إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

دعما‭ ‬للإدماج‭ ‬الرقمي‭ ‬والمالي.. تونس‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية

تتجه‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬ولكل‭ ‬الشرائح‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬محورها‭ ‬الثالث‭. ‬وأعلن‭ ‬وزير‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصال،‭ ‬سفيان‭ ‬الهميسي،‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬خلال‭ ‬اختتامه‭ ‬فعاليات‭ ‬تظاهرة‭ ‬تونس‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬التاسعة‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الجديد‭ ‬حول‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬سيكون‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬دعما‭ ‬للإدماج‭ ‬الرقمي‭ ‬والمالي‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬البنكي‭ ‬سفيان‭ ‬الوريمي‭ ‬أن‭ ‬الخلاص‭ ‬الإلكتروني‭ ‬يعدّ‭ ‬وسيلة‭ ‬دفع‭ ‬آمنة‭ ‬وناجعة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعوّض‭ ‬تدريجيا‭ ‬الصكوك،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬شرائح‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬من‭ ‬ضمنهم‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬والتجار‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬بالشيك‭.‬
وسيلة‭ ‬آمنة‭ ‬لتعويض‭ ‬الشيك
وحسب‭ ‬الخبير‭ ‬البنكي‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المُتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلّة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬ويهم‭ ‬أساسا،‭ ‬التشريعات‭ ‬الجديدة‭ ‬للشيك‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬حيّز‭ ‬التنفيذ‭ ‬منذ‭ ‬2‭ ‬فيفري‭ ‬2025،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬حجم‭ ‬الأموال‭ ‬المتداولة‭ ‬نقدا‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭.‬
ويرى‭ ‬سفيان‭ ‬الوريمي‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬حجم‭ ‬الأوراق‭ ‬النقدية‭ ‬كبيرا‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يشجّع‭ ‬على‭ ‬التهرّب‭ ‬الضريبي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تبذل‭ ‬مجهودات‭ ‬كبيرة‭ ‬وملحوظة‭ ‬لتشجيع‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬الضرائب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬إضافية‭ ‬للخزينة‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للبنوك‭ ‬التجارية‭ ‬ودائع‭ ‬تُمكّنها‭ ‬من‭ ‬تمويل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬
وأكد‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬يمثل‭ ‬حلاّ‭ ‬فعّالا‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬المصاعب‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬بخصوص‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬المُتبادل،‭ ‬وأيضا‭ ‬كبديل‭ ‬مهم‭ ‬للشيك،‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬العزوف‭ ‬عن‭ ‬استخدامه‭.‬
وفي‭ ‬2‭ ‬أفريل‭ ‬الفارط،‭ ‬تخطّت‭ ‬الكتلة‭ ‬النقدية‭ ‬المتداولة‭ ‬الـ24‭ ‬مليار‭ ‬دينار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬الخبراء‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬رقما‭ ‬قياسيا‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬سجّلته‭ ‬تونس،‭ ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬مدفوعا‭ ‬برفض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬قبول‭ ‬الشيكات‭ ‬كوسيلة‭ ‬دفع‭.‬
وبخصوص‭ ‬مدى‭ ‬استفادة‭ ‬المؤسسات‭ ‬من‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية،‭ ‬أوضح‭ ‬الخبير‭ ‬البنكي‭ ‬أنه‭ ‬يعدّ‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬المعاملات‭ ‬وتبسيطها‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ربح‭ ‬الوقت‭.‬
وسبق‭ ‬أن‭ ‬دعا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬كفيلة‭ ‬بجعل‭ ‬الإجراءات‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬أكثر‭ ‬يسرا‭.‬
ويسمح‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬بتمتع‭ ‬المؤسسات‭ ‬المُدمجة‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬النفاذ‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬بخدمات‭ ‬بطريقة‭ ‬مسؤولة‭ ‬وسلسة‭ ‬تُلبي‭ ‬مختلف‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭.‬
دفع‭ ‬الإدماج‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي
ويندرج‭ ‬دفع‭ ‬الإدماج‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وهو‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحفيز‭ ‬المستثمرين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬متطلباتهم‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬إذ‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬ضعف‭ ‬الإدماج‭ ‬المالي‭ ‬دون‭ ‬رفع‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وصلابة‭ ‬المؤسسة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬أمام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬سواء‭ ‬المالية‭ ‬أو‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬
ومن‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬تسهيلات‭ ‬الإدماج‭ ‬المالي‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وحتى‭ ‬الناشئة،‭ ‬وهي‭ ‬الأصناف‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تراهن‭ ‬عليها‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬التنمية‭ ‬وتوفير‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وتغذية‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬الانتصاب‭ ‬للحساب‭ ‬الخاص،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬هام‭ ‬ويُقدّر‭ ‬بنحو‭ ‬870‭ ‬ألف‭ ‬مؤسسة،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الناشئة‭ ‬فإن‭ ‬بلادنا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬علامة‭ ‬مؤسسة‭ ‬ناشئة‭ ‬‮«‬ستارت‭ ‬آب‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬سنة‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025‭.‬
وتحظى‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬سواء‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬أو‭ ‬الناشئة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بالدعم‭ ‬والمرافقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مُختلفة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دمجها‭ ‬ماليا‭ ‬واقتصاديا،‭ ‬وجعلها‭ ‬مؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬عالية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الفرصة‭ ‬إليها‭ ‬للنجاح‭ ‬وتحقيق‭ ‬مرابيح‭.‬
وتتالى‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬لفائدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المذكورة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭.‬
ومن‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬يستوجبها‭ ‬تحسين‭ ‬مناخ‭ ‬الأعمال‭ ‬وملف‭ ‬الرقمنة‭ ‬تبسيط‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السماح‭ ‬بالدفع‭ ‬الالكتروني،‭ ‬مما‭ ‬يُوفّر‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الجهد‭ ‬والمال‭.‬
ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يبقى‭ ‬تعميم‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬قوية‭ ‬وجذابة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والرقمية،‭ ‬بهدف‭ ‬استيعاب‭ ‬هذا‭ ‬التطوّر،‭ ‬وحتى‭ ‬تكون‭ ‬نتائجه‭ ‬أكثر‭ ‬نجاعة،‭ ‬وفي‭ ‬حاجة‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الدفع‭ ‬الالكتروني‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬ومختلف‭ ‬الفاعلين،‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭.‬


درصاف‭ ‬اللموشي

 دعما‭ ‬للإدماج‭ ‬الرقمي‭ ‬والمالي.. تونس‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية

تتجه‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬ولكل‭ ‬الشرائح‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬محورها‭ ‬الثالث‭. ‬وأعلن‭ ‬وزير‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصال،‭ ‬سفيان‭ ‬الهميسي،‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬خلال‭ ‬اختتامه‭ ‬فعاليات‭ ‬تظاهرة‭ ‬تونس‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬التاسعة‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الجديد‭ ‬حول‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬سيكون‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬دعما‭ ‬للإدماج‭ ‬الرقمي‭ ‬والمالي‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬البنكي‭ ‬سفيان‭ ‬الوريمي‭ ‬أن‭ ‬الخلاص‭ ‬الإلكتروني‭ ‬يعدّ‭ ‬وسيلة‭ ‬دفع‭ ‬آمنة‭ ‬وناجعة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعوّض‭ ‬تدريجيا‭ ‬الصكوك،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬شرائح‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬من‭ ‬ضمنهم‭ ‬أصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬والتجار‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬بالشيك‭.‬
وسيلة‭ ‬آمنة‭ ‬لتعويض‭ ‬الشيك
وحسب‭ ‬الخبير‭ ‬البنكي‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬مؤرخ‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬المُتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلّة‭ ‬التجارية‭ ‬وإتمامها‭ ‬ويهم‭ ‬أساسا،‭ ‬التشريعات‭ ‬الجديدة‭ ‬للشيك‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬حيّز‭ ‬التنفيذ‭ ‬منذ‭ ‬2‭ ‬فيفري‭ ‬2025،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬حجم‭ ‬الأموال‭ ‬المتداولة‭ ‬نقدا‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭.‬
ويرى‭ ‬سفيان‭ ‬الوريمي‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬حجم‭ ‬الأوراق‭ ‬النقدية‭ ‬كبيرا‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يشجّع‭ ‬على‭ ‬التهرّب‭ ‬الضريبي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تبذل‭ ‬مجهودات‭ ‬كبيرة‭ ‬وملحوظة‭ ‬لتشجيع‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬الضرائب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬إضافية‭ ‬للخزينة‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للبنوك‭ ‬التجارية‭ ‬ودائع‭ ‬تُمكّنها‭ ‬من‭ ‬تمويل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬
وأكد‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬يمثل‭ ‬حلاّ‭ ‬فعّالا‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬المصاعب‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬بخصوص‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬المُتبادل،‭ ‬وأيضا‭ ‬كبديل‭ ‬مهم‭ ‬للشيك،‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬العزوف‭ ‬عن‭ ‬استخدامه‭.‬
وفي‭ ‬2‭ ‬أفريل‭ ‬الفارط،‭ ‬تخطّت‭ ‬الكتلة‭ ‬النقدية‭ ‬المتداولة‭ ‬الـ24‭ ‬مليار‭ ‬دينار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬الخبراء‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬رقما‭ ‬قياسيا‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬سجّلته‭ ‬تونس،‭ ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬مدفوعا‭ ‬برفض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬قبول‭ ‬الشيكات‭ ‬كوسيلة‭ ‬دفع‭.‬
وبخصوص‭ ‬مدى‭ ‬استفادة‭ ‬المؤسسات‭ ‬من‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية،‭ ‬أوضح‭ ‬الخبير‭ ‬البنكي‭ ‬أنه‭ ‬يعدّ‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬المعاملات‭ ‬وتبسيطها‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ربح‭ ‬الوقت‭.‬
وسبق‭ ‬أن‭ ‬دعا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬كفيلة‭ ‬بجعل‭ ‬الإجراءات‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬أكثر‭ ‬يسرا‭.‬
ويسمح‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬بتمتع‭ ‬المؤسسات‭ ‬المُدمجة‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬النفاذ‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬بخدمات‭ ‬بطريقة‭ ‬مسؤولة‭ ‬وسلسة‭ ‬تُلبي‭ ‬مختلف‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭.‬
دفع‭ ‬الإدماج‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي
ويندرج‭ ‬دفع‭ ‬الإدماج‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وهو‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحفيز‭ ‬المستثمرين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬متطلباتهم‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬إذ‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬ضعف‭ ‬الإدماج‭ ‬المالي‭ ‬دون‭ ‬رفع‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وصلابة‭ ‬المؤسسة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬أمام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬سواء‭ ‬المالية‭ ‬أو‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬
ومن‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬تسهيلات‭ ‬الإدماج‭ ‬المالي‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وحتى‭ ‬الناشئة،‭ ‬وهي‭ ‬الأصناف‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تراهن‭ ‬عليها‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬التنمية‭ ‬وتوفير‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وتغذية‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬الانتصاب‭ ‬للحساب‭ ‬الخاص،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬هام‭ ‬ويُقدّر‭ ‬بنحو‭ ‬870‭ ‬ألف‭ ‬مؤسسة،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الناشئة‭ ‬فإن‭ ‬بلادنا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬علامة‭ ‬مؤسسة‭ ‬ناشئة‭ ‬‮«‬ستارت‭ ‬آب‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬سنة‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025‭.‬
وتحظى‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬سواء‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬أو‭ ‬الناشئة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بالدعم‭ ‬والمرافقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مُختلفة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دمجها‭ ‬ماليا‭ ‬واقتصاديا،‭ ‬وجعلها‭ ‬مؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬عالية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الفرصة‭ ‬إليها‭ ‬للنجاح‭ ‬وتحقيق‭ ‬مرابيح‭.‬
وتتالى‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬لفائدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المذكورة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭.‬
ومن‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬يستوجبها‭ ‬تحسين‭ ‬مناخ‭ ‬الأعمال‭ ‬وملف‭ ‬الرقمنة‭ ‬تبسيط‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السماح‭ ‬بالدفع‭ ‬الالكتروني،‭ ‬مما‭ ‬يُوفّر‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الجهد‭ ‬والمال‭.‬
ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يبقى‭ ‬تعميم‭ ‬الخلاص‭ ‬الالكتروني‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬قوية‭ ‬وجذابة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والرقمية،‭ ‬بهدف‭ ‬استيعاب‭ ‬هذا‭ ‬التطوّر،‭ ‬وحتى‭ ‬تكون‭ ‬نتائجه‭ ‬أكثر‭ ‬نجاعة،‭ ‬وفي‭ ‬حاجة‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الدفع‭ ‬الالكتروني‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬ومختلف‭ ‬الفاعلين،‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭.‬


درصاف‭ ‬اللموشي