يتجدد اللقاء مساء يوم 12 أوت الجاري مع أوركسترا قرطاج السمفوني بقيادة الموسيقار حافظ مقني ضمن فعاليات مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية. وهذه السنة الثانية على التوالي التي يؤثث فيها «أوركسترا قرطاج السيمفوني» إحدى سهرات الجم، ومن الصدف أن يكون في نفس يوم السنة، وهو 12 أوت. وفي لقاء جمعه بـ«الصباح»، كشف الموسيقي الدكتور حافظ مقني، مؤسس ومدير «أوركسترا قرطاج السيمفوني»، أن 12 أوت من كل سنة أصبح موعدًا قارًّا للأوركسترا ضمن فعاليات مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية، تنفيذًا لاتفاقية مع هيئة المهرجان.
وأكد الدكتور حافظ مقني أن هذا الاتفاق مع هيئة مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية يُعتبر تتويجًا لما قدمه «أوركسترا قرطاج السمفوني» منذ تأسيسه سنة 2018 لفائدة الموسيقى العالمية الكلاسيكية الخالدة على مر التاريخ، مع الانفتاح على الموسيقات العربية الأصيلة، وهو التوجه الذي اختاره «أوركسترا قرطاج» في كل عروضه.
وعاد الدكتور بالذاكرة إلى سهرة 12 أوت الماضي، التي مثّلت لحظة فارقة في مسيرة الأوركسترا بالنسبة له، بالقول: «كانت لحظة فارقة في مسيرة «أوركسترا قرطاج السمفوني»، على اعتبار أنها كانت المرّة الأولى التي كان فيها اللقاء مع جمهور مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية».
و أضاف: « كانت تلك السهرة استثنائية على اعتبار أن العرض كان متنوعًا، جمع بين روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية ذات الطابع الرومنسي الحالم، كما شهد ذلك العرض تقديم البعض من الروائع الفنية والطربية للمطرب العربي الكبير الراحل فريد الأطرش، متمثلة في أغانيه «نجوم الليل»، و»لكتب على أوراق الشجر»، و»يا جميل»، و»حبينا»، تلتها معزوفة «زهرة المدائن» للأخوين الرحباني. وكان الحرص شديدًا على أن يكون هذا العرض في مستوى انتظارات جمهور الجم العاشق للموسيقى السمفونية بمختلف تفرعاتها»
كما كان الموعد في تلك السهرة، منذ سنة، مع مفاجأة فنية متمثلة في عازف تونسي يدرس بالمعهد الملكي بلندن، له من العمر 15 سنة، واسمه «أنيس التريكي»، ويعزف كونسرتو «أكريك»، وحوله قال حافظ مقني: «إنه توجّه نعمل على أن يكون حاضرًا في كل العروض القادمة».
وجوابًا عن سؤال حول برنامج سهرة 12 أوت المنتظرة، كشف الدكتور حافظ مقني أنه، تواصلاً مع الانفتاح على الموسيقات العربية الخالدة، فإن سهرة هذه الصائفة ستحيي خمسينية رحيل شادية العرب الأولى «أم كلثوم»، من خلال استحضار ألحان رياض السنباطي، ومحمد الموجي، ومحمد القصبجي، وبليغ حمدي، ومحمد عبد الوهاب، وأبو العلاء محمد، وسيد مكاوي، إلى جانب استحضار معزوفات من الكلاسيكيات العالمية الخالدة.
ويُعتبر الاحتفاء بموسيقى الراحلة أم كلثوم، وقبلها الراحل فريد الأطرش، من التقاليد التي اختص بها الأوركسترا. وبيّن الدكتور حافظ مقني في هذا الصدد، قائلًا: «الاحتفاء والاحتفال بروائع الموسيقى العربية الخالدة يُعد من التقاليد الراسخة في عروض ‹أوركسترا قرطاج السيمفوني›. فقد سبق أن تم الاحتفاء – في عرض خاص – بالملحن المصري الكبير محمد الموجي، كما كان للأوركستر عروض خاصة بالإبداع الموسيقي العربي من خلال مجموعة من الملحنين الذين لهم بصمتهم الواضحة والجلية في المدونة الموسيقية العربية. وتتجه النية إلى إعداد برنامج خاص بروائع الموسيقى التونسية يتضمن المالوف وإنتاجات مجموعة من الفنانين التونسيين الذين كانت بصمتهم واضحة وجلية وراسخة في المدونة الموسيقية والغنائية التونسية».
ونفى الدكتور حافظ مقني وصف الموسيقى السمفونية بكونها موسيقى «نخبوية»، مؤكدًا أن البحث والتجديد في الموسيقى من عرض إلى آخر، والسعي إلى التأقلم موسيقيًا مع طبيعة فضاء العرض في كل مرة، والحرص على تقديم معزوفات ذات جودة فنية وجمالية عالية، هي من أهم الميزات التي جعلت الجمهور يُقبل بكثافة على عروض الموسيقى السمفونية، ممّا يُفنّد مقولة «نخبوية» هذه الموسيقى التي يطلبها الجمهور التونسي بإلحاح في بحث عن واقع مغاير لما يعيشه، وموسيقى مختلفة عمّا يسمعه يوميًا.
وذكر حافظ مقني في جانب آخر من هذا الحوار، أن «أوركسترا قرطاج السيمفوني» كانت له زيارة فنية إلى مدينة بلغراد في مارس الماضي، استجابة لدعوة السفارة التونسية هناك، وقد تم خلال هذه الزيارة تقديم عرض موسيقي جمع بين عازفين من تونس، على غرار محمد مقني ووسيم مقني، إلى جانب موسيقيين من صربيا، وشهد هذا العرض تقديم معزوفات من الموروث الفني التونسي والصربي، ومن روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية.
مهرجان قرطاج .. طموح مشروع
وأكد محدّثنا أن الصعود على ركح قرطاج يبقى طموحًا مشروعًا، وهو على استعداد لذلك إذا تم توجيه دعوة رسمية. وفي تعليقه على برامج مهرجانات هذه الصائفة، قال مؤسس ومدير «أوركسترا قرطاج السيمفوني»: لا أخفي سرًا إذا قلت إنني لم أحضر أي عرض من العروض هذه الصائفة، وفي المقابل أتابع ما يصدر من تعاليق، وما يُنشر في الصحف والمواقع الإلكترونية. وأؤكد من هذا المنطلق أنه ليس من مهام وزارة الشؤون الثقافية برمجة العروض الترفيهية والتجارية.»
جدير بالذكر أن «أوركسترا قرطاج السمفوني» يواصل منذ تأسيسه سنة 2018 مسيرته الفنية، ويسعى إلى فرض مكانه ضمن المشهد الثقافي في تونس. وفي هذا الصدد، يقول المؤسس والمدير حافظ مقني: «رفعنا عند تأسيس ‹أوركسترا قرطاج السمفوني› منذ 7 سنوات، شعار ‹العمل ولا شيء غير العمل›. وتكفي الإشارة إلى أننا نحرص في كل موسم ثقافي على تقديم 20 عرضًا على ركح المسرح البلدي بالعاصمة، بمعدل عرضين كل ثلاثة أسابيع، وتضمنت هذه العروض موسيقى عالمية، وعروض سمفونية، وموسيقى الأفلام العربية والغربية، دون أن ننسى الاحتفاء بالعديد من أساطين الموسيقى الكلاسيكية العالمية، لنؤكد على ذلك.»
ويضيف محدّثنا، قائلًا: «إن التاريخ يحفظ لـ›أوركسترا قرطاج السمفوني› أنه الوحيد الذي حافظ على نسق عروضه حتى أثناء جائحة ‹كورونا› التي عطّلت الأنشطة الثقافية والفنية على المستوى العالمي، فكان أن اختار الانتصار للحياة مهما كانت العراقيل، بالتزام القواعد الصحية التي فرضتها الجائحة، إيمانًا بأن الثقافة بكل تفرعاتها هي السلاح القوي لمحاربة ومقاومة الجوائح مهما كانت، اعتمادًا على الموارد الذاتية، حيث لم يتسلّم ‹أوركسترا قرطاج السيمفوني› أي دعم من أي جهة رسمية.»
وشدّد الدكتور حافظ مقني، في هذا اللقاء، على نجاحه في كسب الرهان، إذ يقول: «›أوركسترا قرطاج السمفوني› يسير اليوم بخطى ثابتة لكسب المزيد من النجاحات الفنية، بنفس الحماس والجدية، والعمل على الابتكار والتجديد لتحقيق الأهداف التي من أجلها تأسّس انتصارا للموسيقى الخالدة والتي تحتفظ بها الذاكرة على مر التاريخ.
محسن بن أحمد
يتجدد اللقاء مساء يوم 12 أوت الجاري مع أوركسترا قرطاج السمفوني بقيادة الموسيقار حافظ مقني ضمن فعاليات مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية. وهذه السنة الثانية على التوالي التي يؤثث فيها «أوركسترا قرطاج السيمفوني» إحدى سهرات الجم، ومن الصدف أن يكون في نفس يوم السنة، وهو 12 أوت. وفي لقاء جمعه بـ«الصباح»، كشف الموسيقي الدكتور حافظ مقني، مؤسس ومدير «أوركسترا قرطاج السيمفوني»، أن 12 أوت من كل سنة أصبح موعدًا قارًّا للأوركسترا ضمن فعاليات مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية، تنفيذًا لاتفاقية مع هيئة المهرجان.
وأكد الدكتور حافظ مقني أن هذا الاتفاق مع هيئة مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية يُعتبر تتويجًا لما قدمه «أوركسترا قرطاج السمفوني» منذ تأسيسه سنة 2018 لفائدة الموسيقى العالمية الكلاسيكية الخالدة على مر التاريخ، مع الانفتاح على الموسيقات العربية الأصيلة، وهو التوجه الذي اختاره «أوركسترا قرطاج» في كل عروضه.
وعاد الدكتور بالذاكرة إلى سهرة 12 أوت الماضي، التي مثّلت لحظة فارقة في مسيرة الأوركسترا بالنسبة له، بالقول: «كانت لحظة فارقة في مسيرة «أوركسترا قرطاج السمفوني»، على اعتبار أنها كانت المرّة الأولى التي كان فيها اللقاء مع جمهور مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية».
و أضاف: « كانت تلك السهرة استثنائية على اعتبار أن العرض كان متنوعًا، جمع بين روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية ذات الطابع الرومنسي الحالم، كما شهد ذلك العرض تقديم البعض من الروائع الفنية والطربية للمطرب العربي الكبير الراحل فريد الأطرش، متمثلة في أغانيه «نجوم الليل»، و»لكتب على أوراق الشجر»، و»يا جميل»، و»حبينا»، تلتها معزوفة «زهرة المدائن» للأخوين الرحباني. وكان الحرص شديدًا على أن يكون هذا العرض في مستوى انتظارات جمهور الجم العاشق للموسيقى السمفونية بمختلف تفرعاتها»
كما كان الموعد في تلك السهرة، منذ سنة، مع مفاجأة فنية متمثلة في عازف تونسي يدرس بالمعهد الملكي بلندن، له من العمر 15 سنة، واسمه «أنيس التريكي»، ويعزف كونسرتو «أكريك»، وحوله قال حافظ مقني: «إنه توجّه نعمل على أن يكون حاضرًا في كل العروض القادمة».
وجوابًا عن سؤال حول برنامج سهرة 12 أوت المنتظرة، كشف الدكتور حافظ مقني أنه، تواصلاً مع الانفتاح على الموسيقات العربية الخالدة، فإن سهرة هذه الصائفة ستحيي خمسينية رحيل شادية العرب الأولى «أم كلثوم»، من خلال استحضار ألحان رياض السنباطي، ومحمد الموجي، ومحمد القصبجي، وبليغ حمدي، ومحمد عبد الوهاب، وأبو العلاء محمد، وسيد مكاوي، إلى جانب استحضار معزوفات من الكلاسيكيات العالمية الخالدة.
ويُعتبر الاحتفاء بموسيقى الراحلة أم كلثوم، وقبلها الراحل فريد الأطرش، من التقاليد التي اختص بها الأوركسترا. وبيّن الدكتور حافظ مقني في هذا الصدد، قائلًا: «الاحتفاء والاحتفال بروائع الموسيقى العربية الخالدة يُعد من التقاليد الراسخة في عروض ‹أوركسترا قرطاج السيمفوني›. فقد سبق أن تم الاحتفاء – في عرض خاص – بالملحن المصري الكبير محمد الموجي، كما كان للأوركستر عروض خاصة بالإبداع الموسيقي العربي من خلال مجموعة من الملحنين الذين لهم بصمتهم الواضحة والجلية في المدونة الموسيقية العربية. وتتجه النية إلى إعداد برنامج خاص بروائع الموسيقى التونسية يتضمن المالوف وإنتاجات مجموعة من الفنانين التونسيين الذين كانت بصمتهم واضحة وجلية وراسخة في المدونة الموسيقية والغنائية التونسية».
ونفى الدكتور حافظ مقني وصف الموسيقى السمفونية بكونها موسيقى «نخبوية»، مؤكدًا أن البحث والتجديد في الموسيقى من عرض إلى آخر، والسعي إلى التأقلم موسيقيًا مع طبيعة فضاء العرض في كل مرة، والحرص على تقديم معزوفات ذات جودة فنية وجمالية عالية، هي من أهم الميزات التي جعلت الجمهور يُقبل بكثافة على عروض الموسيقى السمفونية، ممّا يُفنّد مقولة «نخبوية» هذه الموسيقى التي يطلبها الجمهور التونسي بإلحاح في بحث عن واقع مغاير لما يعيشه، وموسيقى مختلفة عمّا يسمعه يوميًا.
وذكر حافظ مقني في جانب آخر من هذا الحوار، أن «أوركسترا قرطاج السيمفوني» كانت له زيارة فنية إلى مدينة بلغراد في مارس الماضي، استجابة لدعوة السفارة التونسية هناك، وقد تم خلال هذه الزيارة تقديم عرض موسيقي جمع بين عازفين من تونس، على غرار محمد مقني ووسيم مقني، إلى جانب موسيقيين من صربيا، وشهد هذا العرض تقديم معزوفات من الموروث الفني التونسي والصربي، ومن روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية.
مهرجان قرطاج .. طموح مشروع
وأكد محدّثنا أن الصعود على ركح قرطاج يبقى طموحًا مشروعًا، وهو على استعداد لذلك إذا تم توجيه دعوة رسمية. وفي تعليقه على برامج مهرجانات هذه الصائفة، قال مؤسس ومدير «أوركسترا قرطاج السيمفوني»: لا أخفي سرًا إذا قلت إنني لم أحضر أي عرض من العروض هذه الصائفة، وفي المقابل أتابع ما يصدر من تعاليق، وما يُنشر في الصحف والمواقع الإلكترونية. وأؤكد من هذا المنطلق أنه ليس من مهام وزارة الشؤون الثقافية برمجة العروض الترفيهية والتجارية.»
جدير بالذكر أن «أوركسترا قرطاج السمفوني» يواصل منذ تأسيسه سنة 2018 مسيرته الفنية، ويسعى إلى فرض مكانه ضمن المشهد الثقافي في تونس. وفي هذا الصدد، يقول المؤسس والمدير حافظ مقني: «رفعنا عند تأسيس ‹أوركسترا قرطاج السمفوني› منذ 7 سنوات، شعار ‹العمل ولا شيء غير العمل›. وتكفي الإشارة إلى أننا نحرص في كل موسم ثقافي على تقديم 20 عرضًا على ركح المسرح البلدي بالعاصمة، بمعدل عرضين كل ثلاثة أسابيع، وتضمنت هذه العروض موسيقى عالمية، وعروض سمفونية، وموسيقى الأفلام العربية والغربية، دون أن ننسى الاحتفاء بالعديد من أساطين الموسيقى الكلاسيكية العالمية، لنؤكد على ذلك.»
ويضيف محدّثنا، قائلًا: «إن التاريخ يحفظ لـ›أوركسترا قرطاج السمفوني› أنه الوحيد الذي حافظ على نسق عروضه حتى أثناء جائحة ‹كورونا› التي عطّلت الأنشطة الثقافية والفنية على المستوى العالمي، فكان أن اختار الانتصار للحياة مهما كانت العراقيل، بالتزام القواعد الصحية التي فرضتها الجائحة، إيمانًا بأن الثقافة بكل تفرعاتها هي السلاح القوي لمحاربة ومقاومة الجوائح مهما كانت، اعتمادًا على الموارد الذاتية، حيث لم يتسلّم ‹أوركسترا قرطاج السيمفوني› أي دعم من أي جهة رسمية.»
وشدّد الدكتور حافظ مقني، في هذا اللقاء، على نجاحه في كسب الرهان، إذ يقول: «›أوركسترا قرطاج السمفوني› يسير اليوم بخطى ثابتة لكسب المزيد من النجاحات الفنية، بنفس الحماس والجدية، والعمل على الابتكار والتجديد لتحقيق الأهداف التي من أجلها تأسّس انتصارا للموسيقى الخالدة والتي تحتفظ بها الذاكرة على مر التاريخ.