-من المنتظر أن يكون عرض فيلم "أم كلثوم" في شهر ديسمبر القادم
-تشرفت بوصول رواياتي إليكم وأفضل نجاح أن ألتقي بكم
تونس – الصباح
في أمسية ثقافية حافلة بالحماس، استقبلت مساء أول أمس الثلاثاء 15 أفريل 2025، قاعة جمعية "صفحات" بباب الأقواس الكاتب المصري أحمد مراد، في زيارة جمعته بجمهوره من محبي الأدب والسينما، ضمن ورشة كتابة بعنوان "القتل للمبتدئين" التي تتواصل إلى غاية يوم 19 من نفس الشهر ضمن مشروع "مساري". جاء اللقاء كفرصة للجمهور للتعرف على رحلة أحد أبرز الأسماء التي نجحت في الجمع بين الأدب المكتوب والمرئي، عبر أعماله الروائية التي تحوّلت إلى ظواهر سينمائية، مثل "تراب الماس" و"الفيل الأزرق".
افتتح أحمد مراد اللقاء بالحديث عن الجولة التي قام بها بين أزقة المدينة العتيقة، فقال: "أحسست بأنّ الدراما موجودة كثيرًا في كل حائط فيها، وشعرت أنّه عليكم أن تستغلوا الفنّ أكثر لأن كل قصة وكل ركن يحمل شيئًا مختلفًا، وأعتقد أن أكثر شيء مفيد للناس أن يمشوا في أماكن قديمة تحمل تراثًا مثل ذلك التراث الذي فيه ألوان وقصص وروايات". ويضيف: "إنها المرة الثانية التي أزور فيها تونس، وكنت قد تجولت في أماكن خارجية فيها جبالًا وبحارًا وصحاري، ولكن هذه المرة هي الأولى التي أتجوّل فيها داخل المدن التي أبهرتني". وفي حديثه مع جمهوره، عبّر مراد عن سعادته الكبيرة بما وصفه بمحبة القارئ التونسي لكتاباته، بقوله: "أنا أتشرف جدًا بأن رواياتي قد وصلت إليكم بشكل ما أو شاهدتم الأفلام، وأفضل نجاح أن ألتقي بكم". وقد أثار اللقاء اهتمام الجمهور الذي وجه للضيف أسئلة دقيقة أبرزت أن لهذا الكاتب قراء يتابعون مسيرته. ففي الجزء المفتوح من اللقاء، طرح الحضور أسئلة متنوعة، تراوحت بين استفسارات عن مصادر إلهامه، وتعليقات على الشخصيات المعقدة في رواياته، مثل "يحيى" في "الفيل الأزرق"، و"نمرة" في "الآخر". لتكون إجابة أحمد مراد بأنه يجد متعة في رسم شخصيات تجعل القارئ يبحث بنفسه عن إجابات، حتى إنه يعمد إلى استفزازه ويُبعده عن الصور النمطية التقليدية، ولم يأتِ هذا التطور في الكتابة والرواية إلا بعد رحلة تفكير وبحث عن ما هو غير تقليدي. وهذا التحوّل جاء أيضًا بعد شعوره بالملل، فقال: "على مدى فترة طويلة عملت كمصور فوتوغرافي، وهذه المدة الزمنية أعطتني زخماً قوياً جدًا وجعلتني أفهم السياسة بشكل ما وأكتب عنها، فحدثت لي حالة من ملل غير طبيعية، فقررت المجازفة بدخول عالم الفنّ".
"الملل جعلني أقوم بالمجازفة"
ويُوضح الكاتب المصري: "أنا أحبّ الخيال جدًا، فنشرت رواية ونجحت جدًا، وبناءً على ذلك تساءلت لماذا نجحت هذه الرواية بالذات أي "رواية الفيل الأزرق"، فهناك روايات كثيرة أفضل منها، وهناك أشخاص يكتبون روايات رعب أفضل مني، فلماذا دخلت هذه مسابقة البوكر؟ فاكتشفت بعد تفكير أنها تحمل خدعة لأنه لم نعرف بأنّ هناك جنًّا إلا في نصف الرواية، وبالتالي أحسست أنّ هذه المسألة هي الحاجز الوحيد بيني وبين القراء الكبار الذين ينظرون للجنّ على أنه شيء ما". ويضيف: "من هنا بدأت أعبر قليلاً هذا العالم وجعلت القارئ يشعر بالقصة"، فكانت "الرحلة لطيفة جدًا في رواية "الفيل الأزرق" وفيها كواليس بعيدة المدى عن أي رحلة ثانية خضتها للرواية، ولكن بالنسبة لي أنا لم يظهر عندي إلا في رواية "أبو الهول".
ومن الأسئلة التي وُجهت إلى أحمد مراد تلك التي كانت بخصوص مدى تدخل المخرج مروان حامد في فكرة النص الأصلي بما أنّ الكاتب له رؤيته الفلسفية ونظرته في ما يروي، فكان ردّه بأنّ "من يكتب الرواية ويكتب للسينما يعرف جيدًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين الاثنين. ففي الرواية أكون مع نفسي تمامًا أي أنا ربّ العمل، ولكن في السينما يجب أن أتقبل وجود الآخر، بأن هناك من ينجز الموسيقى والمونتاج وهناك المخرج ينظر للعمل ككل"، وبالتالي "من اللازم أن يكون هنالك إحساس بالتعاون أولًا. وثانيًا أعتبر أنّ التدخل في الرؤية لا يوجد فيه إشكال أبدًا طالما أنّه سيقول شيئًا أصحّ مما قلته، أي أنه طالما أننا نبحث عن الأفضل". وعن ما اكتشفه في تجواله بين أزقة المدينة العتيقة واستماعه لحكايات الناس، كان السؤال من إحدى الحاضرات عن إمكانية أن تكون لهذه القصص مكانة في إحدى روايات أحمد مراد، فكانت إجابته لها: "لا تستبعدي ذلك أبدًا، فالحاجات التي استلهمها في كتاباتي يكون منبعها بشكل كبير أني مررت بشيء أو بقصص استرعت انتباهي. فأنا قلت للفريق الذي أعمل معه في ورشة الكتابة بأنهم محظوظون لأن لديكم مدينة درامية فيها تاريخ وقصص كبيرة".
بصمة "السيناريست" في الكتابة
وعن فيلم "أم كلثوم" وبصمة "السيناريست" في الكتابة لشخصية معروفة تاريخها، كان من ضمن الأسئلة التي تمّ طرحها على الكاتب المصري الذي ردّ بأن "جمال السينما أنها تحكي الأمور من خلال زاوية ضيقة جدًا في حياة أي شخصية مهمة، أي يمكن البحث عن بعض الزوايا التي لم يتم التطرق إليها، أو يمكن أن تُركز على تفصيل معين لم يتحدث عنه أي أحد وتقوم بالتمطيط في الزمن وتحدث مشاعر مهمة جدًا في لحظة زمنية". وأضاف أحمد مراد أن "جمال السينما أيضًا أنها تخلق لحظة صغيرة جدًا وتفردها على عدد من الدقائق وتجعل الناس تفهم وطأة هذه اللحظة على واقع ما، فالزوايا كثيرة التي ممكن أن تحكي فيها عن أم كلثوم، كزاوية الغناء، أو السياسة أو كسيدة في مجتمع ذكوري... فمخطئ من يعتبر حكايات أم كلثوم قد انتهت"، مضيفًا أنّ "من المنتظر أن يكون عرض الفيلم في شهر ديسمبر القادم".
الرؤية الفلسفية لأحمد مراد
وفي ما يخص مدى حرص الكاتب أحمد مراد في الالتزام بحيثيات التاريخ، ردّ بطريقة فكاهية: "أنا يهمني بصراحة أن أشوّه التاريخ، فالتاريخ بالنسبة لي هو رواية ما، يعني أنه لا يمكن أن نمسكه ونقول بأن هذا التاريخ الحقيقي ولا أحد يؤكد ذلك، ولنا في قصص الربيع العربي حكايات مختلفة تمامًا". وأضاف: "في التاريخ بقع وفراغات كبيرة جدًا، فأدخل أنا فيها وأتخيلها كيف حدثت، هذا أولًا. وثانيًا، أنا أعتبر أن الفن إذا لم يقدر على تزويج مسألتين بعيدتين عن بعضهما البعض ويخلق لها رؤية جديدة فإنه سيكون لدينا مشكلة. فالفن يجب أن يكون حرًا جدًا... وليس من واجبه الالتزام بالأحداث، بل بالعكس الدراما مطالبة بالمبالغة، وكلمة المبالغة تعني أن "أزوّد" في الأحداث أشياء عن طبيعتنا في الحياة العادية". وفي إجابة عن سؤال حول رؤية أحمد مراد الفلسفية وإن كانت ليست أجزاء لفكرة وحيدة يعبر عنها بكتاباته وتحت غطاء الدراما، أجاب: "هذا صحيح، فأنا يكون لدي دائمًا فكرة موجودة، ولكن ما أريد قوله أني لا أقدم حلًّا، فلا أطرح في الآخر أني أريد أن أصل إلى مسألة ما، أنا أريد أن يكون لي مع القارئ التزام بأن أطرح عليك سؤالًا، والإجابة عندما تصل داخلك تبدأ بالارتباك، وأحاول أن أكون مزعجًا وأحاول أن أصدمه بعدة أفكار". وأضاف: "أنا أشعر أن هذا أكثر حسّ روائي يجب أن يضعه الشخص داخله وهو يشتغل. فالرواية التي تقدّم لك ما تعرفه وتؤكد لك ما تعرفه ليس لها معنى، وهذا الخط الذي أعمل فيه. والإزعاج يعني أني اختبرت أفكارك".
وانتهى اللقاء بتوقيع الكاتب نسخًا من أعماله للحضور، وسط أجواء مميزة. فزيارة أحمد مراد لم تكن مجرد لقاء أدبي، بل كانت محطة ثقافية تذكّر بأهمية الحوار بين المبدع وجمهوره في زمن تهدده العزلة الرقمية. عبر كلماته، أثبت الكاتب أن الرواية يمكنها أن تكون جسرًا بين الماضي والحاضر، وبين الفرد والجماعة، دون أن تفقد بريقها كفنٍّ قادر على إثارة الأسئلة الصعبة.
إيمان عبد اللطيف
-من المنتظر أن يكون عرض فيلم "أم كلثوم" في شهر ديسمبر القادم
-تشرفت بوصول رواياتي إليكم وأفضل نجاح أن ألتقي بكم
تونس – الصباح
في أمسية ثقافية حافلة بالحماس، استقبلت مساء أول أمس الثلاثاء 15 أفريل 2025، قاعة جمعية "صفحات" بباب الأقواس الكاتب المصري أحمد مراد، في زيارة جمعته بجمهوره من محبي الأدب والسينما، ضمن ورشة كتابة بعنوان "القتل للمبتدئين" التي تتواصل إلى غاية يوم 19 من نفس الشهر ضمن مشروع "مساري". جاء اللقاء كفرصة للجمهور للتعرف على رحلة أحد أبرز الأسماء التي نجحت في الجمع بين الأدب المكتوب والمرئي، عبر أعماله الروائية التي تحوّلت إلى ظواهر سينمائية، مثل "تراب الماس" و"الفيل الأزرق".
افتتح أحمد مراد اللقاء بالحديث عن الجولة التي قام بها بين أزقة المدينة العتيقة، فقال: "أحسست بأنّ الدراما موجودة كثيرًا في كل حائط فيها، وشعرت أنّه عليكم أن تستغلوا الفنّ أكثر لأن كل قصة وكل ركن يحمل شيئًا مختلفًا، وأعتقد أن أكثر شيء مفيد للناس أن يمشوا في أماكن قديمة تحمل تراثًا مثل ذلك التراث الذي فيه ألوان وقصص وروايات". ويضيف: "إنها المرة الثانية التي أزور فيها تونس، وكنت قد تجولت في أماكن خارجية فيها جبالًا وبحارًا وصحاري، ولكن هذه المرة هي الأولى التي أتجوّل فيها داخل المدن التي أبهرتني". وفي حديثه مع جمهوره، عبّر مراد عن سعادته الكبيرة بما وصفه بمحبة القارئ التونسي لكتاباته، بقوله: "أنا أتشرف جدًا بأن رواياتي قد وصلت إليكم بشكل ما أو شاهدتم الأفلام، وأفضل نجاح أن ألتقي بكم". وقد أثار اللقاء اهتمام الجمهور الذي وجه للضيف أسئلة دقيقة أبرزت أن لهذا الكاتب قراء يتابعون مسيرته. ففي الجزء المفتوح من اللقاء، طرح الحضور أسئلة متنوعة، تراوحت بين استفسارات عن مصادر إلهامه، وتعليقات على الشخصيات المعقدة في رواياته، مثل "يحيى" في "الفيل الأزرق"، و"نمرة" في "الآخر". لتكون إجابة أحمد مراد بأنه يجد متعة في رسم شخصيات تجعل القارئ يبحث بنفسه عن إجابات، حتى إنه يعمد إلى استفزازه ويُبعده عن الصور النمطية التقليدية، ولم يأتِ هذا التطور في الكتابة والرواية إلا بعد رحلة تفكير وبحث عن ما هو غير تقليدي. وهذا التحوّل جاء أيضًا بعد شعوره بالملل، فقال: "على مدى فترة طويلة عملت كمصور فوتوغرافي، وهذه المدة الزمنية أعطتني زخماً قوياً جدًا وجعلتني أفهم السياسة بشكل ما وأكتب عنها، فحدثت لي حالة من ملل غير طبيعية، فقررت المجازفة بدخول عالم الفنّ".
"الملل جعلني أقوم بالمجازفة"
ويُوضح الكاتب المصري: "أنا أحبّ الخيال جدًا، فنشرت رواية ونجحت جدًا، وبناءً على ذلك تساءلت لماذا نجحت هذه الرواية بالذات أي "رواية الفيل الأزرق"، فهناك روايات كثيرة أفضل منها، وهناك أشخاص يكتبون روايات رعب أفضل مني، فلماذا دخلت هذه مسابقة البوكر؟ فاكتشفت بعد تفكير أنها تحمل خدعة لأنه لم نعرف بأنّ هناك جنًّا إلا في نصف الرواية، وبالتالي أحسست أنّ هذه المسألة هي الحاجز الوحيد بيني وبين القراء الكبار الذين ينظرون للجنّ على أنه شيء ما". ويضيف: "من هنا بدأت أعبر قليلاً هذا العالم وجعلت القارئ يشعر بالقصة"، فكانت "الرحلة لطيفة جدًا في رواية "الفيل الأزرق" وفيها كواليس بعيدة المدى عن أي رحلة ثانية خضتها للرواية، ولكن بالنسبة لي أنا لم يظهر عندي إلا في رواية "أبو الهول".
ومن الأسئلة التي وُجهت إلى أحمد مراد تلك التي كانت بخصوص مدى تدخل المخرج مروان حامد في فكرة النص الأصلي بما أنّ الكاتب له رؤيته الفلسفية ونظرته في ما يروي، فكان ردّه بأنّ "من يكتب الرواية ويكتب للسينما يعرف جيدًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين الاثنين. ففي الرواية أكون مع نفسي تمامًا أي أنا ربّ العمل، ولكن في السينما يجب أن أتقبل وجود الآخر، بأن هناك من ينجز الموسيقى والمونتاج وهناك المخرج ينظر للعمل ككل"، وبالتالي "من اللازم أن يكون هنالك إحساس بالتعاون أولًا. وثانيًا أعتبر أنّ التدخل في الرؤية لا يوجد فيه إشكال أبدًا طالما أنّه سيقول شيئًا أصحّ مما قلته، أي أنه طالما أننا نبحث عن الأفضل". وعن ما اكتشفه في تجواله بين أزقة المدينة العتيقة واستماعه لحكايات الناس، كان السؤال من إحدى الحاضرات عن إمكانية أن تكون لهذه القصص مكانة في إحدى روايات أحمد مراد، فكانت إجابته لها: "لا تستبعدي ذلك أبدًا، فالحاجات التي استلهمها في كتاباتي يكون منبعها بشكل كبير أني مررت بشيء أو بقصص استرعت انتباهي. فأنا قلت للفريق الذي أعمل معه في ورشة الكتابة بأنهم محظوظون لأن لديكم مدينة درامية فيها تاريخ وقصص كبيرة".
بصمة "السيناريست" في الكتابة
وعن فيلم "أم كلثوم" وبصمة "السيناريست" في الكتابة لشخصية معروفة تاريخها، كان من ضمن الأسئلة التي تمّ طرحها على الكاتب المصري الذي ردّ بأن "جمال السينما أنها تحكي الأمور من خلال زاوية ضيقة جدًا في حياة أي شخصية مهمة، أي يمكن البحث عن بعض الزوايا التي لم يتم التطرق إليها، أو يمكن أن تُركز على تفصيل معين لم يتحدث عنه أي أحد وتقوم بالتمطيط في الزمن وتحدث مشاعر مهمة جدًا في لحظة زمنية". وأضاف أحمد مراد أن "جمال السينما أيضًا أنها تخلق لحظة صغيرة جدًا وتفردها على عدد من الدقائق وتجعل الناس تفهم وطأة هذه اللحظة على واقع ما، فالزوايا كثيرة التي ممكن أن تحكي فيها عن أم كلثوم، كزاوية الغناء، أو السياسة أو كسيدة في مجتمع ذكوري... فمخطئ من يعتبر حكايات أم كلثوم قد انتهت"، مضيفًا أنّ "من المنتظر أن يكون عرض الفيلم في شهر ديسمبر القادم".
الرؤية الفلسفية لأحمد مراد
وفي ما يخص مدى حرص الكاتب أحمد مراد في الالتزام بحيثيات التاريخ، ردّ بطريقة فكاهية: "أنا يهمني بصراحة أن أشوّه التاريخ، فالتاريخ بالنسبة لي هو رواية ما، يعني أنه لا يمكن أن نمسكه ونقول بأن هذا التاريخ الحقيقي ولا أحد يؤكد ذلك، ولنا في قصص الربيع العربي حكايات مختلفة تمامًا". وأضاف: "في التاريخ بقع وفراغات كبيرة جدًا، فأدخل أنا فيها وأتخيلها كيف حدثت، هذا أولًا. وثانيًا، أنا أعتبر أن الفن إذا لم يقدر على تزويج مسألتين بعيدتين عن بعضهما البعض ويخلق لها رؤية جديدة فإنه سيكون لدينا مشكلة. فالفن يجب أن يكون حرًا جدًا... وليس من واجبه الالتزام بالأحداث، بل بالعكس الدراما مطالبة بالمبالغة، وكلمة المبالغة تعني أن "أزوّد" في الأحداث أشياء عن طبيعتنا في الحياة العادية". وفي إجابة عن سؤال حول رؤية أحمد مراد الفلسفية وإن كانت ليست أجزاء لفكرة وحيدة يعبر عنها بكتاباته وتحت غطاء الدراما، أجاب: "هذا صحيح، فأنا يكون لدي دائمًا فكرة موجودة، ولكن ما أريد قوله أني لا أقدم حلًّا، فلا أطرح في الآخر أني أريد أن أصل إلى مسألة ما، أنا أريد أن يكون لي مع القارئ التزام بأن أطرح عليك سؤالًا، والإجابة عندما تصل داخلك تبدأ بالارتباك، وأحاول أن أكون مزعجًا وأحاول أن أصدمه بعدة أفكار". وأضاف: "أنا أشعر أن هذا أكثر حسّ روائي يجب أن يضعه الشخص داخله وهو يشتغل. فالرواية التي تقدّم لك ما تعرفه وتؤكد لك ما تعرفه ليس لها معنى، وهذا الخط الذي أعمل فيه. والإزعاج يعني أني اختبرت أفكارك".
وانتهى اللقاء بتوقيع الكاتب نسخًا من أعماله للحضور، وسط أجواء مميزة. فزيارة أحمد مراد لم تكن مجرد لقاء أدبي، بل كانت محطة ثقافية تذكّر بأهمية الحوار بين المبدع وجمهوره في زمن تهدده العزلة الرقمية. عبر كلماته، أثبت الكاتب أن الرواية يمكنها أن تكون جسرًا بين الماضي والحاضر، وبين الفرد والجماعة، دون أن تفقد بريقها كفنٍّ قادر على إثارة الأسئلة الصعبة.