إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"الفرنشيز" يحرم التونسيين من جديدها.. أسعار الملابس الجاهزة والأحذية في ارتفاع مطرد!!

 

تونس الصباح

انطلقت أيام "البلاك فرايدي" على امتداد الأسبوع الجاري، وهي أيام تشهد تخفيضات وفرص بيع امتيازية للملابس الجاهزة والأحذية منذ سنوات في تونس.

وعلى الأغلب لم يعرف هذا الموعد إقبالا مهما هذا العام، فلم تشهد محلات بيع الملابس الجاهزة والأحذية، ذلك الإقبال من التونسيين والتونسيات، ويعود ذلك حسب مختلف الشهادات التي جمعتها "الصباح" إلى الارتفاع المشط الذي تعرفه الأسعار منذ فترة.

وتقول تبر وهي موظفة في مؤسسة حكومية، أن معدل اقتنائها للملابس الجديدة والأحذية، قد شهد تغييرا جذريا خلال الخمس سنوات الماضية. فبعد أن كانت تشتري بصفة شهرية قطعة من الملابس أو حذاء، أصبحت اليوم غير قادرة على ذلك بعد أن تضاعفت أسعارها ثلاث وأربع مرات، وبالتالي اتجهت نحو "الفريب" عالي الجودة الذي ورغم أسعاره العالية فإنه يضمن جودة جيدة.

في نفس الوقت تعتبر إيمان وهي أم لطفلين، أن دخلها وزوجها لا يكفيان لتغطية حاجيات الأسرة من بالكامل وبالتالي قامت العائلة بمراجعة مخصصاتها الموجهة إلى الملبس، باعتبار أنه لا يمكنها التخلي أو التخفيض في مخصصات الأكل والشرب والفواتير والكراء. وتشير إيمان إلى أن فترات التخفيضات التي يتم التنصيص عليها أحيانا تبقى خلالها أسعار الملابس الجاهزة والأحذية مرتفعة حسب تقييمها.

وتعتبر أسعار المعاطف الشتوية الأعلى من ناحية الأسعار، فهي تتراوح بين الـ150 دينارا و800 دينار للنساء والفتيات وتقريبا مثلها للرجال، ولا يوجد تمييز بالنسبة للأطفال في الماركات المعروفة والعالمية "الفرنشيز" أين تتداول نفس الأسعار بالنسبة للسراويل "جينز" وتكون انطلاقا من 99 دينارا لتصل إلى غاية الـ 150 دينارا أما الملابس الفوقية فتتراوح أسعارها على اختلاف ماركاتها بين الـ 50 و150 دينارا.

وترتفع الأسعار أكثر بالنسبة للأحذية التي تقفز عاليا، ويصعب فيها أن تجد حذاء بالنسبة للراشدين دون المائة دينار في حين أن الأثمان تكون أكثر شططا بالنسبة للماركات حتى التونسية منها التي تستقر عاليا وتنطلق من الـ 200 دينار فما فوق.

وأفاد لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، انه من الضروري الإشارة بداية إلى أن هيكلة الأسعار في ما يتعلق بالنسيج تعد مرتفعة وتشهد شططا.

وبالنسبة لعقود الاستغلال تحت العلامة الأصلية "الفرنشيز" بصدد المساهمة في ترفيع الأسعار، فهم بصدد عرض منتوجات بجودة متدنية الجودة بأسعار باهظة، الأمر الذي يؤثر على أسعار التداول بصفة عامة في سوق الملابس الجاهزة والأحذية بالسوق التونسية.

وأمام الارتفاع المسجل يضطر التونسيون والتونسيات إما إلى الاتجاه نحو الملابس المستعملة (الفريب) بما يسجله أيضا من ارتفاع في مستوى أسعاره أو إلى التجارة الالكترونية الموازية التي تطرح معها العديد من الإشكاليات في خصوص النوعية والجودة والتحيل..

ويكشف لطفي الرياحي أن المنتوج من الملابس الجاهزة في تونس يروج اليوم بأسعار مضاعفة بين 4 و6 مرات من كلفته، وتستحوذ الماركات العالمية على الأسعار الأكثر شططا فيها.

ويرى رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك أن التحكم في أسعار الملابس الجاهزة والأحذية، وجعلها تتماشى مع مدخول التونسي، يكون عبر تحديد أعلى سقف لهوامش الربح في جميع المراحل، وبالتالي يمكننا السيطرة على توريد المنتوجات التي لها مثيل في تونس. وهو توجه من شأنه أن يدعم المنتوجات التونسية ويعطيها أكثر قيمة ورواجا في السوق الوطنية.

ويضيف في نفس السياق إلى أن إيقاف نزيف التوريد عبر عقود الاستغلال تحت العلامة الأصلية "الفرنشيز"، وتوجيه الامتيازات التي يتمتعون بها نحو المنتج التونسي سيمكن من التحكم في الأسعار وتراجع مستوياتها وبالتالي تمكين التونسيين من اقتنائها. ويشير إلى أن كلا من وزارة التجارة ووزارة الصناعة يمكنهما التدخل من أجل وضع ضوابط أكثر إنصافا للمنتجين التونسيين بالنسبة لعقود الاستغلال تحت العلامة الأصلية مع تحديد أعلى سقف لهامش الربح مع هيكلة الأسعار في جميع المراحل عندها يمكننا السيطرة على الأسعار.

ووفقا لمؤشر الاستهلاك العائلي الذي يصدر شهريا عن المعهد الوطني للإحصاء، كانت الزيادات المسجلة في أسعار الملابس الجاهزة والأحذية من أسباب ارتفاع مؤشر أسعار المواد المصنعة لشهر سبتمبر 2024 الذي بلغ نسبة 6,1% باحتساب الانزلاق السنوي والذي يعود إلى ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بنسبة 9,7% وأسعار مواد التنظيف بنسبة 8,3.

وتواصل الارتفاع خلال شهر أكتوبر 2024 أين شهدت أسعار المواد المصنعة، ارتفاعا بنسبة 6% باحتساب الانزلاق السنوي ويعود ذلك بالأساس، أيضا، إلى ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بنسبة 9,5% وأسعار مواد التنظيف بنسبة 8,1%.

وللإشارة وحسب نفس المصدر، ارتفعت أسعار الملابس والأحذية بنسبة 6,2% خلال هذا شهر أكتوبر وكان ذلك تزامنا مع انتهاء موسم التخفيضات الصيفية حيث ارتفعت أسعار الملابس بنسبة 6,1% وأسعار الأحذية بنسبة 7,3% وأسعار الأقمشة بنسبة 1% وأسعار مكملات الملابس المختلفة بنسبة 2%.

كما تظهر الأرقام المنشورة من قبل المعهد الوطني للإحصاء أن أسعار الملابس الجاهزة والأحذية قد عرفت ارتفاعا على امتداد أشهر السنة الجارية باستثناء أشهر التخفيضات السنوية التي تسجل خلالها تراجعا.

ريم سوودي

 

"الفرنشيز" يحرم التونسيين من جديدها..   أسعار الملابس الجاهزة والأحذية في ارتفاع مطرد!!

 

تونس الصباح

انطلقت أيام "البلاك فرايدي" على امتداد الأسبوع الجاري، وهي أيام تشهد تخفيضات وفرص بيع امتيازية للملابس الجاهزة والأحذية منذ سنوات في تونس.

وعلى الأغلب لم يعرف هذا الموعد إقبالا مهما هذا العام، فلم تشهد محلات بيع الملابس الجاهزة والأحذية، ذلك الإقبال من التونسيين والتونسيات، ويعود ذلك حسب مختلف الشهادات التي جمعتها "الصباح" إلى الارتفاع المشط الذي تعرفه الأسعار منذ فترة.

وتقول تبر وهي موظفة في مؤسسة حكومية، أن معدل اقتنائها للملابس الجديدة والأحذية، قد شهد تغييرا جذريا خلال الخمس سنوات الماضية. فبعد أن كانت تشتري بصفة شهرية قطعة من الملابس أو حذاء، أصبحت اليوم غير قادرة على ذلك بعد أن تضاعفت أسعارها ثلاث وأربع مرات، وبالتالي اتجهت نحو "الفريب" عالي الجودة الذي ورغم أسعاره العالية فإنه يضمن جودة جيدة.

في نفس الوقت تعتبر إيمان وهي أم لطفلين، أن دخلها وزوجها لا يكفيان لتغطية حاجيات الأسرة من بالكامل وبالتالي قامت العائلة بمراجعة مخصصاتها الموجهة إلى الملبس، باعتبار أنه لا يمكنها التخلي أو التخفيض في مخصصات الأكل والشرب والفواتير والكراء. وتشير إيمان إلى أن فترات التخفيضات التي يتم التنصيص عليها أحيانا تبقى خلالها أسعار الملابس الجاهزة والأحذية مرتفعة حسب تقييمها.

وتعتبر أسعار المعاطف الشتوية الأعلى من ناحية الأسعار، فهي تتراوح بين الـ150 دينارا و800 دينار للنساء والفتيات وتقريبا مثلها للرجال، ولا يوجد تمييز بالنسبة للأطفال في الماركات المعروفة والعالمية "الفرنشيز" أين تتداول نفس الأسعار بالنسبة للسراويل "جينز" وتكون انطلاقا من 99 دينارا لتصل إلى غاية الـ 150 دينارا أما الملابس الفوقية فتتراوح أسعارها على اختلاف ماركاتها بين الـ 50 و150 دينارا.

وترتفع الأسعار أكثر بالنسبة للأحذية التي تقفز عاليا، ويصعب فيها أن تجد حذاء بالنسبة للراشدين دون المائة دينار في حين أن الأثمان تكون أكثر شططا بالنسبة للماركات حتى التونسية منها التي تستقر عاليا وتنطلق من الـ 200 دينار فما فوق.

وأفاد لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، انه من الضروري الإشارة بداية إلى أن هيكلة الأسعار في ما يتعلق بالنسيج تعد مرتفعة وتشهد شططا.

وبالنسبة لعقود الاستغلال تحت العلامة الأصلية "الفرنشيز" بصدد المساهمة في ترفيع الأسعار، فهم بصدد عرض منتوجات بجودة متدنية الجودة بأسعار باهظة، الأمر الذي يؤثر على أسعار التداول بصفة عامة في سوق الملابس الجاهزة والأحذية بالسوق التونسية.

وأمام الارتفاع المسجل يضطر التونسيون والتونسيات إما إلى الاتجاه نحو الملابس المستعملة (الفريب) بما يسجله أيضا من ارتفاع في مستوى أسعاره أو إلى التجارة الالكترونية الموازية التي تطرح معها العديد من الإشكاليات في خصوص النوعية والجودة والتحيل..

ويكشف لطفي الرياحي أن المنتوج من الملابس الجاهزة في تونس يروج اليوم بأسعار مضاعفة بين 4 و6 مرات من كلفته، وتستحوذ الماركات العالمية على الأسعار الأكثر شططا فيها.

ويرى رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك أن التحكم في أسعار الملابس الجاهزة والأحذية، وجعلها تتماشى مع مدخول التونسي، يكون عبر تحديد أعلى سقف لهوامش الربح في جميع المراحل، وبالتالي يمكننا السيطرة على توريد المنتوجات التي لها مثيل في تونس. وهو توجه من شأنه أن يدعم المنتوجات التونسية ويعطيها أكثر قيمة ورواجا في السوق الوطنية.

ويضيف في نفس السياق إلى أن إيقاف نزيف التوريد عبر عقود الاستغلال تحت العلامة الأصلية "الفرنشيز"، وتوجيه الامتيازات التي يتمتعون بها نحو المنتج التونسي سيمكن من التحكم في الأسعار وتراجع مستوياتها وبالتالي تمكين التونسيين من اقتنائها. ويشير إلى أن كلا من وزارة التجارة ووزارة الصناعة يمكنهما التدخل من أجل وضع ضوابط أكثر إنصافا للمنتجين التونسيين بالنسبة لعقود الاستغلال تحت العلامة الأصلية مع تحديد أعلى سقف لهامش الربح مع هيكلة الأسعار في جميع المراحل عندها يمكننا السيطرة على الأسعار.

ووفقا لمؤشر الاستهلاك العائلي الذي يصدر شهريا عن المعهد الوطني للإحصاء، كانت الزيادات المسجلة في أسعار الملابس الجاهزة والأحذية من أسباب ارتفاع مؤشر أسعار المواد المصنعة لشهر سبتمبر 2024 الذي بلغ نسبة 6,1% باحتساب الانزلاق السنوي والذي يعود إلى ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بنسبة 9,7% وأسعار مواد التنظيف بنسبة 8,3.

وتواصل الارتفاع خلال شهر أكتوبر 2024 أين شهدت أسعار المواد المصنعة، ارتفاعا بنسبة 6% باحتساب الانزلاق السنوي ويعود ذلك بالأساس، أيضا، إلى ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بنسبة 9,5% وأسعار مواد التنظيف بنسبة 8,1%.

وللإشارة وحسب نفس المصدر، ارتفعت أسعار الملابس والأحذية بنسبة 6,2% خلال هذا شهر أكتوبر وكان ذلك تزامنا مع انتهاء موسم التخفيضات الصيفية حيث ارتفعت أسعار الملابس بنسبة 6,1% وأسعار الأحذية بنسبة 7,3% وأسعار الأقمشة بنسبة 1% وأسعار مكملات الملابس المختلفة بنسبة 2%.

كما تظهر الأرقام المنشورة من قبل المعهد الوطني للإحصاء أن أسعار الملابس الجاهزة والأحذية قد عرفت ارتفاعا على امتداد أشهر السنة الجارية باستثناء أشهر التخفيضات السنوية التي تسجل خلالها تراجعا.

ريم سوودي