حالة من الترقب في العديد من الدول بعد أن ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات قبالة الساحل الروسي لشبه جزيرة كامتشاتكا أقصى شرق البلاد ليل أول أمس الثلاثاء وفجر أمس الأربعاء، مما أدى إلى أمواج «تسونامي» غمرت مناطق ساحلية شمال جزر الكوريل.
وما يزال الترقب يسود مناطق واسعة على طول الشواطئ المطلة على المحيط الهادئ، بعد أن ظهرت موجات «تسونامي» في سواحل عدة دول تجاوز ارتفاعها أربعة أمتار. وقد وقع الزلزال، الذي بلغت قوته 8.8 درجات، قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا، على بُعد نحو 126 كيلومتراً من مدينة بتروبافلوفسك - كامتشاتسكي، وهي منطقة مأهولة بالسكان.
ووفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، كان الزلزال قريباً من السطح نسبياً بعمق 18 كيلومتراً، ما يزيد من تأثيره المحتمل.
ويُعد هذا الزلزال من بين أقوى الزلازل التي تم تسجيلها على الإطلاق، لكن حتى الآن، لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو وفيات، إلا أن صوراً من المناطق المتضررة أظهرت مباني مدمرة وموانئ مغمورة بالمياه، إلى جانب عمليات إجلاء تنفذها السلطات المحلية للسكان في المناطق الساحلية.
وحول خطورة هذا الزلزال وتأثيراته الممكنة على حوض البحر الأبيض المتوسط وتونس خاصة في ظل تتالي الزلازل والرجات الأرضية في عدة دول على ضفاف المتوسط على غرار إيطاليا واليونان وتركيا اتصلت «الصباح» بشكري يعيش أستاذ تعليم عال مختص في الجيولوجيا وعلوم الأرض الذي أفادنا أن الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية قوي وقوي جدا ويعد من أقوى الزلازل التي شهدها العالم.
زلزال مدمر وتواصل التهديدات
وأبرز أن شبه جزيرة كامتشاتكا شرق روسيا توجد في منطقة على حدود صفيحتي المحيط الهادي وأمريكا الشمالية حيث تنزلق صفيحة المحيط الهادي تحت الصفيحة الثانية، أي تحت شبه جزيرة كامتشاتكا التي هي جزء منها، أي مرتبطة بصفيحة أمريكا الشمالية الموجودة شمالا وغربا.
واعتبر المختص في الجيولوجيا أن هذا التحرك عادي ومستمر وهذا ما ينتج عنه تراكم الطاقة في الطبقات الجيولوجية العميقة التي تخرج من فترة إلى أخرى في شكل زلازل أو براكين. علما وأن هذه المنطقة هي جزء لما يسمى الحزام الناري للباسفيك الذي يظهر سلسلة من البراكين النشطة في قاع المحيط.
وشرح محدثنا «أن تحرك هذه الصفائح ناتج عن الضغط والحرارة المرتفعة في أعماق الأرض التي تحول الصخور إلى مواد منصهرة في دوران مستمر تحمل فوقها تلك الصفائح على شكل (Tapis roulant).
وأبرز أن التحرك هو الطاقة المتراكمة للضغط داخل الأرض التي تكبر شيئا فشيئا فتكسر الطبقات الأرضية لتخرج دفعة واحدة فتنتج عنها الرجات والزلازل. وفي صورة وجود «مصدر الزلزال» تحت قاع البحر، كما هو الحال لزلزال كامتشاتكا، يتحرك قاع البحر وترتفع المياه بقوة هائلة تتكون على إثرها موجات التسونامي.
وهذا ما حدث في زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا حيث تسبب الزلزال القوي، ومصدره على عمق 20 كلم، وهو غير عميق وفق مصدرنا، في تحرك قاع البحر وظهور موجات تسونامي.
وأضاف المختص في الجيولوجيا وعلوم الأرض أنه «ومن حسن الحظ لم تكن موجات تسونامي عالية حيث بلغ ارتفاعها ما بين 3 و4 أمتار ووصلت إلى الجزر اليابانية بارتفاع 40 سنتمترا فقط».
ويذكر أن اليابان كانت قد أخلت العديد من المناطق فور إبلاغها بحدوث الزلزال وذلك تحسبا لوصول موجات «تسونامي» مرتفعة قد تتسبب في إغراق سواحل العديد من الجزر، خاصة وأن اليابان متكونة من عدد كبير من الجزر.
وشدد يعيش أن خطر حدوث موجات «سونامي» مازال عاليا، خاصة مع توقع حدوث رجات ارتدادية في حدود 4 و5 درجات وربما قد تصل إلى أكثر من ذلك.
مدى تأثر دول حوض المتوسط وتونس بهذا الزلزال!!؟
وواصل شكري يعيش أستاذ التعليم العالي المختص في الجيولوجيا وعلوم الأرض شارحا لـ»الصباح»، مدى الخطر الذي قد يشكله هذا الزلزال على دول حوض البحر الأبيض المتوسط وتحديدا تونس، معتبرا أن الضغوطات والطاقة داخل قشرة الأرض في المنطقة التي شهدت الزلزال ستتوزع داخل الأرض حتى تجد الأرض توازنها، مؤكدا إمكانية حصول زلازل ورجات أرضية في المناطق القريبة من شبه جزيرة كامتشاتكا مثل اليابان وإندونيسيا وأمريكا وخاصة في ما يسمى بحزام النار، على اعتبار أن كل المنطقة هي منطقة ناشطة زلزاليا وبركانيا، مشيرا إلى أن 10% من براكين العالم متواجدة فيها.
وأبرز أن دول حوض البحر الأبيض المتوسط متواجدة على صفائح أخرى بعيدة، وهي الصفيحة الإفريقية التي بصدد التحرك نحو الصفيحة الأوروبية لكن عند الوصول إلى إيطاليا في الحد الفاصل بين الصفيحة الإفريقية والصفيحة الأوروآسوية سنجد صفائح صغيرة أين حصل زلزال قوي سنة 1908 بقوة 7 درجات نتج عنه «تسونامي» أغرق مدينة ماسينا في ذلك الوقت، أما المنطقة الثانية الناشطة زلزاليا فهي من جهة اليونان وتركيا.
وشدد على أن حوض البحر الأبيض المتوسط يتضمن منطقتين معرضتين للزلازل الخطيرة وهي منطقة اليونان -تركيا وإيطاليا، مؤكدا في هذا السياق أن تأثيرات زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا وبحكم بعد المنطقة لا يمكن أن يكون له أي تأثير على دول حوض البحر الأبيض المتوسط بما فيها تونس، كما أن بلادنا بعيدة عن المناطق الناشطة زلزاليا في حوض البحر البيض المتوسط ما يجعلها نسبيا آمنة.
وختم المختص في الجيولوجيا قائلا أنه حتى وإن شهدت تونس زلازل أو رجات فقوتها لن تتجاوز تلك المسجلة خلال الأشهر الماضية أي 4 أو 5 درجات.
حنان قيراط
حالة من الترقب في العديد من الدول بعد أن ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات قبالة الساحل الروسي لشبه جزيرة كامتشاتكا أقصى شرق البلاد ليل أول أمس الثلاثاء وفجر أمس الأربعاء، مما أدى إلى أمواج «تسونامي» غمرت مناطق ساحلية شمال جزر الكوريل.
وما يزال الترقب يسود مناطق واسعة على طول الشواطئ المطلة على المحيط الهادئ، بعد أن ظهرت موجات «تسونامي» في سواحل عدة دول تجاوز ارتفاعها أربعة أمتار. وقد وقع الزلزال، الذي بلغت قوته 8.8 درجات، قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا، على بُعد نحو 126 كيلومتراً من مدينة بتروبافلوفسك - كامتشاتسكي، وهي منطقة مأهولة بالسكان.
ووفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، كان الزلزال قريباً من السطح نسبياً بعمق 18 كيلومتراً، ما يزيد من تأثيره المحتمل.
ويُعد هذا الزلزال من بين أقوى الزلازل التي تم تسجيلها على الإطلاق، لكن حتى الآن، لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو وفيات، إلا أن صوراً من المناطق المتضررة أظهرت مباني مدمرة وموانئ مغمورة بالمياه، إلى جانب عمليات إجلاء تنفذها السلطات المحلية للسكان في المناطق الساحلية.
وحول خطورة هذا الزلزال وتأثيراته الممكنة على حوض البحر الأبيض المتوسط وتونس خاصة في ظل تتالي الزلازل والرجات الأرضية في عدة دول على ضفاف المتوسط على غرار إيطاليا واليونان وتركيا اتصلت «الصباح» بشكري يعيش أستاذ تعليم عال مختص في الجيولوجيا وعلوم الأرض الذي أفادنا أن الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية قوي وقوي جدا ويعد من أقوى الزلازل التي شهدها العالم.
زلزال مدمر وتواصل التهديدات
وأبرز أن شبه جزيرة كامتشاتكا شرق روسيا توجد في منطقة على حدود صفيحتي المحيط الهادي وأمريكا الشمالية حيث تنزلق صفيحة المحيط الهادي تحت الصفيحة الثانية، أي تحت شبه جزيرة كامتشاتكا التي هي جزء منها، أي مرتبطة بصفيحة أمريكا الشمالية الموجودة شمالا وغربا.
واعتبر المختص في الجيولوجيا أن هذا التحرك عادي ومستمر وهذا ما ينتج عنه تراكم الطاقة في الطبقات الجيولوجية العميقة التي تخرج من فترة إلى أخرى في شكل زلازل أو براكين. علما وأن هذه المنطقة هي جزء لما يسمى الحزام الناري للباسفيك الذي يظهر سلسلة من البراكين النشطة في قاع المحيط.
وشرح محدثنا «أن تحرك هذه الصفائح ناتج عن الضغط والحرارة المرتفعة في أعماق الأرض التي تحول الصخور إلى مواد منصهرة في دوران مستمر تحمل فوقها تلك الصفائح على شكل (Tapis roulant).
وأبرز أن التحرك هو الطاقة المتراكمة للضغط داخل الأرض التي تكبر شيئا فشيئا فتكسر الطبقات الأرضية لتخرج دفعة واحدة فتنتج عنها الرجات والزلازل. وفي صورة وجود «مصدر الزلزال» تحت قاع البحر، كما هو الحال لزلزال كامتشاتكا، يتحرك قاع البحر وترتفع المياه بقوة هائلة تتكون على إثرها موجات التسونامي.
وهذا ما حدث في زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا حيث تسبب الزلزال القوي، ومصدره على عمق 20 كلم، وهو غير عميق وفق مصدرنا، في تحرك قاع البحر وظهور موجات تسونامي.
وأضاف المختص في الجيولوجيا وعلوم الأرض أنه «ومن حسن الحظ لم تكن موجات تسونامي عالية حيث بلغ ارتفاعها ما بين 3 و4 أمتار ووصلت إلى الجزر اليابانية بارتفاع 40 سنتمترا فقط».
ويذكر أن اليابان كانت قد أخلت العديد من المناطق فور إبلاغها بحدوث الزلزال وذلك تحسبا لوصول موجات «تسونامي» مرتفعة قد تتسبب في إغراق سواحل العديد من الجزر، خاصة وأن اليابان متكونة من عدد كبير من الجزر.
وشدد يعيش أن خطر حدوث موجات «سونامي» مازال عاليا، خاصة مع توقع حدوث رجات ارتدادية في حدود 4 و5 درجات وربما قد تصل إلى أكثر من ذلك.
مدى تأثر دول حوض المتوسط وتونس بهذا الزلزال!!؟
وواصل شكري يعيش أستاذ التعليم العالي المختص في الجيولوجيا وعلوم الأرض شارحا لـ»الصباح»، مدى الخطر الذي قد يشكله هذا الزلزال على دول حوض البحر الأبيض المتوسط وتحديدا تونس، معتبرا أن الضغوطات والطاقة داخل قشرة الأرض في المنطقة التي شهدت الزلزال ستتوزع داخل الأرض حتى تجد الأرض توازنها، مؤكدا إمكانية حصول زلازل ورجات أرضية في المناطق القريبة من شبه جزيرة كامتشاتكا مثل اليابان وإندونيسيا وأمريكا وخاصة في ما يسمى بحزام النار، على اعتبار أن كل المنطقة هي منطقة ناشطة زلزاليا وبركانيا، مشيرا إلى أن 10% من براكين العالم متواجدة فيها.
وأبرز أن دول حوض البحر الأبيض المتوسط متواجدة على صفائح أخرى بعيدة، وهي الصفيحة الإفريقية التي بصدد التحرك نحو الصفيحة الأوروبية لكن عند الوصول إلى إيطاليا في الحد الفاصل بين الصفيحة الإفريقية والصفيحة الأوروآسوية سنجد صفائح صغيرة أين حصل زلزال قوي سنة 1908 بقوة 7 درجات نتج عنه «تسونامي» أغرق مدينة ماسينا في ذلك الوقت، أما المنطقة الثانية الناشطة زلزاليا فهي من جهة اليونان وتركيا.
وشدد على أن حوض البحر الأبيض المتوسط يتضمن منطقتين معرضتين للزلازل الخطيرة وهي منطقة اليونان -تركيا وإيطاليا، مؤكدا في هذا السياق أن تأثيرات زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا وبحكم بعد المنطقة لا يمكن أن يكون له أي تأثير على دول حوض البحر الأبيض المتوسط بما فيها تونس، كما أن بلادنا بعيدة عن المناطق الناشطة زلزاليا في حوض البحر البيض المتوسط ما يجعلها نسبيا آمنة.
وختم المختص في الجيولوجيا قائلا أنه حتى وإن شهدت تونس زلازل أو رجات فقوتها لن تتجاوز تلك المسجلة خلال الأشهر الماضية أي 4 أو 5 درجات.