لن نقاطع معرض تونس الدولي للكتاب رغم خلافنا العميق مع مديره التنفيذي
طالبنا الوزارة بإعادة أيام قرطاج الشعرية وتمكين الفروع من مقرات خاصة بها
*باب استعادة العضوية مفتوح لكل الأعضاء وفق الشروط القانونية والأخلاقية لذلك
*نراهن اليوم على كسب رهان النشر الرقمي لإصدارات أعضاء الاتحاد
*لن أترشح للمؤتمر القادم للاتحاد وهذه رسالتي للهيئة التي سيتم انتخابها
حوار: محسن بن أحمد
تونس - الصباح
عاشت الساحة الأدبية والثقافية على امتداد الأيام الماضية حالة من التوتر، عشية استلام الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين لمراسلة من وزارة الثقافة تضمنت طلباً بخصوص ضرورة تسليم المقر الاجتماعي للاتحاد. هذه الحالة سرعان ما تم تطويقها بعد تخلي الوزارة عن هذا الطلب، وقد استقبلت وزيرة الشؤون الثقافية، أمينة الصرارفي، يوم الجمعة وفداً من الاتحاد يتقدمه رئيسه، الدكتور عادل خضر، وتم التطرق خلال اللقاء إلى العديد من الإشكاليات التي يعاني منها ويعيشها اتحاد الكتاب.
وفي حديثنا معه، كشف الدكتور عادل خضر، رئيس اتحاد الكتاب التونسيين لـ"الصباح"، عن مخرجات هذا اللقاء الذي اعتبره إيجابياً، خاصة بعد طي صفحة الخلاف بخصوص المقر الاجتماعي للاتحاد نهائياً.
وعن مخرجات اللقاء مع وزيرة الشؤون الثقافية ، أكد الدكتور عادل خضر أن الاجتماع كان إيجابياً بشكل كبير ولافت، حيث شهد تبادل الآراء حول العديد من الإشكاليات التي يعاني منها الاتحاد. وقد تفاعلت الوزيرة إيجابياً مع طلبات الهيئة المديرة، مباركةً انطلاق أشغال الصيانة والتجهيز، التي تعهدت الوزارة بالقيام بها، حتى يكون المقر التاريخي لاتحاد الكتاب في مظهر محترم يليق بمقامه داخل تونس وخارجها.
وأشار الدكتور عادل خضر إلى أنه من بين الطلبات التي تم تقديمها للوزيرة كان العمل على ضرورة إشراك الاتحاد في مختلف الأنشطة الثقافية، وإعادة تنظيم أيام قرطاج الشعرية، وتوفير أفضل الظروف لإنجاح الدورة القادمة لمعرض تونس الدولي للكتاب، وضرورة مضاعفة حجم المساعدة الاجتماعية للكتاب التونسيين، وأبرزها الخدمات الصحية ودعم منحة اتحاد الكتاب التي عرفت تقلصاً ملحوظاً، وتمكين مختلف الفروع من مقرات لها، إلى جانب تخصيص مبالغ مالية لها تمكنها من تمويل جزء من برامجها وتنشيط علاقتها، أي الفروع، بالمندوبين الجهويين للشؤون الثقافية والمؤسسات التابعة للوزارة.
*أولويات الاتحاد ومؤتمره الانتخابي
وعن سؤالنا حول الوضع الحالي، والأولويات بعد طي صفحة الخلاف نهائيًا مع الوزارة، والهيئة المديرة الحالية للاتحاد في آخر عهدتها قبل المؤتمر الانتخابي القادم، قال رئيس الاتحاد في هذا الصدد:
"من أبرز الأولويات الآن تجديد الاتفاقية مع وزارة الشؤون الثقافية، والحصول على القسط الثالث من الدعم العمومي، والإعداد للمؤتمر الانتخابي القادم للاتحاد، والذي لم يتم تحديد موعده نهائيًا. وما يمكن التأكيد عليه هو أن المؤتمر سيكون بعد شهر رمضان المعظم، بإذن الله، الذي سيكون في شهر مارس، ومن المتوقع أن يتم تحديد موعده رسميًا بعد الاتفاق مع الوزارة في هذا الشأن".
انتخابات الفروع واستعادة العضوية
وجواباً عن سؤال حول انتخابات فروع الاتحاد، بين الدكتور عادل خضر أنه تم إنهاء جميع الانتخابات الخاصة بالفروع وفق البرنامج المحدد لها، باستثناء فرعي سليانة وباجة لعدم توفر النصاب القانوني فيها لإجراء الانتخابات.
وبخصوص استعادة العضوية، أكد "أن هذه المسألة مفتوحة لكل الأعضاء الذين تحدوهم الرغبة الصادقة في استعادة العضوية وفق الشروط القانونية والأخلاقية لذلك، وقد استجبنا لكل الطلبات التي وردت إلينا باستثناء بعض الحالات النادرة جدًا التي تم التوافق حولها بأنها لا يحق لها استعادة العضوية لأسباب أخلاقية أو لكونها ذات سوابق عدلية، أو من الذين يواصلون بشكل مستمر في انتقاد الاتحاد دون مبرر. فمثل هؤلاء لا مكان لهم في المنظمة الأدبية".
الرهانات القادمة
وكشف الدكتور عادل خضر في جانب آخر من هذا الحوار أنه عندما تسلم رئاسة الاتحاد منذ حوالي ثلاث سنوات، لم يكن يتوقع ما اعتبره "مصاعب عويصة جدًا" ذات طابع مالي، مواصلاً: "والحمد لله، تمكنا إلى حد كبير من تجاوز الكثير من هذه المصاعب. وما أتمناه هو أن تجد الهيئة القادمة كل الإمكانيات الضرورية التي تمكنها من العمل بأريحية. وما أتمناه أن تواصل الهيئة القادمة ما بدأناه وحرصنا على إنجازه وتنفيذه، وإن لم يسعفنا الحظ في ذلك. فنحن اليوم نعمل على بعث وحدة اتصالية بين مختلف فروع الاتحاد، والتي تساعد الأعضاء على التواصل بينهم بكل سهولة، وكذلك بعث موقع خاص بالاتحاد يكون مفتوحاً لجميع أعضاء الفروع لتبادل الإصدارات والتعرف على الأنشطة المختلفة، إلى جانب العمل على رقمنة مجلة "المسار" لتكون في متناول جميع الأعضاء بسهولة".
وأشار رئيس الاتحاد إلى الاستعدادات الكبيرة لكسب رهان النشر الرقمي لإصدارات الأعضاء، إلى جانب الطبعات الورقية. وهذه الإصدارات الرقمية ستساعد حتماً الكاتب التونسي على التعريف بمنتجه الأدبي على المستوى العالمي، وستمكنه في ذات الوقت من معرفة كل من اطلع على مؤلفه من مختلف أصقاع العالم.
*الخلاف مع إدارة معرض تونس الدولي للكتاب
وأكد الدكتور عادل خضر أن الخلاف مع إدارة معرض تونس الدولي للكتاب ليس مخفيًا، مضيفًا:" نحن متشبثون بالمشاركة في المعرض من خلال جناح خاص بالاتحاد، وكنا قد طلبنا وأكدنا على ذلك في اللقاء مع السيدة وزيرة الشؤون الثقافية ". وكشف الدكتور عادل خضر في هذا الاتجاه أن الاتحاد دأب في مختلف دورات معرض تونس الدولي للكتاب على تنظيم برنامج أدبي وفكري يتضمن ندوة فكرية تهتم بإحدى الإشكاليات التي لها علاقة بالشأن الأدبي والفكري، إلى جانب برنامج الجهات من خلال تشريك 6 ولايات في كل دورة لتقديم خصوصياتها الثقافية، علاوة على القراءات الأدبية".
ويواصل: "بخصوص خلافنا مع إدارة المعرض، فهو يعود إلى أن المدير له خطته من خلال تنفيذ برامج معينة لم ننسجم معها، و"ربي يعينه"."
ونفى محدثنا في ذات الوقت فكرة مقاطعة الدورة القادمة لمعرض تونس الدولي للكتاب، مؤكدًا أن الاتحاد سيكون حاضراً بجناحه المعتاد في المعرض، وسيعمل على تنفيذ برنامجه الأدبي كما جرت العادة. وبخصوص مدير المعرض، قال رئيس الاتحاد: "إنني كـ عادل خضر، سأقاطع مدير المعرض ولن أتعاون معه بتاتًا".
مواصلة التجربة
وأكد الدكتور عادل خضر، جوابًا عن سؤال حول نية الترشح مجددًا لرئاسة الاتحاد في المؤتمر القادم، أنه لن يترشح، على اعتبار أن القانون لا يسمح له بذلك، فهو قد قضى دورة أولى في الهيئة المديرة برئاسة الدكتور صلاح الدين الحمادي ككاتب عام، ثم هذه الدورة رئيسًا للاتحاد، والقانون يخول التواجد في الهيئة المديرة لمدة دورتين متتاليتين فقط. ويقول في هذا الصدد: "رسالتي إلى الهيئة القادمة هي مواصلة العمل بالأخلاقيات التي أسسنا لها، وهي أن يكون الاتحاد دائمًا في خدمة الكتاب، والرقي بمستوى الكاتب وتحسين وضعه المادي والاجتماعي في تونس وخارجها. وهذه هي خيارات عملنا، وما زلنا نعمل من أجل كسبها بكل مسؤولية وجدية، ونتائجها حتما ستكون هامة في المستقبل".
عادل خضر والكتابة
وختمنا الحديث مع الدكتور عادل خضر بالتوقف عند علاقته بالكتابة والتأليف في زحمة هذه الاهتمامات والمشاغل، فقال:
"لم أنقطع عن الكتابة والتأليف، فقد أصدرت منذ تسلمي مقاليد رئاسة اتحاد الكتاب التونسيين 3 عناوين، والرابع في الطريق، إضافة إلى النشاط اليومي المتمثل في المقالات التي تُنشر في العديد من المواقع، إلى جانب الإشراف على ثلاث سلاسل مع الدار التونسية للكتاب: "القصص"، "القصة القصيرة"، و"أطروحات الدكتوراه المتميزة وأهم الأعمال الأكاديمية العربية الهامة". وهذه الأخيرة لها صدى كبير على المستوى العربي وخاصة في المملكة العربية السعودية."
واعترف الدكتور عادل خضر في هذا اللقاء بحبه الكبير "للقصة القصيرة"، قائلاً: "سر حبي للقصة القصيرة يعود أولاً لكون الرواية لها "بيت"، والشعر له "بيت"، باستثناء القصة القصيرة التي لا "بيت لها". وتراني أحاول جمع شملها، والكل يعرف أن الراحل علي الدوعاجي هو رائد هذا النمط من الكتابة. ومن وجهة نظري، فإن الإبداع الحقيقي متوفر في القصة القصيرة، وليس في الرواية. أما في الشعر، فهناك أصوات جيدة، أما القصة القصيرة فهي تفاجئك بترجمتها للواقع التونسي بجروحه وآلامه وأحلامه. القصة القصيرة ميزتها أنها قريبة من الروح التونسية."
لن نقاطع معرض تونس الدولي للكتاب رغم خلافنا العميق مع مديره التنفيذي
طالبنا الوزارة بإعادة أيام قرطاج الشعرية وتمكين الفروع من مقرات خاصة بها
*باب استعادة العضوية مفتوح لكل الأعضاء وفق الشروط القانونية والأخلاقية لذلك
*نراهن اليوم على كسب رهان النشر الرقمي لإصدارات أعضاء الاتحاد
*لن أترشح للمؤتمر القادم للاتحاد وهذه رسالتي للهيئة التي سيتم انتخابها
حوار: محسن بن أحمد
تونس - الصباح
عاشت الساحة الأدبية والثقافية على امتداد الأيام الماضية حالة من التوتر، عشية استلام الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين لمراسلة من وزارة الثقافة تضمنت طلباً بخصوص ضرورة تسليم المقر الاجتماعي للاتحاد. هذه الحالة سرعان ما تم تطويقها بعد تخلي الوزارة عن هذا الطلب، وقد استقبلت وزيرة الشؤون الثقافية، أمينة الصرارفي، يوم الجمعة وفداً من الاتحاد يتقدمه رئيسه، الدكتور عادل خضر، وتم التطرق خلال اللقاء إلى العديد من الإشكاليات التي يعاني منها ويعيشها اتحاد الكتاب.
وفي حديثنا معه، كشف الدكتور عادل خضر، رئيس اتحاد الكتاب التونسيين لـ"الصباح"، عن مخرجات هذا اللقاء الذي اعتبره إيجابياً، خاصة بعد طي صفحة الخلاف بخصوص المقر الاجتماعي للاتحاد نهائياً.
وعن مخرجات اللقاء مع وزيرة الشؤون الثقافية ، أكد الدكتور عادل خضر أن الاجتماع كان إيجابياً بشكل كبير ولافت، حيث شهد تبادل الآراء حول العديد من الإشكاليات التي يعاني منها الاتحاد. وقد تفاعلت الوزيرة إيجابياً مع طلبات الهيئة المديرة، مباركةً انطلاق أشغال الصيانة والتجهيز، التي تعهدت الوزارة بالقيام بها، حتى يكون المقر التاريخي لاتحاد الكتاب في مظهر محترم يليق بمقامه داخل تونس وخارجها.
وأشار الدكتور عادل خضر إلى أنه من بين الطلبات التي تم تقديمها للوزيرة كان العمل على ضرورة إشراك الاتحاد في مختلف الأنشطة الثقافية، وإعادة تنظيم أيام قرطاج الشعرية، وتوفير أفضل الظروف لإنجاح الدورة القادمة لمعرض تونس الدولي للكتاب، وضرورة مضاعفة حجم المساعدة الاجتماعية للكتاب التونسيين، وأبرزها الخدمات الصحية ودعم منحة اتحاد الكتاب التي عرفت تقلصاً ملحوظاً، وتمكين مختلف الفروع من مقرات لها، إلى جانب تخصيص مبالغ مالية لها تمكنها من تمويل جزء من برامجها وتنشيط علاقتها، أي الفروع، بالمندوبين الجهويين للشؤون الثقافية والمؤسسات التابعة للوزارة.
*أولويات الاتحاد ومؤتمره الانتخابي
وعن سؤالنا حول الوضع الحالي، والأولويات بعد طي صفحة الخلاف نهائيًا مع الوزارة، والهيئة المديرة الحالية للاتحاد في آخر عهدتها قبل المؤتمر الانتخابي القادم، قال رئيس الاتحاد في هذا الصدد:
"من أبرز الأولويات الآن تجديد الاتفاقية مع وزارة الشؤون الثقافية، والحصول على القسط الثالث من الدعم العمومي، والإعداد للمؤتمر الانتخابي القادم للاتحاد، والذي لم يتم تحديد موعده نهائيًا. وما يمكن التأكيد عليه هو أن المؤتمر سيكون بعد شهر رمضان المعظم، بإذن الله، الذي سيكون في شهر مارس، ومن المتوقع أن يتم تحديد موعده رسميًا بعد الاتفاق مع الوزارة في هذا الشأن".
انتخابات الفروع واستعادة العضوية
وجواباً عن سؤال حول انتخابات فروع الاتحاد، بين الدكتور عادل خضر أنه تم إنهاء جميع الانتخابات الخاصة بالفروع وفق البرنامج المحدد لها، باستثناء فرعي سليانة وباجة لعدم توفر النصاب القانوني فيها لإجراء الانتخابات.
وبخصوص استعادة العضوية، أكد "أن هذه المسألة مفتوحة لكل الأعضاء الذين تحدوهم الرغبة الصادقة في استعادة العضوية وفق الشروط القانونية والأخلاقية لذلك، وقد استجبنا لكل الطلبات التي وردت إلينا باستثناء بعض الحالات النادرة جدًا التي تم التوافق حولها بأنها لا يحق لها استعادة العضوية لأسباب أخلاقية أو لكونها ذات سوابق عدلية، أو من الذين يواصلون بشكل مستمر في انتقاد الاتحاد دون مبرر. فمثل هؤلاء لا مكان لهم في المنظمة الأدبية".
الرهانات القادمة
وكشف الدكتور عادل خضر في جانب آخر من هذا الحوار أنه عندما تسلم رئاسة الاتحاد منذ حوالي ثلاث سنوات، لم يكن يتوقع ما اعتبره "مصاعب عويصة جدًا" ذات طابع مالي، مواصلاً: "والحمد لله، تمكنا إلى حد كبير من تجاوز الكثير من هذه المصاعب. وما أتمناه هو أن تجد الهيئة القادمة كل الإمكانيات الضرورية التي تمكنها من العمل بأريحية. وما أتمناه أن تواصل الهيئة القادمة ما بدأناه وحرصنا على إنجازه وتنفيذه، وإن لم يسعفنا الحظ في ذلك. فنحن اليوم نعمل على بعث وحدة اتصالية بين مختلف فروع الاتحاد، والتي تساعد الأعضاء على التواصل بينهم بكل سهولة، وكذلك بعث موقع خاص بالاتحاد يكون مفتوحاً لجميع أعضاء الفروع لتبادل الإصدارات والتعرف على الأنشطة المختلفة، إلى جانب العمل على رقمنة مجلة "المسار" لتكون في متناول جميع الأعضاء بسهولة".
وأشار رئيس الاتحاد إلى الاستعدادات الكبيرة لكسب رهان النشر الرقمي لإصدارات الأعضاء، إلى جانب الطبعات الورقية. وهذه الإصدارات الرقمية ستساعد حتماً الكاتب التونسي على التعريف بمنتجه الأدبي على المستوى العالمي، وستمكنه في ذات الوقت من معرفة كل من اطلع على مؤلفه من مختلف أصقاع العالم.
*الخلاف مع إدارة معرض تونس الدولي للكتاب
وأكد الدكتور عادل خضر أن الخلاف مع إدارة معرض تونس الدولي للكتاب ليس مخفيًا، مضيفًا:" نحن متشبثون بالمشاركة في المعرض من خلال جناح خاص بالاتحاد، وكنا قد طلبنا وأكدنا على ذلك في اللقاء مع السيدة وزيرة الشؤون الثقافية ". وكشف الدكتور عادل خضر في هذا الاتجاه أن الاتحاد دأب في مختلف دورات معرض تونس الدولي للكتاب على تنظيم برنامج أدبي وفكري يتضمن ندوة فكرية تهتم بإحدى الإشكاليات التي لها علاقة بالشأن الأدبي والفكري، إلى جانب برنامج الجهات من خلال تشريك 6 ولايات في كل دورة لتقديم خصوصياتها الثقافية، علاوة على القراءات الأدبية".
ويواصل: "بخصوص خلافنا مع إدارة المعرض، فهو يعود إلى أن المدير له خطته من خلال تنفيذ برامج معينة لم ننسجم معها، و"ربي يعينه"."
ونفى محدثنا في ذات الوقت فكرة مقاطعة الدورة القادمة لمعرض تونس الدولي للكتاب، مؤكدًا أن الاتحاد سيكون حاضراً بجناحه المعتاد في المعرض، وسيعمل على تنفيذ برنامجه الأدبي كما جرت العادة. وبخصوص مدير المعرض، قال رئيس الاتحاد: "إنني كـ عادل خضر، سأقاطع مدير المعرض ولن أتعاون معه بتاتًا".
مواصلة التجربة
وأكد الدكتور عادل خضر، جوابًا عن سؤال حول نية الترشح مجددًا لرئاسة الاتحاد في المؤتمر القادم، أنه لن يترشح، على اعتبار أن القانون لا يسمح له بذلك، فهو قد قضى دورة أولى في الهيئة المديرة برئاسة الدكتور صلاح الدين الحمادي ككاتب عام، ثم هذه الدورة رئيسًا للاتحاد، والقانون يخول التواجد في الهيئة المديرة لمدة دورتين متتاليتين فقط. ويقول في هذا الصدد: "رسالتي إلى الهيئة القادمة هي مواصلة العمل بالأخلاقيات التي أسسنا لها، وهي أن يكون الاتحاد دائمًا في خدمة الكتاب، والرقي بمستوى الكاتب وتحسين وضعه المادي والاجتماعي في تونس وخارجها. وهذه هي خيارات عملنا، وما زلنا نعمل من أجل كسبها بكل مسؤولية وجدية، ونتائجها حتما ستكون هامة في المستقبل".
عادل خضر والكتابة
وختمنا الحديث مع الدكتور عادل خضر بالتوقف عند علاقته بالكتابة والتأليف في زحمة هذه الاهتمامات والمشاغل، فقال:
"لم أنقطع عن الكتابة والتأليف، فقد أصدرت منذ تسلمي مقاليد رئاسة اتحاد الكتاب التونسيين 3 عناوين، والرابع في الطريق، إضافة إلى النشاط اليومي المتمثل في المقالات التي تُنشر في العديد من المواقع، إلى جانب الإشراف على ثلاث سلاسل مع الدار التونسية للكتاب: "القصص"، "القصة القصيرة"، و"أطروحات الدكتوراه المتميزة وأهم الأعمال الأكاديمية العربية الهامة". وهذه الأخيرة لها صدى كبير على المستوى العربي وخاصة في المملكة العربية السعودية."
واعترف الدكتور عادل خضر في هذا اللقاء بحبه الكبير "للقصة القصيرة"، قائلاً: "سر حبي للقصة القصيرة يعود أولاً لكون الرواية لها "بيت"، والشعر له "بيت"، باستثناء القصة القصيرة التي لا "بيت لها". وتراني أحاول جمع شملها، والكل يعرف أن الراحل علي الدوعاجي هو رائد هذا النمط من الكتابة. ومن وجهة نظري، فإن الإبداع الحقيقي متوفر في القصة القصيرة، وليس في الرواية. أما في الشعر، فهناك أصوات جيدة، أما القصة القصيرة فهي تفاجئك بترجمتها للواقع التونسي بجروحه وآلامه وأحلامه. القصة القصيرة ميزتها أنها قريبة من الروح التونسية."