إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منير الطرودي لـ"الصباح": الموسيقي غير المثقف عبارة عن شيك دون رصيد !

تونس-الصباح

أسدل الستار على فعاليات الدورة السابعة لمهرجان "روحانيات نفطة".. المهرجان الذي يحاول القائمون عليه كل سنة وتحديدا في شهر نوفمبر أن يحافظوا على تميزه وتفرده من حيث الاهتمام بالموسيقى الصوفية والروحية من مختلف أصقاع العالم وتأمين برنامج يؤسس لتظاهرة من شأنها أن تشع عالميا..

"روحانيات نفطة" هذه السنة شارك فيه ثلة من الفنانين بمختلف الجنسيات على غرار تنزانيا وسوريا.. إضافة إلى فنانين وعازفين تونسيين على درجة عالية من الاحترافية...

وقد كان من بين أهم فناني الدورة السابعة منير الطرودي الذي كان لنا معه لقاء لتسليط الضوء على خصوصية المهرجان، اقترانه بعالم التصوف ومدى انعكاس ذلك على الوافدين والساحة الثقافية.. فضلا عن الحديث عن اهم انتاجاته الفنية الحديثة باعتبار انه شارك في العديد من المهرجانات الاوروبية والٱسيوية وله من الزاد الموسيقي والثقافي ما يخول له المزيد من التألق والإبداع والتفكير في عروض فردية..

في مستهل الحديث نوّه الفنان منير الطرودي بأهمية مهرجان "روحانيات" بتوزر على المستوى الثقافي والتنوع الموسيقي على حد السواء، طبعا مع المحافظة على فقرة حلقات الذكر في مقامات الاولياء الصالحين بمدينة نفطة طيلة ليالي الدورة إضافة إلى إقامة محاضرات وندوات علمية حول مواضيع مختلفة في مجال التصوف...

وعن اقتران المهرجان بعوالم الروحانيات ومدى تطابقها معه يقول منير الطرودي: " أعتقد أن المايسترو محمد لسود وابرز عناصر الفرقة الوطنية على غرار عبد الباسط السهيلي ونبيل عبد المولى ونوفل الجزيري..وغيرهم باعتبار انها ليست المرة الأولى التي يشاركون فيها بمثل هكذا تظاهرات، كان لهم وقع كبير على "روحانيات توزر" وسببا من اسباب نجاح الدورة.. أما عن ارتباط المهرجان بالموسيقى الصوفية لي رأي يبدو انه مخالف للمفاهيم السائدة لأنّي أرى أنه لا وجود للموسيقى الصوفية.. "وما فماش دو بنت حلال ودو بنت حرام".. وحسب رايي يبقى التصوف سلوكا ولا يمكن ان نقيمه من خلال ضوابط معينة.. حتى أننا نستطيع أن نتحدث عن تصور صوفي للموسيقى باعتبار أن أي فنان مهما كانت توجهاته الموسيقية يمكن أن تتجلى رؤيته الصوفية لكل ما يحيط به عبر انتاجاته الفنية.."

في ذات السياق يضيف محدثنا قائلا: " أن مسألة القدسية التي ننسبها لبعض التظاهرات الفنية ليست في محلها لأن مسألة الزهد والتصوف تبقى مسألة فردية لا يمكن تعميمها .. كما انه لا بد من الإشارة الى أن عالم المتصوفة القدامى مختلف عن العالم الراهن الذي أعتبره فلكلوريا .. وبالتالي أعتبر مهرجان "روحانيات" مهرجانا ثقافيا بالأساس وهو مكسب وطني لا بد من المحافظة عليه وتسمية "روحانيات" تسمية ثقافية ذات صبغة فنية، لأنه -ببساطة - لا يمكن أن نلج قلوب الحاضرين ونقيم مدى نسبة الاخلاص والصفاء الروحي.. ولانها تبقى في النهاية مسالة شخصية تتجاوز التقييم..وحتى ننتهي الى خلاصة اقول: ليس هناك موسيقى صوفية بل يوجد تصوف فلسفي وتصوف فلكلوري..

يعني اننا نستطيع الحديث عن توجه صوفي لموسيقيين من خلال اتخاذ منهج تقني للصوفية .."

من جهة أخرى وفي إطار الحديث عن غياب الفنان الطرودي عن العروض الفردية في تونس رغم نجاحه الكبير في العديد من المهرجانات الدولية ، يقول محدثنا: اعتقد أن هناك حملة ممنهجة ضد منير الطرودي باعتبار انني قدمت العديد من المرات ملفات للمشاركة في مهرجانات ولم أجد إلا الرفض بتعلات غير مقنعة.. على كل حال لا أستجدي احدا ولي الفخر اني كلما شاركت مع مجموعة موسيقية الا وحقق ذلك العرض نجاحا باهرا على جميع المستويات.."

هذا لا يعني أن الفنان منير الطرودي لم يسع الى العمل على انتاجات فنية جديدة خاصة وانه -والكلام له-" بصدد التعامل مع الفنان فايز علي فايز وثلة من الفنانين الايرانيين والباكستانيين ومن المنتظر إحياء الاسبوع القادم حفلات خاصة في اوروبا وايران وباكستان .. انشطة على مدار السنة تجعلني غير متحمس للاصرار على إحياء عروض فردية"..

اما في إطار الحديث عن قيمة الجانب الثقافي بالنسبة للفنانين يعتبر منير الطرودي أن "الفنان دون ثقافة مثل الشيك دون رصيد .. لأن غياب الثقافة هو غياب للتصور الفلسفي للمشوار الفني.. وفي هذه الحالة لا يمكن أن يتطور ويساهم بشكل ايجابي في الساحة الفنية عموما..."

وليد عبداللاوي

منير الطرودي لـ"الصباح":  الموسيقي غير المثقف عبارة عن شيك دون رصيد !

تونس-الصباح

أسدل الستار على فعاليات الدورة السابعة لمهرجان "روحانيات نفطة".. المهرجان الذي يحاول القائمون عليه كل سنة وتحديدا في شهر نوفمبر أن يحافظوا على تميزه وتفرده من حيث الاهتمام بالموسيقى الصوفية والروحية من مختلف أصقاع العالم وتأمين برنامج يؤسس لتظاهرة من شأنها أن تشع عالميا..

"روحانيات نفطة" هذه السنة شارك فيه ثلة من الفنانين بمختلف الجنسيات على غرار تنزانيا وسوريا.. إضافة إلى فنانين وعازفين تونسيين على درجة عالية من الاحترافية...

وقد كان من بين أهم فناني الدورة السابعة منير الطرودي الذي كان لنا معه لقاء لتسليط الضوء على خصوصية المهرجان، اقترانه بعالم التصوف ومدى انعكاس ذلك على الوافدين والساحة الثقافية.. فضلا عن الحديث عن اهم انتاجاته الفنية الحديثة باعتبار انه شارك في العديد من المهرجانات الاوروبية والٱسيوية وله من الزاد الموسيقي والثقافي ما يخول له المزيد من التألق والإبداع والتفكير في عروض فردية..

في مستهل الحديث نوّه الفنان منير الطرودي بأهمية مهرجان "روحانيات" بتوزر على المستوى الثقافي والتنوع الموسيقي على حد السواء، طبعا مع المحافظة على فقرة حلقات الذكر في مقامات الاولياء الصالحين بمدينة نفطة طيلة ليالي الدورة إضافة إلى إقامة محاضرات وندوات علمية حول مواضيع مختلفة في مجال التصوف...

وعن اقتران المهرجان بعوالم الروحانيات ومدى تطابقها معه يقول منير الطرودي: " أعتقد أن المايسترو محمد لسود وابرز عناصر الفرقة الوطنية على غرار عبد الباسط السهيلي ونبيل عبد المولى ونوفل الجزيري..وغيرهم باعتبار انها ليست المرة الأولى التي يشاركون فيها بمثل هكذا تظاهرات، كان لهم وقع كبير على "روحانيات توزر" وسببا من اسباب نجاح الدورة.. أما عن ارتباط المهرجان بالموسيقى الصوفية لي رأي يبدو انه مخالف للمفاهيم السائدة لأنّي أرى أنه لا وجود للموسيقى الصوفية.. "وما فماش دو بنت حلال ودو بنت حرام".. وحسب رايي يبقى التصوف سلوكا ولا يمكن ان نقيمه من خلال ضوابط معينة.. حتى أننا نستطيع أن نتحدث عن تصور صوفي للموسيقى باعتبار أن أي فنان مهما كانت توجهاته الموسيقية يمكن أن تتجلى رؤيته الصوفية لكل ما يحيط به عبر انتاجاته الفنية.."

في ذات السياق يضيف محدثنا قائلا: " أن مسألة القدسية التي ننسبها لبعض التظاهرات الفنية ليست في محلها لأن مسألة الزهد والتصوف تبقى مسألة فردية لا يمكن تعميمها .. كما انه لا بد من الإشارة الى أن عالم المتصوفة القدامى مختلف عن العالم الراهن الذي أعتبره فلكلوريا .. وبالتالي أعتبر مهرجان "روحانيات" مهرجانا ثقافيا بالأساس وهو مكسب وطني لا بد من المحافظة عليه وتسمية "روحانيات" تسمية ثقافية ذات صبغة فنية، لأنه -ببساطة - لا يمكن أن نلج قلوب الحاضرين ونقيم مدى نسبة الاخلاص والصفاء الروحي.. ولانها تبقى في النهاية مسالة شخصية تتجاوز التقييم..وحتى ننتهي الى خلاصة اقول: ليس هناك موسيقى صوفية بل يوجد تصوف فلسفي وتصوف فلكلوري..

يعني اننا نستطيع الحديث عن توجه صوفي لموسيقيين من خلال اتخاذ منهج تقني للصوفية .."

من جهة أخرى وفي إطار الحديث عن غياب الفنان الطرودي عن العروض الفردية في تونس رغم نجاحه الكبير في العديد من المهرجانات الدولية ، يقول محدثنا: اعتقد أن هناك حملة ممنهجة ضد منير الطرودي باعتبار انني قدمت العديد من المرات ملفات للمشاركة في مهرجانات ولم أجد إلا الرفض بتعلات غير مقنعة.. على كل حال لا أستجدي احدا ولي الفخر اني كلما شاركت مع مجموعة موسيقية الا وحقق ذلك العرض نجاحا باهرا على جميع المستويات.."

هذا لا يعني أن الفنان منير الطرودي لم يسع الى العمل على انتاجات فنية جديدة خاصة وانه -والكلام له-" بصدد التعامل مع الفنان فايز علي فايز وثلة من الفنانين الايرانيين والباكستانيين ومن المنتظر إحياء الاسبوع القادم حفلات خاصة في اوروبا وايران وباكستان .. انشطة على مدار السنة تجعلني غير متحمس للاصرار على إحياء عروض فردية"..

اما في إطار الحديث عن قيمة الجانب الثقافي بالنسبة للفنانين يعتبر منير الطرودي أن "الفنان دون ثقافة مثل الشيك دون رصيد .. لأن غياب الثقافة هو غياب للتصور الفلسفي للمشوار الفني.. وفي هذه الحالة لا يمكن أن يتطور ويساهم بشكل ايجابي في الساحة الفنية عموما..."

وليد عبداللاوي