إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تونس‭ ‬تحتضن‭ ‬أكبر‭ ‬منتدى‭ ‬للمصارف‭ ‬المغاربية.. دعوة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬اندماج‭ ‬اقتصادي‭ ‬إقليمي‭ ‬ومواصلة‭ ‬تمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى

 

تونس‭ - ‬الصباح

انطلقت‭ ‬أمس،‭ ‬بتونس‭ ‬العاصمة،‭ ‬فعاليات‭ ‬منتدى‭ ‬المصارف‭ ‬المغاربية‭ ‬الدولي‭ ‬للتجارة‭ ‬والاستثمار،‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬المصرف‭ ‬المغاربي‭ ‬للاستثمار‭ ‬والتجارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬والذي‭ ‬جمع‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المصرفية‭ ‬ورواد‭ ‬الأعمال‭ ‬والخبراء‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربية‭.‬

ويُعد‭ ‬منتدى‭ ‬المصارف‭ ‬المغاربية،‭ ‬الذي‭ ‬تحتضنه‭ ‬تونس،‭ ‬منصة‭ ‬إقليمية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭ ‬عبر‭ ‬تطوير‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬المصارف‭ ‬المغاربية‭ ‬والدولية‭. ‬ويهدف‭ ‬المنتدى‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬عمليات‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البينية،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬نشاط‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬داخل‭ ‬البلدان‭ ‬المغاربية‭.‬

ورغم‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشكل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬10‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬التجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭. ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬يعكس‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يبرز‭ ‬الفرص‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭.‬

دور‭ ‬محوري‭ ‬لدفع‭ ‬الاستثمار

ويلعب‭ ‬المصرف‭ ‬المغاربي‭ ‬للاستثمار‭ ‬والتجارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬ومقره‭ ‬تونس،‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاندماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإقليمي‭. ‬وأوضح‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬للمصرف،‭ ‬كمال‭ ‬الحباشي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬خسارة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬نقطتين‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للدول‭ ‬المغاربية‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬يمثل‭ ‬آلية‭ ‬هامة‭ ‬يمكنها‭ ‬سد‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وأشار‭ ‬الحباشي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬يستهدف‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المصارف‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى‭. ‬وكشف‭ ‬الحباشي،‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬يعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والغاز،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬والدوائي‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬يعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬سبعة‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬تشمل‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬الخمس،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬التزامه‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭.‬

فرص‭ ‬هائلة‭ ‬للتكامل‭ ‬الاقتصادي

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المصرف‭ ‬المغاربي‭ ‬للاستثمار‭ ‬والتجارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬فوزي‭ ‬بو‭ ‬خزام،‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المنتدى‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬المتنوعة‭. ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الموارد‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬اندماج‭ ‬اقتصادي‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭.‬

وأضاف‭ ‬بو‭ ‬خزام‭ ‬أن‭ ‬المنتدى‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تجميع‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لتكوين‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬متينة،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستثمار‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬آليات‭ ‬محددة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬تشمل‭ ‬التمويلات‭ ‬المباشرة‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬التجارية‭ ‬ودعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬للشركات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭.‬

نظام‭ ‬موحد‭ ‬لصرف‭ ‬العملات

أحد‭ ‬المحاور‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬أثيرت‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى‭ ‬هو‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬موحد‭ ‬وسلس‭ ‬لصرف‭ ‬العملات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭. ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬خطوة‭ ‬أساسية‭ ‬لتسهيل‭ ‬العمليات‭ ‬التجارية‭ ‬وتقليل‭ ‬التكاليف‭ ‬المالية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتبادل‭ ‬العملات‭. ‬ويعتقد‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬الذين‭ ‬طرحوا‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬كهذا‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬ودعم‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة،‭ ‬مما‭ ‬يحقق‭ ‬فوائد‭ ‬اقتصادية‭ ‬مباشرة‭ ‬للدول‭ ‬المغاربية‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬صرف‭ ‬موحد‭ ‬سيكون‭ ‬أداة‭ ‬فعالة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭. ‬وسيمكن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بسلاسة‭ ‬أكبر‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬مما‭ ‬سيشجع‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة‭.‬

مشاريع‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى

وركّز‭ ‬المنتدى‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭. ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والغاز‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والأمن‭ ‬الصحي‭. ‬وأكد‭ ‬كمال‭ ‬الحباشي‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المغاربي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬باعتبارها‭ ‬تمثل‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬كبيرة‭ ‬للمنطقة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬بصدد‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والمغرب،‭ ‬مع‭ ‬خطط‭ ‬مستقبلية‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬وليبيا‭. ‬وهذه‭ ‬المشاريع‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

ورغم‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والاختلافات‭ ‬التنظيمية‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬رؤية‭ ‬مشتركة‭ ‬واضحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الإقليمية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬تمنحها‭ ‬فرصة‭ ‬فريدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاندماج‭.‬

ويشدد‭ ‬جلّ‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬المنتدى،‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المصرفي‭ ‬والتجاري‭ ‬والاستثماري‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الأداء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬توافقًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭.‬

دعوة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬المشترك

في‭ ‬ختام‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬يومه‭ ‬الأول،‭ ‬دعا‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية،‭ ‬واعتماد‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مشتركة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭. ‬كما‭ ‬شددوا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬موحد‭ ‬لصرف‭ ‬العملات،‭ ‬باعتباره‭ ‬خطوة‭ ‬أساسية‭ ‬لتسهيل‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمارات‭.‬

وأكد‭ ‬المشاركون‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬خيار،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحّة‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬مستدام‭ ‬ومزدهر‭ ‬للمنطقة‭. ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للمنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭.‬

ويمثل‭ ‬منتدى‭ ‬المصارف‭ ‬المغاربية‭ ‬الدولي‭ ‬للتجارة‭ ‬والاستثمار،‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬تونس،‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لدول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭. ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬التحديات،‭ ‬فإن‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬هائلة‭ ‬وتتطلب‭ ‬تعاونًا‭ ‬مشتركًا‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭. ‬ويبقى‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬موحد‭ ‬لصرف‭ ‬العملات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المصرفي،‭ ‬ودعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬كلها‭ ‬خطوات‭ ‬ضرورية‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

سفيان‭ ‬المهداوي

تونس‭ ‬تحتضن‭ ‬أكبر‭ ‬منتدى‭ ‬للمصارف‭ ‬المغاربية.. دعوة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬اندماج‭ ‬اقتصادي‭ ‬إقليمي‭ ‬ومواصلة‭ ‬تمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى

 

تونس‭ - ‬الصباح

انطلقت‭ ‬أمس،‭ ‬بتونس‭ ‬العاصمة،‭ ‬فعاليات‭ ‬منتدى‭ ‬المصارف‭ ‬المغاربية‭ ‬الدولي‭ ‬للتجارة‭ ‬والاستثمار،‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬المصرف‭ ‬المغاربي‭ ‬للاستثمار‭ ‬والتجارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬والذي‭ ‬جمع‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المصرفية‭ ‬ورواد‭ ‬الأعمال‭ ‬والخبراء‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربية‭.‬

ويُعد‭ ‬منتدى‭ ‬المصارف‭ ‬المغاربية،‭ ‬الذي‭ ‬تحتضنه‭ ‬تونس،‭ ‬منصة‭ ‬إقليمية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭ ‬عبر‭ ‬تطوير‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬المصارف‭ ‬المغاربية‭ ‬والدولية‭. ‬ويهدف‭ ‬المنتدى‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬عمليات‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البينية،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬نشاط‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬داخل‭ ‬البلدان‭ ‬المغاربية‭.‬

ورغم‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشكل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬10‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬التجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭. ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬يعكس‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يبرز‭ ‬الفرص‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭.‬

دور‭ ‬محوري‭ ‬لدفع‭ ‬الاستثمار

ويلعب‭ ‬المصرف‭ ‬المغاربي‭ ‬للاستثمار‭ ‬والتجارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬ومقره‭ ‬تونس،‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاندماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإقليمي‭. ‬وأوضح‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬للمصرف،‭ ‬كمال‭ ‬الحباشي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬خسارة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬نقطتين‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للدول‭ ‬المغاربية‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬يمثل‭ ‬آلية‭ ‬هامة‭ ‬يمكنها‭ ‬سد‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وأشار‭ ‬الحباشي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬يستهدف‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المصارف‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى‭. ‬وكشف‭ ‬الحباشي،‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬يعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والغاز،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬والدوائي‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬يعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬سبعة‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬تشمل‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬الخمس،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬التزامه‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭.‬

فرص‭ ‬هائلة‭ ‬للتكامل‭ ‬الاقتصادي

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المصرف‭ ‬المغاربي‭ ‬للاستثمار‭ ‬والتجارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬فوزي‭ ‬بو‭ ‬خزام،‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المنتدى‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬المتنوعة‭. ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الموارد‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬اندماج‭ ‬اقتصادي‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭.‬

وأضاف‭ ‬بو‭ ‬خزام‭ ‬أن‭ ‬المنتدى‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تجميع‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لتكوين‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬متينة،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستثمار‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬آليات‭ ‬محددة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬تشمل‭ ‬التمويلات‭ ‬المباشرة‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬التجارية‭ ‬ودعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬للشركات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭.‬

نظام‭ ‬موحد‭ ‬لصرف‭ ‬العملات

أحد‭ ‬المحاور‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬أثيرت‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى‭ ‬هو‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬موحد‭ ‬وسلس‭ ‬لصرف‭ ‬العملات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭. ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬خطوة‭ ‬أساسية‭ ‬لتسهيل‭ ‬العمليات‭ ‬التجارية‭ ‬وتقليل‭ ‬التكاليف‭ ‬المالية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتبادل‭ ‬العملات‭. ‬ويعتقد‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬الذين‭ ‬طرحوا‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬كهذا‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬ودعم‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة،‭ ‬مما‭ ‬يحقق‭ ‬فوائد‭ ‬اقتصادية‭ ‬مباشرة‭ ‬للدول‭ ‬المغاربية‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬صرف‭ ‬موحد‭ ‬سيكون‭ ‬أداة‭ ‬فعالة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭. ‬وسيمكن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بسلاسة‭ ‬أكبر‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬مما‭ ‬سيشجع‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة‭.‬

مشاريع‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى

وركّز‭ ‬المنتدى‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭. ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والغاز‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والأمن‭ ‬الصحي‭. ‬وأكد‭ ‬كمال‭ ‬الحباشي‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المغاربي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬باعتبارها‭ ‬تمثل‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬كبيرة‭ ‬للمنطقة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬بصدد‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والمغرب،‭ ‬مع‭ ‬خطط‭ ‬مستقبلية‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬وليبيا‭. ‬وهذه‭ ‬المشاريع‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

ورغم‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والاختلافات‭ ‬التنظيمية‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬رؤية‭ ‬مشتركة‭ ‬واضحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الإقليمية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬تمنحها‭ ‬فرصة‭ ‬فريدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاندماج‭.‬

ويشدد‭ ‬جلّ‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬المنتدى،‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المصرفي‭ ‬والتجاري‭ ‬والاستثماري‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الأداء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬توافقًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭.‬

دعوة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬المشترك

في‭ ‬ختام‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬يومه‭ ‬الأول،‭ ‬دعا‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية،‭ ‬واعتماد‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مشتركة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭. ‬كما‭ ‬شددوا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬موحد‭ ‬لصرف‭ ‬العملات،‭ ‬باعتباره‭ ‬خطوة‭ ‬أساسية‭ ‬لتسهيل‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمارات‭.‬

وأكد‭ ‬المشاركون‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬خيار،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحّة‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬مستدام‭ ‬ومزدهر‭ ‬للمنطقة‭. ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للمنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭.‬

ويمثل‭ ‬منتدى‭ ‬المصارف‭ ‬المغاربية‭ ‬الدولي‭ ‬للتجارة‭ ‬والاستثمار،‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬تونس،‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لدول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭. ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬التحديات،‭ ‬فإن‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬هائلة‭ ‬وتتطلب‭ ‬تعاونًا‭ ‬مشتركًا‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭. ‬ويبقى‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬موحد‭ ‬لصرف‭ ‬العملات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المصرفي،‭ ‬ودعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬كلها‭ ‬خطوات‭ ‬ضرورية‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

سفيان‭ ‬المهداوي