إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد‭ ‬معاينة‭ ‬حجم‭ ‬التخريب‭ ‬والفساد‭..‬ رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استعجال‭ ‬الإجراءات‭ ‬لإنقاذ‭ ‬المؤسسات

أعاد‭ ‬محور‭ ‬لقاء‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬فاطمة‭ ‬ثابت‭ ‬حرم‭ ‬شيبوب‭ ‬ووزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬ووزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائية‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬عزالدين‭ ‬بن‭ ‬الشيخ،‭ ‬مسألة‭ ‬تعد‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬القرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬والسلط‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬وقضايا‭ ‬ومسائل‭ ‬شائكة‭ ‬ومختلفة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬محل‭ ‬انتظار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬عهدته‭ ‬الرئاسية‭ ‬الحالية‭ ‬أن‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتها‭ ‬واختصاصاتها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬بالجملة‭ ‬وفي‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬وتنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والتحديات‭ ‬وأن‭ ‬الحكومة‭ ‬ومختلف‭ ‬الهياكل‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬مطالبة‭ ‬بالإسراع‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬القرارات‭ ‬والأوامر‭ ‬والإجراءات‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬عملية‭ ‬ممكنة‭ ‬التنفيذ‭ ‬والتحقيق‭ ‬عبر‭ ‬تحويل‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬والإجراءات‭ ‬إلى‭ ‬منجز‭ ‬يعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬ويؤكد‭ ‬نجاح‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬ما‭ ‬وعدت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬وإصلاحات‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬تكريس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬والدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬وتوفر‭ ‬آليات‭ ‬وشروط‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتنزل‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬سياسي‭ ‬يترجم‭ ‬توجها‭ ‬وخيارا‭ ‬يراهن‭ ‬عليه‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭  ‬للنأي‭ ‬بسياسته‭ ‬عن‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬الوعود‭ ‬والبرامج‭ ‬الواهية‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬الحكومات‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظومة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬عشرية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2011‭. ‬لتكون‭ ‬الوعود‭ ‬والقرارات‭ ‬مشفوعة‭ ‬بإجراءات‭ ‬تسهل‭ ‬عملية‭ ‬التنفيذ‭ ‬والإنجاز‭.‬

ويشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللقاء‭ ‬المذكور‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬‮«‬تناول‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذها‭ ‬لإنقاذ‭ ‬عديد‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬إهمالها‭ ‬نتيجة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬التخريب‭ ‬والفساد‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭  ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬الرسمية‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬‮«‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬السرعة‭ ‬القصوى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬لجان‭ ‬تنبثق‭ ‬عنها‭ ‬لجان‭ ‬وتبقى‭ ‬الأوضاع‭ ‬على‭ ‬حالها‭ ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تزد‭ ‬تفاقما،‭ ‬فوطننا‭ ‬العزيز‭ ‬يزخر‭ ‬بكلّ‭ ‬أنواع‭ ‬الثروات،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬تِبْر‭ ‬إمّا‭ ‬أنّه‭ ‬تمّ‭ ‬السطو‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬أنّه‭ ‬مُلقى‭ ‬في‭ ‬التراب‮»‬‭.‬

وأكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الدّولة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬فكر‭ ‬جديد‭ ‬لاختصار‭ ‬المسافة‭ ‬في‭ ‬الزّمن‭.‬

وكان‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬قد‭ ‬انطلق،‭ ‬منذ‭ ‬مباشرة‭ ‬مهامه‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بوظيفته‭ ‬التشريعية‭ ‬لمراجعة‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬لسير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬تيسير‭ ‬العبور‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والإصلاحات‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬زمني‭ ‬وجيز،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬إشكال‭ ‬‮«‬البيروقراطية‮»‬‭ ‬وتعقد‭ ‬المسائل‭ ‬الإجرائية‭ ‬والقانونية‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬والبرامج،‭ ‬وفق‭ ‬إجماع‭ ‬عديد‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬مراجعتها‭.‬

ولعل‭ ‬في‭ ‬مطالبة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬عاجلة‭ ‬للمنشآت‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬مؤخرا‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬مطحنة‭ ‬الدهماني‮»‬‭ ‬بالكاف‭ ‬ومعمل‭ ‬‮«‬البلاستيك‮»‬‭ ‬بالمزونة‭ ‬التابعة‭ ‬لولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية‭ ‬التي‭ ‬تُوصف‭ ‬بالمُهمّشة،‭ ‬مبينا‭ ‬‮«‬أنه‭ ‬تمّ‭ ‬تهميشها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬وعقود‭ ‬بسبب‭ ‬اتّباع‭ ‬سياسات‭ ‬غير‭ ‬عادلة‭ ‬ومُنصفة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‮»‬‭. ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬تصوّر‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬التصوّرات‭ ‬التقليدية‭ ‬لأنّ‭ ‬التشخيص‭ ‬واضح‭ ‬والأسباب‭ ‬بدورها‭ ‬واضحة‭ ‬والمعالجة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أيضا‭ ‬واضحة‭ ‬وسريعة‭ ‬ومستلهمة‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬الثورة‭ ‬وانتظارات‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬الدّولة‭ ‬أنّه‭ ‬يُتابع‭ ‬عديد‭ ‬الملفات‭ ‬بكلّ‭ ‬تفاصيلها‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الاعتمادات‭ ‬اللاّزمة،‭ ‬مؤكّدا‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬إمكانياتنا‭ ‬كبيرة‭ ‬وخيراتنا‭ ‬وفيرة‭ ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬نفعها‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬بعد‭ ‬تخليص‭ ‬كلّ‭ ‬القطاعات‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬الفساد‭ ‬وامتداداتها‭ ‬داخل‭ ‬عديد‭ ‬الهياكل‭ ‬الإدارية‭.‬

وقد‭ ‬حمل‭ ‬البعض‭ ‬سبب‭ ‬البطء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬عديد‭ ‬المشاريع‭ ‬والإجراءات‭ ‬والبرامج‭ ‬الرسمية،‭ ‬رغم‭ ‬توفر‭ ‬الشروط‭ ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬والإمكانيات‭ ‬والاعتمادات‭ ‬المخصصة‭ ‬لتنفيذها‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برامج‭ ‬واتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬أو‭ ‬هياكل‭ ‬ومنظمات‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برامج‭ ‬وطنية،‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬وجب‭ ‬تداركها‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬‮«‬تواطؤ‮»‬‭ ‬البعض‭ ‬أو‭ ‬‮«‬البيروقراطية‭ ‬المقيتة‮»‬‭ ‬وغياب‭ ‬الإرادة‭ ‬وتغييب‭ ‬الكفاءات‭ ‬وعدم‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬الآليات‭ ‬والتقنيات‭ ‬والتكنولوجيات‭ ‬المتطورة‭ ‬وسريعة‭ ‬النتائج‭.‬

في‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬أشرفت‭ ‬رئيسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬سارة‭ ‬الزعفراني‭ ‬الزنزري،‭ ‬بقصر‭ ‬الحكومة‭ ‬بالقصبة،‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لتسريع‭ ‬انجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬العمومية‭. ‬وأذنت‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬في‭ ‬الغرض،‭ ‬بالانطلاق‭ ‬فورا‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬كافة‭ ‬مكوّنات‭ ‬مشروع‭ ‬تأهيل‭ ‬الخط‭ ‬الحديدي‭ ‬رقم‭ ‬6‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والقصرين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الهادفة‭ ‬لتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬النقل‭ ‬محليا‭ ‬وجهويا‭ ‬ووطنيا‭ ‬والتي‭ ‬تواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التنفيذ‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬اللّازمة‭ ‬لرفع‭ ‬الاعتداءات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬المسجّلة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حرمة‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬لتحرير‭ ‬حوزتها‭ ‬العقارية‭ ‬الكاملة‭ ‬وذلك‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬كلّ‭ ‬الهياكل‭ ‬المعنية‭.‬

وتضمن‭ ‬نفس‭ ‬البلاغ‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬استعراض‭ ‬حزمة‭ ‬المشاريع،‭ ‬اقتراح‭ ‬الحلول‭ ‬اللازمة‭ ‬لتجاوز‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬تنفيذها‭.‬

وأكّدت‭ ‬الزنزري،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تجسيد‭ ‬توصيات‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتعزيز‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬ونقل‭ ‬الفسفاط‭ ‬وتسريع‭ ‬نسق‭ ‬تقدم‭ ‬أشغال‭ ‬كلّ‭ ‬المشاريع‭ ‬العمومية،‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬والنهوض‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬كل‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬إحكام‭ ‬التنسيق‭ ‬بينها‭ ‬لتجاوز‭ ‬الصعوبات‭.‬

وشددت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المتابعة‭ ‬الميدانية‭ ‬اليومية‭ ‬لحلّ‭ ‬الإشكاليات‭ ‬في‭ ‬الإبّان‭ ‬وتحميل‭ ‬المسؤولية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬تقدم‭ ‬المشاريع‭ ‬العمومية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬حرمان‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬الآجال‭ ‬المحدّدة‭.‬

وهو‭ ‬تقريبا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬التناغم‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬والتوجه‭ ‬لسياسة‭ ‬الدولة‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهياكل‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسرّع‭ ‬في‭ ‬إضفاء‭ ‬صيغة‭ ‬إجرائية‭ ‬للبرامج‭ ‬والقرارات‭ ‬والمشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تنخرط‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الإصلاح‭ ‬وتحمل‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وأبعادها‭ ‬أهدافا‭ ‬تنموية‭ ‬وفرصا‭ ‬للتشغيل‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتطويرها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬ومنتظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭.‬

ولعل‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وما‭ ‬تسجله‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬لملفات‭ ‬ودعوة‭ ‬للقيام‭ ‬بمبادرات‭ ‬محلية‭ ‬وجهوية‭ ‬بالأساس‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الوطنية،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬تختار‭ ‬التوجه‭ ‬بنداءات‭ ‬الاستغاثة‭ ‬والتدخل‭ ‬وترفع‭ ‬مطالبها‭ ‬الحارقة‭ ‬وتشكياتها‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بالأساس‭ ‬ليقينهم‭ ‬أن‭ ‬المضي‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬الحلول‭ ‬سيكون‭ ‬واردا‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحكومة‭ ‬وممثلي‭ ‬الهياكل‭ ‬الرسمية‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتها،‭ ‬وما‭ ‬سجلته‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬من‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬النقل‭ ‬والصحة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والاستثمار‭ ‬والبيئة‭ ‬والتجهيز‭ ‬والطرقات‭ ‬والتعليم‭ ‬والمرأة‭.. ‬خلق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الديناميكية‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬والمواطن‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭.‬

نزيهة‭ ‬الغضباني

بعد‭ ‬معاينة‭ ‬حجم‭ ‬التخريب‭ ‬والفساد‭..‬ رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استعجال‭ ‬الإجراءات‭ ‬لإنقاذ‭ ‬المؤسسات

أعاد‭ ‬محور‭ ‬لقاء‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬فاطمة‭ ‬ثابت‭ ‬حرم‭ ‬شيبوب‭ ‬ووزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬ووزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائية‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬عزالدين‭ ‬بن‭ ‬الشيخ،‭ ‬مسألة‭ ‬تعد‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬القرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬والسلط‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬وقضايا‭ ‬ومسائل‭ ‬شائكة‭ ‬ومختلفة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬محل‭ ‬انتظار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬عهدته‭ ‬الرئاسية‭ ‬الحالية‭ ‬أن‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتها‭ ‬واختصاصاتها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬بالجملة‭ ‬وفي‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬وتنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والتحديات‭ ‬وأن‭ ‬الحكومة‭ ‬ومختلف‭ ‬الهياكل‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬مطالبة‭ ‬بالإسراع‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬القرارات‭ ‬والأوامر‭ ‬والإجراءات‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬عملية‭ ‬ممكنة‭ ‬التنفيذ‭ ‬والتحقيق‭ ‬عبر‭ ‬تحويل‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬والإجراءات‭ ‬إلى‭ ‬منجز‭ ‬يعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬ويؤكد‭ ‬نجاح‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬ما‭ ‬وعدت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬وإصلاحات‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬تكريس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬والدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬وتوفر‭ ‬آليات‭ ‬وشروط‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتنزل‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬سياسي‭ ‬يترجم‭ ‬توجها‭ ‬وخيارا‭ ‬يراهن‭ ‬عليه‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭  ‬للنأي‭ ‬بسياسته‭ ‬عن‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬الوعود‭ ‬والبرامج‭ ‬الواهية‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬الحكومات‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظومة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬عشرية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2011‭. ‬لتكون‭ ‬الوعود‭ ‬والقرارات‭ ‬مشفوعة‭ ‬بإجراءات‭ ‬تسهل‭ ‬عملية‭ ‬التنفيذ‭ ‬والإنجاز‭.‬

ويشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللقاء‭ ‬المذكور‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬‮«‬تناول‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذها‭ ‬لإنقاذ‭ ‬عديد‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬إهمالها‭ ‬نتيجة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬التخريب‭ ‬والفساد‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭  ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬الرسمية‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬‮«‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬السرعة‭ ‬القصوى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬لجان‭ ‬تنبثق‭ ‬عنها‭ ‬لجان‭ ‬وتبقى‭ ‬الأوضاع‭ ‬على‭ ‬حالها‭ ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تزد‭ ‬تفاقما،‭ ‬فوطننا‭ ‬العزيز‭ ‬يزخر‭ ‬بكلّ‭ ‬أنواع‭ ‬الثروات،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬تِبْر‭ ‬إمّا‭ ‬أنّه‭ ‬تمّ‭ ‬السطو‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬أنّه‭ ‬مُلقى‭ ‬في‭ ‬التراب‮»‬‭.‬

وأكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الدّولة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬فكر‭ ‬جديد‭ ‬لاختصار‭ ‬المسافة‭ ‬في‭ ‬الزّمن‭.‬

وكان‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬قد‭ ‬انطلق،‭ ‬منذ‭ ‬مباشرة‭ ‬مهامه‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بوظيفته‭ ‬التشريعية‭ ‬لمراجعة‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬لسير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬تيسير‭ ‬العبور‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والإصلاحات‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬زمني‭ ‬وجيز،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬إشكال‭ ‬‮«‬البيروقراطية‮»‬‭ ‬وتعقد‭ ‬المسائل‭ ‬الإجرائية‭ ‬والقانونية‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬والبرامج،‭ ‬وفق‭ ‬إجماع‭ ‬عديد‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬مراجعتها‭.‬

ولعل‭ ‬في‭ ‬مطالبة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬عاجلة‭ ‬للمنشآت‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬مؤخرا‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬مطحنة‭ ‬الدهماني‮»‬‭ ‬بالكاف‭ ‬ومعمل‭ ‬‮«‬البلاستيك‮»‬‭ ‬بالمزونة‭ ‬التابعة‭ ‬لولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية‭ ‬التي‭ ‬تُوصف‭ ‬بالمُهمّشة،‭ ‬مبينا‭ ‬‮«‬أنه‭ ‬تمّ‭ ‬تهميشها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬وعقود‭ ‬بسبب‭ ‬اتّباع‭ ‬سياسات‭ ‬غير‭ ‬عادلة‭ ‬ومُنصفة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‮»‬‭. ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬تصوّر‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬التصوّرات‭ ‬التقليدية‭ ‬لأنّ‭ ‬التشخيص‭ ‬واضح‭ ‬والأسباب‭ ‬بدورها‭ ‬واضحة‭ ‬والمعالجة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أيضا‭ ‬واضحة‭ ‬وسريعة‭ ‬ومستلهمة‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬الثورة‭ ‬وانتظارات‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬الدّولة‭ ‬أنّه‭ ‬يُتابع‭ ‬عديد‭ ‬الملفات‭ ‬بكلّ‭ ‬تفاصيلها‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الاعتمادات‭ ‬اللاّزمة،‭ ‬مؤكّدا‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬إمكانياتنا‭ ‬كبيرة‭ ‬وخيراتنا‭ ‬وفيرة‭ ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬نفعها‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬بعد‭ ‬تخليص‭ ‬كلّ‭ ‬القطاعات‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬الفساد‭ ‬وامتداداتها‭ ‬داخل‭ ‬عديد‭ ‬الهياكل‭ ‬الإدارية‭.‬

وقد‭ ‬حمل‭ ‬البعض‭ ‬سبب‭ ‬البطء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬عديد‭ ‬المشاريع‭ ‬والإجراءات‭ ‬والبرامج‭ ‬الرسمية،‭ ‬رغم‭ ‬توفر‭ ‬الشروط‭ ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬والإمكانيات‭ ‬والاعتمادات‭ ‬المخصصة‭ ‬لتنفيذها‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برامج‭ ‬واتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬أو‭ ‬هياكل‭ ‬ومنظمات‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برامج‭ ‬وطنية،‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬وجب‭ ‬تداركها‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬‮«‬تواطؤ‮»‬‭ ‬البعض‭ ‬أو‭ ‬‮«‬البيروقراطية‭ ‬المقيتة‮»‬‭ ‬وغياب‭ ‬الإرادة‭ ‬وتغييب‭ ‬الكفاءات‭ ‬وعدم‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬الآليات‭ ‬والتقنيات‭ ‬والتكنولوجيات‭ ‬المتطورة‭ ‬وسريعة‭ ‬النتائج‭.‬

في‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬أشرفت‭ ‬رئيسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬سارة‭ ‬الزعفراني‭ ‬الزنزري،‭ ‬بقصر‭ ‬الحكومة‭ ‬بالقصبة،‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لتسريع‭ ‬انجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬العمومية‭. ‬وأذنت‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬في‭ ‬الغرض،‭ ‬بالانطلاق‭ ‬فورا‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬كافة‭ ‬مكوّنات‭ ‬مشروع‭ ‬تأهيل‭ ‬الخط‭ ‬الحديدي‭ ‬رقم‭ ‬6‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والقصرين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الهادفة‭ ‬لتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬النقل‭ ‬محليا‭ ‬وجهويا‭ ‬ووطنيا‭ ‬والتي‭ ‬تواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التنفيذ‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬اللّازمة‭ ‬لرفع‭ ‬الاعتداءات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬المسجّلة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حرمة‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬لتحرير‭ ‬حوزتها‭ ‬العقارية‭ ‬الكاملة‭ ‬وذلك‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬كلّ‭ ‬الهياكل‭ ‬المعنية‭.‬

وتضمن‭ ‬نفس‭ ‬البلاغ‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬استعراض‭ ‬حزمة‭ ‬المشاريع،‭ ‬اقتراح‭ ‬الحلول‭ ‬اللازمة‭ ‬لتجاوز‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬تنفيذها‭.‬

وأكّدت‭ ‬الزنزري،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تجسيد‭ ‬توصيات‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتعزيز‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬ونقل‭ ‬الفسفاط‭ ‬وتسريع‭ ‬نسق‭ ‬تقدم‭ ‬أشغال‭ ‬كلّ‭ ‬المشاريع‭ ‬العمومية،‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬والنهوض‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬كل‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬إحكام‭ ‬التنسيق‭ ‬بينها‭ ‬لتجاوز‭ ‬الصعوبات‭.‬

وشددت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المتابعة‭ ‬الميدانية‭ ‬اليومية‭ ‬لحلّ‭ ‬الإشكاليات‭ ‬في‭ ‬الإبّان‭ ‬وتحميل‭ ‬المسؤولية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬تقدم‭ ‬المشاريع‭ ‬العمومية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬حرمان‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬الآجال‭ ‬المحدّدة‭.‬

وهو‭ ‬تقريبا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬التناغم‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬والتوجه‭ ‬لسياسة‭ ‬الدولة‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهياكل‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسرّع‭ ‬في‭ ‬إضفاء‭ ‬صيغة‭ ‬إجرائية‭ ‬للبرامج‭ ‬والقرارات‭ ‬والمشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تنخرط‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الإصلاح‭ ‬وتحمل‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وأبعادها‭ ‬أهدافا‭ ‬تنموية‭ ‬وفرصا‭ ‬للتشغيل‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتطويرها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬ومنتظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭.‬

ولعل‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وما‭ ‬تسجله‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬لملفات‭ ‬ودعوة‭ ‬للقيام‭ ‬بمبادرات‭ ‬محلية‭ ‬وجهوية‭ ‬بالأساس‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الوطنية،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬تختار‭ ‬التوجه‭ ‬بنداءات‭ ‬الاستغاثة‭ ‬والتدخل‭ ‬وترفع‭ ‬مطالبها‭ ‬الحارقة‭ ‬وتشكياتها‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بالأساس‭ ‬ليقينهم‭ ‬أن‭ ‬المضي‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬الحلول‭ ‬سيكون‭ ‬واردا‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحكومة‭ ‬وممثلي‭ ‬الهياكل‭ ‬الرسمية‭ ‬بمختلف‭ ‬مستوياتها،‭ ‬وما‭ ‬سجلته‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬من‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬النقل‭ ‬والصحة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والاستثمار‭ ‬والبيئة‭ ‬والتجهيز‭ ‬والطرقات‭ ‬والتعليم‭ ‬والمرأة‭.. ‬خلق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الديناميكية‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬والمواطن‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭.‬

نزيهة‭ ‬الغضباني