يشارك المخرج المسرحي الكبير أنور الشعافي غدًا السبت 9 نوفمبر في أولى الندوات الفكرية للدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي التي انطلقت أمس الخميس وتتواصل حتى الخميس 14 نوفمبر 2024. وفي لقاء معه، توقف أنور الشعافي عند هذه المشاركة، كاشفًا في ذات الوقت عن تفاصيل مفاجأة مسرحية تجمعه لأول مرة بالممثلة الكبيرة منى نورالدين.
*أي حضور لأنور الشعافي في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي؟
- يتمثل حضوري في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي في أولى الندوات الفكرية من خلال مداخلة أقدمها صباح غدا السبت 9 نوفمبر بقاعة الفن الرابع. وما شدني في هذه الندوة أنها ستطرح موضوعًا غير مستهلك وغير متداول بشكل كبير، وهو "الرهانات الجديدة للمسرح التونسي".
*من وجهة نظرك، ما هي هذه الرهانات الجديدة؟
- هي رهانات جمالية بدرجة أولى، وستكون مداخلتي في هذا الإطار تحت عنوان "المسرح في تونس بين مد وجزر جمالي وتراثي". وبالمناسبة، أرفع تحية ود وتقدير للمشرف على الورقة العلمية لهذه الندوة، الناقد المتميز حاتم التليلي المحمودي، لعمق الطرح، ولكل المشاركين الذين هم من أجيال مختلفة. كما أن هذه الندوة ستشهد مشاركة المسرحي القدير الفاضل الجزيري لأول مرة بمداخلة حول الإشكالية المطروحة.
*أين المد والجزر في المسرح التونسي؟
-المد في بعض التجارب التي تستند إلى أدوات حديثة، ولكن الغالب هو الجزر الذي يغلب على تجارب المسرح في تونس بجمالية سلفية لا ترى المسرح إلا بعيني "أرسطو".
*هذا يعني الركود حسب رأيك؟
-إن طبيعة الحياة تفرض ضرورة مواكبة المسرح للمتغيرات بأدواته وجمالياته كل حين.
*ما فتئ المخرج المسرحي الكبير حمادي المزي يؤكد في كل مرة أن أهم مشكلة يتخبط فيها المسرح في تونس هي غياب "النص البكر"... إلى أي حد أنت مع هذا الرأي؟
-أؤكد ما قاله المخرج الصديق حمادي المزي، على اعتبار أننا نفتقر إلى مدونة نصية للمسرح التونسي. وأشير في هذا المجال أنه خلال فترة إشرافي على المسرح الوطني التونسي عملت على إرساء هذه المدونة بتأسيس جائزة النص المسرحي التي ترشح لها 44 نصًا تونسيًا تأليفا، لكن من جاء بعدي أجهض هذه التجربة. فظل المسرح التونسي يعتمد في أغلبه على ما يسمى "الكتابة الركحية"، وهو منهج تجاوزه المسرح العالمي وأصبح تراثًا، لكننا ما زلنا نتمسك به في تونس. لذلك، نجد في مسرحنا اليوم "أبو مصعب المسرحي" و"أبو قتادة الدرامي".
"أبو مصعب المسرحي" و"أبو قتادة الدرامي"... ما المقصود من هذه الاستعارات؟
يعني أن مسرحنا اليوم سلفي الجماليات، لكن لابد من الإشارة إلى وجود بعض التجارب الناصعة من الجيل الجديد ، مثل "تائهون" لنزار السعيدي، و"الظاهرة" لأوس إبراهيم، و"ثقوب" لعماد المي، وغيرهم كثير.
*ما هي توقعاتك بالنسبة للدورة الجديدة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي؟
- سأقول في البداية إن هذا المهرجان ولد فينيقيا.
كيف ذلك؟
هو استعارة لطائر الفينيق الأسطوري الذي ينبعث حيًا من رماده، على اعتبار أن هذا المهرجان جاء على أنقاض أسبوع المسرح المنقرض. وأتوقع أن يساهم هذا المهرجان في إخراج المسرح التونسي من السلفية الجمالية، وسيصنع ملحمة بن قردان مسرحيًا.
*هل لديك فكرة عن المسرحيات المشاركة في هذه الدورة من المهرجان؟
- فعلاً، والإيجابي في هذه الأعمال أنها متنوعة، وأغلبها تجارب شبابية ستعطي حتماً صورة حقيقية عن مسارات المسرح في تونس.
* أين أنور الشعافي المخرج اليوم بعد تقاعده؟
- الإخراج المسرحي ساكن في وجداني حتى بعد تقاعدي، وحاليًا أستعد لتقديم عمل يمثل انزياحًا في تجربتي، وهو عمل من نوع "المونودراما" مع الممثلة التاريخية منى نورالدين. هذا العمل هو أول تعاون فني مسرحي معها مخرجًا، وهي من خلاله ستقدم لأول مرة "المونودراما". ويندرج ذلك في جمالية "مسرح السيرة".
*كيف تحدد خصوصية "مسرح السيرة"؟
- مسرح السيرة عبارة عن توليفة من مقاطع لمسرحيات أدتها السيدة منى نورالدين في جماليات مختلفة طوال مسيرتها. وسأختار مقاطع تمثل الـ150 مسرحية التي أدتها تحت عنوان "منى درام " - وهو استعارة لغوية موظفة- و"درام" أغريقية تعني "الفعل المسرحي"، فتصبح بذلك منى هي المسرح، وهي جديرة بذلك. وعلى المستوى التوثيقي، أعمل على تجميع مقالاتي التي تضمنت قراءات فنية للمسرحيات التي تابعتها وشاهدتها، وإصدارها في كتاب سيكون عنوانه "استقراءات ركحية".
*أيام قرطاج المسرحية على الأبواب... ما هو المطلوب منها اليوم؟
- لم أغب عن أي دورة من دورات أيام قرطاج المسرحية منذ عام 1985، سواء كنت مشاركًا بعمل أو متابعًا أو محاضرًا في إحدى الندوات. وأرى أن هذه الأيام، اليوم، مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالانفتاح على التجارب العالمية كمصادر للمسرح. وفي المقابل، أرى أنه لابد من مراجعة دورية التنظيم، التي يجب أن تعود إلى صيغتها الأولى - دورة كل عامين - على اعتبار أنه من الصعب توفير إنتاجات مسرحية جديدة في حيز زمني ضيق. ثم إن الصيغة القديمة للتنظيم تمكن الهيئة المشرفة من الحصول على مساحة زمنية هامة، تمثل لها دافعًا للإعداد الجيد لكل دورة من حيث انتقاء العروض وتوفير الفضاءات المناسبة لها، وتحديد مضامين الندوات وورشات العمل بكل هدوء ودون ضغوط.
حوار محسن بن أحمد
يشارك المخرج المسرحي الكبير أنور الشعافي غدًا السبت 9 نوفمبر في أولى الندوات الفكرية للدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي التي انطلقت أمس الخميس وتتواصل حتى الخميس 14 نوفمبر 2024. وفي لقاء معه، توقف أنور الشعافي عند هذه المشاركة، كاشفًا في ذات الوقت عن تفاصيل مفاجأة مسرحية تجمعه لأول مرة بالممثلة الكبيرة منى نورالدين.
*أي حضور لأنور الشعافي في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي؟
- يتمثل حضوري في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي في أولى الندوات الفكرية من خلال مداخلة أقدمها صباح غدا السبت 9 نوفمبر بقاعة الفن الرابع. وما شدني في هذه الندوة أنها ستطرح موضوعًا غير مستهلك وغير متداول بشكل كبير، وهو "الرهانات الجديدة للمسرح التونسي".
*من وجهة نظرك، ما هي هذه الرهانات الجديدة؟
- هي رهانات جمالية بدرجة أولى، وستكون مداخلتي في هذا الإطار تحت عنوان "المسرح في تونس بين مد وجزر جمالي وتراثي". وبالمناسبة، أرفع تحية ود وتقدير للمشرف على الورقة العلمية لهذه الندوة، الناقد المتميز حاتم التليلي المحمودي، لعمق الطرح، ولكل المشاركين الذين هم من أجيال مختلفة. كما أن هذه الندوة ستشهد مشاركة المسرحي القدير الفاضل الجزيري لأول مرة بمداخلة حول الإشكالية المطروحة.
*أين المد والجزر في المسرح التونسي؟
-المد في بعض التجارب التي تستند إلى أدوات حديثة، ولكن الغالب هو الجزر الذي يغلب على تجارب المسرح في تونس بجمالية سلفية لا ترى المسرح إلا بعيني "أرسطو".
*هذا يعني الركود حسب رأيك؟
-إن طبيعة الحياة تفرض ضرورة مواكبة المسرح للمتغيرات بأدواته وجمالياته كل حين.
*ما فتئ المخرج المسرحي الكبير حمادي المزي يؤكد في كل مرة أن أهم مشكلة يتخبط فيها المسرح في تونس هي غياب "النص البكر"... إلى أي حد أنت مع هذا الرأي؟
-أؤكد ما قاله المخرج الصديق حمادي المزي، على اعتبار أننا نفتقر إلى مدونة نصية للمسرح التونسي. وأشير في هذا المجال أنه خلال فترة إشرافي على المسرح الوطني التونسي عملت على إرساء هذه المدونة بتأسيس جائزة النص المسرحي التي ترشح لها 44 نصًا تونسيًا تأليفا، لكن من جاء بعدي أجهض هذه التجربة. فظل المسرح التونسي يعتمد في أغلبه على ما يسمى "الكتابة الركحية"، وهو منهج تجاوزه المسرح العالمي وأصبح تراثًا، لكننا ما زلنا نتمسك به في تونس. لذلك، نجد في مسرحنا اليوم "أبو مصعب المسرحي" و"أبو قتادة الدرامي".
"أبو مصعب المسرحي" و"أبو قتادة الدرامي"... ما المقصود من هذه الاستعارات؟
يعني أن مسرحنا اليوم سلفي الجماليات، لكن لابد من الإشارة إلى وجود بعض التجارب الناصعة من الجيل الجديد ، مثل "تائهون" لنزار السعيدي، و"الظاهرة" لأوس إبراهيم، و"ثقوب" لعماد المي، وغيرهم كثير.
*ما هي توقعاتك بالنسبة للدورة الجديدة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي؟
- سأقول في البداية إن هذا المهرجان ولد فينيقيا.
كيف ذلك؟
هو استعارة لطائر الفينيق الأسطوري الذي ينبعث حيًا من رماده، على اعتبار أن هذا المهرجان جاء على أنقاض أسبوع المسرح المنقرض. وأتوقع أن يساهم هذا المهرجان في إخراج المسرح التونسي من السلفية الجمالية، وسيصنع ملحمة بن قردان مسرحيًا.
*هل لديك فكرة عن المسرحيات المشاركة في هذه الدورة من المهرجان؟
- فعلاً، والإيجابي في هذه الأعمال أنها متنوعة، وأغلبها تجارب شبابية ستعطي حتماً صورة حقيقية عن مسارات المسرح في تونس.
* أين أنور الشعافي المخرج اليوم بعد تقاعده؟
- الإخراج المسرحي ساكن في وجداني حتى بعد تقاعدي، وحاليًا أستعد لتقديم عمل يمثل انزياحًا في تجربتي، وهو عمل من نوع "المونودراما" مع الممثلة التاريخية منى نورالدين. هذا العمل هو أول تعاون فني مسرحي معها مخرجًا، وهي من خلاله ستقدم لأول مرة "المونودراما". ويندرج ذلك في جمالية "مسرح السيرة".
*كيف تحدد خصوصية "مسرح السيرة"؟
- مسرح السيرة عبارة عن توليفة من مقاطع لمسرحيات أدتها السيدة منى نورالدين في جماليات مختلفة طوال مسيرتها. وسأختار مقاطع تمثل الـ150 مسرحية التي أدتها تحت عنوان "منى درام " - وهو استعارة لغوية موظفة- و"درام" أغريقية تعني "الفعل المسرحي"، فتصبح بذلك منى هي المسرح، وهي جديرة بذلك. وعلى المستوى التوثيقي، أعمل على تجميع مقالاتي التي تضمنت قراءات فنية للمسرحيات التي تابعتها وشاهدتها، وإصدارها في كتاب سيكون عنوانه "استقراءات ركحية".
*أيام قرطاج المسرحية على الأبواب... ما هو المطلوب منها اليوم؟
- لم أغب عن أي دورة من دورات أيام قرطاج المسرحية منذ عام 1985، سواء كنت مشاركًا بعمل أو متابعًا أو محاضرًا في إحدى الندوات. وأرى أن هذه الأيام، اليوم، مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالانفتاح على التجارب العالمية كمصادر للمسرح. وفي المقابل، أرى أنه لابد من مراجعة دورية التنظيم، التي يجب أن تعود إلى صيغتها الأولى - دورة كل عامين - على اعتبار أنه من الصعب توفير إنتاجات مسرحية جديدة في حيز زمني ضيق. ثم إن الصيغة القديمة للتنظيم تمكن الهيئة المشرفة من الحصول على مساحة زمنية هامة، تمثل لها دافعًا للإعداد الجيد لكل دورة من حيث انتقاء العروض وتوفير الفضاءات المناسبة لها، وتحديد مضامين الندوات وورشات العمل بكل هدوء ودون ضغوط.