إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ببادرة من الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية ومركز البحوث الإسلامية.. بداية من اليوم.. مؤتمر دولي بالحمامات حول التراث العثماني في المغرب العربي

 

تونس - الصباح

ينتظم بداية من اليوم 20 نوفمبر الجاري وحتى غاية 24 من نفس الشهر في مدينة الحمامات، وذلك بمبادرة من الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية ومركز البحوث الإسلامية للتاريخ والفنون والثقافة، المؤتمر الدولي حول التراث العثماني في المغرب العربي.

لماذا هذا المؤتمر؟

بالنسبة لمنظمي هذا الحدث الثقافي، فإنه إذا اعتبرنا القرن الثامن عشر قد شكّل ذروة توطيد السلطة العثمانية في أقاليم المغرب العربي، فإن عمليات تطوير وتحقيق مختلف مكونات التراث العثماني استمرت لفترة طويلة بعد ذلك. وهذا التراث الإنساني، الذي يمثل تعاضدًا بين مختلف الشعوب والحضارات (مهما كانت وجهة نظر المراقبين)، منتشر، من بين أمور أخرى، في مختلف الدول المغاربية الحالية.

وقد فكرت الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية (ATERU) ومركز البحوث الإسلامية للتاريخ والفنون والثقافة (IRCICA) في القيام بمحاولة جمع أكبر عدد ممكن من الأكاديميين القادرين على دراسة هذا التراث ومكوناته ومعانيه وخصائصه ومكانته.

ويتكون المؤتمر من مجموعة من المحاور كما يلي:

المكونات المادية للتراث العثماني:

تتمثل في التراث المعماري، الفنون الزخرفية، والتراث الحضري.

وبالنسبة للتراث المعماري، فهو مجموعة من المنشآت الإنسانية التي لها قيمة كبرى لأنها تميز عصرًا أو حضارة أو حدثًا، وبسبب هذه القيمة، نريد أن ننقلها إلى الأجيال القادمة. وعلى عكس توسع العمارة العثمانية في البلقان، الذي اعتبر "تراثًا غير مرغوب فيه" من وجهة نظر الدارسين، كان انتشار النموذج المعماري العثماني في المغرب العربي مقبولًا بشكل عام، بل وحتى مرغوبًا فيه حسب بعض الدارسين.

وعلى مر القرون، تم بناء تراث معماري غني يعكس المكانة المميزة للعثمانيين، رغم أنه يحمل بعدًا محليًا إلى حد ما. وقد تطور هذا التراث الغني بسهولة في المدن المغاربية باعتباره تراثًا ثقافيًا، إلى حد أنه يتم تثمينه أحيانًا.

أما الفنون الزخرفية فهي فنون يمارسها المهنيون العثمانيون بصفة تقليدية. وهي منتجات زخرفية وعملية، يتم تشكيلها على مواد مثل السيراميك أو الخشب أو الزجاج أو المعدن أو الجص أو الحجر.

وحسب التقاليد الأناضولية العريقة، يعدّ الخشب أحد أكثر المواد التي زخرفها العثمانيون. كما يبرز المراقبون ثراء المجموعات الخزفية المثبتة في مواضع مرتفعة على جدران القصور والمباني الإدارية وبيوت الأثرياء في المدن الكبرى.

ويذكر أيضًا أنه من الشائع العثور على قناديل المساجد المستوحاة من قناديل المماليك الزجاجية. وقد ترك العثمانيون أيضًا زخارف تصوّر الأشخاص والحيوانات مرسومة حسب مجموعة من الألوان الناصعة، مع غلبة اللون الأخضر القاتم. كما رسمت بكثرة تصاميم القوارب على الرخام أو المعدن.

أما بالنسبة إلى التراث الحضري فإنه نظرًا لامتدادها الجغرافي وثراء تاريخها، تتمتع مدن المغرب العربي بتراث استثنائي.

كما أن هذا التراث، سواء كان طبيعيًا أو ثقافيًا، ماديًا أو غير مادي، "يمثل مجموعة من القيم المعترف بها والمشتركة بين القيم المعمارية والاجتماعية والجمالية والثقافية والتاريخية والاقتصادية وغيرها"، وفقًا للباحثين المختصين.

وكان التراث الثقافي المعماري المبني في الفترة العثمانية ثمرة المعرفة والخبرة لأجيال متعددة عاشت هناك. ويتمثل هذا التراث، الذي يتم صياغته، على وجه الخصوص، في المدن التاريخية مثل الجزائر العاصمة وتونس ووهران، في المنازل ذات الفناء.

وفي هذه الفترة الغنية جدًا بالإنجازات في ميدان البناء، وفي الجزائر على وجه الخصوص، تم تصنيف العديد من المعالم والمواقع، مثل قصبة الجزائر العاصمة ومعالم أخرى مثل الجامع الجديد، "فيلا" عبد اللطيف، ودار مصطفى باشا. ويخضع هذا الإرث حاليًا إلى عمل تقييمي متزايد من أجل إعادة تثمينه.

أما المكونات غير المادية للتراث العثماني فتتمثل في تراث الطهي، التراث الإداري، والتراث اللغوي.

ويعتبر المطبخ العثماني، وفقًا لأهل الاختصاص، بمثابة نقل لطريقة العيش، ويشكل علامة لمشاركة عدد معين من السمات الثقافية على مدى عدة قرون، وبالتالي فإن الجذب نحو المطبخ العثماني يمثل قمة الأناقة والذوق الرفيع. وقد تم الحفاظ على المأكولات العثمانية الراقية والدقيقة، التي تم تطويرها في منازل العائلات المغاربية، بعيدًا عن الهيمنة السياسية التي أدت إلى ولادتها.

أما بالنسبة للتراث الإداري، فتتكون الأصول الإدارية من المبادئ التي تحتفظ بها الدولة من أجل التنفيذ المباشر للمهام العامة.

وبالنسبة للتراث اللغوي، فقد كان تواصل استخدام اللغة العثمانية عبر التاريخ مرتبطًا بتواصل فترة قوتها. ويمكن أيضًا أن تميل بعض الإمبراطوريات التقليدية، مثل الإمبراطورية العثمانية، إلى التعايش مع اللغات المحلية المستعملة، وتقتصر على مجالات معينة، وتترك اللغات الأخرى حرة في البقاء أو حتى الازدهار في مناطق محددة. كان هذا هو الحال مع اللغة التركية العثمانية، التي احتفظت لنفسها بالقطاعات الرئيسية في المجالات السياسية والمالية والعسكرية، بينما كانت اللغة العربية، وخاصة في المقاطعات العربية، حرة في قطاعات التدريس والممارسة الدينية.

و بالنسبة لبرنامج المؤتمر، فتُخصص أيام 20 و21 نوفمبر لورشات عرض المساهمات، أما أيام 22 و23 و24 نوفمبر فستخصص للجولات الميدانية التي تركز على التراث العثماني.

ونشير إلى أن اللجنة المنظمة للمؤتمر تتكون من مجموعة هامة من الأساتذة الجامعيين والباحثين وأعضاء الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية. ويتولى الأستاذ توفيق بلحارث - دار المعلمين العليا بتونس بجامعة تونس - عملية التنسيق بين المشاركين.

ببادرة من الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية   ومركز البحوث الإسلامية..  بداية من اليوم.. مؤتمر دولي بالحمامات حول التراث العثماني في المغرب العربي

 

تونس - الصباح

ينتظم بداية من اليوم 20 نوفمبر الجاري وحتى غاية 24 من نفس الشهر في مدينة الحمامات، وذلك بمبادرة من الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية ومركز البحوث الإسلامية للتاريخ والفنون والثقافة، المؤتمر الدولي حول التراث العثماني في المغرب العربي.

لماذا هذا المؤتمر؟

بالنسبة لمنظمي هذا الحدث الثقافي، فإنه إذا اعتبرنا القرن الثامن عشر قد شكّل ذروة توطيد السلطة العثمانية في أقاليم المغرب العربي، فإن عمليات تطوير وتحقيق مختلف مكونات التراث العثماني استمرت لفترة طويلة بعد ذلك. وهذا التراث الإنساني، الذي يمثل تعاضدًا بين مختلف الشعوب والحضارات (مهما كانت وجهة نظر المراقبين)، منتشر، من بين أمور أخرى، في مختلف الدول المغاربية الحالية.

وقد فكرت الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية (ATERU) ومركز البحوث الإسلامية للتاريخ والفنون والثقافة (IRCICA) في القيام بمحاولة جمع أكبر عدد ممكن من الأكاديميين القادرين على دراسة هذا التراث ومكوناته ومعانيه وخصائصه ومكانته.

ويتكون المؤتمر من مجموعة من المحاور كما يلي:

المكونات المادية للتراث العثماني:

تتمثل في التراث المعماري، الفنون الزخرفية، والتراث الحضري.

وبالنسبة للتراث المعماري، فهو مجموعة من المنشآت الإنسانية التي لها قيمة كبرى لأنها تميز عصرًا أو حضارة أو حدثًا، وبسبب هذه القيمة، نريد أن ننقلها إلى الأجيال القادمة. وعلى عكس توسع العمارة العثمانية في البلقان، الذي اعتبر "تراثًا غير مرغوب فيه" من وجهة نظر الدارسين، كان انتشار النموذج المعماري العثماني في المغرب العربي مقبولًا بشكل عام، بل وحتى مرغوبًا فيه حسب بعض الدارسين.

وعلى مر القرون، تم بناء تراث معماري غني يعكس المكانة المميزة للعثمانيين، رغم أنه يحمل بعدًا محليًا إلى حد ما. وقد تطور هذا التراث الغني بسهولة في المدن المغاربية باعتباره تراثًا ثقافيًا، إلى حد أنه يتم تثمينه أحيانًا.

أما الفنون الزخرفية فهي فنون يمارسها المهنيون العثمانيون بصفة تقليدية. وهي منتجات زخرفية وعملية، يتم تشكيلها على مواد مثل السيراميك أو الخشب أو الزجاج أو المعدن أو الجص أو الحجر.

وحسب التقاليد الأناضولية العريقة، يعدّ الخشب أحد أكثر المواد التي زخرفها العثمانيون. كما يبرز المراقبون ثراء المجموعات الخزفية المثبتة في مواضع مرتفعة على جدران القصور والمباني الإدارية وبيوت الأثرياء في المدن الكبرى.

ويذكر أيضًا أنه من الشائع العثور على قناديل المساجد المستوحاة من قناديل المماليك الزجاجية. وقد ترك العثمانيون أيضًا زخارف تصوّر الأشخاص والحيوانات مرسومة حسب مجموعة من الألوان الناصعة، مع غلبة اللون الأخضر القاتم. كما رسمت بكثرة تصاميم القوارب على الرخام أو المعدن.

أما بالنسبة إلى التراث الحضري فإنه نظرًا لامتدادها الجغرافي وثراء تاريخها، تتمتع مدن المغرب العربي بتراث استثنائي.

كما أن هذا التراث، سواء كان طبيعيًا أو ثقافيًا، ماديًا أو غير مادي، "يمثل مجموعة من القيم المعترف بها والمشتركة بين القيم المعمارية والاجتماعية والجمالية والثقافية والتاريخية والاقتصادية وغيرها"، وفقًا للباحثين المختصين.

وكان التراث الثقافي المعماري المبني في الفترة العثمانية ثمرة المعرفة والخبرة لأجيال متعددة عاشت هناك. ويتمثل هذا التراث، الذي يتم صياغته، على وجه الخصوص، في المدن التاريخية مثل الجزائر العاصمة وتونس ووهران، في المنازل ذات الفناء.

وفي هذه الفترة الغنية جدًا بالإنجازات في ميدان البناء، وفي الجزائر على وجه الخصوص، تم تصنيف العديد من المعالم والمواقع، مثل قصبة الجزائر العاصمة ومعالم أخرى مثل الجامع الجديد، "فيلا" عبد اللطيف، ودار مصطفى باشا. ويخضع هذا الإرث حاليًا إلى عمل تقييمي متزايد من أجل إعادة تثمينه.

أما المكونات غير المادية للتراث العثماني فتتمثل في تراث الطهي، التراث الإداري، والتراث اللغوي.

ويعتبر المطبخ العثماني، وفقًا لأهل الاختصاص، بمثابة نقل لطريقة العيش، ويشكل علامة لمشاركة عدد معين من السمات الثقافية على مدى عدة قرون، وبالتالي فإن الجذب نحو المطبخ العثماني يمثل قمة الأناقة والذوق الرفيع. وقد تم الحفاظ على المأكولات العثمانية الراقية والدقيقة، التي تم تطويرها في منازل العائلات المغاربية، بعيدًا عن الهيمنة السياسية التي أدت إلى ولادتها.

أما بالنسبة للتراث الإداري، فتتكون الأصول الإدارية من المبادئ التي تحتفظ بها الدولة من أجل التنفيذ المباشر للمهام العامة.

وبالنسبة للتراث اللغوي، فقد كان تواصل استخدام اللغة العثمانية عبر التاريخ مرتبطًا بتواصل فترة قوتها. ويمكن أيضًا أن تميل بعض الإمبراطوريات التقليدية، مثل الإمبراطورية العثمانية، إلى التعايش مع اللغات المحلية المستعملة، وتقتصر على مجالات معينة، وتترك اللغات الأخرى حرة في البقاء أو حتى الازدهار في مناطق محددة. كان هذا هو الحال مع اللغة التركية العثمانية، التي احتفظت لنفسها بالقطاعات الرئيسية في المجالات السياسية والمالية والعسكرية، بينما كانت اللغة العربية، وخاصة في المقاطعات العربية، حرة في قطاعات التدريس والممارسة الدينية.

و بالنسبة لبرنامج المؤتمر، فتُخصص أيام 20 و21 نوفمبر لورشات عرض المساهمات، أما أيام 22 و23 و24 نوفمبر فستخصص للجولات الميدانية التي تركز على التراث العثماني.

ونشير إلى أن اللجنة المنظمة للمؤتمر تتكون من مجموعة هامة من الأساتذة الجامعيين والباحثين وأعضاء الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الحضرية. ويتولى الأستاذ توفيق بلحارث - دار المعلمين العليا بتونس بجامعة تونس - عملية التنسيق بين المشاركين.