- العمل على برنامج وطني للتقصّي المبكر لسرطان الرئة
تُسجّل تونس تزايدا في عدد الإصابات بالأمراض الصدرية بجميع أنواعها، بدءا بالحساسية والنزلات الموسمية، وصولا إلى الذبحات الصدرية والأورام السرطانية. وخلال السنوات العشر الأخيرة، بلغت نسبة الإصابة بالربو لدى التونسيين 6 % من البالغين و10 % من الأطفال، في حين تتسبب أمراض القلب والشرايين في 30 % من الوفيات المسجلة سنويًا في تونس.
من جهته، أكّد رئيس الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الرئة، بلحسن السماتي، لـ»الصباح» أن تونس تسجّل 6 آلاف حالة جديدة بسرطان الرئة سنويا، 95 % منها يتم اكتشافها في المرحلة الأخيرة، مشيرا إلى أن كل هذه الحالات ناتجة أساسا عن التدخين وما يترتب عليه من مشاكل في مستوى الرئة والصدر.
وأضاف السماتي أن الأمراض الصدرية في تونس تتفاقم سنويا بسبب الأورام السرطانية التي تصيب الجهاز التنفسي والصدر، مبينا أن الاستراتيجية الأمثل للتقليص من تداعيات ظاهرة التدخين، باعتباره المسبب الرئيسي للأمراض الصدرية التي تنتهي بالإصابة بالأورام السرطانية، تكمن في التوعية داخل الفضاء المدرسي منذ المراحل الابتدائية.
كما اعتبر السماتي أنه من الضروري مراقبة الفضاء العائلي والمحيط الأسري الموسّع لتجنّب تبعات وتأثيرات ظاهرة التدخين على الأطفال والشباب والحد من انتشارها، مؤكدا أن الدولة بمفردها لا يمكنها مواجهة هذه الظاهرة، بل إن تضافر مجهودات كل الأطراف المتداخلة بات أمرًا ضروريًا.
وفي هذا السياق، ذكر السماتي أن الاستراتيجية التي أطلقتها الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الرئة في الفترة الأخيرة ستُؤتي أُكلها في قادم الأيام، باعتبارها تقوم على مقاربة نفسية وثقافية وعلمية، مما قد يساعد في التقليل من ظاهرة التدخين وبالتالي من الإصابة بالأمراض الصدرية.
من جانبها، تعمل الجمعية التونسية للأمراض الصدرية والحساسية، بالتنسيق مع وزارة الصحة، على تنفيذ دراسة ميدانية تُعنى بالكشف المبكر عن سرطان الرئة باستخدام تقنية التصوير المقطعي «السكانير»، كأحد أهم الإجراءات لمواجهة ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض الصدرية بمختلف أنواعها.
وقد انطلقت الدراسة منذ أواخر سنة 2024 بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة، وتستمر إلى نهاية العام الحالي، بهدف تشخيص 500 حالة محتملة. وتهدف هذه الدراسة، إلى جانب التشخيص، إلى تحديد تكلفة الفحوصات وتقييم فاعليتها، في أفق تعميمها ضمن برنامج وطني للتقصّي المبكر.
وفي السياق ذاته، بيّن السماتي أن الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الرئة قامت بالعديد من الورشات والملتقيات العلمية التي تشمل التقصّي والتوعية وحتى العلاج، مشيرا إلى أهمية تدخل الدولة في هذا المجال، وحرص هياكلها من وزارة المرأة والتربية والصحة على نشر المناشير التوعوية بصفة مستمرة، إضافة إلى تنظيم حملات تحسيس بخطورة ظاهرة التدخين، المسبّب الأساسي للأمراض الصدرية في تونس.
ولاحظ السماتي، في حديثه لـ«الصباح»، أن تزايد الإصابات المسجلة في صفوف فئات عمرية صغيرة بسرطان الرئة، تتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة، يُعد مؤشرا خطيرا، لافتا إلى أن سرطان الرئة الذي يُصيب الشباب يتميز بخاصية سرعة الانتشار وصعوبة العلاج، ما أدى إلى ارتفاع حالات الوفاة.
وأفاد السماتي بأنه يتم العمل حاليا على إعداد برنامج وطني للتقصّي المبكر لسرطان الرئة، ما يُسهّل علاجه بنسبة تقارب 100 %، وذلك عن طريق تقنية «السكانير» المتوفرة في جميع أنحاء تونس في القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى أن الدولة ستتكفّل بمعاليم إجراء الكشف بهذه الآلة بصفة مجانية.
وحسب الإحصائيات الرسمية الحديثة، فإن الأمراض الصدرية تسجّل نسبا مرتفعة في صفوف المجتمع التونسي، حيث تبلغ نسبة الإصابة بالربو 6 % لدى البالغين و10 % لدى الأطفال، وهو مرض يصيب القصبات الهوائية، مما يؤدي بالمصاب إلى نوبات ضيق تنفّس خاصة أثناء الليل والصباح الباكر.
وفاء بن محمد
- التدخين أهم أسباب الأمراض الصدرية
- العمل على برنامج وطني للتقصّي المبكر لسرطان الرئة
تُسجّل تونس تزايدا في عدد الإصابات بالأمراض الصدرية بجميع أنواعها، بدءا بالحساسية والنزلات الموسمية، وصولا إلى الذبحات الصدرية والأورام السرطانية. وخلال السنوات العشر الأخيرة، بلغت نسبة الإصابة بالربو لدى التونسيين 6 % من البالغين و10 % من الأطفال، في حين تتسبب أمراض القلب والشرايين في 30 % من الوفيات المسجلة سنويًا في تونس.
من جهته، أكّد رئيس الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الرئة، بلحسن السماتي، لـ»الصباح» أن تونس تسجّل 6 آلاف حالة جديدة بسرطان الرئة سنويا، 95 % منها يتم اكتشافها في المرحلة الأخيرة، مشيرا إلى أن كل هذه الحالات ناتجة أساسا عن التدخين وما يترتب عليه من مشاكل في مستوى الرئة والصدر.
وأضاف السماتي أن الأمراض الصدرية في تونس تتفاقم سنويا بسبب الأورام السرطانية التي تصيب الجهاز التنفسي والصدر، مبينا أن الاستراتيجية الأمثل للتقليص من تداعيات ظاهرة التدخين، باعتباره المسبب الرئيسي للأمراض الصدرية التي تنتهي بالإصابة بالأورام السرطانية، تكمن في التوعية داخل الفضاء المدرسي منذ المراحل الابتدائية.
كما اعتبر السماتي أنه من الضروري مراقبة الفضاء العائلي والمحيط الأسري الموسّع لتجنّب تبعات وتأثيرات ظاهرة التدخين على الأطفال والشباب والحد من انتشارها، مؤكدا أن الدولة بمفردها لا يمكنها مواجهة هذه الظاهرة، بل إن تضافر مجهودات كل الأطراف المتداخلة بات أمرًا ضروريًا.
وفي هذا السياق، ذكر السماتي أن الاستراتيجية التي أطلقتها الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الرئة في الفترة الأخيرة ستُؤتي أُكلها في قادم الأيام، باعتبارها تقوم على مقاربة نفسية وثقافية وعلمية، مما قد يساعد في التقليل من ظاهرة التدخين وبالتالي من الإصابة بالأمراض الصدرية.
من جانبها، تعمل الجمعية التونسية للأمراض الصدرية والحساسية، بالتنسيق مع وزارة الصحة، على تنفيذ دراسة ميدانية تُعنى بالكشف المبكر عن سرطان الرئة باستخدام تقنية التصوير المقطعي «السكانير»، كأحد أهم الإجراءات لمواجهة ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض الصدرية بمختلف أنواعها.
وقد انطلقت الدراسة منذ أواخر سنة 2024 بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة، وتستمر إلى نهاية العام الحالي، بهدف تشخيص 500 حالة محتملة. وتهدف هذه الدراسة، إلى جانب التشخيص، إلى تحديد تكلفة الفحوصات وتقييم فاعليتها، في أفق تعميمها ضمن برنامج وطني للتقصّي المبكر.
وفي السياق ذاته، بيّن السماتي أن الجمعية التونسية لمكافحة سرطان الرئة قامت بالعديد من الورشات والملتقيات العلمية التي تشمل التقصّي والتوعية وحتى العلاج، مشيرا إلى أهمية تدخل الدولة في هذا المجال، وحرص هياكلها من وزارة المرأة والتربية والصحة على نشر المناشير التوعوية بصفة مستمرة، إضافة إلى تنظيم حملات تحسيس بخطورة ظاهرة التدخين، المسبّب الأساسي للأمراض الصدرية في تونس.
ولاحظ السماتي، في حديثه لـ«الصباح»، أن تزايد الإصابات المسجلة في صفوف فئات عمرية صغيرة بسرطان الرئة، تتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة، يُعد مؤشرا خطيرا، لافتا إلى أن سرطان الرئة الذي يُصيب الشباب يتميز بخاصية سرعة الانتشار وصعوبة العلاج، ما أدى إلى ارتفاع حالات الوفاة.
وأفاد السماتي بأنه يتم العمل حاليا على إعداد برنامج وطني للتقصّي المبكر لسرطان الرئة، ما يُسهّل علاجه بنسبة تقارب 100 %، وذلك عن طريق تقنية «السكانير» المتوفرة في جميع أنحاء تونس في القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى أن الدولة ستتكفّل بمعاليم إجراء الكشف بهذه الآلة بصفة مجانية.
وحسب الإحصائيات الرسمية الحديثة، فإن الأمراض الصدرية تسجّل نسبا مرتفعة في صفوف المجتمع التونسي، حيث تبلغ نسبة الإصابة بالربو 6 % لدى البالغين و10 % لدى الأطفال، وهو مرض يصيب القصبات الهوائية، مما يؤدي بالمصاب إلى نوبات ضيق تنفّس خاصة أثناء الليل والصباح الباكر.