على الدولة تغيير سياسة التّوريدوالانفتاح على أسواق جديدة
سوسة ـ الصباح
عبّر عدد من المرضى عن تذمّرهم واستيائهم الشديد من النقص الفادح وغير المسبوق الذي تعيشه صيدلية المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة والتي طالت عناوين مختلفة من الأدوية شملت حتى الأنواع البسيطة وغير المكلفة زد على ذلك أدوية الأمراض المزمنة على اختلاف أنواعها كما أكّد عدد من المرضى في اتصالات هاتفية جمعتهم بمراسل "الصباح" عن فقدانهم لأحبابهم جراء فقدان أدوية في علاقة مباشرة بسرطانات الدم الحادّة التي لا تحتمل التأخير أو الإنتظار باعتبار أن مصير المريض يكون رهين توفّرها من عدمه.
"الصباح" اتصلت برئيس قسم أمراض الدم الدكتور عبد الرحيم خليف، بهدف الوقوف على حقيقة وضعية صيدلية الأدوية بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة وبشكل خاص فيما يتعلّق بتوفّر أدوية سرطانات الدم، الذي أكّد تسجيل نقص فادح في عديد الأدوية وخاصة منها المرتبطة بسرطانات الدم الحادة التي تؤثّر بشكل مباشر على حياة المريض والتي يعد تأخّر توفيرها مجازفة حقيقية بحياة المرضى.
وهذا الوضع يعيش تداعياته النفسية الطاقم الطبي بقسم أمراض الدم، إذ قد يدفع المريض حياته في أحيان كثيرة ضريبة فقدان الدواء.
نقص فادح في أدوية السرطان
شدّد الدكتور عبد الرحيم خليف أنه تم إشعار الصيدلية المركزية منذ شهر أوت ولفت انتباهها إلى النقص الفادح وغير المقبول في أدوية سرطانات الدم الحادة لا تعوّض بأخرى من خلال توجيه أكثر من مراسلة غير أنّ الوضع بقي على حاله وبقي المريض والطبيب يتحمّلان الوزر ويعيشان الضغط النفسي.
ورأى رئيس قسم أمراض الدم أن تسجيل اضطراب ظرفي في التزوّد بالأدوية الحياتية بسبب خلل في سلسلة الإنتاج قد يحصل حتى في بلدان متطورة على غرار أمريكا، إلا أنّ هذه الدول تكون مستعدّة للطّوارئ ولتغطية النقص من خلال تخصيصها مسبقا لمخزون احتياطي من الأدوية ما يُعبّر عنه بمخزون الأمان يتمّ تأمينه من خلال منظومة معلوماتية دقيقة وذكية توجّه طلبية حال بلوغ المخزون حدّه الأدنى.
أمّا إن يقع تسجيل نقص في أدوية حياتية دون سابق إعلام ودون اتخاذ الإحتياطات اللازمة على غرار ما تعيشه الصيدلية المركزية التونسية منذ سنوات، وبصفة خاصة خلال الفترة الأخيرة فهذا ما لا يمكن القبولبه، بحسب الدكتور، لأنّ بلوغ مستوى صفر مخزون هو في حقيقة الأمر استهتار بأرواح البشر وسوء تصرّف فالمريض لا يهتم بالأسباب بقدر ما تهمّه النتيجة لأن التّخطيط والتسيير والتوقّع والاستشراف ليس من مشمولاته.
كما أنّ تراكم ديون الصيدلية المركزية تجاه المزوّدين لا يقنع وليس له معنى بالنسبة لمن يفقد عزيزا جراء عدم توفّر العلاج.
الانفتاح على أسواق جديدة
استغرب الدكتور خليفة عن ارتباط مصير المرضى بشركات عالمية لا تمثل من مجموع أرقام معاملاتنا التجارية سوى نسبة 0.1 بالمئة، متسائلا عن عدم انفتاح تونس على أسواق أخرى مشهود لها عالميا من قبلهيئة الأدوية الأمريكية لاحترامها المعايير الدولية في تصنيع الأدوية.
وأضاف الدكتور خليفة:"لماذا نفرض حظرا مميتا على أنفسنا"؟ مشيرا إلى أن عديد الدول كالصين والهند وتركيا بلغت أشواطا متقدّمة في تصنيع الأدوية الكيميائية وفق معايير دولية وبأسعار أقل بكثير من أسعار بعض الشركات الأجنبية العملاقة في مجال تصنيع الأدوية مع ضمان جودة المنتوج.
ودعّم رئيس قسم أمراض الدم موقفه بما يتم توفيره من قبل أهالي بعض المرضى المقيمين بالخارج من أدوية يتم جلبها من دول الخليج ومن الهند ومن تركيا، داعيا الدولة إلى تغيير نظرتها وسياستها في مجال توريد الأدوية من خلال التفكير جديّا في تحرير توريد الأدوية مع التشديد على فرض الالتزام بكراس شروط وبالتالي رفع حصرية توريد الأدوية على الصيدلية المركزية التي أصبحت عاجزة عن مواجهة الديون وفشلت فشلا ذريعا في إدارة الأزمة وفقدت كل أمل في توفير أدوية حياتية للمرضى.
كل هذه العوامل جعلت ردّها على المراسلات مخيّبا للآمال بالإشارة إلى أنّ الدواء سيتوفّر بحلول شهر نوفمبر بكميّات تغطّي احتياجات خمسة أشهر وكأنّ الحديث يتعلّق بمادة استهلاكية بسيطة كالسكر أو الحليب والحال أن القاعدة في مثل هذه المسائل تنصّ على صفر تسامح في حال العجز عن توفير أدوية حياتية خلال 24 ساعة لا منذ ثلاثة أشهر ما يجعل من الاعتذار الشديد سيّد الموقف والإقرار بتعريض حياة المرضى للموت المحقّق حقيقة صادمة.
أنور قلالة
على الدولة تغيير سياسة التّوريدوالانفتاح على أسواق جديدة
سوسة ـ الصباح
عبّر عدد من المرضى عن تذمّرهم واستيائهم الشديد من النقص الفادح وغير المسبوق الذي تعيشه صيدلية المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة والتي طالت عناوين مختلفة من الأدوية شملت حتى الأنواع البسيطة وغير المكلفة زد على ذلك أدوية الأمراض المزمنة على اختلاف أنواعها كما أكّد عدد من المرضى في اتصالات هاتفية جمعتهم بمراسل "الصباح" عن فقدانهم لأحبابهم جراء فقدان أدوية في علاقة مباشرة بسرطانات الدم الحادّة التي لا تحتمل التأخير أو الإنتظار باعتبار أن مصير المريض يكون رهين توفّرها من عدمه.
"الصباح" اتصلت برئيس قسم أمراض الدم الدكتور عبد الرحيم خليف، بهدف الوقوف على حقيقة وضعية صيدلية الأدوية بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة وبشكل خاص فيما يتعلّق بتوفّر أدوية سرطانات الدم، الذي أكّد تسجيل نقص فادح في عديد الأدوية وخاصة منها المرتبطة بسرطانات الدم الحادة التي تؤثّر بشكل مباشر على حياة المريض والتي يعد تأخّر توفيرها مجازفة حقيقية بحياة المرضى.
وهذا الوضع يعيش تداعياته النفسية الطاقم الطبي بقسم أمراض الدم، إذ قد يدفع المريض حياته في أحيان كثيرة ضريبة فقدان الدواء.
نقص فادح في أدوية السرطان
شدّد الدكتور عبد الرحيم خليف أنه تم إشعار الصيدلية المركزية منذ شهر أوت ولفت انتباهها إلى النقص الفادح وغير المقبول في أدوية سرطانات الدم الحادة لا تعوّض بأخرى من خلال توجيه أكثر من مراسلة غير أنّ الوضع بقي على حاله وبقي المريض والطبيب يتحمّلان الوزر ويعيشان الضغط النفسي.
ورأى رئيس قسم أمراض الدم أن تسجيل اضطراب ظرفي في التزوّد بالأدوية الحياتية بسبب خلل في سلسلة الإنتاج قد يحصل حتى في بلدان متطورة على غرار أمريكا، إلا أنّ هذه الدول تكون مستعدّة للطّوارئ ولتغطية النقص من خلال تخصيصها مسبقا لمخزون احتياطي من الأدوية ما يُعبّر عنه بمخزون الأمان يتمّ تأمينه من خلال منظومة معلوماتية دقيقة وذكية توجّه طلبية حال بلوغ المخزون حدّه الأدنى.
أمّا إن يقع تسجيل نقص في أدوية حياتية دون سابق إعلام ودون اتخاذ الإحتياطات اللازمة على غرار ما تعيشه الصيدلية المركزية التونسية منذ سنوات، وبصفة خاصة خلال الفترة الأخيرة فهذا ما لا يمكن القبولبه، بحسب الدكتور، لأنّ بلوغ مستوى صفر مخزون هو في حقيقة الأمر استهتار بأرواح البشر وسوء تصرّف فالمريض لا يهتم بالأسباب بقدر ما تهمّه النتيجة لأن التّخطيط والتسيير والتوقّع والاستشراف ليس من مشمولاته.
كما أنّ تراكم ديون الصيدلية المركزية تجاه المزوّدين لا يقنع وليس له معنى بالنسبة لمن يفقد عزيزا جراء عدم توفّر العلاج.
الانفتاح على أسواق جديدة
استغرب الدكتور خليفة عن ارتباط مصير المرضى بشركات عالمية لا تمثل من مجموع أرقام معاملاتنا التجارية سوى نسبة 0.1 بالمئة، متسائلا عن عدم انفتاح تونس على أسواق أخرى مشهود لها عالميا من قبلهيئة الأدوية الأمريكية لاحترامها المعايير الدولية في تصنيع الأدوية.
وأضاف الدكتور خليفة:"لماذا نفرض حظرا مميتا على أنفسنا"؟ مشيرا إلى أن عديد الدول كالصين والهند وتركيا بلغت أشواطا متقدّمة في تصنيع الأدوية الكيميائية وفق معايير دولية وبأسعار أقل بكثير من أسعار بعض الشركات الأجنبية العملاقة في مجال تصنيع الأدوية مع ضمان جودة المنتوج.
ودعّم رئيس قسم أمراض الدم موقفه بما يتم توفيره من قبل أهالي بعض المرضى المقيمين بالخارج من أدوية يتم جلبها من دول الخليج ومن الهند ومن تركيا، داعيا الدولة إلى تغيير نظرتها وسياستها في مجال توريد الأدوية من خلال التفكير جديّا في تحرير توريد الأدوية مع التشديد على فرض الالتزام بكراس شروط وبالتالي رفع حصرية توريد الأدوية على الصيدلية المركزية التي أصبحت عاجزة عن مواجهة الديون وفشلت فشلا ذريعا في إدارة الأزمة وفقدت كل أمل في توفير أدوية حياتية للمرضى.
كل هذه العوامل جعلت ردّها على المراسلات مخيّبا للآمال بالإشارة إلى أنّ الدواء سيتوفّر بحلول شهر نوفمبر بكميّات تغطّي احتياجات خمسة أشهر وكأنّ الحديث يتعلّق بمادة استهلاكية بسيطة كالسكر أو الحليب والحال أن القاعدة في مثل هذه المسائل تنصّ على صفر تسامح في حال العجز عن توفير أدوية حياتية خلال 24 ساعة لا منذ ثلاثة أشهر ما يجعل من الاعتذار الشديد سيّد الموقف والإقرار بتعريض حياة المرضى للموت المحقّق حقيقة صادمة.