إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بمسرح الأوبرا.. "ايبنوتيزيا" و"تحت شجرة التين"..من الذّهان إلى الحنين

تونس-الصباح

بعد عرض فيلم "فاطمة..السلطانة التي لا تنسى" للمخرج محمد عبد الرحمان التازي في افتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ 33 .. كان أمس أحباء الفن السابع على موعد مع الفيلم القصير Hypnotisia للمخرج الجزائري مروان الأخضر ثم مع الفيلم sous les figues "تحت شجرة التين" للمخرجة التونسية أريج السحيري..وقد قدم كل من المخرجيْن عمله أمام جماهير غفيرة بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة..

في الفيلم القصير "ايبنوتيزيا" نقل المخرج المتفرج خلال سبع وثلاثين دقيقة الى عالم التحليل النفسي..بطل الفيلم كان مختلا عقليا متعطشا للدماء استطاع أن يربك الجو العام بمكتب S.O.S الجمعية التي تعتني بالأشخاص المضطربون نفسانيا وتحاول توجيههم وتحفيزهم وإعطائهم بصيصا من الأمل..ذلك أن تواتر الأحداث جعلت الجو قاتما ومخيفا الى حد ما..

دنيا إحدى أعضاء s.o.s هددها المجرم، غير السوي نفسيا أكثر من مرة، ولم تعد تعرف الى اين تتجه خوفا من ان تجد نفسها معه وجها لوجه...

في جانب آخرقُتلت فتاة اخرى تحمل وشاحا احمر حول رقبتها ، في بئر السلم قبل أن تنضم إلى شريكها، حيث يسود الفيلم مناخا حقيقيا من الذهان..

أما الوشاح الاحمر الذي ترتديه الضحية الشابة ، كأنه يرمز الى الحب والدم والوسواس والموت أيضًا..

الموسيقى التصويرية للفيلم أضفت على الفيلم طابعا مميزا..وهي مستمدة من أول سيمفونية جزائرية لأوتار SINFONIETTA PER ARCHI ..

في الجزء الثاني من سهرة امس كان الجمهور على موعد مع فيلم طويل "تحت شجرة التين" للمخرجة أريج السحيري.. الفيلم التونسي الذي تحصل على الجائزة الاولى بمهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور بلجيكا.

وسبق للفيلم أن شارك في مهرجانات سينمائية دولية خلال الشهور القليلة الماضية على غرار تورونتو في الكندا ومهرجان ملبورن باستراليا ومهرجان ميونيخ في ألمانيا ومهرجان كان في فرنسا.

الفيلم إنتاج تونسي فرنسي سويسري مشترك وهو الفيلم الروائي الوحيد لأريج السحيري تدور أحداثه في موسم الحصاد الصيفي حيث تعمل مجموعة من الشبان والفتايات وسط الاشجار ويختبرون بعض الاحاسيس والمشاعر لأول مرة ويحاولون فهم بعضهم من خلال سرد أنشطتهم الفلاحية..

الطريف –وهو ما أثارته المخرجة أثناء تقديم الفيلم- أن الممثلات الشابات اللواتي شاركن في العمل استقلن الطائرة لأول مرة ، من فرنسا الى تونس ليقدمن الى الجمهور قصتهن بكل عفوية وهن في أول تجربة فنية وسينمائية..

أريج السحيري كانت قد بينت سابقا لوسائل الإعلام أن ما دفعها إلى إنتاج هذا الفيلم هي تلك الحوادث التي تعرضت لها العاملات الفلاحيات أثناء نقلهن في مؤخرة الشاحنات.. إضافة الى عدم تمكن حصولها على عدد القتلى أو الجرحى من النساء أوأسمائهن.. حتى في البلدية التي طلبت منها اسماء الفقيدات لم تلب رغبتها.

المتفرج في هذا الفيلم وهو ينظر إلى الفلاحين الشبان قاطفي حبات التين بأوشحة جميلة منمقة..أعطى لأحداث الفيلم رغم بساطة السيناريو بعدا جماليا لا حدود، بل تشعر وكأنك بصدد متابعة فيلم وثائقي ..

خاصة وأن العديد من العملة يعملون في البساتين صيفا مما سهل عليهم تقمص الأدوار...

وليد عبداللاوي

 

 

بمسرح الأوبرا.. "ايبنوتيزيا" و"تحت شجرة التين"..من الذّهان إلى الحنين

تونس-الصباح

بعد عرض فيلم "فاطمة..السلطانة التي لا تنسى" للمخرج محمد عبد الرحمان التازي في افتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ 33 .. كان أمس أحباء الفن السابع على موعد مع الفيلم القصير Hypnotisia للمخرج الجزائري مروان الأخضر ثم مع الفيلم sous les figues "تحت شجرة التين" للمخرجة التونسية أريج السحيري..وقد قدم كل من المخرجيْن عمله أمام جماهير غفيرة بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة..

في الفيلم القصير "ايبنوتيزيا" نقل المخرج المتفرج خلال سبع وثلاثين دقيقة الى عالم التحليل النفسي..بطل الفيلم كان مختلا عقليا متعطشا للدماء استطاع أن يربك الجو العام بمكتب S.O.S الجمعية التي تعتني بالأشخاص المضطربون نفسانيا وتحاول توجيههم وتحفيزهم وإعطائهم بصيصا من الأمل..ذلك أن تواتر الأحداث جعلت الجو قاتما ومخيفا الى حد ما..

دنيا إحدى أعضاء s.o.s هددها المجرم، غير السوي نفسيا أكثر من مرة، ولم تعد تعرف الى اين تتجه خوفا من ان تجد نفسها معه وجها لوجه...

في جانب آخرقُتلت فتاة اخرى تحمل وشاحا احمر حول رقبتها ، في بئر السلم قبل أن تنضم إلى شريكها، حيث يسود الفيلم مناخا حقيقيا من الذهان..

أما الوشاح الاحمر الذي ترتديه الضحية الشابة ، كأنه يرمز الى الحب والدم والوسواس والموت أيضًا..

الموسيقى التصويرية للفيلم أضفت على الفيلم طابعا مميزا..وهي مستمدة من أول سيمفونية جزائرية لأوتار SINFONIETTA PER ARCHI ..

في الجزء الثاني من سهرة امس كان الجمهور على موعد مع فيلم طويل "تحت شجرة التين" للمخرجة أريج السحيري.. الفيلم التونسي الذي تحصل على الجائزة الاولى بمهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور بلجيكا.

وسبق للفيلم أن شارك في مهرجانات سينمائية دولية خلال الشهور القليلة الماضية على غرار تورونتو في الكندا ومهرجان ملبورن باستراليا ومهرجان ميونيخ في ألمانيا ومهرجان كان في فرنسا.

الفيلم إنتاج تونسي فرنسي سويسري مشترك وهو الفيلم الروائي الوحيد لأريج السحيري تدور أحداثه في موسم الحصاد الصيفي حيث تعمل مجموعة من الشبان والفتايات وسط الاشجار ويختبرون بعض الاحاسيس والمشاعر لأول مرة ويحاولون فهم بعضهم من خلال سرد أنشطتهم الفلاحية..

الطريف –وهو ما أثارته المخرجة أثناء تقديم الفيلم- أن الممثلات الشابات اللواتي شاركن في العمل استقلن الطائرة لأول مرة ، من فرنسا الى تونس ليقدمن الى الجمهور قصتهن بكل عفوية وهن في أول تجربة فنية وسينمائية..

أريج السحيري كانت قد بينت سابقا لوسائل الإعلام أن ما دفعها إلى إنتاج هذا الفيلم هي تلك الحوادث التي تعرضت لها العاملات الفلاحيات أثناء نقلهن في مؤخرة الشاحنات.. إضافة الى عدم تمكن حصولها على عدد القتلى أو الجرحى من النساء أوأسمائهن.. حتى في البلدية التي طلبت منها اسماء الفقيدات لم تلب رغبتها.

المتفرج في هذا الفيلم وهو ينظر إلى الفلاحين الشبان قاطفي حبات التين بأوشحة جميلة منمقة..أعطى لأحداث الفيلم رغم بساطة السيناريو بعدا جماليا لا حدود، بل تشعر وكأنك بصدد متابعة فيلم وثائقي ..

خاصة وأن العديد من العملة يعملون في البساتين صيفا مما سهل عليهم تقمص الأدوار...

وليد عبداللاوي