فقدان ثقة كبيرة في مؤسسات الدولة وجهازها الصحي.

ورغم ان المعطيات المنشورة حول مرض الإسهال بجرثومة "الشيغيلا، تفيد انه ليس بخطورة فيروس كوفيد 19 او سرعة انتشاره لكن سبق وان حذر مختصون من انتشار بكتيريا الشيغيلا منذ أيام، وكانت رئيسة قسم الإنعاش الطبي بمستشفى الأطفال عائدة البرجي كما سبق ونشرت "الصباح" قد دعت في تدوينة على صفحتها الخاصة على "فايس بوك" الى ضرورة الاعتراف بوجود إصابات ببكتيريا "الشيغيلا" معتبرة أن التكتم على ذلك يمكن أن يتسبب في مزيد انتشار المرض عبر العدوى .وكتبت البرجي "أنه لا يوجد داع للتكتم على حالات "الشيغيلا" المسجلة " مؤكدة أن دولا كبرى على غرار بريطانيا اعترفت بوجود هذا المشكل الصحي، كذلك أعلنت العديد من هياكل اليقظة الصحية في عدة دول عن تسجيل إصابات.

وتأتي خطورة عدوى الإصابة ببكتيريا "الشيغيلا" من انها تنتشر أساسا بين الأطفال وداخل المدارس والروضات والمحاضن وتكون بالخطأ على خلفية عدم غسل اليدين بعد دخول الحمام أو تغيير حفاظات الأطفال ويمكن أيضا أن يتسبب المصابون بالعدوى ويتعاملون مع الأطعمة في نقل البكتيريا إلى الأشخاص الذين يتناولون تلك الأطعمة. كما أن الطعام قد يكون مصدرًا للعدوى ببكتيريا الشيغيلا إذا نمت مكوناته النباتية في ارض أو منطقة فلاحية تروى بمياه الصرف الصحي. هذا فضلا عن المياه الملوثة أو السباحة في مياه سبح فيه شخص مصاب.

ويزداد احتمالية إصابة الأطفال دون سن الخامسة بعدوى "الشيغيلا" لكنها يمكن أن تصيب الجميع في أي عمر. ويرتفع احتمالات انتقالها في حالات العيش في سكن جماعي أو المشاركة في أنشطة جماعية. كما يؤدي التقارُب اللصيق مع الأشخاص الأخرى إلى انتشار البكتيريا من شخص إلى آخر. وتتفشى الشيغيلا بشكل أكبر في مراكز رعاية الأطفال، وحمامات السباحة الجماعية، ودور الرِّعَاية والسجون والثكنات العسكرية والمناطق التي تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي.

وبالنسبة للحالة التونسية اليوم تمثل المدارس التي تفتقر الى مياه نظيفة وتفتقر للمجامع المائيةـ المراحيض ـ والتي تتواجد بالأساس في المناطق الريفية، الأكثر عرضة لاحتمالات انتشار عدوى والإصابة بمرض الإسهال بجرثومة "الشيغيلا" وهو ما يتطلب الرفع في حالة اليقظة في تلك المدارس من قبل وزارة التربية والصحة على حد السواء والسعي الى توفير الصابون والمياه النظيفة للأطفال لغسل اليدين.

وتشفى عادةً الحالات المرَضية الخفيفة من تلقاء نفسها في خلال أسبوع. وعندما يتطلب الأمر تناول علاج، يصف الأطباء عادةً مضادات حيوية.

ولا تدرج إدارة رعاية الصحة الأساسية بوزارة الصحة "الشيغيلا" ضمن الأمراض التي تتطلب الاختطار ( alerte ) غير أن مصالحها تتولى القيام بالبحوث والتقصي الميداني اللازم عند الأشعار بوجود بؤر للمرض..

وبخصوص مضاعفات الإصابة، قد يؤدي الإسهال بشكل مستمر إلى الجفاف. وتشمل مؤشرات هذه الحالة وأعراضها الدوار والدوخة وقلة الدموع عند الأطفال، والإصابة بداء العيون الغائرة، وجفاف الحفاضات. وقد يؤدي الجفاف الشديد لدى الأطفال إلى الصدمة والموت.

يعاني بعض الأطفال المصابين بعدوى الشيغيلا نوبات أرضية. وتكون لدى الأطفال المصابين بحُمَّى شديدة، ولكنها تُصيب أيضًا الأطفال غير المصابين بالحُمَّى. ولا يُمكن الجزم بما إذا كانت هذه النوبات المَرَضية ناتجة عن الحُمَّى أم عن عدوى الشيغيلا نفسها. وإذا كان لدى الطفل نوبة صرع، فمن الضروري اتصال بالطبيب.

وقد يؤدي الضغط أثناء التبرز أو التهاب الأمعاء الغليظة إلى خروج الغشاء المخاطي أو بطانة المستقيم عبر فتحة الشرج. وقد تضرّ عدوى الشيغيلا ببطانة الأمعاء. وفي حالات نادرة، قد تدخل بكتيريا الشيغيلا مجرى الدم عبر بطانة الأمعاء التالفة وتُحدث عدوى في مجرى الدم.

ريم سوودي

 

الصحة تحذر .. "الشيغيلا" قد تأخذ المشعل عن كورونا!!

تونس-الصباح

حالة "الإنكار" التي عاشتها وزارة الصحة مع حالات الإصابة المسجلة بمرض الإسهال بجرثومة "الشيغيلا" في صفوف أطفال، لم تصمد كثيرا أين أصدرت أمس بيانا أقرت خلاله بانتشار البكتيريا وشددت على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي العدوى بين أفراد المجتمع.

سلوك اعتباطي وغير مبرر اتخذته الوزارة في علاقة ببكتيريا "الشيغلا"، أعاد الى الأذهان سوء التقدير والتصرف الذي كان لحكومة هشام المشيشي مع متحور فيروس كوفيد 19 أين تم الاستخفاف بشراسة المرض وترك التونسيين دون لقاحات واكسجين في مواجهة العدوى ما خلف ارتفاعا واضحا في عدد الوفيات والإصابات على حد السواء وخلف فقدان ثقة كبيرة في مؤسسات الدولة وجهازها الصحي.

ورغم ان المعطيات المنشورة حول مرض الإسهال بجرثومة "الشيغيلا، تفيد انه ليس بخطورة فيروس كوفيد 19 او سرعة انتشاره لكن سبق وان حذر مختصون من انتشار بكتيريا الشيغيلا منذ أيام، وكانت رئيسة قسم الإنعاش الطبي بمستشفى الأطفال عائدة البرجي كما سبق ونشرت "الصباح" قد دعت في تدوينة على صفحتها الخاصة على "فايس بوك" الى ضرورة الاعتراف بوجود إصابات ببكتيريا "الشيغيلا" معتبرة أن التكتم على ذلك يمكن أن يتسبب في مزيد انتشار المرض عبر العدوى .وكتبت البرجي "أنه لا يوجد داع للتكتم على حالات "الشيغيلا" المسجلة " مؤكدة أن دولا كبرى على غرار بريطانيا اعترفت بوجود هذا المشكل الصحي، كذلك أعلنت العديد من هياكل اليقظة الصحية في عدة دول عن تسجيل إصابات.

وتأتي خطورة عدوى الإصابة ببكتيريا "الشيغيلا" من انها تنتشر أساسا بين الأطفال وداخل المدارس والروضات والمحاضن وتكون بالخطأ على خلفية عدم غسل اليدين بعد دخول الحمام أو تغيير حفاظات الأطفال ويمكن أيضا أن يتسبب المصابون بالعدوى ويتعاملون مع الأطعمة في نقل البكتيريا إلى الأشخاص الذين يتناولون تلك الأطعمة. كما أن الطعام قد يكون مصدرًا للعدوى ببكتيريا الشيغيلا إذا نمت مكوناته النباتية في ارض أو منطقة فلاحية تروى بمياه الصرف الصحي. هذا فضلا عن المياه الملوثة أو السباحة في مياه سبح فيه شخص مصاب.

ويزداد احتمالية إصابة الأطفال دون سن الخامسة بعدوى "الشيغيلا" لكنها يمكن أن تصيب الجميع في أي عمر. ويرتفع احتمالات انتقالها في حالات العيش في سكن جماعي أو المشاركة في أنشطة جماعية. كما يؤدي التقارُب اللصيق مع الأشخاص الأخرى إلى انتشار البكتيريا من شخص إلى آخر. وتتفشى الشيغيلا بشكل أكبر في مراكز رعاية الأطفال، وحمامات السباحة الجماعية، ودور الرِّعَاية والسجون والثكنات العسكرية والمناطق التي تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي.

وبالنسبة للحالة التونسية اليوم تمثل المدارس التي تفتقر الى مياه نظيفة وتفتقر للمجامع المائيةـ المراحيض ـ والتي تتواجد بالأساس في المناطق الريفية، الأكثر عرضة لاحتمالات انتشار عدوى والإصابة بمرض الإسهال بجرثومة "الشيغيلا" وهو ما يتطلب الرفع في حالة اليقظة في تلك المدارس من قبل وزارة التربية والصحة على حد السواء والسعي الى توفير الصابون والمياه النظيفة للأطفال لغسل اليدين.

وتشفى عادةً الحالات المرَضية الخفيفة من تلقاء نفسها في خلال أسبوع. وعندما يتطلب الأمر تناول علاج، يصف الأطباء عادةً مضادات حيوية.

ولا تدرج إدارة رعاية الصحة الأساسية بوزارة الصحة "الشيغيلا" ضمن الأمراض التي تتطلب الاختطار ( alerte ) غير أن مصالحها تتولى القيام بالبحوث والتقصي الميداني اللازم عند الأشعار بوجود بؤر للمرض..

وبخصوص مضاعفات الإصابة، قد يؤدي الإسهال بشكل مستمر إلى الجفاف. وتشمل مؤشرات هذه الحالة وأعراضها الدوار والدوخة وقلة الدموع عند الأطفال، والإصابة بداء العيون الغائرة، وجفاف الحفاضات. وقد يؤدي الجفاف الشديد لدى الأطفال إلى الصدمة والموت.

يعاني بعض الأطفال المصابين بعدوى الشيغيلا نوبات أرضية. وتكون لدى الأطفال المصابين بحُمَّى شديدة، ولكنها تُصيب أيضًا الأطفال غير المصابين بالحُمَّى. ولا يُمكن الجزم بما إذا كانت هذه النوبات المَرَضية ناتجة عن الحُمَّى أم عن عدوى الشيغيلا نفسها. وإذا كان لدى الطفل نوبة صرع، فمن الضروري اتصال بالطبيب.

وقد يؤدي الضغط أثناء التبرز أو التهاب الأمعاء الغليظة إلى خروج الغشاء المخاطي أو بطانة المستقيم عبر فتحة الشرج. وقد تضرّ عدوى الشيغيلا ببطانة الأمعاء. وفي حالات نادرة، قد تدخل بكتيريا الشيغيلا مجرى الدم عبر بطانة الأمعاء التالفة وتُحدث عدوى في مجرى الدم.

ريم سوودي