إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خبير في البيولوجيا البحرية لـ«الصباح»: نفوق عدد كبير من السلاحف البحرية نتيجة اصطدامها بشباك الصيد

شهد عدد من شواطئ ولاية نابل ظاهرة نفوق السلاحف البحرية، ما أثار قلق الخبراء في مجالي البيئة والبيولوجيا البحرية، نظرا لأهمية هذه الكائنات في النظام البيئي للبحر الأبيض المتوسط، وفي المحيطات عموما، باعتبارها تلعب دورا رئيسيا في حفظ التوازن البيئي والبحري.

ووفق ما أفاد به خبراء في البيئة، فإن هذه الظاهرة ترجع إلى عدّة عوامل، منها التلوث البيئي، والتغيرات المناخية، والصيد العشوائي للأسماك، أو فقدان مواطن التكاثر بسبب تلوّث المياه.

ويُذكر أنه تم العثور يوم 30 سبتمبر 2025 على سلحفاة بحرية نافقة بشاطئ سليمان من ولاية نابل، حسب ما أكدته مصادر محلية في تصريح لجريدة «الصباح». ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تسجيل نفوق كميات هامة من الأسماك في المنطقة نفسها، ما أثار مخاوف لدى المواطنين والمهتمين بالشأن البيئي من تدهور الوضع البحري بسواحل سليمان.

وطالب المتساكنون السلطات المعنية بضرورة فتح تحقيق جدّي للكشف عن الأسباب الحقيقية، سواء كانت مرتبطة بالتلوث أو بعوامل مناخية وبيئية أخرى.

وفي السياق ذاته، شهد شاطئ الزهراء بحمام الأغزاز (الوطن القبلي) مؤخرا نفوق سلحفاة بحرية جرفتها الأمواج، ودعا نشطاء في المجتمع المدني الجهات المختصة إلى ضرورة متابعة هذه الظاهرة والاهتمام بها، نظرا لتنامي حالات نفوق السلاحف البحرية على السواحل التونسية.

أنواع السلاحف البحرية وأسباب نفوقها

وفي تصريح لـ«الصباح»، أفاد ياسين رمزي الصغير، الخبير في البيولوجيا البحرية ورئيس جمعية  TunSea، بأن البحر الأبيض المتوسط يضم ثلاثة أنواع رئيسية من السلاحف البحرية، وهي: السلحفاة ضخمة الرأس (Caretta Caretta)،  السلحفاة الخضراء، والسلحفاة ذات الظهر الجلدي.

وأوضح الخبير أن ظاهرة نفوق السلاحف البحرية ترجع إلى مجموعة من الأسباب والعوامل، بعضها طبيعي، مثل التغيرات المناخية، ومنها ارتفاع درجات حرارة مياه البحر، ما يؤثر على توازن النظام البيئي ويؤدي إلى نقص الأوكسجين، إضافة الى  العواصف البحرية والتيارات القوية التي قد تجرف السلاحف إلى الشواطئ أو وقوع السلاحف في مصائد طبيعية.

أما العوامل البشرية، فأبرزها تعلّق السلاحف بشباك الصيد، والتلوث البلاستيكي، الذي يُعد أحد أخطر المهدّدات لحياة السلاحف البحرية.

وبيّن ياسين رمزي الصغير أنّ ما تمت معاينته على مختلف السواحل التونسية يُظهر أن غالبية حالات نفوق السلاحف تعود إلى الاصطدام بشباك الصيد أو تعلقها بها. وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت عدّة عمليات إنقاذ ناجحة لسلاحف بحرية، ساهم فيها عدد من البحّارة الذين عثروا على سلاحف عالقة أو مصابة في البحر، فسارعوا الى التنسيق مع الجهات المختصة، سواء المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار أو الجمعيات البيئية.

وفي عدد من الحالات، أعاد البحارة السلاحف العالقة إلى البحر مباشرة، أو نقلوها إلى مراكز الإنقاذ المختصة لتلقي الرعاية اللازمة.

وأكّد الخبير أن ما يدعو إلى التفاؤل هو رصد عدد كبير من السلاحف البحرية وعمليات تعشيش وتفقيس ناجحة بعدد من الشواطئ. وتعمل جمعية «TunSea» على إبلاغ المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بهذه الحالات للتدخّل وتأمين الحماية اللازمة لتلك السلاحف.

حماية السلاحف

تجدر الإشارة إلى أن جمعية «TunSea» هي جمعية بيئية ناشطة في مجال المحافظة على السلاحف البحرية. وتقوم الجمعية بتنظيم حملات توعية بالشراكة مع الصيادين والمجتمع المدني حول مخاطر الصيد العرضي والتلوّث البلاستيكي، كما تنظّم ورشات تحسيسية وحملات تنظيف الشواطئ، موجهة أساسًا للشباب والأطفال، بهدف توعيتهم بدور السلاحف البحرية في التوازن البيئي.

وشاركت الجمعية أيضا في عمليات إنقاذ مباشر وإعادة إطلاق السلاحف في البحر بعد إعادة تأهيلها، بالتعاون مع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار.

 ليلى بن سعد

خبير في البيولوجيا البحرية لـ«الصباح»:   نفوق عدد كبير من السلاحف البحرية نتيجة اصطدامها بشباك الصيد

شهد عدد من شواطئ ولاية نابل ظاهرة نفوق السلاحف البحرية، ما أثار قلق الخبراء في مجالي البيئة والبيولوجيا البحرية، نظرا لأهمية هذه الكائنات في النظام البيئي للبحر الأبيض المتوسط، وفي المحيطات عموما، باعتبارها تلعب دورا رئيسيا في حفظ التوازن البيئي والبحري.

ووفق ما أفاد به خبراء في البيئة، فإن هذه الظاهرة ترجع إلى عدّة عوامل، منها التلوث البيئي، والتغيرات المناخية، والصيد العشوائي للأسماك، أو فقدان مواطن التكاثر بسبب تلوّث المياه.

ويُذكر أنه تم العثور يوم 30 سبتمبر 2025 على سلحفاة بحرية نافقة بشاطئ سليمان من ولاية نابل، حسب ما أكدته مصادر محلية في تصريح لجريدة «الصباح». ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تسجيل نفوق كميات هامة من الأسماك في المنطقة نفسها، ما أثار مخاوف لدى المواطنين والمهتمين بالشأن البيئي من تدهور الوضع البحري بسواحل سليمان.

وطالب المتساكنون السلطات المعنية بضرورة فتح تحقيق جدّي للكشف عن الأسباب الحقيقية، سواء كانت مرتبطة بالتلوث أو بعوامل مناخية وبيئية أخرى.

وفي السياق ذاته، شهد شاطئ الزهراء بحمام الأغزاز (الوطن القبلي) مؤخرا نفوق سلحفاة بحرية جرفتها الأمواج، ودعا نشطاء في المجتمع المدني الجهات المختصة إلى ضرورة متابعة هذه الظاهرة والاهتمام بها، نظرا لتنامي حالات نفوق السلاحف البحرية على السواحل التونسية.

أنواع السلاحف البحرية وأسباب نفوقها

وفي تصريح لـ«الصباح»، أفاد ياسين رمزي الصغير، الخبير في البيولوجيا البحرية ورئيس جمعية  TunSea، بأن البحر الأبيض المتوسط يضم ثلاثة أنواع رئيسية من السلاحف البحرية، وهي: السلحفاة ضخمة الرأس (Caretta Caretta)،  السلحفاة الخضراء، والسلحفاة ذات الظهر الجلدي.

وأوضح الخبير أن ظاهرة نفوق السلاحف البحرية ترجع إلى مجموعة من الأسباب والعوامل، بعضها طبيعي، مثل التغيرات المناخية، ومنها ارتفاع درجات حرارة مياه البحر، ما يؤثر على توازن النظام البيئي ويؤدي إلى نقص الأوكسجين، إضافة الى  العواصف البحرية والتيارات القوية التي قد تجرف السلاحف إلى الشواطئ أو وقوع السلاحف في مصائد طبيعية.

أما العوامل البشرية، فأبرزها تعلّق السلاحف بشباك الصيد، والتلوث البلاستيكي، الذي يُعد أحد أخطر المهدّدات لحياة السلاحف البحرية.

وبيّن ياسين رمزي الصغير أنّ ما تمت معاينته على مختلف السواحل التونسية يُظهر أن غالبية حالات نفوق السلاحف تعود إلى الاصطدام بشباك الصيد أو تعلقها بها. وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت عدّة عمليات إنقاذ ناجحة لسلاحف بحرية، ساهم فيها عدد من البحّارة الذين عثروا على سلاحف عالقة أو مصابة في البحر، فسارعوا الى التنسيق مع الجهات المختصة، سواء المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار أو الجمعيات البيئية.

وفي عدد من الحالات، أعاد البحارة السلاحف العالقة إلى البحر مباشرة، أو نقلوها إلى مراكز الإنقاذ المختصة لتلقي الرعاية اللازمة.

وأكّد الخبير أن ما يدعو إلى التفاؤل هو رصد عدد كبير من السلاحف البحرية وعمليات تعشيش وتفقيس ناجحة بعدد من الشواطئ. وتعمل جمعية «TunSea» على إبلاغ المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بهذه الحالات للتدخّل وتأمين الحماية اللازمة لتلك السلاحف.

حماية السلاحف

تجدر الإشارة إلى أن جمعية «TunSea» هي جمعية بيئية ناشطة في مجال المحافظة على السلاحف البحرية. وتقوم الجمعية بتنظيم حملات توعية بالشراكة مع الصيادين والمجتمع المدني حول مخاطر الصيد العرضي والتلوّث البلاستيكي، كما تنظّم ورشات تحسيسية وحملات تنظيف الشواطئ، موجهة أساسًا للشباب والأطفال، بهدف توعيتهم بدور السلاحف البحرية في التوازن البيئي.

وشاركت الجمعية أيضا في عمليات إنقاذ مباشر وإعادة إطلاق السلاحف في البحر بعد إعادة تأهيلها، بالتعاون مع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار.

 ليلى بن سعد