إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

احتفلت‭ ‬بيومها‭ ‬الوطني.. الدبلوماسية‭ ‬التونسية.. رافعة الدولة الحديثة

وسط‭ ‬حضور‭ ‬مكثف‭ ‬لرؤساء‭ ‬وممثلي‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬تونس‭  ‬ولإطارات‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬تم‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬بمقر‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية‭ ‬بتونس‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ -‬الذي‭ ‬يوافق‭ ‬الذكرى‭ ‬التاسعة‭ ‬والستين‭ ‬لتأسيس‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ - ‬محطة‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تثمين‭ ‬جهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬ودورها‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والحوار‭ ‬الدولي،‭ ‬كصوت‭ ‬رصين‭ ‬وهادئ‭ ‬وسط‭ ‬صخب‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬النفطي‭ ‬وكاتب‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عياد‭ ‬ومختلف‭ ‬إطارات‭ ‬الوزارة‭.‬

الاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬استهلّ‭ ‬بتحية‭ ‬العلم‭ ‬المفدّى‭ ‬على‭ ‬أنغام‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬بمشاركة‭ ‬فوج‭ ‬الشرف‭ ‬للجيش‭ ‬الوطني،‭ ‬كان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بطاقة‭ ‬سفر‭ ‬تتجاوز‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬لتستحضر‭ ‬ابرز‭ ‬نجاحات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العقود‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬يكتسي‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬طابعا‭ ‬مميزا،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬سنة‭ ‬2025،‭ ‬وبإذن‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬هي‭ ‬سنة‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬وتدعيم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬منظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬

حيث‭ ‬توافق‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬الذكرى‭ ‬الثمانين‭ ‬لتأسيس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ثمّ‭ ‬إنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬متجدّد‭ ‬على‭ ‬إيمان‭ ‬تونس‭ ‬العميق‭ ‬والرّاسخ‭ ‬بالعمل‭ ‬متعدّد‭ ‬الأطراف‭ ‬وما‭ ‬تُوليه‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬به‭ ‬بما‭ ‬يستجيب‭ ‬لتطلّعات‭ ‬الشعوب‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬عدلاً‭ ‬وأمناً‭ ‬واستدامة‭ ‬وإنسانيّة‮»‬‭..‬

لدى‭ ‬كلمته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬استعرض‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج،‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬النفطي،‭ ‬الإشعاع‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬مسيرة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬الملتزمة‭ ‬بالذود‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬البلاد‭ ‬وإعلاء‭ ‬صوتها‭ ‬كدولة‭ ‬محبة‭ ‬للسلام‭ ‬وراعية‭ ‬للحوار‭ ‬ومناصرة‭ ‬للقضايا‭ ‬العادلة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬استحضر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬دور‭    ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭  ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬مرحلة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬واستكمال‭ ‬مقومات‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭.‬

وتابع‭ ‬النفطي‭ ‬أن‭ ‬المسيرة‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬السبعين‭ ‬سنة‭ ‬لتكون‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬قطاعات‭ ‬استراتيجية‭ ‬وحساسة،‭ ‬كالتعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬رافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬وإعلاء‭ ‬صورة‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬كصوت‭ ‬للعقل‭ ‬والرصانة‭ ‬الذي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنسانية‭ ‬أفضل‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬أفضل‭ ‬مبرزا‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬نفسه‭ ‬حرص‭ ‬الوزارة‭ ‬الدؤوب‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الانخراط‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬فضاءات‭ ‬انتمائها‭ ‬بما‭ ‬يستجيب‭ ‬لرهانات‭ ‬المرحلة‭ ‬وإقامة‭ ‬شراكات‭ ‬متوازنة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الندية‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬

واستعرض‭ ‬النفطي‭ ‬بعض‭ ‬المحطات‭ ‬المفصلية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية،‭ ‬منوها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬بأن‭ ‬تونس‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬دخلت‭ ‬المنتظم‭ ‬الأممي‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬قبل‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬الاستقلال،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬شرف‭ ‬ترؤس‭  ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬أيضا‭ ‬عضوا‭ ‬غير‭ ‬قار‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬مناسبات‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬تونس‭ ‬بميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ .‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬أشار‭ ‬النفطي‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لإصلاح‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬لضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬دون‭ ‬انتقائية،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬المنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬وآلياتها‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الجيوستراتيجية‭ ‬المعاصرة‭ ‬والأزمات‭ ‬والمآسي‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الشعوب،‭ ‬وخاصة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬لعدوان‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬رهيب‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬بلادنا‭ ‬متمسّكة‭ ‬بدعمها‭ ‬الثابت‭ ‬واللامشروط‭ ‬لحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وتابع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أجيالا‭ ‬تعاقبت‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬وعلى‭ ‬بناء‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـ»الصرح‭ ‬المجيد‮»‬،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬به،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المسيرة‭  ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬3‭ ‬ماي‭ ‬1956‭ ‬وتتواصل‭ ‬لتتفاعل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭  ‬شهدها‭ ‬ويشهدها‭ ‬العالم،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬نستحضر‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬بناة‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬وما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬وما‭ ‬تحلوا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬صبر‭ ‬وإيمان‭ ‬بأن‭ ‬تونس‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تكون‭ ‬قاطرة‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬فنحن‭ ‬دعاة‭ ‬خير‭ ‬ودعاة‭ ‬سلم‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار

ودعاة‭ ‬أيضا‭ ‬تعايش‭ ‬سلمي‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نرسخه‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭.‬‮»‬

رافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬والاستقرار

وأضاف‭ ‬النفطي‭ ‬أنه‭ ‬يراد‭ ‬اليوم‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬وفي‭ ‬محيطنا‭ ‬المباشر‭ ‬وفي‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬ننتمي‭ ‬إليه‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الإفريقي‭ ‬والمتوسطي‭ ‬والعالمي‭ ‬كدولة‭ ‬ترعى‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وتابع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬اختار‭ ‬لها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سنة‭ ‬تدعيم‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬وتدعيم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬الاحتفالية‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬تكتسي‭ ‬طابعا‭ ‬مميزا‭.‬

ليخلص‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هنالك‭ ‬ثلاثية‭ ‬هامة‭  ‬يرتكز‭ ‬إليها‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬التام‭ ‬بتاريخ‭ ‬دبلوماسيتنا‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬إدراك‭ ‬عميق‭ ‬للواقع‭  ‬المعيشي‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬القدرة‭  ‬على‭ ‬الاستشراف‭ .‬

اللقاء‭ ‬شهد‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المداخلات‭ ‬تولى‭ ‬إدارتها‭  - ‬مدير‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬لتاريخ‭ ‬تونس‭ ‬المعاصر‭  ‬خالد‭ ‬عبيد‭-  ‬لسفراء‭ ‬سابقين‭ ‬ودبلوماسيين،‭ ‬استحضرت‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬نجاحات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والإفريقية‭ ‬والأرومتوسطية،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الأمريكية‭ ‬والآسيوية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬تطرق‭ ‬السفير‭ ‬السابق‭ ‬والمحاضر‭ ‬بالأكاديمية‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬محمد‭ ‬الحصايري،‭ ‬خلال‭ ‬مداخلته،‭ ‬الى‭ ‬فترة‭ ‬التحاق‭ ‬تونس‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬واحتضانها‭ ‬مقر‭ ‬الجامعة‭ ‬وجمعها‭ ‬بين‭ ‬أمانة‭ ‬الجامعة‭ ‬وأمانة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وما‭ ‬تمثله‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬من‭ ‬اعتراف‭ ‬بأهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تلعبه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬منوها‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬نفسه‭ ‬بمميزات‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المبادرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬بلادنا‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬توليها‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬اتحاد‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬ومحاولة‭ ‬تفعيله‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬تعرض‭ ‬السفير‭ ‬طارق‭ ‬الأدب‭ ‬خلال‭ ‬مداخلته‭ ‬الى‭ ‬مساهمات‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المنتظم‭ ‬الأممي‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭ ‬وتدويل‭ ‬القضية‭ ‬التونسية‭ ‬وعرضها‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬سنة‭ ‬1952‭ ‬ثم‭ ‬انضمامها‭ ‬الى‭ ‬المنتظم‭ ‬الأممي‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬ترؤس‭ ‬بلادنا‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬مناسبات‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬هذا‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬المساهمات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭. ‬كما‭ ‬تطرق‭ ‬الأدب‭ ‬أيضا‭ ‬الى‭ ‬انضمام‭ ‬تونس‭ ‬الى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬توجهات‭ ‬الدولة‭ ‬وثوابت‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬ومجموعة‭ ‬77‭ ‬ومبادرتها‭ ‬بالانضمام‭ ‬الى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والسلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭.‬

إشعاع‭ ‬إفريقي

أما‭ ‬فيما‭ ‬يهم‭ ‬نجاحات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإفريقي‭ ‬فقد‭ ‬تعرض‭ ‬السفير‭ ‬عادل‭ ‬السماوي،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬مداخلته،‭ ‬الى‭ ‬إسهامات‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأسيس‭ ‬الوحدة‭ ‬الإفريقية‭ ‬مع‭ ‬بيان‭ ‬التوجه‭ ‬العقلاني‭ ‬الذي‭ ‬انتهجته‭ ‬في‭ ‬الاندماج‭ ‬الإفريقي،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬مساهماتها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ككل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬احتضان‭ ‬تونس‭ ‬للقمة‭ ‬الإفريقية‭ ‬سنة‭ ‬1994‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬أسس‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬انضمامها‭ ‬الى‭ ‬اتفاقية‭ ‬السوق‭ ‬المشتركة‭ ‬للشرق‭ ‬والجنوب‭ ‬إفريقي‭ ‬‮«‬كوميسا‮»‬‭ ‬والمنطقة‭ ‬القارية‭ ‬للتبادل‭ ‬الحر‭ ‬‮«‬زليكاف‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬أجندة‭ ‬2063‭ .‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬شهد‭ ‬عرضا‭ ‬لشريط‭ ‬وثائقي‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تثمين‭ ‬جهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تنظيم‭ ‬معرض‭ ‬وثائقي‭ ‬عكس‭ ‬محطات‭ ‬هامة‭ ‬ومفصلية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركات‭ ‬الهامة‭ ‬لتونس‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭.‬



منال‭ ‬حرزي

احتفلت‭ ‬بيومها‭ ‬الوطني.. الدبلوماسية‭ ‬التونسية.. رافعة الدولة الحديثة

وسط‭ ‬حضور‭ ‬مكثف‭ ‬لرؤساء‭ ‬وممثلي‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬تونس‭  ‬ولإطارات‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬تم‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬بمقر‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية‭ ‬بتونس‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ -‬الذي‭ ‬يوافق‭ ‬الذكرى‭ ‬التاسعة‭ ‬والستين‭ ‬لتأسيس‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ - ‬محطة‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تثمين‭ ‬جهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬ودورها‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والحوار‭ ‬الدولي،‭ ‬كصوت‭ ‬رصين‭ ‬وهادئ‭ ‬وسط‭ ‬صخب‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬النفطي‭ ‬وكاتب‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عياد‭ ‬ومختلف‭ ‬إطارات‭ ‬الوزارة‭.‬

الاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬استهلّ‭ ‬بتحية‭ ‬العلم‭ ‬المفدّى‭ ‬على‭ ‬أنغام‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬بمشاركة‭ ‬فوج‭ ‬الشرف‭ ‬للجيش‭ ‬الوطني،‭ ‬كان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بطاقة‭ ‬سفر‭ ‬تتجاوز‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬لتستحضر‭ ‬ابرز‭ ‬نجاحات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العقود‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬يكتسي‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬طابعا‭ ‬مميزا،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬سنة‭ ‬2025،‭ ‬وبإذن‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬هي‭ ‬سنة‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬وتدعيم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬منظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬

حيث‭ ‬توافق‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬الذكرى‭ ‬الثمانين‭ ‬لتأسيس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ثمّ‭ ‬إنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬متجدّد‭ ‬على‭ ‬إيمان‭ ‬تونس‭ ‬العميق‭ ‬والرّاسخ‭ ‬بالعمل‭ ‬متعدّد‭ ‬الأطراف‭ ‬وما‭ ‬تُوليه‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬به‭ ‬بما‭ ‬يستجيب‭ ‬لتطلّعات‭ ‬الشعوب‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬عدلاً‭ ‬وأمناً‭ ‬واستدامة‭ ‬وإنسانيّة‮»‬‭..‬

لدى‭ ‬كلمته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬استعرض‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج،‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬النفطي،‭ ‬الإشعاع‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬مسيرة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬الملتزمة‭ ‬بالذود‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬البلاد‭ ‬وإعلاء‭ ‬صوتها‭ ‬كدولة‭ ‬محبة‭ ‬للسلام‭ ‬وراعية‭ ‬للحوار‭ ‬ومناصرة‭ ‬للقضايا‭ ‬العادلة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬استحضر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬دور‭    ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭  ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬مرحلة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬واستكمال‭ ‬مقومات‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭.‬

وتابع‭ ‬النفطي‭ ‬أن‭ ‬المسيرة‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬السبعين‭ ‬سنة‭ ‬لتكون‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬قطاعات‭ ‬استراتيجية‭ ‬وحساسة،‭ ‬كالتعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬رافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬وإعلاء‭ ‬صورة‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬كصوت‭ ‬للعقل‭ ‬والرصانة‭ ‬الذي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنسانية‭ ‬أفضل‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬أفضل‭ ‬مبرزا‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬نفسه‭ ‬حرص‭ ‬الوزارة‭ ‬الدؤوب‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الانخراط‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬فضاءات‭ ‬انتمائها‭ ‬بما‭ ‬يستجيب‭ ‬لرهانات‭ ‬المرحلة‭ ‬وإقامة‭ ‬شراكات‭ ‬متوازنة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الندية‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬

واستعرض‭ ‬النفطي‭ ‬بعض‭ ‬المحطات‭ ‬المفصلية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية،‭ ‬منوها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬بأن‭ ‬تونس‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬دخلت‭ ‬المنتظم‭ ‬الأممي‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬قبل‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬الاستقلال،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬شرف‭ ‬ترؤس‭  ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬أيضا‭ ‬عضوا‭ ‬غير‭ ‬قار‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬مناسبات‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬تونس‭ ‬بميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ .‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬أشار‭ ‬النفطي‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لإصلاح‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬لضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬دون‭ ‬انتقائية،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬المنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬وآلياتها‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الجيوستراتيجية‭ ‬المعاصرة‭ ‬والأزمات‭ ‬والمآسي‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الشعوب،‭ ‬وخاصة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬لعدوان‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬رهيب‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬بلادنا‭ ‬متمسّكة‭ ‬بدعمها‭ ‬الثابت‭ ‬واللامشروط‭ ‬لحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وتابع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أجيالا‭ ‬تعاقبت‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬وعلى‭ ‬بناء‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـ»الصرح‭ ‬المجيد‮»‬،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬به،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المسيرة‭  ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬3‭ ‬ماي‭ ‬1956‭ ‬وتتواصل‭ ‬لتتفاعل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭  ‬شهدها‭ ‬ويشهدها‭ ‬العالم،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬نستحضر‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬بناة‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬وما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬وما‭ ‬تحلوا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬صبر‭ ‬وإيمان‭ ‬بأن‭ ‬تونس‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تكون‭ ‬قاطرة‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬فنحن‭ ‬دعاة‭ ‬خير‭ ‬ودعاة‭ ‬سلم‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار

ودعاة‭ ‬أيضا‭ ‬تعايش‭ ‬سلمي‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نرسخه‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭.‬‮»‬

رافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬والاستقرار

وأضاف‭ ‬النفطي‭ ‬أنه‭ ‬يراد‭ ‬اليوم‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬وفي‭ ‬محيطنا‭ ‬المباشر‭ ‬وفي‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬ننتمي‭ ‬إليه‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الإفريقي‭ ‬والمتوسطي‭ ‬والعالمي‭ ‬كدولة‭ ‬ترعى‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وتابع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬اختار‭ ‬لها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سنة‭ ‬تدعيم‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬وتدعيم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬الاحتفالية‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬تكتسي‭ ‬طابعا‭ ‬مميزا‭.‬

ليخلص‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هنالك‭ ‬ثلاثية‭ ‬هامة‭  ‬يرتكز‭ ‬إليها‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬التام‭ ‬بتاريخ‭ ‬دبلوماسيتنا‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬إدراك‭ ‬عميق‭ ‬للواقع‭  ‬المعيشي‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬القدرة‭  ‬على‭ ‬الاستشراف‭ .‬

اللقاء‭ ‬شهد‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المداخلات‭ ‬تولى‭ ‬إدارتها‭  - ‬مدير‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬لتاريخ‭ ‬تونس‭ ‬المعاصر‭  ‬خالد‭ ‬عبيد‭-  ‬لسفراء‭ ‬سابقين‭ ‬ودبلوماسيين،‭ ‬استحضرت‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬نجاحات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والإفريقية‭ ‬والأرومتوسطية،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الأمريكية‭ ‬والآسيوية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬تطرق‭ ‬السفير‭ ‬السابق‭ ‬والمحاضر‭ ‬بالأكاديمية‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬محمد‭ ‬الحصايري،‭ ‬خلال‭ ‬مداخلته،‭ ‬الى‭ ‬فترة‭ ‬التحاق‭ ‬تونس‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬واحتضانها‭ ‬مقر‭ ‬الجامعة‭ ‬وجمعها‭ ‬بين‭ ‬أمانة‭ ‬الجامعة‭ ‬وأمانة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وما‭ ‬تمثله‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬من‭ ‬اعتراف‭ ‬بأهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تلعبه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬منوها‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬نفسه‭ ‬بمميزات‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المبادرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬بلادنا‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬توليها‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬اتحاد‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬ومحاولة‭ ‬تفعيله‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬تعرض‭ ‬السفير‭ ‬طارق‭ ‬الأدب‭ ‬خلال‭ ‬مداخلته‭ ‬الى‭ ‬مساهمات‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المنتظم‭ ‬الأممي‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭ ‬وتدويل‭ ‬القضية‭ ‬التونسية‭ ‬وعرضها‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬سنة‭ ‬1952‭ ‬ثم‭ ‬انضمامها‭ ‬الى‭ ‬المنتظم‭ ‬الأممي‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬ترؤس‭ ‬بلادنا‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬مناسبات‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬هذا‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬المساهمات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬بعثات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭. ‬كما‭ ‬تطرق‭ ‬الأدب‭ ‬أيضا‭ ‬الى‭ ‬انضمام‭ ‬تونس‭ ‬الى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬توجهات‭ ‬الدولة‭ ‬وثوابت‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬ومجموعة‭ ‬77‭ ‬ومبادرتها‭ ‬بالانضمام‭ ‬الى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والسلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭.‬

إشعاع‭ ‬إفريقي

أما‭ ‬فيما‭ ‬يهم‭ ‬نجاحات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإفريقي‭ ‬فقد‭ ‬تعرض‭ ‬السفير‭ ‬عادل‭ ‬السماوي،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬مداخلته،‭ ‬الى‭ ‬إسهامات‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأسيس‭ ‬الوحدة‭ ‬الإفريقية‭ ‬مع‭ ‬بيان‭ ‬التوجه‭ ‬العقلاني‭ ‬الذي‭ ‬انتهجته‭ ‬في‭ ‬الاندماج‭ ‬الإفريقي،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬مساهماتها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ككل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬احتضان‭ ‬تونس‭ ‬للقمة‭ ‬الإفريقية‭ ‬سنة‭ ‬1994‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬أسس‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬انضمامها‭ ‬الى‭ ‬اتفاقية‭ ‬السوق‭ ‬المشتركة‭ ‬للشرق‭ ‬والجنوب‭ ‬إفريقي‭ ‬‮«‬كوميسا‮»‬‭ ‬والمنطقة‭ ‬القارية‭ ‬للتبادل‭ ‬الحر‭ ‬‮«‬زليكاف‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬أجندة‭ ‬2063‭ .‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬شهد‭ ‬عرضا‭ ‬لشريط‭ ‬وثائقي‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تثمين‭ ‬جهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تنظيم‭ ‬معرض‭ ‬وثائقي‭ ‬عكس‭ ‬محطات‭ ‬هامة‭ ‬ومفصلية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التونسية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركات‭ ‬الهامة‭ ‬لتونس‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭.‬



منال‭ ‬حرزي