إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أيام قرطاج السينمائية: "أفلام" السجاد الأحمر طغت على "إبداعات" الشاشة  

اعداد نجلاء قموع

 

شبه مقاطعة من صناع أفلام الشباب .. مسابقة رسمية "ضعيفة" والمراجعة مطلوبة

 

تسدل أيام قرطاج السينمائية الستار غدا عن دورتها الثالثة والثلاثين والتي انتظمت من 29 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2022 تحت شعار "حل الثنية" .. دورة شهدت جدلا حول حفل افتتاحها، الذي طغت عليه الفوضى وثغرات تنظيمية أساءت لمكانته بين مهرجانات المنطقة ورغم حضور عدد من الوجوه الفنية العربية والإفريقية إلا أن صناع السينما التونسيين لم يكونوا من بين ضيوفه البارزين فالبعض يتحدث عن شبه مقاطعة من شباب المهنة وآخرون يرجعون المسألة لتهميشهم في فعاليات ومسابقات المهرجان  وسيطرة وجوه من عالم "الشوو" على البساط الأحمر لـ"جي سي سي" وهي صراحة عادة لا تتعلق بالدورة الحالية وإنما ظاهرة أصبح يعاني منها المهرجان في السنوات الأخيرة.

الاستقالات العديدة على أيام قرطاج السينمائية بدورها ألقت بظلالها على "الأيام" ولكن لم تتسبب في شللها وتواصل العمل لتقديم رؤية وتصور لقي الترحيب في أقسام ورافقه النقد في أقسام أخرى منها خيارات المسابقات الرسمية في الروائي والوثائقي الطويل والتي تكشف الكثير من عدم الانسجام وتعلن بين سطورها عن مرور أكثر من شخص على مناصب القرار في تحديد خياراتها.

العودة لشارع الحبيب بورقيبة كانت نقطة مضيئة في المهرجان ولئن برمجت عديد العروض الهامة في مدينة الثقافة إلا أن سحر ورمزية "شارع السينما" استرجع جزءا من بريقه وجمهوره ولم يخفت القليل منه سوى الحواجز والأسلاك المحيطة بمكان الاحتفال وكأننا في سجن لا مهرجان.

وفي السياق عبرت الممثلة نجوى ميلاد لـ"الصباح" عن اعتزازها بمهرجان أيام قرطاج السينمائية لمكانته في المشهد الثقافي العربي والإفريقي غير أن مضمونه هذا الموسم جعلها تدعو لتنظيمه كل سنتين حتى يحافظ على جودة خياراته ومستوى تنظيمه مطالبة بعودته لشارع الحبيب بورقيبة كما انتقدت نجوى ميلاد مستوى الأفلام الروائية الطويلة الممثلة لتونس في المسابقة الرسمية وصفتها بالهزيلة على مستوى الرؤية والطرح.

المخرج الشاب قيس الماجري الحاضر في المسابقة الرسمية للروائي القصير أكد أنه يشارك لأول مرة في مسابقات المهرجان ويعتز بحضوره هذه الدورة لاكتشاف الجديد من الأعمال خاصة وأنه مقيم منذ سنوات في كندا. ويعتبر قيس الماجري في حديثه لـ"الصباح" المهرجانات فرصة للقاء وتبادل الخبرات وأيام قرطاج السينمائية ملتقى للأصوات السينمائية من مختلف دول العالم خاصة السينمائيين العرب والأفارقة.

أمّا الممثل الشاب أسامة كشكار فيرى في أيام قرطاج السينمائية عودة الروح للشارع الرمز الحبيب بورقبية ولقاعات السينما المحيطة به قائلا: "أنا واحد من جمهور الجي سي سي ومؤخرا أصبحت جادا في تجربتي السينمائية فبعد مغامرة التلفزيون أعمل حاليا على التواجد أكثر في السينما ولئن أظل الابن الوفي للركح إلا أن عالم الفن السابع يبهرني والمهرجان يمنحني دوما فرصة التعرف والاكتشاف في عالم الصورة وجديدها".

أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ 33  اقترحت على جمهورها 44 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا وقصيرا يتنافسون على جوائز التانيت من بينها أفلام مسابقة الروائي الطويل وهي فيلم المخرج السوري عبد الحميد عبد اللطيف "الطريق"، "معبد الفرح" لجان أودوتان من البنين، "العبد" لعبد الإله الجوهري من المغرب، فيلم "شرف" لسمير نصر من مصر، "قسم الرسل" لسايدو بونودوان من بوركينافاسو، "وراء الباب" لمانع عدي مع حضور فيلم "الثائرون" لأميل شيجفي من تنزانيا و"أنظر إلى النجوم" للمخرج دافيد كونستانتين من جزر الموريس وتحضر الجزائر بفيلم "ما بعد الحياة" لأنيس جاد والعمل السينغالي "جراح الطفولة" لموسى سن يابسا. ويمثل تونس في مسابقة الروائي الطويل فيلمي "تحت الشجرة" لأريج السحيري و"وحلة" لنادر الرحموني.

وفي مسابقة الوثائقي الطويل "حارس العوالم" ويمثل تونس والجزائر للمخرجة ليلى الشايبي ومن تونس كذلك فيلم "دتايد اكسس" لهيفل بن يوسف فينا تحر السعودية ضيف شرف المهرجان بفيلم "مامي لامولا" لأنهار الم وتشارك المغرب بفيلم "لعزيب" لجواد البابلبي، "حكايات البيت الأرجوني" لفاضل عباس من العراق ولبنان، "بطاطا" لنورة كافوربكان من لبنان، "لا توجد طريق بسيطة إلى البيت" ممثل عن السوادن ويخرجه أكيول دي مابيور، "حضانة ليلية" من بوركينافاسو ويخرجه انو موموني وتطل السينما السينغالية في هذه المسابقة بفيلم "عشرون سنة بعد" لموسى توري و"الإعادة والتشغيل" لألان غوميز و"نحن الطلبة" لفاريالا رفيكي من إفريقيا الوسطى.

وفي السينما الروائية القصيرة، شارك 12 فيلما عربيا وإفريقيا منها "فلسطين 87" لبلال الخطيب، "المجموعة" للمخرج لوسيان بورجايلي من لبنان، "ميكروباص" للمخرجة المصرية ماغي كمال، "هيبنونيزيا" للمخرج الجزائري مالك الأخضر حمينة، "ريح الجنوب" لأزفيدو ليسينو من الموزمبيق،"أستال" سير ماتا تولاي من السينغال، فيلم المصري أحمد عبد السلام "كبير"، "بارجي" لديان وايز من جنوب افريقيا والفيلم المغربي "لعبة الأطفال" لمريم مجدي، "قضية لشبونة" لهوجي فورتونا وتسجل تونس حضورها هبر فيلم قيس الماجري "آخر يوم للشمس" و"رحلة" لجميل النجار.

وفي مسابقة الوثائقي القصير 8 أفلام هي "ترامودول" لأودم موسى و"05:01" لسارة بن سود عن تونس ذلك إلى جانب "إدريس" لأمير الشناوي و"سنفتس بلاش" من مصر، "الناس لي فوق" من سوريا، "سبايدرمان السودان" لرافع الرنا، "إطار طويل" لوبودا ريجين قلاديس من الكامرون، "الموسيقى ملجي" لــ"سي تيارنو سايدو نورو" من السينغال. 

وضمن الخيارات الموازية قدمت ال 33 من أيام قرطاج السينمائية "رؤى متوسطية" وضمنها  فعالية "العالم كما يراه فيليني" وعرضت خلالها سبعة أفلام تعكس رؤية المخرج الايطالي فيديريكو فيليني، تسينماءات تحت المجهر في "فوكيس" عن فلسطين وثان عن السينما الاسبانية أما التكريمات فعادت على مسيرة كل من المخرجة والكاتبة الجزائرية يمينة بشير الشويخ، المخرج محمد عبد الرحمان التازي، السينمائي المصري داوود عد السيد، المخرجة التونسية كلثوم برناز والممثل هشام رستم والممثلة ناكي سي سافاني من الكوت دي فوار.

وفي تجربة الاقتباسات لدعم صناع السينما التونسيين الشباب اقترح المهرجان أفلام لكل من رامي الجربوعي في "وقائع المدينة الغريبة" (18')، أمين البلدي بفيلم "المصباح المظلم" / (17') ، "الأربعين"  لسناء الجزيري (15') و"جوع" لآمنة النجار (12')

وفي القسم الرسمي خارج المسابقة، اقترحت أيام قرطاج السينمائية 12 فيلما عالميا كلاسكيا في فعالية "سينما العالم"، برنامج خاص بالأطفال ضمن أيام قرطاج السينمائية للأطفال، آفاق السينما التونسية، سينما الشارع، أيام قرطاج السينمائية في السجون و"الجي سي سي" في الثكنات. ودعم المهرجان التجارب السينمائية الأول والثانية لصناع أفلام شباب في قسم جديد "قرطاج أسبوع النقاد".

لجان تحكيم المسابقات

وتكونت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة بأيام قرطاج السينمائية من المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي رئيسا وعضوية الفنانة المصرية بشرا، المخرجة الفلسطينية مي المصري، المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار، سالم إبراهيم من الجزائر، سيليا ريكو كلافلينو من اسبانيا، وأبولينتراوي من بوركينافاسو فيما ضمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة كل من ماري كلامونس أندري مونتابايس من مدغشقر رئيسة وبعضوية المخرجة التونسية نادية الفاني، الجزائرية سعاد لبيزوكلاردياو من بوركينافاسو.

وشملت لجنة تحكيم المسابقة المستحدثة "أسبوع النقاد" من سارج نوبيانا (عن تونس وفرنسا)، كيارا سبنيوليقاباردي من إيطاليا، ثيارنو ابراهيم اديا من السينغال والناقد المصري كمال رمزي أمّا لجنة تحكيم مسابقة قرطاج السينما الواعدة والمخصصة لأفلام مدارس السينما فترأسها المنتج السعودي فيصل بالطيور وتضم في عضويتها سليف تراوي من مالي وربيعة التليلي من تونس.

إبراهيم لطيف: غادرت تحت الضغط الإيديولوجي .. الفني وأساليب العمل

 

ابراهيم_لطيف.jpg

كان من الضروري في إطار قراءتنا للدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية التواصل مع المخرج والمنتج إبراهيم لطيف، الذي كلف بالإدارة الفنية للمهرجان وأعلن صحبة المديرة العام لـ"الجي سي سي"  سنية الشامخي على هامش مهرجان كان السينمائي 2022 عن الخطوط العريضة لخيارات بعينها قبل أن يغادر منصبه لأسباب نكتشف تفاصيلها في هذا اللقاء:

في البداية أوضح إبراهيم لطيف أن مغادرته لأيام قرطاج السينمائية كانت تحت ضغط فني إيديولوجي وأسلوب عمل لم ينسجم مع رؤيته الفنية للمهرجان قائلا في السياق: "تربطني علاقة صداقة بسنية الشامخي وأحترم كثيرا العلاقة الإنسانية، التي تجمعنا غير أن الخلافات بيننا على مستوى الرؤية الفنية وأساليب العمل كانت نقطة لا عودة لذلك رحلت آسفا".

وأقر إبراهيم لطيف في حديثه لــ"الصباح" بأن المرحلة الأولى من العمل على الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية كانت جميلة ومنسجمة خاصة مع تحديد مهام الإدارة العامة والإدارة الفنية (من توجهات، مقاييس اختيار الأفلام والمنصة ..) مشيرا إلى أنه المسؤول الأول عن اختيار الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة لذلك سعى لاستقطاب أعمال سينمائية تم الإشادة بجودتها الفنية والتقنية وتحظى باهتمام كبرى المهرجانات الدولية من بينها فيلم "تحت الشجرة" لأريج السحيري والذي كان من المفترض أن يكون عرضه الأول في الشرق الأوسط وافريقيا بمهرجان مراكش السينمائي الدولي، الذي دعم من خلال صندوق منحه المخرجة التونسية متابعا حديثه: "بفضل إصراري على الفيلم في مسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية وحرص أريج السحيري على المشاركة في مهرجان بلادها تمكنا من إقناع المدير الفني لمهرجان مراكش السينمائي بالسماح لفيلم "تحت الشجرة" المشاركة في "الجي سي سي" وذلك برغم شروط العقد المبرم بين المخرجة التونسية والمهرجان المغربي".

وعن التغيرات، التي طالت المهرجان بعد مغادرته كشف إبراهيم لطيف أن فيلم الافتتاح المقترح كان "نو فرانجان" (إخواننا) لرشيد بوشارب إلا أن المديرة العامة لأيام قرطاج السينمائية اعتبرته مسيئا للإسلام وخيرت فيلم محمد عبد الرحمان التازي "فاطمة السلطانة التي لا تنسى" وذلك ترضية للمخرج المغربي، الذي قدم الفيلم للمسابقة الرسمية غير أنه كان أقل جودة من بقية الأفلام المرشحة لذلك نال عدد  ضعيف من النقاط من طرفي ومن طرف المسوؤل عن مسابقة الروائي الطويل عصام مرزوقي.

وأضاف إبراهيم لطيف في ذات الإطار أن ترضية التازي كانت كذلك على مستوى رئاسة لجنة التحكيم للروائي الطويل والقصير رغم أن اتفاق الهيئة الفنية كان لصالح عبد اللطيف بن عمار إذ لم تتمكن ناعومي كاوازي من المشاركة في المهرجان ورئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وتابع السينمائي التونسي باستياء: "عبد اللطيف بن عمار يملك من التجربة والرؤية الفنية ما يجعله يتفوق على عبد الرحمان التازي وهو أحق برئاسة لجنة التحكيم".

وأفاد محدثنا أن العديد من مقترحاته على مستوى الأفلام تم رفضها من قبل المديرة العامة لأيام قرطاج السينمائية منها فيلم سعودي لجرأة طرحه رغم أنه سبق وعرض في مهرجان البحر الأحمر بجدة كما لم ترحب بعرض فيلم مها الحاج "حمى البحر المتوسط"، الذي سبق وعرض في مسابقة "نظرة ما" ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الـ75 وهو مرشح فلسطين لأوسكار 2023.

وعبّر إبراهيم لطيف عن حزنه لانتهاء تجربته في الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية بالمغادرة تحت الضغط وذلك قبل الاختيار النهائي للأفلام مشددا على تعرضه للصنصرة عبر التلاعب باختيارات أفلام المسابقة الرسمية وفي الآن نفسه نزه وزارة الشؤون الثقافة والمركز الوطني للسينما والصورة من الضغوط، التي عاشها مؤكدا عدم تدخل هياكلها في رؤية المهرجان الفنية.

وتابع في السياق: "لا يمكنني بعدما حدث على مستوى التلاعب باختيار الأفلام إلا التأكيد والإشادة بجودة عملين من اختياري وهما فيلم "تحت الشجرة" لأريج السحيري و"Rewind & Play" لألان غوميز من السينغال".

وعن تقييمه للدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية بعد مغادرته الفريق القائم على تصورها، نوّه إبراهيم لطيف بعودة الروح لشارع الحبيب بورقية بفضل تظاهرة "سينما الشارع"، التي كان وراء رؤيتها على مستوى المضامين والبرمجة فيما أحال غياب الجمهور عن قاعات السينما مقارنة بالإقبال الاستثنائي المعتاد لمحبي "الجي سي سي" في سنوات سابقة لضغوطات راهنة للمجتمع التونسي منها جائحة كورونا وأن تراجع عدد الحضور في قاعات غير مرتبط بالدورة الحالية فحسب.

وانتقد إبراهيم لطيف محتوى أيام قرطاج للصناعة السينمائية والتي كان من المنتظر أن تثمر في هذه الدورة شراكات عمل مع منتجين سعوديين خاصة وأنها كانت في شراكة مع مهرجان البحر الأحمر  وتم اختيار أعضاء لجنة تحكيمها من خبراء مختصين في الإنتاج والتوزيع من سوق مهرجان برلين، تورنتو والبحر الأحمر غير أن مغادرته لـ"الجي سي سي" حسب قوله أعاقت تواصل المشروع واكتفى المهرجان بفعالية تكميل والماستر كلاس متسائلا في ذات السياق عن حضور فيلم قديم لفريد بوغدير أراد من خلاله تكريم الراحل هشام رستم في "تكميل" رغم أن ذلك ضمن اللوائح وقوانين وكان من الأجدى تقديمه لوزارة الشؤون الثقافية لترميمه قائلا: "يؤسفني قول ذلك خاصة وأن فريد بوغدير قدم الكثير للسينما التونسية لكن ما يحدث في تكميل لا يخضع للمعايير .."

وأكد ابراهيم لطيف في تقيمه على وجود ثغرات في برمجة فكيف يمكن أن يكون عرض أول لفيلم الآن غوميس في المرسى قبل عرضه في القاعات الرئيسية وسط العاصمة فيما اعتبر الاحتفاء بضيف شرف السعودية فلكلوري أكثر منه فعالية لاكتشاف سينما المملكة وصناع أفلامها وهذا ينسحب على فوكيس فلسطين الذي كان من الأجدى تقديم رؤى جديدة لمخرجين لم نتعود حضورهم في "الأيام" عوضا عن إعادة تقديم تجارب سبق واطلاع عليها جمهور المهرجان.

وأفاد إبراهيم لطيف "الصباح" بأن الحضور سينما المرأة لم يكن مدروسا ولم يسبق الإعلان عن توجهات أيام قرطاج السينمائية "النسوية" لهذه الدورة وكذلك تغير هويته البصرية.

وطالب إبراهيم لطيف، الذي سبق وتولى إدارة أيام قرطاج السينمائية في دورتي 2015 و2016 بضرورة تحقيق الاستقلالية الفنية للمهرجان مع استمرارية لثلاث سنوات واحتفاظ وزارة الشؤون الثقافة والمركز الوطني للسينما والصورة بالإدارة المالية والتنظيم.

صناع أفلام البلد ضيف شرف يتحدثون عن أيام قرطاج السينمائية

احمد_الملا.jpg

حظيت المملكة العربية السعودية بمساحة فنية هامة في أيام قرطاج  السينمائية 2022 ضمن فعالية "البلد ضيف شرف" وكان الافتتاح الرسمي للمهرجان فرصة لتأكيد العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين حسب التصريح الرسمي لكل من وزيرة الشؤون الثقافة الدكتورة حياة قطاط القرمازي وسفير المملكة العربية السعودية بتونس الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر. ودعا المسوؤلون لضرورة تأسيس تعاون حقيقي وفاعل وذلك بحضور وجوه سينمائية وثقافية من البلدين.

وفي هذا السياق قال الأستاذ أحمد الملا نائب رئيس جمعية السينما بالسعودية في تصريح لـ"الصباح" أن العلاقة الثقافية السعودية التونسية ممتدة إلى حد كبير فغالبية الأفلام المهمة، التي أنتجت في السعودية هي نتيجة لشراكة بين مخرجين من المملكة وتقنيين تونسيين على غرار أفلام  "آخر زيارة"، "أربعون يوما وليلة"، "حد الطار".

وأضاف محدثنا أن هذا التعاون ترجم في عدد من الملتقيات منها تونس ضيف شرف معرض الرياض ومؤخرا السينما السعودية في أيام قرطاج السينمائية. 

من جهته، اعتبر المخرج السعودي الشاب محمد الهليّل أيام قرطاج السينمائية في حديثه لـ"الصباح" محطة مؤثرة في مشواره الفني فقد سبق وشارك في فعاليات المهرجان في بداياته واليوم يعود بأول فيلم روائي طويل في رصيده "أربعون عاما وليلة" ليتقاسم مع الجمهور التونسي لحظات النقاش والتفاعل الفكري.

وأشاد المخرج السعودي في تصريحه لـ"الصباح" بالكفاءات التقنية التونسية والتي شاركت في تنفيذ فيلمه "أربعون عاما وليلة" ويتعاون مع عدد منهم في أعمال أخرى منها مشاريع يصورها قريبا.

أمّا المخرجة السعودية هند الفهاد فعبرت خلال لقائها بــ"الصباح" عن اعتزازها بعرض فيلم "بلوغ" ضمن البرمجة السعودية بأيام قرطاج السينمائية وتطلعها لمشاهدة ردود فعل الجمهور التونسي فيما كشفت المخرجة والكاتبة السعودية ضياء يوسف عن انبهارها بالمهرجان في أول زيارة لها لتونس

واعتبرت حضور السعودية بشكل غير مسبوق في تونس انعكاس لوجهة نظر مختلفة عن سنوات سابقة فيها تمكين كبير للمرأة في بلادها.

بدوره أٌقر المخرج السعودي الشاب محمد حسين الموسى لـ"الصباح" باهتمامه العميق بالحراك السينمائي العربي وخاصة التجربة التونسية والتي تحتفي بمائويتها مشددا على أن التعاون بين البلدين هو دعم لشراكات فنية إنتاجية مستقبلا وفرصة لتبادل الأفكار ورؤى الجمالية

من جهتها، شددت رغدة الحضريتي عن نادي ألوان السينما بالسعودية في تصريح لــ"الصباح" على أن حضور أيام قرطاج السينمائية هي فرصة للتعرف على الأفلام التونسية والعكس كذلك وهذا التبادل الفني سمح لها بالتعريف بسينما المرأة في السعودية والانتاجات الجديدة المتعلقة بحكايا وقصص بلادها.

وعلى صعيد متصل، قال فيصل بالطيور منتج سعودي رئيس لجنة تحكيم السينما الواعدة قال إنه سعيد بالعودة لتونس في عرسها السينمائي هذا المهرجان الأعرق في إفريقيا والشرق الأوسط ووصف البرمجة السعودية في أيام قرطاج السينمائية بالثرية والمتنوعة وهي فرصة لتبادل الخبرات والمشاريع المستقبلية.

"الجي سي سي" في عيون ضيوف دورته الــ33

شكران.jpg

طغى حضور الفنانين السوريين على أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثالثة والثلاثين من 29 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2022 وفي السياق وصف الممثل عامر العلي المهرجان بالأكثر مصداقية في خياراته الفنية وهو من المهرجانات البديلة على خارطة السينما العربية والإفريقية فيما نوهت الفنانة شكران مرتجى بعودة السينما السورية لأيام قرطاج السينمائية بعد غياب وعبرت عن سعادتها بحضور الفعاليات في مهرجان يحمل عنه ذكريات جميلة وتعتبره محررا لفن الجاد أمّا هالة صدقي فترى في أيام قرطاج السينمائية العراقة والقيمة الفنية خاصة وأنه كان محطة هامة لمخرجين شغوفة بتجاربهم من مصر وغيرها من الدول العربية والإفريقية فيما نوهت الفنانة بشرى بجمهور قرطاج الاستثنائي وعبرت عن محبتها له فهو مواكب مطالع على مختلف المدارس الفنية وحاضر في كل قاعات العرض وفي الشارع قائلة: "أيام قرطاج السينمائية منارة للسينما العربية والإفريقية وستظل".

أيام قرطاج السينمائية في أرقام

312992143_1162910327913327_1062801826779848621_n.jpg

15  قسما

599 فيلما مسجلا في المسابقات الرسمية ) أفلام طويلة

وقصيرة، قرطاج أسبوع النقاد، قرطاج السينما الواعدة

480 فيلما عربيا وإفريقيا/ قصيرا وطويلا روائيا ووثائقيا

137 فيلما إفريقيا مسجلا في المسابقة الرسمية للأفلام

الطويلة الروائية والوثائقية

343 فيلما عربيا مسجلا في المسابقة الرسمية للأفلام

القصيرة الروائية والوثائقية

الأفلام التونسية المسجلة: 109

78 فيلما قصيرا وطويلا/روائيا ووثائقيا

22 فيلما طويلا روائيا ووثائقيا

56 فيلما قصيرا روائيا ووثائقيا

26  فيلما مسجلين في السينما الواعدة

03  أفلام مسجلين في قرطاج أسبوع النقاد

02  فيلمان مسجلان في سينما العالم

 72 دولة مشاركة

23  دولة إفريقية

17  دولة عربية

32  مشاركة دولية

 

 

 

أيام قرطاج السينمائية: "أفلام" السجاد الأحمر طغت على "إبداعات" الشاشة   

اعداد نجلاء قموع

 

شبه مقاطعة من صناع أفلام الشباب .. مسابقة رسمية "ضعيفة" والمراجعة مطلوبة

 

تسدل أيام قرطاج السينمائية الستار غدا عن دورتها الثالثة والثلاثين والتي انتظمت من 29 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2022 تحت شعار "حل الثنية" .. دورة شهدت جدلا حول حفل افتتاحها، الذي طغت عليه الفوضى وثغرات تنظيمية أساءت لمكانته بين مهرجانات المنطقة ورغم حضور عدد من الوجوه الفنية العربية والإفريقية إلا أن صناع السينما التونسيين لم يكونوا من بين ضيوفه البارزين فالبعض يتحدث عن شبه مقاطعة من شباب المهنة وآخرون يرجعون المسألة لتهميشهم في فعاليات ومسابقات المهرجان  وسيطرة وجوه من عالم "الشوو" على البساط الأحمر لـ"جي سي سي" وهي صراحة عادة لا تتعلق بالدورة الحالية وإنما ظاهرة أصبح يعاني منها المهرجان في السنوات الأخيرة.

الاستقالات العديدة على أيام قرطاج السينمائية بدورها ألقت بظلالها على "الأيام" ولكن لم تتسبب في شللها وتواصل العمل لتقديم رؤية وتصور لقي الترحيب في أقسام ورافقه النقد في أقسام أخرى منها خيارات المسابقات الرسمية في الروائي والوثائقي الطويل والتي تكشف الكثير من عدم الانسجام وتعلن بين سطورها عن مرور أكثر من شخص على مناصب القرار في تحديد خياراتها.

العودة لشارع الحبيب بورقيبة كانت نقطة مضيئة في المهرجان ولئن برمجت عديد العروض الهامة في مدينة الثقافة إلا أن سحر ورمزية "شارع السينما" استرجع جزءا من بريقه وجمهوره ولم يخفت القليل منه سوى الحواجز والأسلاك المحيطة بمكان الاحتفال وكأننا في سجن لا مهرجان.

وفي السياق عبرت الممثلة نجوى ميلاد لـ"الصباح" عن اعتزازها بمهرجان أيام قرطاج السينمائية لمكانته في المشهد الثقافي العربي والإفريقي غير أن مضمونه هذا الموسم جعلها تدعو لتنظيمه كل سنتين حتى يحافظ على جودة خياراته ومستوى تنظيمه مطالبة بعودته لشارع الحبيب بورقيبة كما انتقدت نجوى ميلاد مستوى الأفلام الروائية الطويلة الممثلة لتونس في المسابقة الرسمية وصفتها بالهزيلة على مستوى الرؤية والطرح.

المخرج الشاب قيس الماجري الحاضر في المسابقة الرسمية للروائي القصير أكد أنه يشارك لأول مرة في مسابقات المهرجان ويعتز بحضوره هذه الدورة لاكتشاف الجديد من الأعمال خاصة وأنه مقيم منذ سنوات في كندا. ويعتبر قيس الماجري في حديثه لـ"الصباح" المهرجانات فرصة للقاء وتبادل الخبرات وأيام قرطاج السينمائية ملتقى للأصوات السينمائية من مختلف دول العالم خاصة السينمائيين العرب والأفارقة.

أمّا الممثل الشاب أسامة كشكار فيرى في أيام قرطاج السينمائية عودة الروح للشارع الرمز الحبيب بورقبية ولقاعات السينما المحيطة به قائلا: "أنا واحد من جمهور الجي سي سي ومؤخرا أصبحت جادا في تجربتي السينمائية فبعد مغامرة التلفزيون أعمل حاليا على التواجد أكثر في السينما ولئن أظل الابن الوفي للركح إلا أن عالم الفن السابع يبهرني والمهرجان يمنحني دوما فرصة التعرف والاكتشاف في عالم الصورة وجديدها".

أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ 33  اقترحت على جمهورها 44 فيلما روائيا ووثائقيا طويلا وقصيرا يتنافسون على جوائز التانيت من بينها أفلام مسابقة الروائي الطويل وهي فيلم المخرج السوري عبد الحميد عبد اللطيف "الطريق"، "معبد الفرح" لجان أودوتان من البنين، "العبد" لعبد الإله الجوهري من المغرب، فيلم "شرف" لسمير نصر من مصر، "قسم الرسل" لسايدو بونودوان من بوركينافاسو، "وراء الباب" لمانع عدي مع حضور فيلم "الثائرون" لأميل شيجفي من تنزانيا و"أنظر إلى النجوم" للمخرج دافيد كونستانتين من جزر الموريس وتحضر الجزائر بفيلم "ما بعد الحياة" لأنيس جاد والعمل السينغالي "جراح الطفولة" لموسى سن يابسا. ويمثل تونس في مسابقة الروائي الطويل فيلمي "تحت الشجرة" لأريج السحيري و"وحلة" لنادر الرحموني.

وفي مسابقة الوثائقي الطويل "حارس العوالم" ويمثل تونس والجزائر للمخرجة ليلى الشايبي ومن تونس كذلك فيلم "دتايد اكسس" لهيفل بن يوسف فينا تحر السعودية ضيف شرف المهرجان بفيلم "مامي لامولا" لأنهار الم وتشارك المغرب بفيلم "لعزيب" لجواد البابلبي، "حكايات البيت الأرجوني" لفاضل عباس من العراق ولبنان، "بطاطا" لنورة كافوربكان من لبنان، "لا توجد طريق بسيطة إلى البيت" ممثل عن السوادن ويخرجه أكيول دي مابيور، "حضانة ليلية" من بوركينافاسو ويخرجه انو موموني وتطل السينما السينغالية في هذه المسابقة بفيلم "عشرون سنة بعد" لموسى توري و"الإعادة والتشغيل" لألان غوميز و"نحن الطلبة" لفاريالا رفيكي من إفريقيا الوسطى.

وفي السينما الروائية القصيرة، شارك 12 فيلما عربيا وإفريقيا منها "فلسطين 87" لبلال الخطيب، "المجموعة" للمخرج لوسيان بورجايلي من لبنان، "ميكروباص" للمخرجة المصرية ماغي كمال، "هيبنونيزيا" للمخرج الجزائري مالك الأخضر حمينة، "ريح الجنوب" لأزفيدو ليسينو من الموزمبيق،"أستال" سير ماتا تولاي من السينغال، فيلم المصري أحمد عبد السلام "كبير"، "بارجي" لديان وايز من جنوب افريقيا والفيلم المغربي "لعبة الأطفال" لمريم مجدي، "قضية لشبونة" لهوجي فورتونا وتسجل تونس حضورها هبر فيلم قيس الماجري "آخر يوم للشمس" و"رحلة" لجميل النجار.

وفي مسابقة الوثائقي القصير 8 أفلام هي "ترامودول" لأودم موسى و"05:01" لسارة بن سود عن تونس ذلك إلى جانب "إدريس" لأمير الشناوي و"سنفتس بلاش" من مصر، "الناس لي فوق" من سوريا، "سبايدرمان السودان" لرافع الرنا، "إطار طويل" لوبودا ريجين قلاديس من الكامرون، "الموسيقى ملجي" لــ"سي تيارنو سايدو نورو" من السينغال. 

وضمن الخيارات الموازية قدمت ال 33 من أيام قرطاج السينمائية "رؤى متوسطية" وضمنها  فعالية "العالم كما يراه فيليني" وعرضت خلالها سبعة أفلام تعكس رؤية المخرج الايطالي فيديريكو فيليني، تسينماءات تحت المجهر في "فوكيس" عن فلسطين وثان عن السينما الاسبانية أما التكريمات فعادت على مسيرة كل من المخرجة والكاتبة الجزائرية يمينة بشير الشويخ، المخرج محمد عبد الرحمان التازي، السينمائي المصري داوود عد السيد، المخرجة التونسية كلثوم برناز والممثل هشام رستم والممثلة ناكي سي سافاني من الكوت دي فوار.

وفي تجربة الاقتباسات لدعم صناع السينما التونسيين الشباب اقترح المهرجان أفلام لكل من رامي الجربوعي في "وقائع المدينة الغريبة" (18')، أمين البلدي بفيلم "المصباح المظلم" / (17') ، "الأربعين"  لسناء الجزيري (15') و"جوع" لآمنة النجار (12')

وفي القسم الرسمي خارج المسابقة، اقترحت أيام قرطاج السينمائية 12 فيلما عالميا كلاسكيا في فعالية "سينما العالم"، برنامج خاص بالأطفال ضمن أيام قرطاج السينمائية للأطفال، آفاق السينما التونسية، سينما الشارع، أيام قرطاج السينمائية في السجون و"الجي سي سي" في الثكنات. ودعم المهرجان التجارب السينمائية الأول والثانية لصناع أفلام شباب في قسم جديد "قرطاج أسبوع النقاد".

لجان تحكيم المسابقات

وتكونت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة بأيام قرطاج السينمائية من المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي رئيسا وعضوية الفنانة المصرية بشرا، المخرجة الفلسطينية مي المصري، المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار، سالم إبراهيم من الجزائر، سيليا ريكو كلافلينو من اسبانيا، وأبولينتراوي من بوركينافاسو فيما ضمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة كل من ماري كلامونس أندري مونتابايس من مدغشقر رئيسة وبعضوية المخرجة التونسية نادية الفاني، الجزائرية سعاد لبيزوكلاردياو من بوركينافاسو.

وشملت لجنة تحكيم المسابقة المستحدثة "أسبوع النقاد" من سارج نوبيانا (عن تونس وفرنسا)، كيارا سبنيوليقاباردي من إيطاليا، ثيارنو ابراهيم اديا من السينغال والناقد المصري كمال رمزي أمّا لجنة تحكيم مسابقة قرطاج السينما الواعدة والمخصصة لأفلام مدارس السينما فترأسها المنتج السعودي فيصل بالطيور وتضم في عضويتها سليف تراوي من مالي وربيعة التليلي من تونس.

إبراهيم لطيف: غادرت تحت الضغط الإيديولوجي .. الفني وأساليب العمل

 

ابراهيم_لطيف.jpg

كان من الضروري في إطار قراءتنا للدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية التواصل مع المخرج والمنتج إبراهيم لطيف، الذي كلف بالإدارة الفنية للمهرجان وأعلن صحبة المديرة العام لـ"الجي سي سي"  سنية الشامخي على هامش مهرجان كان السينمائي 2022 عن الخطوط العريضة لخيارات بعينها قبل أن يغادر منصبه لأسباب نكتشف تفاصيلها في هذا اللقاء:

في البداية أوضح إبراهيم لطيف أن مغادرته لأيام قرطاج السينمائية كانت تحت ضغط فني إيديولوجي وأسلوب عمل لم ينسجم مع رؤيته الفنية للمهرجان قائلا في السياق: "تربطني علاقة صداقة بسنية الشامخي وأحترم كثيرا العلاقة الإنسانية، التي تجمعنا غير أن الخلافات بيننا على مستوى الرؤية الفنية وأساليب العمل كانت نقطة لا عودة لذلك رحلت آسفا".

وأقر إبراهيم لطيف في حديثه لــ"الصباح" بأن المرحلة الأولى من العمل على الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية كانت جميلة ومنسجمة خاصة مع تحديد مهام الإدارة العامة والإدارة الفنية (من توجهات، مقاييس اختيار الأفلام والمنصة ..) مشيرا إلى أنه المسؤول الأول عن اختيار الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة لذلك سعى لاستقطاب أعمال سينمائية تم الإشادة بجودتها الفنية والتقنية وتحظى باهتمام كبرى المهرجانات الدولية من بينها فيلم "تحت الشجرة" لأريج السحيري والذي كان من المفترض أن يكون عرضه الأول في الشرق الأوسط وافريقيا بمهرجان مراكش السينمائي الدولي، الذي دعم من خلال صندوق منحه المخرجة التونسية متابعا حديثه: "بفضل إصراري على الفيلم في مسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية وحرص أريج السحيري على المشاركة في مهرجان بلادها تمكنا من إقناع المدير الفني لمهرجان مراكش السينمائي بالسماح لفيلم "تحت الشجرة" المشاركة في "الجي سي سي" وذلك برغم شروط العقد المبرم بين المخرجة التونسية والمهرجان المغربي".

وعن التغيرات، التي طالت المهرجان بعد مغادرته كشف إبراهيم لطيف أن فيلم الافتتاح المقترح كان "نو فرانجان" (إخواننا) لرشيد بوشارب إلا أن المديرة العامة لأيام قرطاج السينمائية اعتبرته مسيئا للإسلام وخيرت فيلم محمد عبد الرحمان التازي "فاطمة السلطانة التي لا تنسى" وذلك ترضية للمخرج المغربي، الذي قدم الفيلم للمسابقة الرسمية غير أنه كان أقل جودة من بقية الأفلام المرشحة لذلك نال عدد  ضعيف من النقاط من طرفي ومن طرف المسوؤل عن مسابقة الروائي الطويل عصام مرزوقي.

وأضاف إبراهيم لطيف في ذات الإطار أن ترضية التازي كانت كذلك على مستوى رئاسة لجنة التحكيم للروائي الطويل والقصير رغم أن اتفاق الهيئة الفنية كان لصالح عبد اللطيف بن عمار إذ لم تتمكن ناعومي كاوازي من المشاركة في المهرجان ورئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وتابع السينمائي التونسي باستياء: "عبد اللطيف بن عمار يملك من التجربة والرؤية الفنية ما يجعله يتفوق على عبد الرحمان التازي وهو أحق برئاسة لجنة التحكيم".

وأفاد محدثنا أن العديد من مقترحاته على مستوى الأفلام تم رفضها من قبل المديرة العامة لأيام قرطاج السينمائية منها فيلم سعودي لجرأة طرحه رغم أنه سبق وعرض في مهرجان البحر الأحمر بجدة كما لم ترحب بعرض فيلم مها الحاج "حمى البحر المتوسط"، الذي سبق وعرض في مسابقة "نظرة ما" ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الـ75 وهو مرشح فلسطين لأوسكار 2023.

وعبّر إبراهيم لطيف عن حزنه لانتهاء تجربته في الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية بالمغادرة تحت الضغط وذلك قبل الاختيار النهائي للأفلام مشددا على تعرضه للصنصرة عبر التلاعب باختيارات أفلام المسابقة الرسمية وفي الآن نفسه نزه وزارة الشؤون الثقافة والمركز الوطني للسينما والصورة من الضغوط، التي عاشها مؤكدا عدم تدخل هياكلها في رؤية المهرجان الفنية.

وتابع في السياق: "لا يمكنني بعدما حدث على مستوى التلاعب باختيار الأفلام إلا التأكيد والإشادة بجودة عملين من اختياري وهما فيلم "تحت الشجرة" لأريج السحيري و"Rewind & Play" لألان غوميز من السينغال".

وعن تقييمه للدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية بعد مغادرته الفريق القائم على تصورها، نوّه إبراهيم لطيف بعودة الروح لشارع الحبيب بورقية بفضل تظاهرة "سينما الشارع"، التي كان وراء رؤيتها على مستوى المضامين والبرمجة فيما أحال غياب الجمهور عن قاعات السينما مقارنة بالإقبال الاستثنائي المعتاد لمحبي "الجي سي سي" في سنوات سابقة لضغوطات راهنة للمجتمع التونسي منها جائحة كورونا وأن تراجع عدد الحضور في قاعات غير مرتبط بالدورة الحالية فحسب.

وانتقد إبراهيم لطيف محتوى أيام قرطاج للصناعة السينمائية والتي كان من المنتظر أن تثمر في هذه الدورة شراكات عمل مع منتجين سعوديين خاصة وأنها كانت في شراكة مع مهرجان البحر الأحمر  وتم اختيار أعضاء لجنة تحكيمها من خبراء مختصين في الإنتاج والتوزيع من سوق مهرجان برلين، تورنتو والبحر الأحمر غير أن مغادرته لـ"الجي سي سي" حسب قوله أعاقت تواصل المشروع واكتفى المهرجان بفعالية تكميل والماستر كلاس متسائلا في ذات السياق عن حضور فيلم قديم لفريد بوغدير أراد من خلاله تكريم الراحل هشام رستم في "تكميل" رغم أن ذلك ضمن اللوائح وقوانين وكان من الأجدى تقديمه لوزارة الشؤون الثقافية لترميمه قائلا: "يؤسفني قول ذلك خاصة وأن فريد بوغدير قدم الكثير للسينما التونسية لكن ما يحدث في تكميل لا يخضع للمعايير .."

وأكد ابراهيم لطيف في تقيمه على وجود ثغرات في برمجة فكيف يمكن أن يكون عرض أول لفيلم الآن غوميس في المرسى قبل عرضه في القاعات الرئيسية وسط العاصمة فيما اعتبر الاحتفاء بضيف شرف السعودية فلكلوري أكثر منه فعالية لاكتشاف سينما المملكة وصناع أفلامها وهذا ينسحب على فوكيس فلسطين الذي كان من الأجدى تقديم رؤى جديدة لمخرجين لم نتعود حضورهم في "الأيام" عوضا عن إعادة تقديم تجارب سبق واطلاع عليها جمهور المهرجان.

وأفاد إبراهيم لطيف "الصباح" بأن الحضور سينما المرأة لم يكن مدروسا ولم يسبق الإعلان عن توجهات أيام قرطاج السينمائية "النسوية" لهذه الدورة وكذلك تغير هويته البصرية.

وطالب إبراهيم لطيف، الذي سبق وتولى إدارة أيام قرطاج السينمائية في دورتي 2015 و2016 بضرورة تحقيق الاستقلالية الفنية للمهرجان مع استمرارية لثلاث سنوات واحتفاظ وزارة الشؤون الثقافة والمركز الوطني للسينما والصورة بالإدارة المالية والتنظيم.

صناع أفلام البلد ضيف شرف يتحدثون عن أيام قرطاج السينمائية

احمد_الملا.jpg

حظيت المملكة العربية السعودية بمساحة فنية هامة في أيام قرطاج  السينمائية 2022 ضمن فعالية "البلد ضيف شرف" وكان الافتتاح الرسمي للمهرجان فرصة لتأكيد العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين حسب التصريح الرسمي لكل من وزيرة الشؤون الثقافة الدكتورة حياة قطاط القرمازي وسفير المملكة العربية السعودية بتونس الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر. ودعا المسوؤلون لضرورة تأسيس تعاون حقيقي وفاعل وذلك بحضور وجوه سينمائية وثقافية من البلدين.

وفي هذا السياق قال الأستاذ أحمد الملا نائب رئيس جمعية السينما بالسعودية في تصريح لـ"الصباح" أن العلاقة الثقافية السعودية التونسية ممتدة إلى حد كبير فغالبية الأفلام المهمة، التي أنتجت في السعودية هي نتيجة لشراكة بين مخرجين من المملكة وتقنيين تونسيين على غرار أفلام  "آخر زيارة"، "أربعون يوما وليلة"، "حد الطار".

وأضاف محدثنا أن هذا التعاون ترجم في عدد من الملتقيات منها تونس ضيف شرف معرض الرياض ومؤخرا السينما السعودية في أيام قرطاج السينمائية. 

من جهته، اعتبر المخرج السعودي الشاب محمد الهليّل أيام قرطاج السينمائية في حديثه لـ"الصباح" محطة مؤثرة في مشواره الفني فقد سبق وشارك في فعاليات المهرجان في بداياته واليوم يعود بأول فيلم روائي طويل في رصيده "أربعون عاما وليلة" ليتقاسم مع الجمهور التونسي لحظات النقاش والتفاعل الفكري.

وأشاد المخرج السعودي في تصريحه لـ"الصباح" بالكفاءات التقنية التونسية والتي شاركت في تنفيذ فيلمه "أربعون عاما وليلة" ويتعاون مع عدد منهم في أعمال أخرى منها مشاريع يصورها قريبا.

أمّا المخرجة السعودية هند الفهاد فعبرت خلال لقائها بــ"الصباح" عن اعتزازها بعرض فيلم "بلوغ" ضمن البرمجة السعودية بأيام قرطاج السينمائية وتطلعها لمشاهدة ردود فعل الجمهور التونسي فيما كشفت المخرجة والكاتبة السعودية ضياء يوسف عن انبهارها بالمهرجان في أول زيارة لها لتونس

واعتبرت حضور السعودية بشكل غير مسبوق في تونس انعكاس لوجهة نظر مختلفة عن سنوات سابقة فيها تمكين كبير للمرأة في بلادها.

بدوره أٌقر المخرج السعودي الشاب محمد حسين الموسى لـ"الصباح" باهتمامه العميق بالحراك السينمائي العربي وخاصة التجربة التونسية والتي تحتفي بمائويتها مشددا على أن التعاون بين البلدين هو دعم لشراكات فنية إنتاجية مستقبلا وفرصة لتبادل الأفكار ورؤى الجمالية

من جهتها، شددت رغدة الحضريتي عن نادي ألوان السينما بالسعودية في تصريح لــ"الصباح" على أن حضور أيام قرطاج السينمائية هي فرصة للتعرف على الأفلام التونسية والعكس كذلك وهذا التبادل الفني سمح لها بالتعريف بسينما المرأة في السعودية والانتاجات الجديدة المتعلقة بحكايا وقصص بلادها.

وعلى صعيد متصل، قال فيصل بالطيور منتج سعودي رئيس لجنة تحكيم السينما الواعدة قال إنه سعيد بالعودة لتونس في عرسها السينمائي هذا المهرجان الأعرق في إفريقيا والشرق الأوسط ووصف البرمجة السعودية في أيام قرطاج السينمائية بالثرية والمتنوعة وهي فرصة لتبادل الخبرات والمشاريع المستقبلية.

"الجي سي سي" في عيون ضيوف دورته الــ33

شكران.jpg

طغى حضور الفنانين السوريين على أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثالثة والثلاثين من 29 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2022 وفي السياق وصف الممثل عامر العلي المهرجان بالأكثر مصداقية في خياراته الفنية وهو من المهرجانات البديلة على خارطة السينما العربية والإفريقية فيما نوهت الفنانة شكران مرتجى بعودة السينما السورية لأيام قرطاج السينمائية بعد غياب وعبرت عن سعادتها بحضور الفعاليات في مهرجان يحمل عنه ذكريات جميلة وتعتبره محررا لفن الجاد أمّا هالة صدقي فترى في أيام قرطاج السينمائية العراقة والقيمة الفنية خاصة وأنه كان محطة هامة لمخرجين شغوفة بتجاربهم من مصر وغيرها من الدول العربية والإفريقية فيما نوهت الفنانة بشرى بجمهور قرطاج الاستثنائي وعبرت عن محبتها له فهو مواكب مطالع على مختلف المدارس الفنية وحاضر في كل قاعات العرض وفي الشارع قائلة: "أيام قرطاج السينمائية منارة للسينما العربية والإفريقية وستظل".

أيام قرطاج السينمائية في أرقام

312992143_1162910327913327_1062801826779848621_n.jpg

15  قسما

599 فيلما مسجلا في المسابقات الرسمية ) أفلام طويلة

وقصيرة، قرطاج أسبوع النقاد، قرطاج السينما الواعدة

480 فيلما عربيا وإفريقيا/ قصيرا وطويلا روائيا ووثائقيا

137 فيلما إفريقيا مسجلا في المسابقة الرسمية للأفلام

الطويلة الروائية والوثائقية

343 فيلما عربيا مسجلا في المسابقة الرسمية للأفلام

القصيرة الروائية والوثائقية

الأفلام التونسية المسجلة: 109

78 فيلما قصيرا وطويلا/روائيا ووثائقيا

22 فيلما طويلا روائيا ووثائقيا

56 فيلما قصيرا روائيا ووثائقيا

26  فيلما مسجلين في السينما الواعدة

03  أفلام مسجلين في قرطاج أسبوع النقاد

02  فيلمان مسجلان في سينما العالم

 72 دولة مشاركة

23  دولة إفريقية

17  دولة عربية

32  مشاركة دولية