إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مديرة‭ ‬حماية‭ ‬النباتات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬لـ"الصباح": 5 فرق‭ ‬موريتانية‭ ‬تنطلق‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي ‭ ‬

أفادت‭ ‬مديرة‭ ‬حماية‭ ‬النباتات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬ومراقبة‭ ‬المدخلات‭ ‬الفلاحية،‭ ‬منى‭ ‬محافظي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خصت‭ ‬به‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬التابعة‭ ‬لـ«الفاو‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أرسلت‭ ‬أمس‭ ‬خمسة‭ ‬فرق‭ ‬من‭ ‬موريتانيا‭ ‬لدعم‭ ‬جهود‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بالجنوب‭ ‬التونسي،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬دعم‭ ‬موريتانيا‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬خبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مكافحته‭ ‬ولا‭ ‬تواجه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬هذه‭ ‬الآفة،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬المختصة‭ ‬دخلت‭ ‬أمس‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬محملة‭ ‬بتجهيزات‭ ‬وآلات‭ ‬وسيارات‭ ‬لأداء‭ ‬مهمتها‭ ‬لمدة‭ ‬شهر،‭ ‬وفق‭ ‬محدثتنا‭.‬

وأوضحت‭ ‬منى‭ ‬محافظي‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬الممثلة‭ ‬في‭ ‬المندوبيات‭ ‬الجهوية‭ ‬في‭ ‬ولايات‭ ‬الجنوب‭ ‬والإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬انطلقت‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬إلى‭ ‬ولايات‭ ‬توزر‭ ‬وقبلي‭ ‬وتطاوين‭ ‬ومدنين‭ ‬للرصد‭ ‬والاستكشاف‭ ‬ومتابعة‭ ‬سير‭ ‬حملات‭ ‬المكافحة‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة‭ ‬الخطيرة‭.‬
وبينت‭ ‬مديرة‭ ‬حماية‭ ‬النباتات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬ومراقبة‭ ‬المدخلات‭ ‬الفلاحية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬قد‭ ‬سبقتها‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬انتظمت‭ ‬بحر‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬وامتدت‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬إلى‭ ‬9‭ ‬ماي‭ ‬الجاري،‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬الوضع‭ ‬الحقيقي‭ ‬للجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬وطرح‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬لمجابهة‭ ‬هذه‭ ‬الآفة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الصيفية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬تكونت‭ ‬بالأساس‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬سيناريوهات‭ ‬متوقعة‭ ‬سيتم‭ ‬التحضير‭ ‬لها‭.‬
وبينت‭ ‬منى‭ ‬محافظي‭ ‬أن‭ ‬السيناريو‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬أسراب‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬بؤر‭ ‬تواجد‭ ‬الآفة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬إفريقيا‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التشاد‭ ‬والنيجر‭ ‬ومالي،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬السيناريو‭ ‬الثاني‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬التصدي‭ ‬للأسراب‭ ‬المتوقع‭ ‬تزايدها‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬ماي‭ ‬وأوائل‭ ‬شهر‭ ‬جوان‭ ‬المقبل‭ ‬حسب‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تكاثرها‭. ‬أما‭ ‬السيناريو‭ ‬الثالث،‭ ‬فقد‭ ‬ذكرت‭ ‬المسؤولة‭ ‬أنه‭ ‬الأخطر‭ ‬باعتبار‭ ‬إمكانية‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬الجراد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالاجتياح‭ ‬العام،‭ ‬مستبعدة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المجهودات‭ ‬المكثفة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬تجنبا‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬وإلى‭ ‬عودة‭ ‬الجراد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الخريفية‭ ‬بكثافة‭.‬
وأكدت‭ ‬المسؤولة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬شهري‭ ‬ماي‭ ‬وجوان‭ ‬تعد‭ ‬الأهم‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬الفترة‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المتدخلة‭ ‬وأساسا‭ ‬الدول‭ ‬تكثيف‭ ‬وتضافر‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المراقبة‭ ‬والمكافحة‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة‭ ‬الخطيرة‭. ‬
وحول‭ ‬المجهودات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة‭ ‬والهياكل‭ ‬المتدخلة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة،‭ ‬كانت‭ ‬مديرة‭ ‬حماية‭ ‬النباتات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬ومراقبة‭ ‬المدخلات‭ ‬الفلاحية‭ ‬قد‭ ‬بينت‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬12‭ ‬مارس‭ ‬المنقضي‭ ‬زمن‭ ‬تسجيل‭ ‬دخول‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬بالجنوب‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بمنع‭ ‬تواصل‭ ‬الدورة‭ ‬الحياتية‭ ‬لأسراب‭ ‬الجراد‭ ‬المتأتية‭ ‬لتونس‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقية‭ ‬عبر‭ ‬ليبيا‭ ‬والجزائر،‭ ‬عبر‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ«الحوريات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬مؤخرا‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬التبييض،‭ ‬عبر‭ ‬رشها‭ ‬بالمبيدات‭ ‬البيولوجية‭ ‬والكيميائية‭ ‬لمنع‭ ‬تكوّن‭ ‬أسراب‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الجراد‭ ‬مستقبلا،‭ ‬حسب‭ ‬تعبيرها‭. ‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬أكّد‭ ‬وزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائيّة‭ ‬والصّيد‭ ‬البحري‭ ‬عز‭ ‬الدّين‭ ‬بن‭ ‬الشّيخ‭ ‬لدى‭ ‬إشرافه‭ ‬على‭ ‬أشغال‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬انتظم‭ ‬بحر‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬العاصمة،‭ ‬التزام‭ ‬بلادنا‭ ‬باعتبارها‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬الصّحراوي،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الصّندوق‭ ‬الإنمائي‭ ‬للهيئة،‭ ‬وفي‭ ‬دعم‭ ‬مجهودات‭ ‬الدّول‭ ‬الأعضاء‭ ‬للقيام‭ ‬بالأنشطة‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالمكافحة‭ ‬الوقائيّة‭ ‬للآفة‭ ‬بالرّغم‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬بلادنا‭ ‬تصنّف‭ ‬ببلد‭ ‬غزو‭.‬
كما‭ ‬ثمّن‭ ‬الوزير‭ ‬مجهودات‭ ‬المصالح‭ ‬المركزية‭ ‬والجهوية‭ ‬المختصّة‭ ‬المبذولة‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذه‭ ‬الآفة،‭ ‬مبيّنا‭ ‬أنّ‭ ‬حصيلة‭ ‬المداواة‭ ‬بلغت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تسجيل‭ ‬تواجد‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬حوالي‭ ‬4900‭ ‬هك‭ ‬منها‭ ‬حوالي‭ ‬2500‭ ‬هك‭ ‬جويا‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬أطوار‭ ‬الحشرة‭ ‬من‭ ‬الكهول‭ ‬إلى‭ ‬الحوريات‭.‬
ويعتبر‭ ‬الجراد‭ ‬الصّحراوي‭ ‬من‭ ‬الآفات‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬وأشد‭ ‬أنواع‭ ‬الجراد‭ ‬خطورة‭ ‬بالنّسبة‭ ‬لبلادنا‭ ‬وبلدان‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭ ‬فهو‭ ‬يهدّد‭ ‬الثّروة‭ ‬الزّراعيّة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬وستين‭ ‬دولة،‭ ‬وتكمن‭ ‬خطورته‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬انتشاره‭ ‬السريع‭ ‬بمفعول‭ ‬العوامل‭ ‬المناخية‭.‬

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد

مديرة‭ ‬حماية‭ ‬النباتات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬لـ"الصباح":   5 فرق‭ ‬موريتانية‭ ‬تنطلق‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي ‭ ‬

أفادت‭ ‬مديرة‭ ‬حماية‭ ‬النباتات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬ومراقبة‭ ‬المدخلات‭ ‬الفلاحية،‭ ‬منى‭ ‬محافظي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خصت‭ ‬به‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬التابعة‭ ‬لـ«الفاو‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أرسلت‭ ‬أمس‭ ‬خمسة‭ ‬فرق‭ ‬من‭ ‬موريتانيا‭ ‬لدعم‭ ‬جهود‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بالجنوب‭ ‬التونسي،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬دعم‭ ‬موريتانيا‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬خبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مكافحته‭ ‬ولا‭ ‬تواجه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬هذه‭ ‬الآفة،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬المختصة‭ ‬دخلت‭ ‬أمس‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬محملة‭ ‬بتجهيزات‭ ‬وآلات‭ ‬وسيارات‭ ‬لأداء‭ ‬مهمتها‭ ‬لمدة‭ ‬شهر،‭ ‬وفق‭ ‬محدثتنا‭.‬

وأوضحت‭ ‬منى‭ ‬محافظي‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬الممثلة‭ ‬في‭ ‬المندوبيات‭ ‬الجهوية‭ ‬في‭ ‬ولايات‭ ‬الجنوب‭ ‬والإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬انطلقت‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬إلى‭ ‬ولايات‭ ‬توزر‭ ‬وقبلي‭ ‬وتطاوين‭ ‬ومدنين‭ ‬للرصد‭ ‬والاستكشاف‭ ‬ومتابعة‭ ‬سير‭ ‬حملات‭ ‬المكافحة‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة‭ ‬الخطيرة‭.‬
وبينت‭ ‬مديرة‭ ‬حماية‭ ‬النباتات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬ومراقبة‭ ‬المدخلات‭ ‬الفلاحية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬قد‭ ‬سبقتها‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬انتظمت‭ ‬بحر‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬وامتدت‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬إلى‭ ‬9‭ ‬ماي‭ ‬الجاري،‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬الوضع‭ ‬الحقيقي‭ ‬للجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬وطرح‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬لمجابهة‭ ‬هذه‭ ‬الآفة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الصيفية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬تكونت‭ ‬بالأساس‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬سيناريوهات‭ ‬متوقعة‭ ‬سيتم‭ ‬التحضير‭ ‬لها‭.‬
وبينت‭ ‬منى‭ ‬محافظي‭ ‬أن‭ ‬السيناريو‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬أسراب‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬بؤر‭ ‬تواجد‭ ‬الآفة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬إفريقيا‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التشاد‭ ‬والنيجر‭ ‬ومالي،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬السيناريو‭ ‬الثاني‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬التصدي‭ ‬للأسراب‭ ‬المتوقع‭ ‬تزايدها‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬ماي‭ ‬وأوائل‭ ‬شهر‭ ‬جوان‭ ‬المقبل‭ ‬حسب‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تكاثرها‭. ‬أما‭ ‬السيناريو‭ ‬الثالث،‭ ‬فقد‭ ‬ذكرت‭ ‬المسؤولة‭ ‬أنه‭ ‬الأخطر‭ ‬باعتبار‭ ‬إمكانية‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬الجراد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالاجتياح‭ ‬العام،‭ ‬مستبعدة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المجهودات‭ ‬المكثفة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬تجنبا‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬وإلى‭ ‬عودة‭ ‬الجراد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الخريفية‭ ‬بكثافة‭.‬
وأكدت‭ ‬المسؤولة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬شهري‭ ‬ماي‭ ‬وجوان‭ ‬تعد‭ ‬الأهم‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬الفترة‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المتدخلة‭ ‬وأساسا‭ ‬الدول‭ ‬تكثيف‭ ‬وتضافر‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المراقبة‭ ‬والمكافحة‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة‭ ‬الخطيرة‭. ‬
وحول‭ ‬المجهودات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة‭ ‬والهياكل‭ ‬المتدخلة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة،‭ ‬كانت‭ ‬مديرة‭ ‬حماية‭ ‬النباتات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬النباتية‭ ‬ومراقبة‭ ‬المدخلات‭ ‬الفلاحية‭ ‬قد‭ ‬بينت‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬12‭ ‬مارس‭ ‬المنقضي‭ ‬زمن‭ ‬تسجيل‭ ‬دخول‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬بالجنوب‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بمنع‭ ‬تواصل‭ ‬الدورة‭ ‬الحياتية‭ ‬لأسراب‭ ‬الجراد‭ ‬المتأتية‭ ‬لتونس‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقية‭ ‬عبر‭ ‬ليبيا‭ ‬والجزائر،‭ ‬عبر‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ«الحوريات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬مؤخرا‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬التبييض،‭ ‬عبر‭ ‬رشها‭ ‬بالمبيدات‭ ‬البيولوجية‭ ‬والكيميائية‭ ‬لمنع‭ ‬تكوّن‭ ‬أسراب‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الجراد‭ ‬مستقبلا،‭ ‬حسب‭ ‬تعبيرها‭. ‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬أكّد‭ ‬وزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائيّة‭ ‬والصّيد‭ ‬البحري‭ ‬عز‭ ‬الدّين‭ ‬بن‭ ‬الشّيخ‭ ‬لدى‭ ‬إشرافه‭ ‬على‭ ‬أشغال‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬انتظم‭ ‬بحر‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬العاصمة،‭ ‬التزام‭ ‬بلادنا‭ ‬باعتبارها‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجراد‭ ‬الصّحراوي،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الصّندوق‭ ‬الإنمائي‭ ‬للهيئة،‭ ‬وفي‭ ‬دعم‭ ‬مجهودات‭ ‬الدّول‭ ‬الأعضاء‭ ‬للقيام‭ ‬بالأنشطة‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالمكافحة‭ ‬الوقائيّة‭ ‬للآفة‭ ‬بالرّغم‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬بلادنا‭ ‬تصنّف‭ ‬ببلد‭ ‬غزو‭.‬
كما‭ ‬ثمّن‭ ‬الوزير‭ ‬مجهودات‭ ‬المصالح‭ ‬المركزية‭ ‬والجهوية‭ ‬المختصّة‭ ‬المبذولة‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذه‭ ‬الآفة،‭ ‬مبيّنا‭ ‬أنّ‭ ‬حصيلة‭ ‬المداواة‭ ‬بلغت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تسجيل‭ ‬تواجد‭ ‬الجراد‭ ‬الصحراوي‭ ‬حوالي‭ ‬4900‭ ‬هك‭ ‬منها‭ ‬حوالي‭ ‬2500‭ ‬هك‭ ‬جويا‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬أطوار‭ ‬الحشرة‭ ‬من‭ ‬الكهول‭ ‬إلى‭ ‬الحوريات‭.‬
ويعتبر‭ ‬الجراد‭ ‬الصّحراوي‭ ‬من‭ ‬الآفات‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬وأشد‭ ‬أنواع‭ ‬الجراد‭ ‬خطورة‭ ‬بالنّسبة‭ ‬لبلادنا‭ ‬وبلدان‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭ ‬فهو‭ ‬يهدّد‭ ‬الثّروة‭ ‬الزّراعيّة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬وستين‭ ‬دولة،‭ ‬وتكمن‭ ‬خطورته‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬انتشاره‭ ‬السريع‭ ‬بمفعول‭ ‬العوامل‭ ‬المناخية‭.‬

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد