إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

من‭ ‬جمهورية‭ ‬الاستقلال‭ ‬إلى‭ ‬الجمهورية‭ ‬الثالثة.. اليوم تونس ‭ ‬تحتفل بالذكرى 68 لعيد الجمهورية

في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬تتجدد‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬مشاعر‭ ‬الفخر‭ ‬والانتماء،‭ ‬وتوشح‭ ‬الذاكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬بألوان‭ ‬العزة‭ ‬والسيادة،‭ ‬احتفاءً‭ ‬بذكرى‭ ‬إعلان‭ ‬الجمهورية‭.‬

يحتفل‭ ‬التونسيون‭ ‬اليوم‭ ‬بالذكرى‭ ‬68‭ ‬لعيد‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وهي‭ ‬مناسبة‭ ‬تتجاوز‭ ‬طابعها‭ ‬الاحتفالي‭ ‬لتعيد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬الحرية‭ ‬والمساواة‭ ‬وحق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭. ‬ففي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬طُويت‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الملكي،‭ ‬وفُتحت‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬رسمت‭ ‬معالم‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتثمين‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭.‬

وتبقى‭ ‬الجمهورية‭ ‬رمزًا‭ ‬لنضال‭ ‬شعبٍ‭ ‬آمن‭ ‬بكرامته،‭ ‬وضحى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬يليق‭ ‬بتاريخه‭ ‬وطموح‭ ‬أبنائه‭.‬

وعيد‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬سياسية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تجسيد‭ ‬لقيم‭ ‬الحداثة‭ ‬والمواطنة‭ ‬ودولة‭ ‬القانون،‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬محطات‭ ‬بارزة‭ ‬وتبقى‭ ‬أهمها‭ ‬ما‭ ‬قرره‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2025‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬استثنائية‭ ‬وتفعيل‭ ‬الفصل‭ ‬80‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الانهيار‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬أستاذ‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬مصطفى‭ ‬التليلي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬إن‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬هو‭ ‬مكمل‭ ‬لـ20‭ ‬مارس‭ ‬1956،‭ ‬فتونس‭ ‬تحصلت‭ ‬على‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬بإلغاء‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬وتكريس‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري،‭ ‬ووقع‭ ‬تصحيح‭ ‬الوضع‭ ‬عبر‭ ‬إنهاء‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬ارتبط‭ ‬بالاستعمار،‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬خطوة‭ ‬خطوة‭ ‬بعد‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقلال‭ ‬نحو‭ ‬احترام‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬عبر‭ ‬إعلان‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الملكي،‭ ‬احترامًا‭ ‬للإرادة‭ ‬الشعبية،‭ ‬ووافق‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬على‭ ‬إلغاء‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬وإعلان‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري،‭ ‬وتم‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬بصفة‭ ‬إيجابية‭ ‬وبسلاسة،‭ ‬بما‭ ‬يشرف‭ ‬تاريخ‭ ‬تونس،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ليست‭ ‬بلد‭ ‬قطيعة‭ ‬بل‭ ‬بلد‭ ‬تواصل،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬تحولات‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.‬

وأضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬بأن‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬مثل‭ ‬منعرجًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬الاستقلال‭ ‬واستكمال‭ ‬السيادة‭ ‬الشعبية،‭ ‬وتتويجه‭ ‬بإعلان‭ ‬دستور‭ ‬1956‭ ‬وتنظيم‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬تعددية‭ ‬وانتخاب‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وأصبح‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجمهورية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشعب،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬فقط‭ ‬ذلك‭ ‬الزعيم‭ ‬الذي‭ ‬بنى‭ ‬زعامته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروعية‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭.‬

وواصل‭ ‬أستاذ‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬التوضيح‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2011‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬ومحاولة‭ ‬معالجة‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬الاستقلال‭ ‬من‭ ‬تحرر‭ ‬المواطنين‭ ‬وتكريس‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة،‭ ‬ولكن‭ ‬الأخطاء‭ ‬والسلبيات‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬خلال‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬استُغلت‭ ‬ليس‭ ‬لدفع‭ ‬البلاد‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬بل‭ ‬للتنكر‭ ‬لأجزاء‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وحاول‭ ‬البعض‭ ‬التنكر‭ ‬الكلي‭ ‬لجميع‭ ‬المحطات‭ ‬النضالية،‭ ‬ومنذ‭ ‬2012‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬حماس‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالمناسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬تحرك‭ ‬من‭ ‬النخب‭ ‬وجيل‭ ‬الشباب،‭ ‬وتم‭ ‬فرض‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬لرموز‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭.‬

وأضاف‭ ‬مصطفى‭ ‬التليلي‭ ‬أنه‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1956،‭ ‬هناك‭ ‬مكاسب‭ ‬متراكمة‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬السلبيات،‭ ‬قائلًا‭ ‬إن‭ ‬تونس‭ ‬اليوم‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم،‭ ‬وموقع‭ ‬المرأة،‭ ‬ومجال‭ ‬الصحة،‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فتونس‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬البناء‭ ‬منذ‭ ‬1956،‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬والمكاسب‭.‬

وحول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قيم‭ ‬الجمهورية‭ ‬مازالت‭ ‬حاضرة‭ ‬فعليًا‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬التونسي،‭ ‬علّق‭ ‬محدثنا‭ ‬بالقول‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬2011‭ ‬سادت‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬ستتبنى‭ ‬سردية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬المظلومية‭ ‬وشيطنة‭ ‬رموز‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬استفاق‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وتمسك‭ ‬النخب‭ ‬والشباب‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بهذه‭ ‬القيم،‭ ‬مضيفًا‭: ‬‮«‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التعرجات‭ ‬فإن‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬ساهمت‭ ‬فيه‭ ‬أجيال‭ ‬متعددة‭ ‬‮«‬حجرة‭ ‬حجرة‮»‬‭ ‬هو‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬ومستقبل‭ ‬البلاد‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬أيمن‭ ‬نقرة،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬ذكرى‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬لأنها‭ ‬تؤسس‭ ‬للدولة‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬تثمين‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات،‭ ‬منها‭ ‬مؤسسة‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬والبرلمان‭ ‬التونسي‭. ‬فتونس‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إرساء‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬والذي‭ ‬يكتسي‭ ‬بدوره‭ ‬أهمية‭ ‬كانت‭ ‬ريادية‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬الجمهورية‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬صبغة‭ ‬غيّرت‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬التونسي،‭ ‬وهو‭ ‬مفخرة‭ ‬من‭ ‬مفاخر‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭.‬

وأضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬بأن‭ ‬عيد‭ ‬الجمهورية‭ ‬ذكرى‭ ‬ثابتة‭ ‬وراسخة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬ذكرى‭ ‬وطنية‭ ‬بحتة‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬جميع‭ ‬التونسيين‭ ‬والتونسيات،‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عيد‭ ‬وطني‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬للدولة‭ ‬التونسية‭.‬

وأضاف‭ ‬أيمن‭ ‬نقرة‭ ‬أن‭ ‬ذكرى‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬هي‭ ‬ذكرى‭ ‬سياسية‭ ‬أيضًا‭ ‬بامتياز،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬نظام‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وجعلت‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭ ‬دولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الديمقراطية‭.‬

وواصل‭ ‬أيمن‭ ‬نقرة‭ ‬التوضيح‭ ‬بأن‭ ‬تونس‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬رئاسي،‭ ‬ومسيرة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2021‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬رئاسي‭ ‬عبر‭ ‬برلمان‭ ‬تونسي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬غرفتين،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬أتى‭ ‬بالجديد‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحكم‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والجهوي‭ ‬والوطني،‭ ‬وهو‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬معظمه‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬القاعدي‭ ‬بالتنسيق‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة‭ ‬التونسية،‭ ‬مثل‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬ومجلس‭ ‬الجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وبعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬العمل،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬تشريعيًا‭ ‬أو‭ ‬تنمويًا‭ ‬أو‭ ‬رقابيًا،‭ ‬يجري‭ ‬عبر‭ ‬تنسيق‭ ‬تام‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وكافة‭ ‬أعضاء‭ ‬الوظيفتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭.‬

وأكد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ليس‭ ‬غريبًا‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي،‭ ‬الذي‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬له‭ ‬ولإرسائه‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬استفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬أكد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬رئاسي‭ ‬معتدل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التشاور‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬والتشييد‭.‬

 

أميرة‭ ‬الدريدي

من‭ ‬جمهورية‭ ‬الاستقلال‭ ‬إلى‭ ‬الجمهورية‭ ‬الثالثة.. اليوم تونس ‭ ‬تحتفل بالذكرى 68 لعيد الجمهورية

في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬تتجدد‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬مشاعر‭ ‬الفخر‭ ‬والانتماء،‭ ‬وتوشح‭ ‬الذاكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬بألوان‭ ‬العزة‭ ‬والسيادة،‭ ‬احتفاءً‭ ‬بذكرى‭ ‬إعلان‭ ‬الجمهورية‭.‬

يحتفل‭ ‬التونسيون‭ ‬اليوم‭ ‬بالذكرى‭ ‬68‭ ‬لعيد‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وهي‭ ‬مناسبة‭ ‬تتجاوز‭ ‬طابعها‭ ‬الاحتفالي‭ ‬لتعيد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬الحرية‭ ‬والمساواة‭ ‬وحق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭. ‬ففي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬طُويت‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الملكي،‭ ‬وفُتحت‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬رسمت‭ ‬معالم‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتثمين‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭.‬

وتبقى‭ ‬الجمهورية‭ ‬رمزًا‭ ‬لنضال‭ ‬شعبٍ‭ ‬آمن‭ ‬بكرامته،‭ ‬وضحى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬يليق‭ ‬بتاريخه‭ ‬وطموح‭ ‬أبنائه‭.‬

وعيد‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬سياسية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تجسيد‭ ‬لقيم‭ ‬الحداثة‭ ‬والمواطنة‭ ‬ودولة‭ ‬القانون،‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬محطات‭ ‬بارزة‭ ‬وتبقى‭ ‬أهمها‭ ‬ما‭ ‬قرره‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2025‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬استثنائية‭ ‬وتفعيل‭ ‬الفصل‭ ‬80‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الانهيار‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬أستاذ‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬مصطفى‭ ‬التليلي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬إن‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬هو‭ ‬مكمل‭ ‬لـ20‭ ‬مارس‭ ‬1956،‭ ‬فتونس‭ ‬تحصلت‭ ‬على‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬بإلغاء‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬وتكريس‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري،‭ ‬ووقع‭ ‬تصحيح‭ ‬الوضع‭ ‬عبر‭ ‬إنهاء‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬ارتبط‭ ‬بالاستعمار،‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬خطوة‭ ‬خطوة‭ ‬بعد‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقلال‭ ‬نحو‭ ‬احترام‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬عبر‭ ‬إعلان‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الملكي،‭ ‬احترامًا‭ ‬للإرادة‭ ‬الشعبية،‭ ‬ووافق‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬على‭ ‬إلغاء‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬وإعلان‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري،‭ ‬وتم‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬بصفة‭ ‬إيجابية‭ ‬وبسلاسة،‭ ‬بما‭ ‬يشرف‭ ‬تاريخ‭ ‬تونس،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ليست‭ ‬بلد‭ ‬قطيعة‭ ‬بل‭ ‬بلد‭ ‬تواصل،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬تحولات‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.‬

وأضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬بأن‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬مثل‭ ‬منعرجًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬الاستقلال‭ ‬واستكمال‭ ‬السيادة‭ ‬الشعبية،‭ ‬وتتويجه‭ ‬بإعلان‭ ‬دستور‭ ‬1956‭ ‬وتنظيم‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬تعددية‭ ‬وانتخاب‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وأصبح‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجمهورية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشعب،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬فقط‭ ‬ذلك‭ ‬الزعيم‭ ‬الذي‭ ‬بنى‭ ‬زعامته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروعية‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭.‬

وواصل‭ ‬أستاذ‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬التوضيح‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2011‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬ومحاولة‭ ‬معالجة‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬الاستقلال‭ ‬من‭ ‬تحرر‭ ‬المواطنين‭ ‬وتكريس‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة،‭ ‬ولكن‭ ‬الأخطاء‭ ‬والسلبيات‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬خلال‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬استُغلت‭ ‬ليس‭ ‬لدفع‭ ‬البلاد‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬بل‭ ‬للتنكر‭ ‬لأجزاء‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وحاول‭ ‬البعض‭ ‬التنكر‭ ‬الكلي‭ ‬لجميع‭ ‬المحطات‭ ‬النضالية،‭ ‬ومنذ‭ ‬2012‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬حماس‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالمناسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬تحرك‭ ‬من‭ ‬النخب‭ ‬وجيل‭ ‬الشباب،‭ ‬وتم‭ ‬فرض‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬لرموز‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭.‬

وأضاف‭ ‬مصطفى‭ ‬التليلي‭ ‬أنه‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1956،‭ ‬هناك‭ ‬مكاسب‭ ‬متراكمة‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬السلبيات،‭ ‬قائلًا‭ ‬إن‭ ‬تونس‭ ‬اليوم‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم،‭ ‬وموقع‭ ‬المرأة،‭ ‬ومجال‭ ‬الصحة،‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فتونس‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬البناء‭ ‬منذ‭ ‬1956،‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬والمكاسب‭.‬

وحول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قيم‭ ‬الجمهورية‭ ‬مازالت‭ ‬حاضرة‭ ‬فعليًا‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬التونسي،‭ ‬علّق‭ ‬محدثنا‭ ‬بالقول‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬2011‭ ‬سادت‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬ستتبنى‭ ‬سردية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬المظلومية‭ ‬وشيطنة‭ ‬رموز‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬استفاق‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وتمسك‭ ‬النخب‭ ‬والشباب‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بهذه‭ ‬القيم،‭ ‬مضيفًا‭: ‬‮«‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التعرجات‭ ‬فإن‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬ساهمت‭ ‬فيه‭ ‬أجيال‭ ‬متعددة‭ ‬‮«‬حجرة‭ ‬حجرة‮»‬‭ ‬هو‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬ومستقبل‭ ‬البلاد‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬أيمن‭ ‬نقرة،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬ذكرى‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬لأنها‭ ‬تؤسس‭ ‬للدولة‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬تثمين‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات،‭ ‬منها‭ ‬مؤسسة‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬والبرلمان‭ ‬التونسي‭. ‬فتونس‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إرساء‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬والذي‭ ‬يكتسي‭ ‬بدوره‭ ‬أهمية‭ ‬كانت‭ ‬ريادية‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬الجمهورية‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬صبغة‭ ‬غيّرت‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬التونسي،‭ ‬وهو‭ ‬مفخرة‭ ‬من‭ ‬مفاخر‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭.‬

وأضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬بأن‭ ‬عيد‭ ‬الجمهورية‭ ‬ذكرى‭ ‬ثابتة‭ ‬وراسخة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬ذكرى‭ ‬وطنية‭ ‬بحتة‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬جميع‭ ‬التونسيين‭ ‬والتونسيات،‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عيد‭ ‬وطني‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬للدولة‭ ‬التونسية‭.‬

وأضاف‭ ‬أيمن‭ ‬نقرة‭ ‬أن‭ ‬ذكرى‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬هي‭ ‬ذكرى‭ ‬سياسية‭ ‬أيضًا‭ ‬بامتياز،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬نظام‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وجعلت‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭ ‬دولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الديمقراطية‭.‬

وواصل‭ ‬أيمن‭ ‬نقرة‭ ‬التوضيح‭ ‬بأن‭ ‬تونس‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬رئاسي،‭ ‬ومسيرة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2021‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬رئاسي‭ ‬عبر‭ ‬برلمان‭ ‬تونسي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬غرفتين،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬أتى‭ ‬بالجديد‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحكم‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والجهوي‭ ‬والوطني،‭ ‬وهو‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬معظمه‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬القاعدي‭ ‬بالتنسيق‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة‭ ‬التونسية،‭ ‬مثل‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬ومجلس‭ ‬الجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وبعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأخرى‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬العمل،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬تشريعيًا‭ ‬أو‭ ‬تنمويًا‭ ‬أو‭ ‬رقابيًا،‭ ‬يجري‭ ‬عبر‭ ‬تنسيق‭ ‬تام‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وكافة‭ ‬أعضاء‭ ‬الوظيفتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭.‬

وأكد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ليس‭ ‬غريبًا‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي،‭ ‬الذي‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬له‭ ‬ولإرسائه‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬استفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬أكد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬رئاسي‭ ‬معتدل‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التشاور‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬والتشييد‭.‬

 

أميرة‭ ‬الدريدي