إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

العلاقة بين المُرَبّي و المُرَبَّى.. حدودها وضوابطها وشروط نجاحها؟

 

 

 

بقلم: ريم بالخذيري

أعادت الحادثة المأساوية لإقدام أستاذ على الانتحار بسبب ما قيل أنه تنمّر على شخصه من طرف تلاميذ منهم من درّسهم ومنهم من لا يزال يدرّسهم. الجدل حول علاقة المربي بتلاميذه والتي ساءت بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة بلغت حدّ الاعتداء الجسدي من تلاميذ على معلّميهم و أساتذتهم .إضافة إلى تبادل العراك والشتائم في أكثر من مناسبة وداخل الأقسام والمؤسسات التربوية بين الطرفين. وهذا ما نزع عن هذه العلاقة القدسية التي ميزتها منذ القدم .

والعلاقة السيئة والمتوترة لم تعد حكرا على الفضاءات التربوية بين المعلّم والمتعلّم بل أصبحت ظاهرة خطيرة على المجتمع تضررت منها الأسرة حيث يشكو الأولياء من صعوبة التواصل مع أبنائهم لحد التمرّد عليهم . كما تضررت منها الفضاءات الرياضية والثقافية ووسائل النقل والأماكن العامة. فالمربّي حاد في بعض الأحيان عن مهمته والمُرَبَّى لم يعد يلتزم الاحترام والطاعة وكأنه يريد تحويل العلاقة العمودية التعليمية والتربوية بين الطرفين إلى علاقة أفقية يتساوى فيها المعلم والتلميذ والابن والوالدين والرياضي ومدربه .

فما هو مفهوم العلاقة بين المُرَبّي والمُرَبَّى؟ وما هي حدودها وضوابطها وشروط نجاحها؟

العلاقة بين الطّرفين المذكورين هي ملخّص للعلاقة الإنسانية منذ نشأتها حيث تقوم دوما على متعلّم أو مربّي ومتلقّي أو تلميذ. بل إن هذه العلاقة تحكم كل الكائنات في الأرض وهكذا تطوّرت المعرفة وأنشأت الأسر والقبائل والشعوب. فالقبيلة أول تنظّم بشري في التاريخ تقوم على زعيم عادة ما يكون الأكبر سنا والأكثر تجربة وهو يلعب دور المعلّم والموجّه ويحظى باحترام كبير يصل حدّ التقديس عند بعض القبائل.

وقد أطلق الصينيون منذ القدم لفظ "معلّم" ومتجذّر في الثقافة الصينية ويعني "المرشد"أيضا. ويتألف اللفظ (Lǎoshī) من جزأين هما Lǎo وتعني "قديم" أو "مُوقّر"، وهي تُستخدم كعلامة احترام. و Shī وتعني "المعلّم" أو "الخبير"، وتشير إلى شخص يتمتع بمعرفة أو مهارات يُحتذى بها.

ويُعتبر المعلّم رمزًا للمعرفة والسلطة الأخلاقية. والكلمة لا تطلق فقط على المدرّسين في المدارس، بل أيضًا للإشارة إلى المدربين والمرشدين، وحتى الأشخاص الذين يمتلكون خبرة واسعة في مجال معين والمؤثرون في محيطهم. وفي المحادثات اليومية للصينيين يُمكن أن يُضاف اللقب إلى اسم الشخص للإشارة إلى الاحترام مثلما تستعمل عديد الشعوب كلمة"سيّد"ويعود هذا الاحترام إلى الفلسفة الكونفوشيوسية التي تضع التعليم في قلب بناء المجتمع.

كما يشير المصطلح أيضًا إلى العلاقة التربوية الخاصة التي تجمع المعلّم بالمتعلمين، حيث يبرز دور المعلّم كمرشد أخلاقي ومعرفي وقدوة.

وبالتالي، لفظ المعلّم أو "老师" في الثقافة الصينية يحمل معاني أعمق من مجرد وصف وظيفي، ليعكس منظومة متكاملة من الاحترام والتقدير لدوره في حياة الفرد والمجتمع.

وفي الثقافة العربية الإسلامية يُستخدم مصطلح "الشيخ" للإشارة إلى شخص ذي خبرة وحكمة، ويمنح للأفراد الذين بلغوا مكانة دينية أو اجتماعية عالية. وهو يعدّ رمزًا للعلم والاحترام، ويُستخدم للإشارة إلى العلماء والقادة وهو مرادف للفظ "الإمام" الذي يؤتمّ به عند بعض الشعوب.

يرتبط المصطلح في الأصل بالشخص المتفقّه دينيا والخبير في الطب والفلسفة والرياضيات (الشيخ الغزالي مثالا). وبالتالي فلفظ "الشيخ" ليس فقط علامة على السن بل أيضًا على الخبرة والعلم .

والشيخ في المجتمعات العربية والإسلامية، يُطلق أيضا على كبار السن الذين يُحترمون لأعمارهم الطويلة وتجاربهم الحياتية. وهؤلاء الأشخاص يُنظر إليهم على أنهم حكماء في الأسرة أو المجتمع ويُستشارون في الأمور المختلفة.

وإجمالًا، فإن مفهوم "الشيخ" في الثقافة العربية الإسلامية قد ارتبط ارتباطا وثيقا بالتعليم الديني والعلوم المرتبطة به.

ومع ظهور التعليم بمفهومه الحديث انحسر لفظ "الشيخ" في المساجد وحلقات التعليم الديني وتحفيظ القرآن وظهر لفظ "المعلّم" و"الأستاذ" و"المدرّب" الذي أنشئت له المدارس والمعاهد و قاعات الرياضة والموسيقى والمسرح وكلها فضاءات تحكمها لا علاقة المعلم بالتلميذ وإنما علاقة أعمق هي علاقة المُرَبّي بالمُرَبَّى والتي تجمع إلى جانب التعليم التربية.

الوالدين أصل التربية والتعليم

الوالدان في كل الحضارات وعند كل الشعوب يُعتبران الركيزة الأساسية للتربية والتعليم وهما منطلق ومنتهى العملية برمتها، وهما أول معلم في حياة الطفل، ويبقيان كذلك في مختلف المحطات التي يمرّ بها حيث يتعلمون القيم الأساسية، مثل احترام الآخرين وكيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية، ويتعلمون المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة ومختلف الهوايات والمهارات. وبالتالي فالتربية والتعليم لا يقتصران فقط على المعرفة العلمية بل يمتدان أيضًا إلى بناء الشخصية وتعلم ثقافة الاعتماد على الذات. حيث تؤكد الأبحاث التربوية على أن بيئة الأسرة توفر للأطفال دعمًا عاطفيًا، وتساهم في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشاكل، وهو ما ينعكس على نتائجهم التعليمية.

والعلاقة بين الوالدين وأطفالهم يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم والدعم العاطفي. ومن دعائمها أن يشعر الطفل بحب والديه له دون شروط أو مقابل. وهو ما يعزز من ثقته بنفسه ويمنحه شعورًا بالأمان العاطفي.

غير أن نسق الحياة السريع وعمل الوالدين أضرّ كثيرا بهذه العلاقة حتى أن كثيرا من الأولياء استقالوا دون أن يشعروا من مهامهم الأساسية تجاه أبنائهم وأصبحت العلاقة بينهم منحسرة في المتطلبات الحياتية اليومية وتركوا كراسيهم فارغة على أمل أن يملؤها المعلمون .

وهنا لابدّ من التذكير بغياب الحوار في الأسر التونسية ونذكّر بالدراسة التي أعدتها المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط في سنة 2023 والتي خلصت إلى أن 80 بالمائة من الأولياء لا يتحاورون بتاتا مع أبنائهم و 10 بالمائة يتحاورون أحيانا مقابل 10 بالمائة فقط يتحدثون ويحاورون يوميا أبناءهم.

المعلم و المدرب

العلاقة بين المعلم والمتعلم هي علاقة معقدة ومتنوعة، لكنها تتطلب الاحترام المتبادل والتحفيز والعدالة، والقدرة على التوجيه وهي أساس العلاقة الناجحة بين الطرفين.

فبعد خروج الطفل من منزل العائلة يلتقي مباشرة مع معلمه أو أستاذه في المدرسة أو المعهد كما يلتقي مدربه في الرياضة التي يمارسها أو الهواية التي يزاولها بالتالي لابد أن يكون متشبّعا في العائلة بروح الاحترام فهم العلاقة الصحيحة مع من ذكرنا .

وتشير الدراسات إلى أن الطفل يقضي سنويا ما لا يقل عن 2000 ساعة في علاقة مباشرة مع معلمه ونصفها مع مدربه وبالتالي فهو في علاقة بهما أكثر من عائلته. ومن هنا تأتي أهمية أن تبنى هذه العلاقة على الاحترام و على أسس علمية.

ولابد من الاعتراف بأن العلاقة بين المربين وتلاميذهم في تونس شهدت انتكاسة كبيرة منذ سنوات بسبب التقصير العائلي في الإحاطة بالأطفال وبسبب طغيان الدروس الخصوصية والاتّجار بالتعليم وحتى التدريبات وصقل المواهب فهي كلها أصبحت خاضعة لمن يدفع أكثر. وبالتالي اهتزت صورة المربي في ذهن الطفل. وتحول الى رهين لسلطة المال بعد أن كان سيد معرفته.

وهذه العلاقة الهجينة المربون أنفسهم مساهمون في صنعها .

وعلى الجميع العمل على عودة العلاقة الكلاسيكية وذلك باستعادة الوالدين لدورهما الحقيقي و فرض المربي هيبته من جديد عبر فصل التجاري عن العلمي في العملية التربوية.

أرقام تلخّص الظاهرة:

* نحو 2 مليون و354 ألفًا و820 تلميذًا في تونس سنة 2024.

* يبلغ العدد الإجمالي للمدرسين 154 ألفًا و779 مدرسًا في مختلف المراحل التعليمية.

* نحو 250,000 طالب جامعي في الجامعات التونسية، بين القطاعين العام والخاص.

 *أكثر من 68 بالمائة من الأطفال بين 7 و14 سنة لا يمتلكون المهارات الأساسية في الحساب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 العلاقة بين المُرَبّي و المُرَبَّى..   حدودها وضوابطها وشروط نجاحها؟

 

 

 

بقلم: ريم بالخذيري

أعادت الحادثة المأساوية لإقدام أستاذ على الانتحار بسبب ما قيل أنه تنمّر على شخصه من طرف تلاميذ منهم من درّسهم ومنهم من لا يزال يدرّسهم. الجدل حول علاقة المربي بتلاميذه والتي ساءت بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة بلغت حدّ الاعتداء الجسدي من تلاميذ على معلّميهم و أساتذتهم .إضافة إلى تبادل العراك والشتائم في أكثر من مناسبة وداخل الأقسام والمؤسسات التربوية بين الطرفين. وهذا ما نزع عن هذه العلاقة القدسية التي ميزتها منذ القدم .

والعلاقة السيئة والمتوترة لم تعد حكرا على الفضاءات التربوية بين المعلّم والمتعلّم بل أصبحت ظاهرة خطيرة على المجتمع تضررت منها الأسرة حيث يشكو الأولياء من صعوبة التواصل مع أبنائهم لحد التمرّد عليهم . كما تضررت منها الفضاءات الرياضية والثقافية ووسائل النقل والأماكن العامة. فالمربّي حاد في بعض الأحيان عن مهمته والمُرَبَّى لم يعد يلتزم الاحترام والطاعة وكأنه يريد تحويل العلاقة العمودية التعليمية والتربوية بين الطرفين إلى علاقة أفقية يتساوى فيها المعلم والتلميذ والابن والوالدين والرياضي ومدربه .

فما هو مفهوم العلاقة بين المُرَبّي والمُرَبَّى؟ وما هي حدودها وضوابطها وشروط نجاحها؟

العلاقة بين الطّرفين المذكورين هي ملخّص للعلاقة الإنسانية منذ نشأتها حيث تقوم دوما على متعلّم أو مربّي ومتلقّي أو تلميذ. بل إن هذه العلاقة تحكم كل الكائنات في الأرض وهكذا تطوّرت المعرفة وأنشأت الأسر والقبائل والشعوب. فالقبيلة أول تنظّم بشري في التاريخ تقوم على زعيم عادة ما يكون الأكبر سنا والأكثر تجربة وهو يلعب دور المعلّم والموجّه ويحظى باحترام كبير يصل حدّ التقديس عند بعض القبائل.

وقد أطلق الصينيون منذ القدم لفظ "معلّم" ومتجذّر في الثقافة الصينية ويعني "المرشد"أيضا. ويتألف اللفظ (Lǎoshī) من جزأين هما Lǎo وتعني "قديم" أو "مُوقّر"، وهي تُستخدم كعلامة احترام. و Shī وتعني "المعلّم" أو "الخبير"، وتشير إلى شخص يتمتع بمعرفة أو مهارات يُحتذى بها.

ويُعتبر المعلّم رمزًا للمعرفة والسلطة الأخلاقية. والكلمة لا تطلق فقط على المدرّسين في المدارس، بل أيضًا للإشارة إلى المدربين والمرشدين، وحتى الأشخاص الذين يمتلكون خبرة واسعة في مجال معين والمؤثرون في محيطهم. وفي المحادثات اليومية للصينيين يُمكن أن يُضاف اللقب إلى اسم الشخص للإشارة إلى الاحترام مثلما تستعمل عديد الشعوب كلمة"سيّد"ويعود هذا الاحترام إلى الفلسفة الكونفوشيوسية التي تضع التعليم في قلب بناء المجتمع.

كما يشير المصطلح أيضًا إلى العلاقة التربوية الخاصة التي تجمع المعلّم بالمتعلمين، حيث يبرز دور المعلّم كمرشد أخلاقي ومعرفي وقدوة.

وبالتالي، لفظ المعلّم أو "老师" في الثقافة الصينية يحمل معاني أعمق من مجرد وصف وظيفي، ليعكس منظومة متكاملة من الاحترام والتقدير لدوره في حياة الفرد والمجتمع.

وفي الثقافة العربية الإسلامية يُستخدم مصطلح "الشيخ" للإشارة إلى شخص ذي خبرة وحكمة، ويمنح للأفراد الذين بلغوا مكانة دينية أو اجتماعية عالية. وهو يعدّ رمزًا للعلم والاحترام، ويُستخدم للإشارة إلى العلماء والقادة وهو مرادف للفظ "الإمام" الذي يؤتمّ به عند بعض الشعوب.

يرتبط المصطلح في الأصل بالشخص المتفقّه دينيا والخبير في الطب والفلسفة والرياضيات (الشيخ الغزالي مثالا). وبالتالي فلفظ "الشيخ" ليس فقط علامة على السن بل أيضًا على الخبرة والعلم .

والشيخ في المجتمعات العربية والإسلامية، يُطلق أيضا على كبار السن الذين يُحترمون لأعمارهم الطويلة وتجاربهم الحياتية. وهؤلاء الأشخاص يُنظر إليهم على أنهم حكماء في الأسرة أو المجتمع ويُستشارون في الأمور المختلفة.

وإجمالًا، فإن مفهوم "الشيخ" في الثقافة العربية الإسلامية قد ارتبط ارتباطا وثيقا بالتعليم الديني والعلوم المرتبطة به.

ومع ظهور التعليم بمفهومه الحديث انحسر لفظ "الشيخ" في المساجد وحلقات التعليم الديني وتحفيظ القرآن وظهر لفظ "المعلّم" و"الأستاذ" و"المدرّب" الذي أنشئت له المدارس والمعاهد و قاعات الرياضة والموسيقى والمسرح وكلها فضاءات تحكمها لا علاقة المعلم بالتلميذ وإنما علاقة أعمق هي علاقة المُرَبّي بالمُرَبَّى والتي تجمع إلى جانب التعليم التربية.

الوالدين أصل التربية والتعليم

الوالدان في كل الحضارات وعند كل الشعوب يُعتبران الركيزة الأساسية للتربية والتعليم وهما منطلق ومنتهى العملية برمتها، وهما أول معلم في حياة الطفل، ويبقيان كذلك في مختلف المحطات التي يمرّ بها حيث يتعلمون القيم الأساسية، مثل احترام الآخرين وكيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية، ويتعلمون المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة ومختلف الهوايات والمهارات. وبالتالي فالتربية والتعليم لا يقتصران فقط على المعرفة العلمية بل يمتدان أيضًا إلى بناء الشخصية وتعلم ثقافة الاعتماد على الذات. حيث تؤكد الأبحاث التربوية على أن بيئة الأسرة توفر للأطفال دعمًا عاطفيًا، وتساهم في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشاكل، وهو ما ينعكس على نتائجهم التعليمية.

والعلاقة بين الوالدين وأطفالهم يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم والدعم العاطفي. ومن دعائمها أن يشعر الطفل بحب والديه له دون شروط أو مقابل. وهو ما يعزز من ثقته بنفسه ويمنحه شعورًا بالأمان العاطفي.

غير أن نسق الحياة السريع وعمل الوالدين أضرّ كثيرا بهذه العلاقة حتى أن كثيرا من الأولياء استقالوا دون أن يشعروا من مهامهم الأساسية تجاه أبنائهم وأصبحت العلاقة بينهم منحسرة في المتطلبات الحياتية اليومية وتركوا كراسيهم فارغة على أمل أن يملؤها المعلمون .

وهنا لابدّ من التذكير بغياب الحوار في الأسر التونسية ونذكّر بالدراسة التي أعدتها المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط في سنة 2023 والتي خلصت إلى أن 80 بالمائة من الأولياء لا يتحاورون بتاتا مع أبنائهم و 10 بالمائة يتحاورون أحيانا مقابل 10 بالمائة فقط يتحدثون ويحاورون يوميا أبناءهم.

المعلم و المدرب

العلاقة بين المعلم والمتعلم هي علاقة معقدة ومتنوعة، لكنها تتطلب الاحترام المتبادل والتحفيز والعدالة، والقدرة على التوجيه وهي أساس العلاقة الناجحة بين الطرفين.

فبعد خروج الطفل من منزل العائلة يلتقي مباشرة مع معلمه أو أستاذه في المدرسة أو المعهد كما يلتقي مدربه في الرياضة التي يمارسها أو الهواية التي يزاولها بالتالي لابد أن يكون متشبّعا في العائلة بروح الاحترام فهم العلاقة الصحيحة مع من ذكرنا .

وتشير الدراسات إلى أن الطفل يقضي سنويا ما لا يقل عن 2000 ساعة في علاقة مباشرة مع معلمه ونصفها مع مدربه وبالتالي فهو في علاقة بهما أكثر من عائلته. ومن هنا تأتي أهمية أن تبنى هذه العلاقة على الاحترام و على أسس علمية.

ولابد من الاعتراف بأن العلاقة بين المربين وتلاميذهم في تونس شهدت انتكاسة كبيرة منذ سنوات بسبب التقصير العائلي في الإحاطة بالأطفال وبسبب طغيان الدروس الخصوصية والاتّجار بالتعليم وحتى التدريبات وصقل المواهب فهي كلها أصبحت خاضعة لمن يدفع أكثر. وبالتالي اهتزت صورة المربي في ذهن الطفل. وتحول الى رهين لسلطة المال بعد أن كان سيد معرفته.

وهذه العلاقة الهجينة المربون أنفسهم مساهمون في صنعها .

وعلى الجميع العمل على عودة العلاقة الكلاسيكية وذلك باستعادة الوالدين لدورهما الحقيقي و فرض المربي هيبته من جديد عبر فصل التجاري عن العلمي في العملية التربوية.

أرقام تلخّص الظاهرة:

* نحو 2 مليون و354 ألفًا و820 تلميذًا في تونس سنة 2024.

* يبلغ العدد الإجمالي للمدرسين 154 ألفًا و779 مدرسًا في مختلف المراحل التعليمية.

* نحو 250,000 طالب جامعي في الجامعات التونسية، بين القطاعين العام والخاص.

 *أكثر من 68 بالمائة من الأطفال بين 7 و14 سنة لا يمتلكون المهارات الأساسية في الحساب.