إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رحلة‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬ماي‭ ‬المقبل.. تونس‭ ‬تواصل‭ ‬تأمين‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬لأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء

تواصل‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬تأمين‭ ‬رحلات‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬للأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬المتواجدين‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬بصفة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬نقاط‭ ‬العبور‭ ‬الحدودية‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عمليات‭ ‬منظمة،‭ ‬وكانت‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬قد‭ ‬انطلقت‭ ‬رحلة‭ ‬جديدة‭ ‬لتأمين‭ ‬عودة‭ ‬147‭ ‬مسافرا‭ ‬غينيا‭ ‬عبر‭ ‬مطار‭ ‬تونس‭ ‬قرطاج‭ ‬الدولي‭ ‬بطائرة‭ ‬خاصة‭.‬

وأفاد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬العميد‭ ‬عماد‭ ‬مماشة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬هي‭ ‬الرابعة‭ ‬للترحيل‭ ‬الطوعي‭ ‬للأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬يغادرون‭ ‬بصفة‭ ‬طوعية‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬تجارية‭ ‬عادية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭.‬

وأضاف‭ ‬مماشة‭ ‬أن‭ ‬إقبال‭ ‬المهاجرين‭ ‬الأفارقة‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬لبلدانهم،‭ ‬يأتي‭ ‬نتاجا‭ ‬لمجهودات‭ ‬الوزارات‭ ‬المتداخلة،‭ ‬والمجهودات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬المخيمات‭ ‬وتجمعات‭ ‬الأفارقة‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬صفاقس‭ ‬وبقية‭ ‬الجهات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬رحلات‭ ‬ترحيل‭ ‬طوعي‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬القادمة‭ ‬بمعدل‭ ‬رحلة‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬ماي‭ ‬القادم‭.‬

وأكد‭ ‬مماشة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬تفكيك‭ ‬المخيمات‭ ‬وتجمعات‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬تتم‭ ‬وفق‭ ‬احترام‭ ‬كامل‭ ‬لمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المهاجرين‭ ‬أصبحت‭ ‬لهم‭ ‬قناعة‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ليست‭ ‬أرض‭ ‬استيطان‭.‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الذي‭ ‬انخرطت‭ ‬فيه‭ ‬تونس‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الأمنية‭ ‬المتكاملة‭ ‬والمجهودات‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مصالح‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمكافحة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬أمام‭ ‬عمليات‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬للأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬المتواجدين‭ ‬ببلادنا‭ ‬بصفة‭ ‬غير‭ ‬نظامية‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬نقاط‭ ‬العبور‭ ‬الحدودية،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬رسمي‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭.‬

وقامت‭ ‬تونس‭ ‬بعدة‭ ‬إجراءات‭ ‬لتسهيل‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬للأفارقة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم،‭ ‬أوجدته‭ ‬كبديل‭ ‬عن‭ ‬الترحيل‭ ‬القسري‭ ‬بهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬أجبرت‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بالأساس‭ ‬باعتبارها‭ ‬مناطق‭ ‬عبور‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭.‬

‭ ‬وتعيش‭ ‬تونس‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬تدفق‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬البلاد‭ ‬والتي‭ ‬تمركزت‭ ‬بصفة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬تابعة‭ ‬لولاية‭ ‬صفاقس‭ ‬مثل‭ ‬العامرة‭ ‬وجبنيانة،‭ ‬أين‭ ‬انتصبت‭ ‬المخيمات‭ ‬التي‭ ‬تأوي‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم‭. ‬والمعلوم‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬الملائمة‭ ‬لتلبية‭ ‬حاجيات‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬ولباس‭ ‬وتأمين‭ ‬الغذاء‭ ‬لهم‭ ‬حتى‭ ‬تسهل‭ ‬عمليات‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬لبلدانهم‭ ‬بصفة‭ ‬منتظمة‭..‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬تمركز‭ ‬الأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬بجميع‭ ‬هياكلها‭ ‬المتداخلة‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وأهمها‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬متطلبات‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬تذاكر‭ ‬سفر‭ ‬مجانية‭ ‬ومساعدات‭ ‬مالية‭ ‬محدودة‭ ‬للمهاجرين‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم‭ ‬الأصلية‭.‬

كما‭ ‬شملت‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬مثل‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار،‭ ‬وغينيا،‭ ‬ومالي،‭ ‬والسنغال،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين،‭ ‬والتي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الوضعيات‭ ‬والحالات‭ ‬الحقيقية‭ ‬للاجئين‭ ‬وطالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬توطين‭ ‬أو‭ ‬عودة‭ ‬آمنة،‭ ‬كذلك‭ ‬سمحت‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬للمهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬بالمغادرة‭ ‬دون‭ ‬دفع‭ ‬غرامات‭ ‬تأخير‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭...‬

وكانت‭ ‬الدولة‭ ‬قد‭ ‬كثفت‭ ‬مجهوداتها‭ ‬عبر‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬بخصوص‭ ‬تنظيم‭ ‬رحلات‭ ‬جوية‭ ‬مشتركة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭ ‬والسنغال‭. ‬وقد‭ ‬استجابت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأمين‭ ‬رحلات‭ ‬جوية‭ ‬خاصة‭ ‬لنقل‭ ‬مواطنيها‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬العودة‭.‬

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد

رحلة‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬ماي‭ ‬المقبل..   تونس‭ ‬تواصل‭ ‬تأمين‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬لأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء

تواصل‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬تأمين‭ ‬رحلات‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬للأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬المتواجدين‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬بصفة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬نقاط‭ ‬العبور‭ ‬الحدودية‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عمليات‭ ‬منظمة،‭ ‬وكانت‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬قد‭ ‬انطلقت‭ ‬رحلة‭ ‬جديدة‭ ‬لتأمين‭ ‬عودة‭ ‬147‭ ‬مسافرا‭ ‬غينيا‭ ‬عبر‭ ‬مطار‭ ‬تونس‭ ‬قرطاج‭ ‬الدولي‭ ‬بطائرة‭ ‬خاصة‭.‬

وأفاد‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬العميد‭ ‬عماد‭ ‬مماشة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬هي‭ ‬الرابعة‭ ‬للترحيل‭ ‬الطوعي‭ ‬للأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬يغادرون‭ ‬بصفة‭ ‬طوعية‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬تجارية‭ ‬عادية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭.‬

وأضاف‭ ‬مماشة‭ ‬أن‭ ‬إقبال‭ ‬المهاجرين‭ ‬الأفارقة‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬لبلدانهم،‭ ‬يأتي‭ ‬نتاجا‭ ‬لمجهودات‭ ‬الوزارات‭ ‬المتداخلة،‭ ‬والمجهودات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬المخيمات‭ ‬وتجمعات‭ ‬الأفارقة‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬صفاقس‭ ‬وبقية‭ ‬الجهات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬رحلات‭ ‬ترحيل‭ ‬طوعي‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬القادمة‭ ‬بمعدل‭ ‬رحلة‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬ماي‭ ‬القادم‭.‬

وأكد‭ ‬مماشة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬تفكيك‭ ‬المخيمات‭ ‬وتجمعات‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬تتم‭ ‬وفق‭ ‬احترام‭ ‬كامل‭ ‬لمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المهاجرين‭ ‬أصبحت‭ ‬لهم‭ ‬قناعة‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ليست‭ ‬أرض‭ ‬استيطان‭.‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الذي‭ ‬انخرطت‭ ‬فيه‭ ‬تونس‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الأمنية‭ ‬المتكاملة‭ ‬والمجهودات‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مصالح‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمكافحة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬أمام‭ ‬عمليات‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬للأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬المتواجدين‭ ‬ببلادنا‭ ‬بصفة‭ ‬غير‭ ‬نظامية‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬نقاط‭ ‬العبور‭ ‬الحدودية،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬رسمي‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭.‬

وقامت‭ ‬تونس‭ ‬بعدة‭ ‬إجراءات‭ ‬لتسهيل‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬للأفارقة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم،‭ ‬أوجدته‭ ‬كبديل‭ ‬عن‭ ‬الترحيل‭ ‬القسري‭ ‬بهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬أجبرت‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بالأساس‭ ‬باعتبارها‭ ‬مناطق‭ ‬عبور‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭.‬

‭ ‬وتعيش‭ ‬تونس‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬تدفق‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬البلاد‭ ‬والتي‭ ‬تمركزت‭ ‬بصفة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬تابعة‭ ‬لولاية‭ ‬صفاقس‭ ‬مثل‭ ‬العامرة‭ ‬وجبنيانة،‭ ‬أين‭ ‬انتصبت‭ ‬المخيمات‭ ‬التي‭ ‬تأوي‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم‭. ‬والمعلوم‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬الملائمة‭ ‬لتلبية‭ ‬حاجيات‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬ولباس‭ ‬وتأمين‭ ‬الغذاء‭ ‬لهم‭ ‬حتى‭ ‬تسهل‭ ‬عمليات‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬لبلدانهم‭ ‬بصفة‭ ‬منتظمة‭..‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬تمركز‭ ‬الأفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬بجميع‭ ‬هياكلها‭ ‬المتداخلة‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وأهمها‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬متطلبات‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬تذاكر‭ ‬سفر‭ ‬مجانية‭ ‬ومساعدات‭ ‬مالية‭ ‬محدودة‭ ‬للمهاجرين‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم‭ ‬الأصلية‭.‬

كما‭ ‬شملت‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬مثل‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار،‭ ‬وغينيا،‭ ‬ومالي،‭ ‬والسنغال،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين،‭ ‬والتي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الوضعيات‭ ‬والحالات‭ ‬الحقيقية‭ ‬للاجئين‭ ‬وطالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬توطين‭ ‬أو‭ ‬عودة‭ ‬آمنة،‭ ‬كذلك‭ ‬سمحت‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬للمهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬بالمغادرة‭ ‬دون‭ ‬دفع‭ ‬غرامات‭ ‬تأخير‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭...‬

وكانت‭ ‬الدولة‭ ‬قد‭ ‬كثفت‭ ‬مجهوداتها‭ ‬عبر‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬بخصوص‭ ‬تنظيم‭ ‬رحلات‭ ‬جوية‭ ‬مشتركة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭ ‬والسنغال‭. ‬وقد‭ ‬استجابت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأمين‭ ‬رحلات‭ ‬جوية‭ ‬خاصة‭ ‬لنقل‭ ‬مواطنيها‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬العودة‭.‬

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد