إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم لـ"الصباح": تونس تجاوزت هواجس تعليم المرأة إقليميا ودوليا والتحديات المقبلة في نوعية الاختصاصات

 

ينضاف لتونس تصنيف دولي جديد في مجال التعليم، إلى جانب بقية التصنيفات ليؤكد أهمية المنظومة التربوية على مستوى الاختصاصات والموارد البشرية، فاليوم تونس تصنف الأولى عالميا من حيث نسبة الطالبات الدارسات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بنسبة تبلغ 43.3 %، حسب ما أعلنت عنه مؤخرا وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ أسماء الجابري خلال الندوة الإقليميّة حول «الإدماج الاقتصادي للمرأة وتحقيق التنمية في أفق 2030».

حول هذا التصنيف وأهمية تعليم المرأة التونسية في العالم واختيارها لهذه الاختصاصات بعينها، تحدث لـ«الصباح» رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم سليم قاسم، معتبرا أن ارتقاء تونس في هذا التصنيف، هو شهادة جديدة من العالم على أهمية ومكانة المرأة التونسية المتعلمة ومواصلتها في اعتلاء المراتب الأولى.

المنظومة التعليمية ووعي الأسرة التونسية أبرز الأسباب

وأضاف قاسم في ذات التصريح أن تونس من خلال هذا التصنيف الذي يؤكد على الضمانات الاجتماعية والتعليمية التي تتميز بها، يعكس ثمار مجهودات كبيرة قامت بها المؤسسة التربوية منذ 70 سنة، لإعلاء شأن التعليم خاصة لدى المرأة، حتى إن تونس اليوم «لم تعد لديها هواجس وتحديات على المستوى الإقليمي والدولي حول المرأة وحظها في التعليم، لأن موقعها في هذا الجانب محفوظ وفضت نهائيا مسألة الإنصاف في التعليم»، حسب تعبيره.

والأهم حسب محدثنا أن هذا التصنيف يأتي ليقطع مع كل ما يتم تداوله ويروج له بأن التعليم أصبح سيئا، مشيرا إلى أنه وبالرغم من العشوائية في المنظومة التعليمية في تونس سنوات ما بعد ثورة 2011، إلا أنه مازال صامدا بفضل الأسرة التونسية والكفاءات في المجال من مدرسين وموارد بشرية.

وأكد رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم على أهمية الحفاظ على كل هذه المكاسب عبر ضمان استمرارية دور الموارد البشرية والتفكير جيدا في من سيأخذ المشعل عن المربيين المميزين بعد إحالتهم على شرف المهنة وابتعادهم على المهام التربوية، والتفكير في خطة قادمة في هذا الاتجاه والتحضير لها مسبقا، حسب تعبيره.

كما لفت محدثنا الانتباه إلى أهمية بناء نظام تربوي تشاركي يقطع مع المواقف الارتجالية، وأن يكون الإصلاح في المجال خاضعا للحوكمة ويعتمد على البيانات الصحيحة والمعمقة، حتى تتحصل تونس على المراتب الأولى عالميا في مجال الريادة في التعليم.

نوعية الاختصاصات التحدي الأكبر

وفي ما يتعلق بالاختصاصات التي تفضلها وتتجه إليها اليوم الطالبات التونسيات وموضوع التصنيف العالمي الجديد، فقد أكد رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم أن تركيز الأسرة التونسية في تعليم بناتها هذه الاختصاصات فيه بحث عميق عن مدى أهميتها في سوق الشغل خاصة في صنف الإناث عبر العالم.

وأضاف محدثنا أن هذا التصنيف على مستوى أهمية الاختصاصات العلمية والتكنولوجية يعود بنا إلى ما تعيشه تونس في السنوات الأخيرة من تراجع في الإقبال على شعبة الرياضيات كإحدى الشعب العلمية، مما يتطلب مزيدا من الاهتمام بها والعمل على استقطاب أكثر ما يمكن من التلاميذ لاختيارها، خاصة لدى الفتيات.

وقال رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم إن شعبة الرياضيات عرفت تراجعا ملحوظا من 20 بالمائة إلى 6 بالمائة في السنوات الأخيرة، إلا أن الأسرة التونسية لها وعي كبير بمستقبل هذه الاختصاصات ومازالت تراهن عليها وهذا ما يتطلب مزيد ايلائها كل الاهتمام .

وحتى وطنيا يعد التعليم من أهم المجالات التي تحتل فيها المرأة المراتب القيادية، حيث بلغت نسبة التمدرس خلال السنة الجامعية الأخيرة 83 %، وبلغت نسبة تسجيل الفتيات الطالبات في الجامعات 66 %، أما في التخصصات العلمية، فقد بلغت النسبة 70.4 % في المجال الطبي، و56.3 % في مجال الهندسة، كما بلغت نسبة المتخرجات 70 %، والمتحصلات على شهادة الدكتوراه 62 %.

والملفت للنظر وبحسب البيانات الرسمية في مجال التعلم والتعليم، خاصة في المناظرات والاستحقاقات التعليمية الكبرى، يكون فيها التقدم غالبا للفتيات الطالبات، بتفوق عددهم على الذكور، ففي كل سنة، على سبيل المثال، يتجاوز عدد الإناث اللواتي يجتزن امتحان الباكالوريا وينجحن فيه، عدد الذكور.

وفاء بن محمد

رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم لـ"الصباح":   تونس تجاوزت هواجس تعليم المرأة إقليميا ودوليا والتحديات المقبلة في نوعية الاختصاصات

 

ينضاف لتونس تصنيف دولي جديد في مجال التعليم، إلى جانب بقية التصنيفات ليؤكد أهمية المنظومة التربوية على مستوى الاختصاصات والموارد البشرية، فاليوم تونس تصنف الأولى عالميا من حيث نسبة الطالبات الدارسات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بنسبة تبلغ 43.3 %، حسب ما أعلنت عنه مؤخرا وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ أسماء الجابري خلال الندوة الإقليميّة حول «الإدماج الاقتصادي للمرأة وتحقيق التنمية في أفق 2030».

حول هذا التصنيف وأهمية تعليم المرأة التونسية في العالم واختيارها لهذه الاختصاصات بعينها، تحدث لـ«الصباح» رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم سليم قاسم، معتبرا أن ارتقاء تونس في هذا التصنيف، هو شهادة جديدة من العالم على أهمية ومكانة المرأة التونسية المتعلمة ومواصلتها في اعتلاء المراتب الأولى.

المنظومة التعليمية ووعي الأسرة التونسية أبرز الأسباب

وأضاف قاسم في ذات التصريح أن تونس من خلال هذا التصنيف الذي يؤكد على الضمانات الاجتماعية والتعليمية التي تتميز بها، يعكس ثمار مجهودات كبيرة قامت بها المؤسسة التربوية منذ 70 سنة، لإعلاء شأن التعليم خاصة لدى المرأة، حتى إن تونس اليوم «لم تعد لديها هواجس وتحديات على المستوى الإقليمي والدولي حول المرأة وحظها في التعليم، لأن موقعها في هذا الجانب محفوظ وفضت نهائيا مسألة الإنصاف في التعليم»، حسب تعبيره.

والأهم حسب محدثنا أن هذا التصنيف يأتي ليقطع مع كل ما يتم تداوله ويروج له بأن التعليم أصبح سيئا، مشيرا إلى أنه وبالرغم من العشوائية في المنظومة التعليمية في تونس سنوات ما بعد ثورة 2011، إلا أنه مازال صامدا بفضل الأسرة التونسية والكفاءات في المجال من مدرسين وموارد بشرية.

وأكد رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم على أهمية الحفاظ على كل هذه المكاسب عبر ضمان استمرارية دور الموارد البشرية والتفكير جيدا في من سيأخذ المشعل عن المربيين المميزين بعد إحالتهم على شرف المهنة وابتعادهم على المهام التربوية، والتفكير في خطة قادمة في هذا الاتجاه والتحضير لها مسبقا، حسب تعبيره.

كما لفت محدثنا الانتباه إلى أهمية بناء نظام تربوي تشاركي يقطع مع المواقف الارتجالية، وأن يكون الإصلاح في المجال خاضعا للحوكمة ويعتمد على البيانات الصحيحة والمعمقة، حتى تتحصل تونس على المراتب الأولى عالميا في مجال الريادة في التعليم.

نوعية الاختصاصات التحدي الأكبر

وفي ما يتعلق بالاختصاصات التي تفضلها وتتجه إليها اليوم الطالبات التونسيات وموضوع التصنيف العالمي الجديد، فقد أكد رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم أن تركيز الأسرة التونسية في تعليم بناتها هذه الاختصاصات فيه بحث عميق عن مدى أهميتها في سوق الشغل خاصة في صنف الإناث عبر العالم.

وأضاف محدثنا أن هذا التصنيف على مستوى أهمية الاختصاصات العلمية والتكنولوجية يعود بنا إلى ما تعيشه تونس في السنوات الأخيرة من تراجع في الإقبال على شعبة الرياضيات كإحدى الشعب العلمية، مما يتطلب مزيدا من الاهتمام بها والعمل على استقطاب أكثر ما يمكن من التلاميذ لاختيارها، خاصة لدى الفتيات.

وقال رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم إن شعبة الرياضيات عرفت تراجعا ملحوظا من 20 بالمائة إلى 6 بالمائة في السنوات الأخيرة، إلا أن الأسرة التونسية لها وعي كبير بمستقبل هذه الاختصاصات ومازالت تراهن عليها وهذا ما يتطلب مزيد ايلائها كل الاهتمام .

وحتى وطنيا يعد التعليم من أهم المجالات التي تحتل فيها المرأة المراتب القيادية، حيث بلغت نسبة التمدرس خلال السنة الجامعية الأخيرة 83 %، وبلغت نسبة تسجيل الفتيات الطالبات في الجامعات 66 %، أما في التخصصات العلمية، فقد بلغت النسبة 70.4 % في المجال الطبي، و56.3 % في مجال الهندسة، كما بلغت نسبة المتخرجات 70 %، والمتحصلات على شهادة الدكتوراه 62 %.

والملفت للنظر وبحسب البيانات الرسمية في مجال التعلم والتعليم، خاصة في المناظرات والاستحقاقات التعليمية الكبرى، يكون فيها التقدم غالبا للفتيات الطالبات، بتفوق عددهم على الذكور، ففي كل سنة، على سبيل المثال، يتجاوز عدد الإناث اللواتي يجتزن امتحان الباكالوريا وينجحن فيه، عدد الذكور.

وفاء بن محمد