دعا العديد من الحرفيين المشاركين في الدورة الرابعة للمعرض الوطني للصناعات التقليدية الذي تم افتتاحه أمس بمدينة صفاقس بتنظيم من الديوان الوطني للصناعات التقليدية، الحكومة إلى توفير المواد الأولوية بالقدر الكافي وقالوا إن أكبر معضلة تواجههم في الوقت الراهن تتمثل في تسويق منتوجاتهم، وأضافوا أن هناك حرفا في طريق الاندثار ويعود السبب إلى عدم إقبال الشباب عليها، وهناك منهم من عبروا عن امتعاضهم من ظاهرة سرقة ابتكاراتهم وطالبوا بمراجعة التشريعات الوطنية التي تحمي الابتكارات في مجال الصناعات التقليدية لأن آلية التسجيل في المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية مكلفة وغير مجدية..
درعية الخياط حرفية في التطريز منذ 25 سنة ومنتصبة في القرية الحرفية بالمهدية قالت إنها تشارك في المعرض بملابس تقليدية مثل القمجة والفرملة والقفية والحزام والرداء الأحمر والرداء الحرير والخياطية وغيرها وبينت أن أسعار المواد الأولوية أصبحت مشطة وهو ما يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع ثمن الملابس التقليدية المطرزة، وأضافت أنها في محاولة منها لمواجهة هذا المشكل فإنها تسعى إلى أن تبتكر الحلول لحرفائها رغبة منها في تلبية حاجياتهم كأن لا تقوم بتطريز اللباس بالكامل أو أنها تقوم بإعادة تأهيل الملابس التقليدية القديمة وإضافة لمسات جديدة على تلك القطع بما يزيد في بهائها لتبدو للناظر كما لو أنها جديدة، وذكرت أنه توجد طريقة متوارثة في مجال إعادة تدوير الملابس التقليدية لا يعرفها إلا المختصون في المجال، وبينت أن الصناعات التقليدية مجال يتطلب الدعم والتحفيز والتكوين المستمر من أجل المحافظة على تراث الآباء والأجداد وتطويره..
أما محمد قنوني فقد حاول في مشروعه الخاص تثمين المنتوجات الفلاحية بولاية جندوبة وتعليبها مثل الملوخية والزعتر والكليل وغيرها من الأعشاب الطبيعية وبين الحرفي أنه عندما أقدم على بعض هذا المشروع لم يكن يدرك أنه سيجد صعوبات كبيرة كالتي واجهها ففضلا عن غياب الدعم الحوافز التي تسندها الدولة للباعثين الجدد فإن التسويق يكاد يكون منعدما، وبين أن منتوجاته يمكن أن تجد رواجا كبيرا في الخارج لكي ليست لديه الإمكانيات الكافية لدخول غمار التصدير.
سرقة أفكار المشاريع
وفي باحة المعرض المزدانة بالألوان الجميلة عرضت الشابة سميرة موسى خريجة التعليم العالي في اختصاص القانون والقادمة من ولاية قابس منتوجات مبتكرة ومصنوعة من مادة السعف، وقالت سميرة إن هذه الحرفة استهوتها منذ نعومة أظافرها ولهذا السبب فإنها عندما تخرجت من الكلية فكرت في بعث مشروع خاص وحققت هذا الحلم بحصولها على تمويل من البنك التونسي للتضامن، وأضافت أن الحرفيين استرجعوا أنفاسهم قليلا بعد جائحة كورونا التي خنقت قطاع الصناعات التقليدية بشكل عام وليس الحرفيين في صناعة منتوجات السعف فقط ويعود ذلك لتكثيف المعارض من قبل الديوان الوطني للصناعات التقليدية، وهي حسب قولها بادرة جيدة استحسنها الحرفيون لكنهم يرغبون من الديوان والحكومة بصفة عامة في إيجاد حلول لزيادة أسعار المواد الأولوية لأن هذه الزيادة مشطة ولها تداعيات على التسويق. وأضافت الحرفية أنها تسعى دائما إلى ابتكار أفكار جديدة لكن سرعان ما يقع السطو عليها من قبل الدخلاء، وبينت أن أغلب الحرفيين في الصناعات التقليدية يعانون من مشكلة سرقة فكرة ابتكاراتهم والمطلوب من الدولة إيجاد حلول لهذا المشكل.
ونفس هذا المشكل تحدث عنه الحرفي الشاب أمين قنيدز القادم من قرقنة، ودعا الحرفي ومصمم الديكور الى مراجعة التشريعات المتعلقة بحماية المؤلف لأن القانون الحالي فيه الكثير من الثغرات، وأشار إلى أن هناك من الحرفيين من سجلوا القطع التي ابتكروها في معهد المواصفات والملكية الصناعية وأنفقوا على ذلك مبالغ مالية هامة لكن يكفي من يريد سرقة الأفكار أن يدخلوا تغييرا بسيطا على القطعة حتى يفلتوا من العقوبة.. وبين قنيدز أنه مختص في الألياف الطبيعية المستخرجة من عرجون قرقنة والمستلهمة من قطعة "درينة قرقنة" المستعملة في الصيد البحري منذ القدم، فمن نفس هذه القطعة ابتكر طرقا لتزويق الطاولات والكراسي وغيرها وقال انه تحصل على الجائزة الثانية في الإبداع في مجال الصناعات التقليدية، وإنه يستخدم الانستغرام لترويج منتوجاته في تونس وذكر أنه لم يقتحم بعد ميدان التصدير لأنه مكلف، ودعا الحرفي إلى تكثيف معارض الصناعات التقليدية وتقريبها من الحرفيين وطالب ببعث قرية حرفية في صفاقس.
الإشهار والترويج والتصدير
ودعت آمنة العقريب الحرفية في الفسيفساء بدورها إلى تكثيف المعارض وإلى توفير أساليب مبتكرة للتسويق وقالت إن مجال الفسيفساء قادر على إدخال العملة الصعبة للبلاد لكن للأسف لم يقع دعم الاستثمار فيه، وأضافت أنه يكفي أن يقع تنظيم حملات اشهارية لمنتوجات الحرفيين في الفسيفساء في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لكي تتدفق العملة الصعبة على البلاد لأن الكفاءات موجودة والإبداع متوفر لكن أكبر مشكلة يواجهها المختصون تمكن في الترويج.
وأثارت هدية قلال الحرفية في صناعة القطع المستخرجة من سعف النخيل إشكالا آخر يتعلق بغياب الدعم والإسناد وقالت إن أزمة كورونا وتراجع القطاع السياحي أثر على الحرفيين في قبلي سلبيا، وذكرت أن صناعة السعف مرهقة للغاية لكن المرابيح تكاد تكون منعدمة.
أما الشاب أحمد المكاوي الحرفي في صناعة النحاس والقادم من القيروان فأشار إلى ارتفاع أسعار المواد الأولوية وفقدانها وأضاف أن تعمل الحرفة أب عن جد وهو بعد الحصول على شهادة البكالوريا والالتحاق بالجامعة عاد إلى محل والده نظرا لولعه بهذه الحرفة، وذكر أنه حرص على إدخال بعض الابتكارات على أواني وأطباق النحاس وهو ما يساعد على تحسين الاقبال عليها من قبل الحرفاء.
وتطرقت سمية الشاوش الحرفية في التطريز وخياطة الملابس التقليدية المنتصبة في مدينة مكنين أنها لا تجد إشكالا في ترويج منتوجاتها نظرا لأن نساء وفتيات جهتها محافظات على عادات ارتداء الملابس التقليدية ولكن المشكل الأساسي الذي يعاني منه الناشطون في المجال نقص المواد الأولوية إلى جانب ارتفاع أسعارها خاصة الجوهر والمرجان..
وفي المقابل أشار عبد المعين بن معاوية الحرفي في المنتوجات الزخرفية المستخرجة من الألياف إلى مشكل نقص التكوين وقال إن الكثير من الحرف مهددة بالاندثار في صورة عدم تطوير التكوين.. وطالب الحرفي بدعم التصدير والتخفيف من كلفته.
ويشارك في المعرض قرابة المائة حرفي وحرفية في قرابة 35 اختصاصا على غرار الحدادة الفنية وصنع المنتوجات المنقورة والمنقوشة والفخار التقليدي ومنتوجات السمار والسعف وخياطة الملابس التقليدية إلى جانب تقطير الأعشاب والأزهار ونسيج مرقوم وذرف وقبلي وقفصة، ولتقريب الخدمات من الحرفيين تم تخصيص جناح خاص بمركز البيوتكنولوجيا بصفاقس، وقالت نسرين الكشو تقني رئيس بهذا المركز إن الهدف من المشاركة في المعرض هو إعلام الحرفيين بإمكانية تحليل المواد التي يستخدمونها في صنع القطع التراثية أو المواد الغذائية التقليدية أو مواد التجميل وغيرها فهم عندما يجرون هذه التحاليل يمكنهم الحصول على شهادات مطابقة للمواصفات وهي مفيدة لتسويق منتوجاتهم بشكل أفضل.
سعيدة بوهلال
صفاقس- الصباح
دعا العديد من الحرفيين المشاركين في الدورة الرابعة للمعرض الوطني للصناعات التقليدية الذي تم افتتاحه أمس بمدينة صفاقس بتنظيم من الديوان الوطني للصناعات التقليدية، الحكومة إلى توفير المواد الأولوية بالقدر الكافي وقالوا إن أكبر معضلة تواجههم في الوقت الراهن تتمثل في تسويق منتوجاتهم، وأضافوا أن هناك حرفا في طريق الاندثار ويعود السبب إلى عدم إقبال الشباب عليها، وهناك منهم من عبروا عن امتعاضهم من ظاهرة سرقة ابتكاراتهم وطالبوا بمراجعة التشريعات الوطنية التي تحمي الابتكارات في مجال الصناعات التقليدية لأن آلية التسجيل في المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية مكلفة وغير مجدية..
درعية الخياط حرفية في التطريز منذ 25 سنة ومنتصبة في القرية الحرفية بالمهدية قالت إنها تشارك في المعرض بملابس تقليدية مثل القمجة والفرملة والقفية والحزام والرداء الأحمر والرداء الحرير والخياطية وغيرها وبينت أن أسعار المواد الأولوية أصبحت مشطة وهو ما يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع ثمن الملابس التقليدية المطرزة، وأضافت أنها في محاولة منها لمواجهة هذا المشكل فإنها تسعى إلى أن تبتكر الحلول لحرفائها رغبة منها في تلبية حاجياتهم كأن لا تقوم بتطريز اللباس بالكامل أو أنها تقوم بإعادة تأهيل الملابس التقليدية القديمة وإضافة لمسات جديدة على تلك القطع بما يزيد في بهائها لتبدو للناظر كما لو أنها جديدة، وذكرت أنه توجد طريقة متوارثة في مجال إعادة تدوير الملابس التقليدية لا يعرفها إلا المختصون في المجال، وبينت أن الصناعات التقليدية مجال يتطلب الدعم والتحفيز والتكوين المستمر من أجل المحافظة على تراث الآباء والأجداد وتطويره..
أما محمد قنوني فقد حاول في مشروعه الخاص تثمين المنتوجات الفلاحية بولاية جندوبة وتعليبها مثل الملوخية والزعتر والكليل وغيرها من الأعشاب الطبيعية وبين الحرفي أنه عندما أقدم على بعض هذا المشروع لم يكن يدرك أنه سيجد صعوبات كبيرة كالتي واجهها ففضلا عن غياب الدعم الحوافز التي تسندها الدولة للباعثين الجدد فإن التسويق يكاد يكون منعدما، وبين أن منتوجاته يمكن أن تجد رواجا كبيرا في الخارج لكي ليست لديه الإمكانيات الكافية لدخول غمار التصدير.
سرقة أفكار المشاريع
وفي باحة المعرض المزدانة بالألوان الجميلة عرضت الشابة سميرة موسى خريجة التعليم العالي في اختصاص القانون والقادمة من ولاية قابس منتوجات مبتكرة ومصنوعة من مادة السعف، وقالت سميرة إن هذه الحرفة استهوتها منذ نعومة أظافرها ولهذا السبب فإنها عندما تخرجت من الكلية فكرت في بعث مشروع خاص وحققت هذا الحلم بحصولها على تمويل من البنك التونسي للتضامن، وأضافت أن الحرفيين استرجعوا أنفاسهم قليلا بعد جائحة كورونا التي خنقت قطاع الصناعات التقليدية بشكل عام وليس الحرفيين في صناعة منتوجات السعف فقط ويعود ذلك لتكثيف المعارض من قبل الديوان الوطني للصناعات التقليدية، وهي حسب قولها بادرة جيدة استحسنها الحرفيون لكنهم يرغبون من الديوان والحكومة بصفة عامة في إيجاد حلول لزيادة أسعار المواد الأولوية لأن هذه الزيادة مشطة ولها تداعيات على التسويق. وأضافت الحرفية أنها تسعى دائما إلى ابتكار أفكار جديدة لكن سرعان ما يقع السطو عليها من قبل الدخلاء، وبينت أن أغلب الحرفيين في الصناعات التقليدية يعانون من مشكلة سرقة فكرة ابتكاراتهم والمطلوب من الدولة إيجاد حلول لهذا المشكل.
ونفس هذا المشكل تحدث عنه الحرفي الشاب أمين قنيدز القادم من قرقنة، ودعا الحرفي ومصمم الديكور الى مراجعة التشريعات المتعلقة بحماية المؤلف لأن القانون الحالي فيه الكثير من الثغرات، وأشار إلى أن هناك من الحرفيين من سجلوا القطع التي ابتكروها في معهد المواصفات والملكية الصناعية وأنفقوا على ذلك مبالغ مالية هامة لكن يكفي من يريد سرقة الأفكار أن يدخلوا تغييرا بسيطا على القطعة حتى يفلتوا من العقوبة.. وبين قنيدز أنه مختص في الألياف الطبيعية المستخرجة من عرجون قرقنة والمستلهمة من قطعة "درينة قرقنة" المستعملة في الصيد البحري منذ القدم، فمن نفس هذه القطعة ابتكر طرقا لتزويق الطاولات والكراسي وغيرها وقال انه تحصل على الجائزة الثانية في الإبداع في مجال الصناعات التقليدية، وإنه يستخدم الانستغرام لترويج منتوجاته في تونس وذكر أنه لم يقتحم بعد ميدان التصدير لأنه مكلف، ودعا الحرفي إلى تكثيف معارض الصناعات التقليدية وتقريبها من الحرفيين وطالب ببعث قرية حرفية في صفاقس.
الإشهار والترويج والتصدير
ودعت آمنة العقريب الحرفية في الفسيفساء بدورها إلى تكثيف المعارض وإلى توفير أساليب مبتكرة للتسويق وقالت إن مجال الفسيفساء قادر على إدخال العملة الصعبة للبلاد لكن للأسف لم يقع دعم الاستثمار فيه، وأضافت أنه يكفي أن يقع تنظيم حملات اشهارية لمنتوجات الحرفيين في الفسيفساء في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لكي تتدفق العملة الصعبة على البلاد لأن الكفاءات موجودة والإبداع متوفر لكن أكبر مشكلة يواجهها المختصون تمكن في الترويج.
وأثارت هدية قلال الحرفية في صناعة القطع المستخرجة من سعف النخيل إشكالا آخر يتعلق بغياب الدعم والإسناد وقالت إن أزمة كورونا وتراجع القطاع السياحي أثر على الحرفيين في قبلي سلبيا، وذكرت أن صناعة السعف مرهقة للغاية لكن المرابيح تكاد تكون منعدمة.
أما الشاب أحمد المكاوي الحرفي في صناعة النحاس والقادم من القيروان فأشار إلى ارتفاع أسعار المواد الأولوية وفقدانها وأضاف أن تعمل الحرفة أب عن جد وهو بعد الحصول على شهادة البكالوريا والالتحاق بالجامعة عاد إلى محل والده نظرا لولعه بهذه الحرفة، وذكر أنه حرص على إدخال بعض الابتكارات على أواني وأطباق النحاس وهو ما يساعد على تحسين الاقبال عليها من قبل الحرفاء.
وتطرقت سمية الشاوش الحرفية في التطريز وخياطة الملابس التقليدية المنتصبة في مدينة مكنين أنها لا تجد إشكالا في ترويج منتوجاتها نظرا لأن نساء وفتيات جهتها محافظات على عادات ارتداء الملابس التقليدية ولكن المشكل الأساسي الذي يعاني منه الناشطون في المجال نقص المواد الأولوية إلى جانب ارتفاع أسعارها خاصة الجوهر والمرجان..
وفي المقابل أشار عبد المعين بن معاوية الحرفي في المنتوجات الزخرفية المستخرجة من الألياف إلى مشكل نقص التكوين وقال إن الكثير من الحرف مهددة بالاندثار في صورة عدم تطوير التكوين.. وطالب الحرفي بدعم التصدير والتخفيف من كلفته.
ويشارك في المعرض قرابة المائة حرفي وحرفية في قرابة 35 اختصاصا على غرار الحدادة الفنية وصنع المنتوجات المنقورة والمنقوشة والفخار التقليدي ومنتوجات السمار والسعف وخياطة الملابس التقليدية إلى جانب تقطير الأعشاب والأزهار ونسيج مرقوم وذرف وقبلي وقفصة، ولتقريب الخدمات من الحرفيين تم تخصيص جناح خاص بمركز البيوتكنولوجيا بصفاقس، وقالت نسرين الكشو تقني رئيس بهذا المركز إن الهدف من المشاركة في المعرض هو إعلام الحرفيين بإمكانية تحليل المواد التي يستخدمونها في صنع القطع التراثية أو المواد الغذائية التقليدية أو مواد التجميل وغيرها فهم عندما يجرون هذه التحاليل يمكنهم الحصول على شهادات مطابقة للمواصفات وهي مفيدة لتسويق منتوجاتهم بشكل أفضل.