ملف البذور من صميم الأمن القومي الغذائي الذي انطلق العمل عليه منذ فترة على أكثر من صعيد منها المتصل بتأمين البذور الممتازة على مستوى الزراعات الكبرى أو المتعلق بمسألة استرجاع البذور الأصلية القادرة على التأقلم مع البيئة التونسية ومقاومة كل تأثيرات التغيرات المناخية المتسارعة.
في هذا الخصوص أكد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عز الدين بن الشيخ، الجمعة، إن الكمية المنتجة من البذور الممتازة خلال الموسم الحالي تعد قياسية وهي ضعف الكمية المسجلة خلال الموسم الفارط.
وأفاد بن الشيخ، في رده على تساؤلات نواب المجلس الوطني للأقاليم والجهات، خلال جلسة عامة حوارية، بالمجلس، أنه وقع إصدار أذون تزويد 351 ألف قنطار من البذور الممتازة، ووضع 225 ألف قنطار منها على ذمة الجهات، مشيرا إلى أن العملية لازالت متواصلة.
وقد تم منذ بداية السنة الـأكيد على وجود مخطط لإنتاج 550 ألف قنطار من البذور الممتازة خلال 10 سنوات في إطار مشروع تعزيز الأمن الغذائي والقدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية بفضل منظومة بذور مبتكرة وآليات التوسع ضمن نظم الإنتاج المطري للقمح «سيدياست».
البذور الأصلية
بالتوازي مع ذلك تفيد مصادر وزارة الفلاحة أن العمل متواصل بالتنسيق مع عديد الجهات المعنية ومن بينها البنك الوطني للجينات على متابعة ملف استرجاع البذور الأصلية التونسية وإبلاء الموضوع الاهتمام الذي يستحقه.
وقد تمّ في جوان الفارط، خلال يوم وطني، نظّمه البنك الوطني للجينات والمركز الجهوي للبحوث الزراعية والمعهد الوطني للزراعات الكبرى بباجة تحت شعار «حافظ على قمح أجدادك، يبقي لك ولأولادك»، الإعلان عن «إعادة إكثار وإحياء قرابة 5 آلاف صنف من الحبوب بنجاح، وقد تمّ حصادها وإعادتها إلى بنك الجينات».
وقال حينها مدير عام المركز الجهوى للبحوث الزراعية، بشير بن نونة، إن «إحياء هذه البذور بعد 17 عاما من تخزينها ببنك الجينات، جاء في إطار اتفاقية بين بنك الجينات ومركز البحوث الزراعية للمحافظة على البذور الأصلية، وتمت زراعتها بمحطة التجارب ونجحت عملية إكثارها وإنباتها بنسبة 95 بالمائة».
مضيفا أن «نجاح عملية الإكثار، يُمثل نجاحا في المحافظة على كنز وراثي كبير لتونس وفي المحافظة على مخزون استراتيجي من البذور اعتبارا لقدرة الأصناف الأصلية على التأقلم مع المناخ ومردوديتها الاقتصادية للفلاحين، إضافة إلى دورها في تنويع البذور وتسهيل النفاذ إليها».
ويفيد المختصون في المجال الزراعي أن حوالي 95 % من زراعة الخضروات و70 % من زراعة الحبوب في تونس تعتمد على البذور المستوردة رغم ارتفاع أسعارها وضعف جودتها فضلا عن إصابتها المستمرة بالأمراض مقارنة بالأصناف المحلية المتواجدة في الخارج ولم تتمكن الدولة من استعادة إلا القليل منها.
جودة البذور المحلية
ويشير قي هذا الخصوص المدير العام السابق للبنك الوطني للجينات مبارك بن ناصر أن «البذور المحلية لديها خاصيات خارقة للعادة ولها طاقة إنتاجية كبرى، على غرار الصنف المساكني فقد زرع لعديد المرات لسنوات ووصلت طاقة إنتاجيته إلى إعطاء حوالي 85 قنطارًا من الحبوب في الهكتار الواحد وأقل كمية أنتجها تعادل60 قنطارًا في الهكتار الواحد».
مضيفا أن «كل الأصناف المحلية تمتاز بنسبة هامة من البروتينات إذ تتراوح نسبة البروتينات فيها بين 14 و17 %، بينما الأصناف المحسنة أو المستوردة بها في أقصى الحالات 12 % من البروتينات».
وفي المقابل شدد المدير العام السابق للبنك الوطني للجينات مبارك بن ناصر على ضرورة أن يكون موضوع استرجاع البذور الأصلية محل اهتمام وبالدرجة التي يستحقها لاسيما وأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الغذائي والسيادة الوطنية.
وصرح بن ناصر في حوار تلفزي بمناسبة الذكرى 59 للجلاء الزراعي، أنه «كانت هناك حوالي 11271 عينة تونسية من البذور في الخارج، لم يتم استرجاع سوى 7754 عينة منها».
وتجدر الإشارة إلى أن البنك الوطني للجينات عند تمكين الفلاح من كمية من البذور المحلية يمضي هذا الأخير على اتفاق مع البنك يعيد بموجبه كمية البذور التي تحصل عليها إلى البنك بعد جني المحصول مع تمكين جيرانه الفلاحين من كميات من البذور المحلية لاستغلالها.
وتفيد مصادر بنك الجينات أن البنك تمكن من استرجاع البذور الأصلية لأنواع من القمح الصلب والشعير والحمص والفول وأصناف من الأعلاف المحلية التونسية.
◗ م.ي
ملف البذور من صميم الأمن القومي الغذائي الذي انطلق العمل عليه منذ فترة على أكثر من صعيد منها المتصل بتأمين البذور الممتازة على مستوى الزراعات الكبرى أو المتعلق بمسألة استرجاع البذور الأصلية القادرة على التأقلم مع البيئة التونسية ومقاومة كل تأثيرات التغيرات المناخية المتسارعة.
في هذا الخصوص أكد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عز الدين بن الشيخ، الجمعة، إن الكمية المنتجة من البذور الممتازة خلال الموسم الحالي تعد قياسية وهي ضعف الكمية المسجلة خلال الموسم الفارط.
وأفاد بن الشيخ، في رده على تساؤلات نواب المجلس الوطني للأقاليم والجهات، خلال جلسة عامة حوارية، بالمجلس، أنه وقع إصدار أذون تزويد 351 ألف قنطار من البذور الممتازة، ووضع 225 ألف قنطار منها على ذمة الجهات، مشيرا إلى أن العملية لازالت متواصلة.
وقد تم منذ بداية السنة الـأكيد على وجود مخطط لإنتاج 550 ألف قنطار من البذور الممتازة خلال 10 سنوات في إطار مشروع تعزيز الأمن الغذائي والقدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية بفضل منظومة بذور مبتكرة وآليات التوسع ضمن نظم الإنتاج المطري للقمح «سيدياست».
البذور الأصلية
بالتوازي مع ذلك تفيد مصادر وزارة الفلاحة أن العمل متواصل بالتنسيق مع عديد الجهات المعنية ومن بينها البنك الوطني للجينات على متابعة ملف استرجاع البذور الأصلية التونسية وإبلاء الموضوع الاهتمام الذي يستحقه.
وقد تمّ في جوان الفارط، خلال يوم وطني، نظّمه البنك الوطني للجينات والمركز الجهوي للبحوث الزراعية والمعهد الوطني للزراعات الكبرى بباجة تحت شعار «حافظ على قمح أجدادك، يبقي لك ولأولادك»، الإعلان عن «إعادة إكثار وإحياء قرابة 5 آلاف صنف من الحبوب بنجاح، وقد تمّ حصادها وإعادتها إلى بنك الجينات».
وقال حينها مدير عام المركز الجهوى للبحوث الزراعية، بشير بن نونة، إن «إحياء هذه البذور بعد 17 عاما من تخزينها ببنك الجينات، جاء في إطار اتفاقية بين بنك الجينات ومركز البحوث الزراعية للمحافظة على البذور الأصلية، وتمت زراعتها بمحطة التجارب ونجحت عملية إكثارها وإنباتها بنسبة 95 بالمائة».
مضيفا أن «نجاح عملية الإكثار، يُمثل نجاحا في المحافظة على كنز وراثي كبير لتونس وفي المحافظة على مخزون استراتيجي من البذور اعتبارا لقدرة الأصناف الأصلية على التأقلم مع المناخ ومردوديتها الاقتصادية للفلاحين، إضافة إلى دورها في تنويع البذور وتسهيل النفاذ إليها».
ويفيد المختصون في المجال الزراعي أن حوالي 95 % من زراعة الخضروات و70 % من زراعة الحبوب في تونس تعتمد على البذور المستوردة رغم ارتفاع أسعارها وضعف جودتها فضلا عن إصابتها المستمرة بالأمراض مقارنة بالأصناف المحلية المتواجدة في الخارج ولم تتمكن الدولة من استعادة إلا القليل منها.
جودة البذور المحلية
ويشير قي هذا الخصوص المدير العام السابق للبنك الوطني للجينات مبارك بن ناصر أن «البذور المحلية لديها خاصيات خارقة للعادة ولها طاقة إنتاجية كبرى، على غرار الصنف المساكني فقد زرع لعديد المرات لسنوات ووصلت طاقة إنتاجيته إلى إعطاء حوالي 85 قنطارًا من الحبوب في الهكتار الواحد وأقل كمية أنتجها تعادل60 قنطارًا في الهكتار الواحد».
مضيفا أن «كل الأصناف المحلية تمتاز بنسبة هامة من البروتينات إذ تتراوح نسبة البروتينات فيها بين 14 و17 %، بينما الأصناف المحسنة أو المستوردة بها في أقصى الحالات 12 % من البروتينات».
وفي المقابل شدد المدير العام السابق للبنك الوطني للجينات مبارك بن ناصر على ضرورة أن يكون موضوع استرجاع البذور الأصلية محل اهتمام وبالدرجة التي يستحقها لاسيما وأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الغذائي والسيادة الوطنية.
وصرح بن ناصر في حوار تلفزي بمناسبة الذكرى 59 للجلاء الزراعي، أنه «كانت هناك حوالي 11271 عينة تونسية من البذور في الخارج، لم يتم استرجاع سوى 7754 عينة منها».
وتجدر الإشارة إلى أن البنك الوطني للجينات عند تمكين الفلاح من كمية من البذور المحلية يمضي هذا الأخير على اتفاق مع البنك يعيد بموجبه كمية البذور التي تحصل عليها إلى البنك بعد جني المحصول مع تمكين جيرانه الفلاحين من كميات من البذور المحلية لاستغلالها.
وتفيد مصادر بنك الجينات أن البنك تمكن من استرجاع البذور الأصلية لأنواع من القمح الصلب والشعير والحمص والفول وأصناف من الأعلاف المحلية التونسية.