في ندوات «دار الصباح» بمعرض تونس الدولي للكتاب.. «الإبداع والذكاء الاصطناعي: الرواية نموذجا»
مقالات الصباح
_ مداخلات ناصرت الإبداع البشري وعينها على تأثيرات الثورة التكنولوجية وعلى عوالم الكتابة والفن
_ *فراغ تشريعي عالمي.. وتونس لم تغفل عن التطورات التكنولوجية في وضعها لمشروع قانون الفنان
خصص يوم غرة ماي 2025 ضمن البرنامج الثقافي لـ«دار الصباح» بمعرض تونس الدولي للكتاب لندوة حول «الإبداع والذكاء الاصطناعي: الرواية نموذجًا». واستضاف جناح «دار الصباح – سنيب لابراس» خلال هذه الندوة كلا من الكاتب محمد عيسى المؤدب، والمحامي أحمد بن حسانة، ومدير عام المؤسسة الوطنية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة رمزي القرواشي في لقاء أداره رئيس قسم «العالمية» لجريدة «الصباح» نزار مقني. وناقشت مداخلات الضيوف هذه الثورة التكنولوجية التي طالت تأثيراتها عالم الأدب.
في السياق، قال الكاتب محمد عيسى المؤدب إن الذكاء الاصطناعي ليس عدواً، ولكن يجب التعامل معه بفطنة وذكاء، مبررًا وجهة نظره بأن أول من كتب رواية عبر توظيف الذكاء الاصطناعي كان أمريكيًا، وأول من كتب رواية بين العرب كان مغربيًا. وكلا العملين لم يكن لهما تأثير يذكر؛ فاللغة في الأعمال الأدبية القائمة على الذكاء الاصطناعي مسطحة وكأنها لوحة باهتة وصامتة خالية من التجربة الإنسانية بما تحمله من حب، وأمل، وألم، وغيرها من المشاعر البشرية.
وأشار ضيف «دار الصباح» الكاتب محمد عيسى المؤدب إلى الحضور اللافت لتقنيات الذكاء الاصطناعي في رواية الخيال العلمي القائمة على الإثارة والتشويق واللغة المبسطة، وهذا التوظيف عكس تشابه معظم الإنتاجات الأدبية في نوع الخيال العلمي.
من جهته، اعتبر المحامي أحمد بن حسانة أن الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة في تطور البشرية وأداة فاعلة ومتقنة تستدعي معلومات تولد أفكارًا وتنجز فنًا هو ليس بمنجز بشري ولكن يقترب من الفن الحقيقي، ويدعونا لمزيد التأمل والتساؤل: من هو المبدع، الأداة أم الشخص الذي أعطاها الأمر لصناعة محتوى فني وأدبي؟
وأقر المحامي أحمد بن حسانة بوجود فراغ تشريعي على المستوى العالمي، مؤكدًا أن تونس انتبهت إلى ضرورة تضمين ما يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي في مشروع قانون الفنان الموجود الآن في مجلس نواب الشعب للمصادقة بعد عمل على مضامينه طيلة ثماني سنوات.
وخصص رمزي القرواشي، مدير عام المؤسسة الوطنية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، ورقته للحديث عن آخر المستجدات في مجال الذكاء الاصطناعي في علاقة بالإبداع الفكري والفني، مبينًا في هذا الإطار أن معهد الدراسات الاستراتيجية يعمل منذ 6 أشهر على دراسة تعنى بمجالات الذكاء الاصطناعي. وأشار في هذا الإطار إلى أن أول دولة قامت بإصدار مذكرة توجيهية في الذكاء الاصطناعي في أوروبا كانت إسبانيا.
وعن التداخل بين البشري والمنتج القائم على الذكاء الاصطناعي، أوضح رمزي القرواشي خلال ندوة «دار الصباح» حول «الإبداع والذكاء الاصطناعي: الرواية نموذجًا» أن التساؤلات عديدة على عدة مستويات، وجميعها في طور الدراسة والبحث، خاصة وأن تصنيف المبدع في المستقبل محل نقاش. فالذكاء الاصطناعي ينتج محتوى وفقًا لما يقوم به من بحث على الشبكة العنكبوتية من خوارزميات موجهة وتحليل بيانات، وهذا المحتوى السابق موجود في أعمال يتم توظيفها من جديد.
ونشير إلى أن برنامج «دار الصباح» الثقافي امتد على كامل أيام معرض تونس الدولي للكتاب من 25 أفريل إلى 04 ماي 2025، ومن بين هذه اللقاءات جلسة مع الباحث في علم الاجتماع والمترجم الطاهر لبيب، ولقاء مع الكاتبة الروائية أميرة غنيم. وذلك إلى جانب برمجة الندوات الفكرية والجلسات الحوارية مثل ندوة «الكتاب الرقمي والفضاء السيبرني: الجمهور المستهدف .. الآفاق والمشاكل والحلول»، وندوة حول «الإبداع والذكاء الاصطناعي: الرواية نموذجًا». كما يهتم جناح «دار الصباح – سنيب لابراس» في الأيام الأخيرة من فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين بضيف شرف هذا الحدث الثقافي المهم «الصين» في ندوة عن العوالم الأدبية في المشهد الثقافي لواحدة من أهم الدول الآسيوية تأثيرًا في الأدب العالمي. كما سيكون الموعد أيضًا مع السينمائي إبراهيم لطيف والكاتب الروائي الأسعد بن حسين في ندوة «من الرواية إلى الدراما والسينما: التحديات وإمكانيات التلاقي» وذلك غدًا السبت 03 ماي 2025.
نجلاء قموع
_ مداخلات ناصرت الإبداع البشري وعينها على تأثيرات الثورة التكنولوجية وعلى عوالم الكتابة والفن
_ *فراغ تشريعي عالمي.. وتونس لم تغفل عن التطورات التكنولوجية في وضعها لمشروع قانون الفنان
خصص يوم غرة ماي 2025 ضمن البرنامج الثقافي لـ«دار الصباح» بمعرض تونس الدولي للكتاب لندوة حول «الإبداع والذكاء الاصطناعي: الرواية نموذجًا». واستضاف جناح «دار الصباح – سنيب لابراس» خلال هذه الندوة كلا من الكاتب محمد عيسى المؤدب، والمحامي أحمد بن حسانة، ومدير عام المؤسسة الوطنية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة رمزي القرواشي في لقاء أداره رئيس قسم «العالمية» لجريدة «الصباح» نزار مقني. وناقشت مداخلات الضيوف هذه الثورة التكنولوجية التي طالت تأثيراتها عالم الأدب.
في السياق، قال الكاتب محمد عيسى المؤدب إن الذكاء الاصطناعي ليس عدواً، ولكن يجب التعامل معه بفطنة وذكاء، مبررًا وجهة نظره بأن أول من كتب رواية عبر توظيف الذكاء الاصطناعي كان أمريكيًا، وأول من كتب رواية بين العرب كان مغربيًا. وكلا العملين لم يكن لهما تأثير يذكر؛ فاللغة في الأعمال الأدبية القائمة على الذكاء الاصطناعي مسطحة وكأنها لوحة باهتة وصامتة خالية من التجربة الإنسانية بما تحمله من حب، وأمل، وألم، وغيرها من المشاعر البشرية.
وأشار ضيف «دار الصباح» الكاتب محمد عيسى المؤدب إلى الحضور اللافت لتقنيات الذكاء الاصطناعي في رواية الخيال العلمي القائمة على الإثارة والتشويق واللغة المبسطة، وهذا التوظيف عكس تشابه معظم الإنتاجات الأدبية في نوع الخيال العلمي.
من جهته، اعتبر المحامي أحمد بن حسانة أن الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة في تطور البشرية وأداة فاعلة ومتقنة تستدعي معلومات تولد أفكارًا وتنجز فنًا هو ليس بمنجز بشري ولكن يقترب من الفن الحقيقي، ويدعونا لمزيد التأمل والتساؤل: من هو المبدع، الأداة أم الشخص الذي أعطاها الأمر لصناعة محتوى فني وأدبي؟
وأقر المحامي أحمد بن حسانة بوجود فراغ تشريعي على المستوى العالمي، مؤكدًا أن تونس انتبهت إلى ضرورة تضمين ما يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي في مشروع قانون الفنان الموجود الآن في مجلس نواب الشعب للمصادقة بعد عمل على مضامينه طيلة ثماني سنوات.
وخصص رمزي القرواشي، مدير عام المؤسسة الوطنية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، ورقته للحديث عن آخر المستجدات في مجال الذكاء الاصطناعي في علاقة بالإبداع الفكري والفني، مبينًا في هذا الإطار أن معهد الدراسات الاستراتيجية يعمل منذ 6 أشهر على دراسة تعنى بمجالات الذكاء الاصطناعي. وأشار في هذا الإطار إلى أن أول دولة قامت بإصدار مذكرة توجيهية في الذكاء الاصطناعي في أوروبا كانت إسبانيا.
وعن التداخل بين البشري والمنتج القائم على الذكاء الاصطناعي، أوضح رمزي القرواشي خلال ندوة «دار الصباح» حول «الإبداع والذكاء الاصطناعي: الرواية نموذجًا» أن التساؤلات عديدة على عدة مستويات، وجميعها في طور الدراسة والبحث، خاصة وأن تصنيف المبدع في المستقبل محل نقاش. فالذكاء الاصطناعي ينتج محتوى وفقًا لما يقوم به من بحث على الشبكة العنكبوتية من خوارزميات موجهة وتحليل بيانات، وهذا المحتوى السابق موجود في أعمال يتم توظيفها من جديد.
ونشير إلى أن برنامج «دار الصباح» الثقافي امتد على كامل أيام معرض تونس الدولي للكتاب من 25 أفريل إلى 04 ماي 2025، ومن بين هذه اللقاءات جلسة مع الباحث في علم الاجتماع والمترجم الطاهر لبيب، ولقاء مع الكاتبة الروائية أميرة غنيم. وذلك إلى جانب برمجة الندوات الفكرية والجلسات الحوارية مثل ندوة «الكتاب الرقمي والفضاء السيبرني: الجمهور المستهدف .. الآفاق والمشاكل والحلول»، وندوة حول «الإبداع والذكاء الاصطناعي: الرواية نموذجًا». كما يهتم جناح «دار الصباح – سنيب لابراس» في الأيام الأخيرة من فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين بضيف شرف هذا الحدث الثقافي المهم «الصين» في ندوة عن العوالم الأدبية في المشهد الثقافي لواحدة من أهم الدول الآسيوية تأثيرًا في الأدب العالمي. كما سيكون الموعد أيضًا مع السينمائي إبراهيم لطيف والكاتب الروائي الأسعد بن حسين في ندوة «من الرواية إلى الدراما والسينما: التحديات وإمكانيات التلاقي» وذلك غدًا السبت 03 ماي 2025.
نجلاء قموع