بلا منازع يظل سلوك التونسي في السياقة وعلى الطرقات الأخطر والأكثر تهورا على الإطلاق، ويترجم ذلك على مستوى نسب الحوادث والقتلى الأعلى عالميا. فوفق مصادر المرصد الوطني لسلامة المرور، فإن حوادث الطّرقات في تونس تخلّف ما يعادل 4 قتلى كلّ يوم، وهو «رقم مفزع».
وتفيد آخر الإحصائيات أن تونس سجلت منذ بداية سنة 2025 إلى حدود 30 جوان الفارط، 2400 حادث مرور أسفرت عن 555 قتيلًا، و3190 جريحا.
وقطعا الحصيلة مرشحة للمزيد من الحوادث والضحايا خاصة بعد دخول موسم الصيف والعطل والاحتفالات، فعادة ما تبرز في المناسبات كل تلك السلوكيات المحفوفة بالمخاطر في التعامل مع الطريق ومع القيادة. بالإضافة إلى تهور الشباب في قيادة الدراجات النارية في كل الأماكن حتى على الأرصفة وفي المنتزهات دون أدنى مراعاة ولا احترام للقانون وللمترجل وللمارة.
زد على ذلك سلوك القيادة في مواكب الأعراس والتسابق والتلاحق بين سيارات المواكب والسياقة في حالة سكر ليلا بعد العودة من المناطق السياحية والترفيهية وغيرها من السلوكيات الخطيرة التي تتفاقم صيفا لتزيد الطين بلة.
سلوكيات خطيرة
أجريت سابقا عديد الدراسات التي تناولت مختلف سلوكيات التونسي مع القيادة والطريق وأجمعت أنها متهورة لا تحترم قوانين المرور وهي السبب الرئيسي في نسب الحوادث المرتفعة وأعداد القتلى المفزعة.
فقد كشفت دراسة سوسيولوجية حول «سلوك وتمثلات السائق والمترجل في تونس»، أعدتها سابقا الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات، أن «6.8 بالمائة من مستعملي العربات المستجوبين، سنهم أقل من 18 سنة، وغير منتفعين برخصة سياقة».
كما بينت الدراسة التي شملت 3500 مستجوب وتوزعت بين 1500 سائق عربة وألف سائق دراجة نارية وألف مترجل بستة أقاليم مختلفة، أن «الفئة العمرية الأقل من 18 سنة سجلت أكثر سلوكيات متهورة ومتشنجة مرتبطة باستغلال الرصيف لإيقاف الدراجات النارية وإصدار أصوات مزعجة في الطريق خلال قيادتها».
وكشفت الدراسة أيضا أن «63.5 بالمائة من الفئة العمرية الأقل من 18 سنة لا تعطي الأولوية للمترجلين و75.3 بالمائة من هذه الفئة تصدر أصواتا مزعجة في الطريق عند استعمال الدراجة النارية، و77 بالمائة تقوم بحركات بهلوانية في الطريق باستعمال الدرجات النارية».
ومن نتائج دراسة «سلوك وتمثلات السائق والمترجل في تونس» أنّ «أغلب مستعملي الدرّاجات الناريّة خاصّة من الشباب يستهلكون الخمر والقنّب الهندي والمخدّرات أثناء السياقة، بما يتسبب في تداعيات كبيرة أثناء القيادة أهمّها ضعف التركيز وقلّة الانتباه وعدم وضوح الرؤية»، وأن «المترجلين الذين سنهم 25 سنة أو أقل، لهم نزعة إلى السلوك غير الآمن عند عبور الشارع، في حين أن المترجلين من الفئة العمرية 50 سنة أو أكثر لهم نزعة إلى السلوك الآمن أكثر من بقية الفئات الأخرى».
وتفيد الدراسة أيضا أن «أكثر من 46 بالمائة من المستجوبين يقتنون العجلات المطاطية من السوق الموازية، وهو ما يعتبر أمرا «خطيرا جدا» من شأنه أن يتسبب في ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى من حوادث الطرقات».
العنصر البشري المتسبب الرئيسي
يجمع المختصون في مجال السلامة المروية على أنّ حوادث الطّرقات في تونس تحدث في أغلبها، بسبب العنصر البشري أساسا، بنسبة قد تصل إلى 90 بالمائة، وأن المواطن يفتقر كثيرا إلى ثقافة الوعي المروري.
الأمر الذي تؤكده دراسة أخرى وهي «المسح الوطني حول سلوكيّات مستعملي الطّريق المحفوفة بالمخاطر»، والذّي أنجزه المرصد الوطني لسلامة المرور، بالشراكة مع وزارة الصّحة.
وكشفت نتائج المسح الذّي شمل 70 بلدية في مختلف ولايات الجمهورية وركّز على سلوكيات مستعملي الطّريق (الإفراط في السّرعة وعدم استعمال حزام الأمان وعدم استعمال الخوذة واستعمال الهاتف الجوّال أثناء السياقة)، أنّ «نسبة السّواق الذين لا يحترمون السّرعة المحدّدة بلغت 40،16 بالمائة من مجموع السّواق، بالإضافة إلى أنّ 48،57 بالمائة لا يرتدون حزام الأمان أثناء السّياقة».
كما أفاد المسح الوطني حول سلوكيّات مستعملي الطّريق المحفوفة بالمخاطر، بأنّ» 77 بالمائة من الشباب (الفئة العمرية بين 18 و24 سنة) لا يحترمون دائما السّرعة المحدّدة، إلى جانب أن 86،5 بالمائة من هذه الفئة العمريّة يستعملون الهاتف الجوّال أثناء السّياقة».
◗ م.ي
بلا منازع يظل سلوك التونسي في السياقة وعلى الطرقات الأخطر والأكثر تهورا على الإطلاق، ويترجم ذلك على مستوى نسب الحوادث والقتلى الأعلى عالميا. فوفق مصادر المرصد الوطني لسلامة المرور، فإن حوادث الطّرقات في تونس تخلّف ما يعادل 4 قتلى كلّ يوم، وهو «رقم مفزع».
وتفيد آخر الإحصائيات أن تونس سجلت منذ بداية سنة 2025 إلى حدود 30 جوان الفارط، 2400 حادث مرور أسفرت عن 555 قتيلًا، و3190 جريحا.
وقطعا الحصيلة مرشحة للمزيد من الحوادث والضحايا خاصة بعد دخول موسم الصيف والعطل والاحتفالات، فعادة ما تبرز في المناسبات كل تلك السلوكيات المحفوفة بالمخاطر في التعامل مع الطريق ومع القيادة. بالإضافة إلى تهور الشباب في قيادة الدراجات النارية في كل الأماكن حتى على الأرصفة وفي المنتزهات دون أدنى مراعاة ولا احترام للقانون وللمترجل وللمارة.
زد على ذلك سلوك القيادة في مواكب الأعراس والتسابق والتلاحق بين سيارات المواكب والسياقة في حالة سكر ليلا بعد العودة من المناطق السياحية والترفيهية وغيرها من السلوكيات الخطيرة التي تتفاقم صيفا لتزيد الطين بلة.
سلوكيات خطيرة
أجريت سابقا عديد الدراسات التي تناولت مختلف سلوكيات التونسي مع القيادة والطريق وأجمعت أنها متهورة لا تحترم قوانين المرور وهي السبب الرئيسي في نسب الحوادث المرتفعة وأعداد القتلى المفزعة.
فقد كشفت دراسة سوسيولوجية حول «سلوك وتمثلات السائق والمترجل في تونس»، أعدتها سابقا الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات، أن «6.8 بالمائة من مستعملي العربات المستجوبين، سنهم أقل من 18 سنة، وغير منتفعين برخصة سياقة».
كما بينت الدراسة التي شملت 3500 مستجوب وتوزعت بين 1500 سائق عربة وألف سائق دراجة نارية وألف مترجل بستة أقاليم مختلفة، أن «الفئة العمرية الأقل من 18 سنة سجلت أكثر سلوكيات متهورة ومتشنجة مرتبطة باستغلال الرصيف لإيقاف الدراجات النارية وإصدار أصوات مزعجة في الطريق خلال قيادتها».
وكشفت الدراسة أيضا أن «63.5 بالمائة من الفئة العمرية الأقل من 18 سنة لا تعطي الأولوية للمترجلين و75.3 بالمائة من هذه الفئة تصدر أصواتا مزعجة في الطريق عند استعمال الدراجة النارية، و77 بالمائة تقوم بحركات بهلوانية في الطريق باستعمال الدرجات النارية».
ومن نتائج دراسة «سلوك وتمثلات السائق والمترجل في تونس» أنّ «أغلب مستعملي الدرّاجات الناريّة خاصّة من الشباب يستهلكون الخمر والقنّب الهندي والمخدّرات أثناء السياقة، بما يتسبب في تداعيات كبيرة أثناء القيادة أهمّها ضعف التركيز وقلّة الانتباه وعدم وضوح الرؤية»، وأن «المترجلين الذين سنهم 25 سنة أو أقل، لهم نزعة إلى السلوك غير الآمن عند عبور الشارع، في حين أن المترجلين من الفئة العمرية 50 سنة أو أكثر لهم نزعة إلى السلوك الآمن أكثر من بقية الفئات الأخرى».
وتفيد الدراسة أيضا أن «أكثر من 46 بالمائة من المستجوبين يقتنون العجلات المطاطية من السوق الموازية، وهو ما يعتبر أمرا «خطيرا جدا» من شأنه أن يتسبب في ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى من حوادث الطرقات».
العنصر البشري المتسبب الرئيسي
يجمع المختصون في مجال السلامة المروية على أنّ حوادث الطّرقات في تونس تحدث في أغلبها، بسبب العنصر البشري أساسا، بنسبة قد تصل إلى 90 بالمائة، وأن المواطن يفتقر كثيرا إلى ثقافة الوعي المروري.
الأمر الذي تؤكده دراسة أخرى وهي «المسح الوطني حول سلوكيّات مستعملي الطّريق المحفوفة بالمخاطر»، والذّي أنجزه المرصد الوطني لسلامة المرور، بالشراكة مع وزارة الصّحة.
وكشفت نتائج المسح الذّي شمل 70 بلدية في مختلف ولايات الجمهورية وركّز على سلوكيات مستعملي الطّريق (الإفراط في السّرعة وعدم استعمال حزام الأمان وعدم استعمال الخوذة واستعمال الهاتف الجوّال أثناء السياقة)، أنّ «نسبة السّواق الذين لا يحترمون السّرعة المحدّدة بلغت 40،16 بالمائة من مجموع السّواق، بالإضافة إلى أنّ 48،57 بالمائة لا يرتدون حزام الأمان أثناء السّياقة».
كما أفاد المسح الوطني حول سلوكيّات مستعملي الطّريق المحفوفة بالمخاطر، بأنّ» 77 بالمائة من الشباب (الفئة العمرية بين 18 و24 سنة) لا يحترمون دائما السّرعة المحدّدة، إلى جانب أن 86،5 بالمائة من هذه الفئة العمريّة يستعملون الهاتف الجوّال أثناء السّياقة».