إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

محمد عساف لـ"الصباح": لا كلام أمام هول الإبادة في غزة ورسالتي بلغتها إلى العالم من قرطاج..

عبر «صوت فلسطين» محمد عساف عن اعتزازه بالغناء لغزة على مسرح قرطاج، هذا المهرجان الذي وصفه بالعريق وذو القيمة الثقافية والفنية على مستوى عربي وعالمي. وشدد عساف على أن غيابه عن الغناء في الحفلات خلال السنتين الأخيرتين كان تضامنا مع أهله في غزة، مسخرًا كل مجهوداته الإنسانية والفنية لأجل فلسطين، قائلاً: «على امتداد مسيرتي الفنية كان للوطن والتراث الفلسطيني مكانة أساسية في خياراتي الموسيقية، ولكن مع حرب الإبادة في السنتين الأخيرتين لم يعد من الممكن تقديم عمل خارج سياق دعم شعبنا في غزة».

يقول عساف في حديثه لـ«الصباح»: «يموت كل «الحكي».. لا يمكنني وصف هول ووحشية هذه الإبادة»، مستغربًا الصمت الدولي تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني. ويضيف: «لقد عشت حالة من الصدمة والفقد أمام معاناة أهلنا في غزة، ومن بينهم أهلي وأصدقائي. لذلك حضوري في هذه المرحلة مخصص فقط لإعلاء صوت فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص. وفي هذا السياق قدمت ثلاثة أعمال فنية من بينها ‹سلام لغزة».

وأقر «صوت فلسطين» بعد حفله على ركح مسرح قرطاج الأحد 27 جويلية الحالي أنه شعر - رغم الغصة في قلبه - بالسعادة لتفاعل التونسيين ومحبتهم الخالصة لفلسطين، لذلك يعتبر أن رسالته وصلت من مسرح قرطاج وجمهوره المثقف والواعي إلى العالم.

وعن إمكانية أن يكون حفل قرطاج خطوة أولى لعودته إلى الغناء على المسارح، كشف محمد عساف لـ«الصباح» أنه يستعد لمشاريع فنية جديدة في ذات الإطار «لأجل غزة»، موضحًا قوله: «لطالما كان هذا توجهي، فالفن ليس ترفًا أو ترفيهًا بالنسبة لي، وواجبي مساعدة أهلي بكل الطرق الممكنة. وأعتقد أن الفن مسؤولية وأداة للتغيير، لذلك لن أتوانى عن الغناء لفلسطين وغزة».

ووجه محمد عساف عتابًا للفنانين العرب ردًا على سؤالنا حول إمكانية تنفيذ «أوبيريت» عن الراهن الفلسطيني، قائلاً في السياق: «وجب أن يكون لنا موقف مما يحدث في فلسطين والمنطقة العربية، فهذه الوحشية لم نعشها سابقًا بهذا القدر، ونحن في حاجة اليوم لعمل فني على غرار «الحلم العربي» و«الضمير العربي›، نشكل من خلاله رؤيتنا ونعبر عن معاناة شعوبنا العربية».

سهرة محمد عساف ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي هي الثانية في مسيرته، فقد حل ضيفًا على المهرجان العريق في دورة 2021، وفي 2025 عاد «صوت فلسطين» لأجل غزة. ورغم تأثره الشديد والحزن المخيم على روحه، غالب ابن غزة ألمه ليقف شامخًا على الركح ويغني للوطن، الشهداء، الطفولة المغتالة والأرض المسلوبة.

حيّا محمد عساف تونس مستشهدا بكلمات محمود درويش «وهل نشفى من حب تونس»، وحيا وطنه فلسطين «أمّ البدايات والنهايات»، وموطنه «غزة العزة». قدم رفقة جمهوره الحاضر بكثافة لدعمه «يا دنيا اشهدي»، «ارفع راسك»، «يا بنات بلدنا»، «علي الكوفية»، «موطني»، ولمارسيل خليفة غنى «منتصب القامة أمشي»، ومن إرث وديع الصافي غنى «عندك بحرية»، ولسمير شقير غنى «لو رحل صوتي».

التحمت أعلام تونس وفلسطين في عرض محمد عساف على مسرح قرطاج في سمفونية وسينوغرافيا مهيبة لوّنت مشاهدها ملامح القدس، غزة وبحرها، طيور الحرية وشهدائها من شباب وأطفال ونساء وشيوخ.. «لك الله يا غزة»، وصوت الحق الذي صدح بين مدارج قرطاج ليؤكد للعالم أن نهاية الظلم آتية لا محالة بوجود أصوات صامدة لا تنسى ولن تنسى...

حفل محمد عساف في مهرجان قرطاج الدولي «لأجل غزة» في اعتقادنا كان البرنامج الأكثر تماهيًا مع الراهن التونسي والفلسطيني والعربي، والعرض الأقرب للخيارات الفنية للمشروع الثقافي الذي تسعى الدولة في قيادتها الحالية لتنفيذه. ونأمل أن يُبرمج عوض أكبر مشابهة لمضامين حفل عساف لعّل قرطاج يعود إلى هويته التأسيسية.

هذا الحفل شهد حضور وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي، كما منحت النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة محمد عساف بطاقة عضوية شرفية، احتراما وتقديرًا لالتزامه بقضايا الوطن وتثمينه للتراث الموسيقي الفلسطيني في خياراته.

نجلاء قموع

 

محمد عساف لـ"الصباح": لا كلام أمام هول الإبادة في غزة ورسالتي بلغتها إلى العالم من قرطاج..

عبر «صوت فلسطين» محمد عساف عن اعتزازه بالغناء لغزة على مسرح قرطاج، هذا المهرجان الذي وصفه بالعريق وذو القيمة الثقافية والفنية على مستوى عربي وعالمي. وشدد عساف على أن غيابه عن الغناء في الحفلات خلال السنتين الأخيرتين كان تضامنا مع أهله في غزة، مسخرًا كل مجهوداته الإنسانية والفنية لأجل فلسطين، قائلاً: «على امتداد مسيرتي الفنية كان للوطن والتراث الفلسطيني مكانة أساسية في خياراتي الموسيقية، ولكن مع حرب الإبادة في السنتين الأخيرتين لم يعد من الممكن تقديم عمل خارج سياق دعم شعبنا في غزة».

يقول عساف في حديثه لـ«الصباح»: «يموت كل «الحكي».. لا يمكنني وصف هول ووحشية هذه الإبادة»، مستغربًا الصمت الدولي تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني. ويضيف: «لقد عشت حالة من الصدمة والفقد أمام معاناة أهلنا في غزة، ومن بينهم أهلي وأصدقائي. لذلك حضوري في هذه المرحلة مخصص فقط لإعلاء صوت فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص. وفي هذا السياق قدمت ثلاثة أعمال فنية من بينها ‹سلام لغزة».

وأقر «صوت فلسطين» بعد حفله على ركح مسرح قرطاج الأحد 27 جويلية الحالي أنه شعر - رغم الغصة في قلبه - بالسعادة لتفاعل التونسيين ومحبتهم الخالصة لفلسطين، لذلك يعتبر أن رسالته وصلت من مسرح قرطاج وجمهوره المثقف والواعي إلى العالم.

وعن إمكانية أن يكون حفل قرطاج خطوة أولى لعودته إلى الغناء على المسارح، كشف محمد عساف لـ«الصباح» أنه يستعد لمشاريع فنية جديدة في ذات الإطار «لأجل غزة»، موضحًا قوله: «لطالما كان هذا توجهي، فالفن ليس ترفًا أو ترفيهًا بالنسبة لي، وواجبي مساعدة أهلي بكل الطرق الممكنة. وأعتقد أن الفن مسؤولية وأداة للتغيير، لذلك لن أتوانى عن الغناء لفلسطين وغزة».

ووجه محمد عساف عتابًا للفنانين العرب ردًا على سؤالنا حول إمكانية تنفيذ «أوبيريت» عن الراهن الفلسطيني، قائلاً في السياق: «وجب أن يكون لنا موقف مما يحدث في فلسطين والمنطقة العربية، فهذه الوحشية لم نعشها سابقًا بهذا القدر، ونحن في حاجة اليوم لعمل فني على غرار «الحلم العربي» و«الضمير العربي›، نشكل من خلاله رؤيتنا ونعبر عن معاناة شعوبنا العربية».

سهرة محمد عساف ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي هي الثانية في مسيرته، فقد حل ضيفًا على المهرجان العريق في دورة 2021، وفي 2025 عاد «صوت فلسطين» لأجل غزة. ورغم تأثره الشديد والحزن المخيم على روحه، غالب ابن غزة ألمه ليقف شامخًا على الركح ويغني للوطن، الشهداء، الطفولة المغتالة والأرض المسلوبة.

حيّا محمد عساف تونس مستشهدا بكلمات محمود درويش «وهل نشفى من حب تونس»، وحيا وطنه فلسطين «أمّ البدايات والنهايات»، وموطنه «غزة العزة». قدم رفقة جمهوره الحاضر بكثافة لدعمه «يا دنيا اشهدي»، «ارفع راسك»، «يا بنات بلدنا»، «علي الكوفية»، «موطني»، ولمارسيل خليفة غنى «منتصب القامة أمشي»، ومن إرث وديع الصافي غنى «عندك بحرية»، ولسمير شقير غنى «لو رحل صوتي».

التحمت أعلام تونس وفلسطين في عرض محمد عساف على مسرح قرطاج في سمفونية وسينوغرافيا مهيبة لوّنت مشاهدها ملامح القدس، غزة وبحرها، طيور الحرية وشهدائها من شباب وأطفال ونساء وشيوخ.. «لك الله يا غزة»، وصوت الحق الذي صدح بين مدارج قرطاج ليؤكد للعالم أن نهاية الظلم آتية لا محالة بوجود أصوات صامدة لا تنسى ولن تنسى...

حفل محمد عساف في مهرجان قرطاج الدولي «لأجل غزة» في اعتقادنا كان البرنامج الأكثر تماهيًا مع الراهن التونسي والفلسطيني والعربي، والعرض الأقرب للخيارات الفنية للمشروع الثقافي الذي تسعى الدولة في قيادتها الحالية لتنفيذه. ونأمل أن يُبرمج عوض أكبر مشابهة لمضامين حفل عساف لعّل قرطاج يعود إلى هويته التأسيسية.

هذا الحفل شهد حضور وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي، كما منحت النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة محمد عساف بطاقة عضوية شرفية، احتراما وتقديرًا لالتزامه بقضايا الوطن وتثمينه للتراث الموسيقي الفلسطيني في خياراته.

نجلاء قموع