إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"الصباح" التقت عددا من صناع الأفلام المرشحة لأوسكار 2025.. 7 أفلام عربية مرشحة لكن إلى أي مدى يمكنها الصمود في السباق؟

 -الجزائر فتحت باب التتويج باوسكار أفضل فيلم عربي لكنها ظلت الجائزة العربية الوحيدة 

-المخرجة التونسية  كوثر بن هنية  أول مخرجة عربية تصل إلى القائمة القصيرة مرتين

تونس - الصباح

اقتصر حفل الأوسكار الأمريكي في  دورات عقوده الثلاثة الأولى على السينما الناطقة باللغة الانقليزية إذ منحت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية مساحة للفيلم الأجنبي في دورة 1948 لتصبح جائزة أفضل فيلم أجنبي ضمن المسابقة الرسمية سنة 1957 ولم يبدأ اهتمام العرب بهذا الحدث السينمائي إلا مع فوز فيلم "Z" وهو انتاج مشترك فرنسي جزائري بأوسكار أفضل فيلم أجنبي سنة 1969 وأخرج هذا العمل المخرج اليوناني كوستا غافراس. وهو الأوسكار الوحيد للجزائر والعرب إلى اليوم.

هذه الأسبقية التاريخية للجزائر منحتها كذلك العدد الأكبر من الأفلام المشاركة في الأوسكار - وإن كانت معظمها انتاجات مشتركة على غرار معظم الانتاجات العربية - ومن بين أفلام الجزائر التي بلغت القائمة القصيرة في هذا الحدث السينمائي أعمال المخرج الكبير رشيد بوشارب "غبار الحياة"، "البلديون" و"خارجون عن القانون" (ويتصدر بوشارب قائمة أكثر المخرجين العرب الذي  ترشح أفلامه للأوسكار) وفيلم السينمائي الإيطالي ايتوري سكولا "حلبة الرقص" وشاركت الجزائر في انتاجه.

 ولا يمكن الحديث عن السينما العربية وحضورها في الأوسكار دون تسليط الضوء على تفرد لبنان وفلسطين في هذا المجال الابداعي فالمسألة لا تتعلق فحسب بعدد المشاركات بقدر مضامينها والتي يرافقها في معظم الأوقات نقاش وجدل وتفاعل يتعلق خاصة بالبعد الإنساني والواقعي لهذه الأفلام بفضل ارتباطها العضوي بقضايا حساسة في الشرق الأوسط.

وبلغت لبنان القائمة القصيرة مع فيلم "قضية رقم 23" لزياد الدواري و"كفر ناحوم" لنادين لبكي فيما يعتبر المخرج هاني أبو أسعد الأكثر حضورا في سباق الاوسكار عن فلسطين وسبق وأن تمكن  فيلماه "الجنة الآن" (انتاح مشترك) و"عمر" (انتاج فلسطيني) من بلوغ القائمة القصيرة للأوسكار.

وتحظى مصر بالعدد الأكبر من الأفلام المرشحة للأوسكار بداية من "باب الحديد" ليوسف شاهين، غير أن بلوغها للقائمة القصيرة لم يتحقق بعد إلى اليوم على غرار حضور السينما المغربية والعراقية (ماعدا تجربة للفيلم القصير للمخرج العراقي سهيم عمر خليفة) وقد سجلت البعض من السينماءات العربية الواعدة على غرار الأردن (  مشاركتها الأولى في القائمة القصيرة مع فيلم "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار سنة 2015)، المملكة العربية السعودية بعدد من التجارب، اليمن، الكويت، سوريا ("آباء وأبناء" للسوري طلال ديركي)، موريتانيا بفيلم "تمبكتو" لعبد الرحمان سيساكو ومؤخرا السودان والصومال حضورها في هذه المسابقة العالمية.

وتبقى السينما التونسية من السينماءات الاستثنائية بدورها على مستوى الحضور إذ تعتبر كوثر بن هنية أول مخرجة عربية تصل مرتين للقائمة القصيرة بفيلمي "الرجل الذي باع ظهره" و"بنات ألفة" وبالتالي تتصدر قائمة المخرجين العرب الأكثر ترشيحا مع رشيد بوشارب (3 مرات) وهاني أبو أسعد (مرتين).

تمنح جوائز الأوسكار وتحديدا فئة أفضل فيلم أجنبي (الناطق بغير اللغة الانقليزية) إشعاعا لسينماءات العالم ومن بينها الأفلام العربية ولئن لم تحظى الرؤى العربية باهتمام كبير في هذا الموعد الاستثنائي في عالم الفن السابع مقارنة بالسينما الأسيوية أو اللاتينية أو سينما شرق أوروبا إلا أن تواتر مشاركاتها في الحدث يظل نافذة مهمة للتعريف بالثقافات العربية وهواجس شعوبها.

وفي سباق أوسكار 2025 تحضر الدول العربية عبر 7 أفلام تم الإعلان - إلى حدود نشر تقرير "سيني الصباح" - عن مشاركتها في الدورة 97 لحفل أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية وهي الفيلم التونسي "المابين" لندى مازني حفيظ، "رحلة 404" للمخرج هاني خليفة، الفيلم العراقي "ميسي بغداد" للمخرج سهيم عمر خليفة، "من المسافة صفر" للمخرج رشيد المشهراوي، فيلم "196 متر" للمخرج شكيب طالب بن دياب عن الجزائر وفيلم نبيل عيوش "الجميع يحب تودا" ممثلا المغرب في السباق الأوسكاري و"حلوة يا أرضي"، للمخرجة سارين هيرابديان عن الأردن. وتتنافس هذه الافلام في قائمة ترشيحات الدورة 97 من الأوسكار التي تعلن عن قائمتها القصيرة في ديسمبر المقبل فيما حدد حفل توزيع الجوائز في مارس 2025.

اعداد: نجلاء قموع

"سيني الصباح" التقت عددا من صناع الأفلام المرشحة للأوسكار ونقاد السينما العربية لترصد أهم التوقعات والإمكانات المتاحة أمام السينماءات العربية في أوسكار 2025.

فيلم "المابين" لندى المازني ممثلا عن تونس

وعن ترشيح لفيلم "المابين" لسباق الأوسكار أكد مدير المركز الوطني للسينما والصورة نعمان الحباسي لـ"سيني الصباح" أن ترشيح تونس أفلاما للاوسكار هو تقليد متبع منذ سنة 2015  وأشاد بحضور عدد من السينمائيين التونسيين في هذا المحفل العالمي على امتداد سنوات ومن بينهم وصول كوثر بن هنية للقائمة القصيرة في مناسبتين.

 وأقر نعمان الحباسي بأن الاشعاع الكبير التي تحظى به السينما التونسية يعود لحضورها في مواعيد دولية والتي فتحت لها المجال لتوقيع اتفاقيات تعاون عديدة من بينها مؤخرا السعودية من خلال هيئة الأفلام والأرشيف السينمائي.

رشيد مشهراوي ممثلا عن فلسطين

في نفس السياق اعتبر المخرج والمنتح الفلسطيني رشيد مشهراوي ترشيح "من المسافة صفر" للاوسكار باسم فلسطين هو فرصة لتسليط الضوء بشكل واسع على قضايا الشعب الفلسطيني وتقديم صورة حقيقية لما يحدث في غزة للعالم. وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد أعلنت عن ترشيح فيلم "من المسافة صفر" لتمثيل فلسطين رسميا عن فئة الفيلم الدولي الطويل لجوائز "الأوسكار" في دورتها الـ97 لعام 2025. ويروي "من المسافة صفر"  وهو مجموعة من الافلام القصيرة الروائية والوثائقية تجارب وقصص صانعي أفلام من غزة تم تصويرها بميزانيات محدودة اثناء حرب الإبادة "طوفان الأقصى".

وشارك في المشروع السينمائي "من المسافة صفر" صناع أفلام من غزة وهم  ندى أبو حسنة، كريم سطوم، بشار البلبيسي، مهدي كريرة، أوس البنا، هناء عليوة، نضال دامو، اعتماد وشاح، علاء دامو، ريما محمود، محمد الشريف، خميس مشهراوي، إسلام الزريعي، باسل المقوسي، مصطفى النبيه، أحمد الدنف، وسام موسى، علاء إسلام أيوب، تامر نجيم، رباب خميس، مصطفى كلاب، أحمد حسونة.

أمّا فيلم "ميسي بغداد" ومدته ساعة و28 دقيقة فهو من بطولة الممثلين الطفل أحمد محمد عبد الله وزهراء غندور وأثير عادل وصفاء ناجم وعديل عبد الرحمن وحسين حسن علي. وتدور أحداث الفيلم عن طفل في بغداد يدعى "حمودي" يحلم بأن يكون مثل ليونيل ميسي ولكن تعرضه للقصف خلال ممارسته رياضة كرة القدم يفقده ساقه اليمنى والكثير من أحلامه، هذا الفيلم للمخرج سهيم عمر خليفة الذي تعود على اقتناص الجوائز العالمية بخياراته فقد سبق وتوج فيلمه القصير "أرض الأبطال" (انتاج 2010) بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، كما رشحت أفلامه على غرار الفيلم القصير "ميسي بغداد" (2012) و"الصياد السيئ" (2014) للأوسكار و اليوم يعود لمنافسات الدورة 97 أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية بالروائي الطويل "ميسي بغداد".

  "ميسي بغداد "  للمخرج سهيم عمر خليفة ممثلا للعراق

وفي لقائه مع "سيني الصباح" كشف المخرج العراقي أنه ترشح للقائمة القصيرة سابقا بأفلام قصيرة ويحاول اليوم أن يحقق ذلك مجددا بالفيلم الروائي الطويل "ميسي بغداد". وأشار سهيم عمر خليفة إلى أن العنوان الأصلي للفيلم كان "نادي بغداد الرياضي" وبعد ذلك تم تغيره لميسي بغداد وتعني كلمة "ميسي" الفوضى في اللغة الانقليزية وتشير في الوقت نفسه للاعب الشهير "ميسي" موضحا أن في فترة تصوير الفيلم كان النهائي بين فريق برشلونة و"مانشستر يونايتد" فتم على هذا الأساس تغيير العنوان بعيدا عن محاولة تسويق العمل بالإشارة للاعب الشهير مشددا على أن دعم "ميسي" للفيلم كان اهتماما إنسانيا منه بالقضية فيما كنا نبحث عن قصص ملهمة تعبر عن واقعنا وعن أطفال العراق بعد الحرب وهذا هاجس وقوام كل تجاربي السينمائية.

أمّا بطلة الفيلم "ميسي بغداد" زهراء الغندور فكشفت لـ"سيني الصباح" أن قراءتها الأولى لسيناريو الفيلم أشعرتها بالحزن لما يحدث للأطفال بسبب الحرب وتحدثت عن تحضيرها لشخصية "سلوى" وكيف استوحت الكثير من ملامحها من والدتها في أداء الدور كما قامت بزيارة والدة الطفل الحقيقي في القصة بمدينة "الرمادي" غرب العراق قائلة في السياق:" تقديمي للدور كان مستوحى من الأم الحقيقة ومن والدتها وهدوءها مع اعتمادها على أدواتها كممثلة بدرجة أولى".

وعن الأوسكار قالت زهراء غندور أن فيلم "الرحلة" (للمخرج محمد الدراجي) الذي جسدت بطولته المطلقة كان مشاركتها الأولى في الأوسكار واليوم تعود بفيلم "ميسي بغداد" واعتبرت هذه الترشيحات هي أداة للتعريف بقصص العراقيين عن طريق السينما التي تعتبرها من أهم طرق التواصل مع الناس وهي ممتنة لهذه الفرصة.

"رحلة 404 " للمخرج هاني خليفة ممثلا لمصر

فيلم "رحلة 404" مرشح مصر للاوسكار للمخرج هاني خليفة وبطولة منى زكي، محمد ممدوح، محمد فراج، خالد الصاوي وشيرين رضا تدور أحداثه حول غادة (منى زكي) المُثقلة بذنوب الماضي فتسعى للتوبة من خلال "رحلة إلى البقاع المقدسة" غير أن الحياة لا تمنح غادة السلام على طبق من ذهب ..

وفي لقاء "سيني الصباح" مع المخرج هاني خليفة أقر محدثنا أنه تفاجأ بترشيح الفيلم للأوسكار فقد نسي هذا الموعد من جهة ومن جهة ثانية يعتقد أن هذه المناسبات السينمائية العالمية هامة وفاعلة على مستوى تسليط الضوء على سينماءات العالم ومن بينها السينما العربية لكن  لا يعني الترشيح ضعف العمل  من عدمه، او مدى جودة الفيلم،  فالكثير من الأعمال السينمائية ذات جودة عالية، وفقا لقوله، ولم ترشح للأوسكار أوفي غيرها من الجوائز العالمية.

وأقر المخرج المصري هاني خليفة أن منى زكي كانت الخيار الوحيد لبطولة الفيلم منذ قرأته لأول مرة قبل 13 سنة قائلا في السياق : "كانت متخوفة من الدور في البداية كما عرف الفيلم عديد الصعوبات إلى أن قرر المنتج محمد حفظي تولي عملية إنتاجه.

وعن الرقابة والتغيرات التي طرأت على الفيلم شدد هاني خليفة على مبدأ الاختلاف في مجتمعاتنا وإيمانه بأن الرقابة تدفع الفنان لتقديم أفضل ما لديه وخير دليل على ذلك السينما الإيرانية.

وحول حظوظ الافلام العربية المرشحة كشفت المخرجة والكاتبة هناء العمير، وهي تترأس جمعية السينما السعودية، عن صعوبة الاختيار في الاوسكار، وهي التي كانت في لجان سابقة  للاختيار وتدرك جيدا ضرورة توفر معايير تمنح الفيلم القدرة على المنافسة في سباق الأوسكار.

بدوره أشاد الناقد السينمائي طارق الشناوي بحضور أفلام عربية جيدة في سباق الأوسكار ومع ذلك يعتبر أن امكانياتها مازالت محدودة على مستوى المنافسة. 

"الصباح" التقت عددا من صناع الأفلام المرشحة لأوسكار 2025..     7 أفلام عربية مرشحة لكن إلى أي مدى يمكنها الصمود في السباق؟

 -الجزائر فتحت باب التتويج باوسكار أفضل فيلم عربي لكنها ظلت الجائزة العربية الوحيدة 

-المخرجة التونسية  كوثر بن هنية  أول مخرجة عربية تصل إلى القائمة القصيرة مرتين

تونس - الصباح

اقتصر حفل الأوسكار الأمريكي في  دورات عقوده الثلاثة الأولى على السينما الناطقة باللغة الانقليزية إذ منحت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية مساحة للفيلم الأجنبي في دورة 1948 لتصبح جائزة أفضل فيلم أجنبي ضمن المسابقة الرسمية سنة 1957 ولم يبدأ اهتمام العرب بهذا الحدث السينمائي إلا مع فوز فيلم "Z" وهو انتاج مشترك فرنسي جزائري بأوسكار أفضل فيلم أجنبي سنة 1969 وأخرج هذا العمل المخرج اليوناني كوستا غافراس. وهو الأوسكار الوحيد للجزائر والعرب إلى اليوم.

هذه الأسبقية التاريخية للجزائر منحتها كذلك العدد الأكبر من الأفلام المشاركة في الأوسكار - وإن كانت معظمها انتاجات مشتركة على غرار معظم الانتاجات العربية - ومن بين أفلام الجزائر التي بلغت القائمة القصيرة في هذا الحدث السينمائي أعمال المخرج الكبير رشيد بوشارب "غبار الحياة"، "البلديون" و"خارجون عن القانون" (ويتصدر بوشارب قائمة أكثر المخرجين العرب الذي  ترشح أفلامه للأوسكار) وفيلم السينمائي الإيطالي ايتوري سكولا "حلبة الرقص" وشاركت الجزائر في انتاجه.

 ولا يمكن الحديث عن السينما العربية وحضورها في الأوسكار دون تسليط الضوء على تفرد لبنان وفلسطين في هذا المجال الابداعي فالمسألة لا تتعلق فحسب بعدد المشاركات بقدر مضامينها والتي يرافقها في معظم الأوقات نقاش وجدل وتفاعل يتعلق خاصة بالبعد الإنساني والواقعي لهذه الأفلام بفضل ارتباطها العضوي بقضايا حساسة في الشرق الأوسط.

وبلغت لبنان القائمة القصيرة مع فيلم "قضية رقم 23" لزياد الدواري و"كفر ناحوم" لنادين لبكي فيما يعتبر المخرج هاني أبو أسعد الأكثر حضورا في سباق الاوسكار عن فلسطين وسبق وأن تمكن  فيلماه "الجنة الآن" (انتاح مشترك) و"عمر" (انتاج فلسطيني) من بلوغ القائمة القصيرة للأوسكار.

وتحظى مصر بالعدد الأكبر من الأفلام المرشحة للأوسكار بداية من "باب الحديد" ليوسف شاهين، غير أن بلوغها للقائمة القصيرة لم يتحقق بعد إلى اليوم على غرار حضور السينما المغربية والعراقية (ماعدا تجربة للفيلم القصير للمخرج العراقي سهيم عمر خليفة) وقد سجلت البعض من السينماءات العربية الواعدة على غرار الأردن (  مشاركتها الأولى في القائمة القصيرة مع فيلم "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار سنة 2015)، المملكة العربية السعودية بعدد من التجارب، اليمن، الكويت، سوريا ("آباء وأبناء" للسوري طلال ديركي)، موريتانيا بفيلم "تمبكتو" لعبد الرحمان سيساكو ومؤخرا السودان والصومال حضورها في هذه المسابقة العالمية.

وتبقى السينما التونسية من السينماءات الاستثنائية بدورها على مستوى الحضور إذ تعتبر كوثر بن هنية أول مخرجة عربية تصل مرتين للقائمة القصيرة بفيلمي "الرجل الذي باع ظهره" و"بنات ألفة" وبالتالي تتصدر قائمة المخرجين العرب الأكثر ترشيحا مع رشيد بوشارب (3 مرات) وهاني أبو أسعد (مرتين).

تمنح جوائز الأوسكار وتحديدا فئة أفضل فيلم أجنبي (الناطق بغير اللغة الانقليزية) إشعاعا لسينماءات العالم ومن بينها الأفلام العربية ولئن لم تحظى الرؤى العربية باهتمام كبير في هذا الموعد الاستثنائي في عالم الفن السابع مقارنة بالسينما الأسيوية أو اللاتينية أو سينما شرق أوروبا إلا أن تواتر مشاركاتها في الحدث يظل نافذة مهمة للتعريف بالثقافات العربية وهواجس شعوبها.

وفي سباق أوسكار 2025 تحضر الدول العربية عبر 7 أفلام تم الإعلان - إلى حدود نشر تقرير "سيني الصباح" - عن مشاركتها في الدورة 97 لحفل أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية وهي الفيلم التونسي "المابين" لندى مازني حفيظ، "رحلة 404" للمخرج هاني خليفة، الفيلم العراقي "ميسي بغداد" للمخرج سهيم عمر خليفة، "من المسافة صفر" للمخرج رشيد المشهراوي، فيلم "196 متر" للمخرج شكيب طالب بن دياب عن الجزائر وفيلم نبيل عيوش "الجميع يحب تودا" ممثلا المغرب في السباق الأوسكاري و"حلوة يا أرضي"، للمخرجة سارين هيرابديان عن الأردن. وتتنافس هذه الافلام في قائمة ترشيحات الدورة 97 من الأوسكار التي تعلن عن قائمتها القصيرة في ديسمبر المقبل فيما حدد حفل توزيع الجوائز في مارس 2025.

اعداد: نجلاء قموع

"سيني الصباح" التقت عددا من صناع الأفلام المرشحة للأوسكار ونقاد السينما العربية لترصد أهم التوقعات والإمكانات المتاحة أمام السينماءات العربية في أوسكار 2025.

فيلم "المابين" لندى المازني ممثلا عن تونس

وعن ترشيح لفيلم "المابين" لسباق الأوسكار أكد مدير المركز الوطني للسينما والصورة نعمان الحباسي لـ"سيني الصباح" أن ترشيح تونس أفلاما للاوسكار هو تقليد متبع منذ سنة 2015  وأشاد بحضور عدد من السينمائيين التونسيين في هذا المحفل العالمي على امتداد سنوات ومن بينهم وصول كوثر بن هنية للقائمة القصيرة في مناسبتين.

 وأقر نعمان الحباسي بأن الاشعاع الكبير التي تحظى به السينما التونسية يعود لحضورها في مواعيد دولية والتي فتحت لها المجال لتوقيع اتفاقيات تعاون عديدة من بينها مؤخرا السعودية من خلال هيئة الأفلام والأرشيف السينمائي.

رشيد مشهراوي ممثلا عن فلسطين

في نفس السياق اعتبر المخرج والمنتح الفلسطيني رشيد مشهراوي ترشيح "من المسافة صفر" للاوسكار باسم فلسطين هو فرصة لتسليط الضوء بشكل واسع على قضايا الشعب الفلسطيني وتقديم صورة حقيقية لما يحدث في غزة للعالم. وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد أعلنت عن ترشيح فيلم "من المسافة صفر" لتمثيل فلسطين رسميا عن فئة الفيلم الدولي الطويل لجوائز "الأوسكار" في دورتها الـ97 لعام 2025. ويروي "من المسافة صفر"  وهو مجموعة من الافلام القصيرة الروائية والوثائقية تجارب وقصص صانعي أفلام من غزة تم تصويرها بميزانيات محدودة اثناء حرب الإبادة "طوفان الأقصى".

وشارك في المشروع السينمائي "من المسافة صفر" صناع أفلام من غزة وهم  ندى أبو حسنة، كريم سطوم، بشار البلبيسي، مهدي كريرة، أوس البنا، هناء عليوة، نضال دامو، اعتماد وشاح، علاء دامو، ريما محمود، محمد الشريف، خميس مشهراوي، إسلام الزريعي، باسل المقوسي، مصطفى النبيه، أحمد الدنف، وسام موسى، علاء إسلام أيوب، تامر نجيم، رباب خميس، مصطفى كلاب، أحمد حسونة.

أمّا فيلم "ميسي بغداد" ومدته ساعة و28 دقيقة فهو من بطولة الممثلين الطفل أحمد محمد عبد الله وزهراء غندور وأثير عادل وصفاء ناجم وعديل عبد الرحمن وحسين حسن علي. وتدور أحداث الفيلم عن طفل في بغداد يدعى "حمودي" يحلم بأن يكون مثل ليونيل ميسي ولكن تعرضه للقصف خلال ممارسته رياضة كرة القدم يفقده ساقه اليمنى والكثير من أحلامه، هذا الفيلم للمخرج سهيم عمر خليفة الذي تعود على اقتناص الجوائز العالمية بخياراته فقد سبق وتوج فيلمه القصير "أرض الأبطال" (انتاج 2010) بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، كما رشحت أفلامه على غرار الفيلم القصير "ميسي بغداد" (2012) و"الصياد السيئ" (2014) للأوسكار و اليوم يعود لمنافسات الدورة 97 أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية بالروائي الطويل "ميسي بغداد".

  "ميسي بغداد "  للمخرج سهيم عمر خليفة ممثلا للعراق

وفي لقائه مع "سيني الصباح" كشف المخرج العراقي أنه ترشح للقائمة القصيرة سابقا بأفلام قصيرة ويحاول اليوم أن يحقق ذلك مجددا بالفيلم الروائي الطويل "ميسي بغداد". وأشار سهيم عمر خليفة إلى أن العنوان الأصلي للفيلم كان "نادي بغداد الرياضي" وبعد ذلك تم تغيره لميسي بغداد وتعني كلمة "ميسي" الفوضى في اللغة الانقليزية وتشير في الوقت نفسه للاعب الشهير "ميسي" موضحا أن في فترة تصوير الفيلم كان النهائي بين فريق برشلونة و"مانشستر يونايتد" فتم على هذا الأساس تغيير العنوان بعيدا عن محاولة تسويق العمل بالإشارة للاعب الشهير مشددا على أن دعم "ميسي" للفيلم كان اهتماما إنسانيا منه بالقضية فيما كنا نبحث عن قصص ملهمة تعبر عن واقعنا وعن أطفال العراق بعد الحرب وهذا هاجس وقوام كل تجاربي السينمائية.

أمّا بطلة الفيلم "ميسي بغداد" زهراء الغندور فكشفت لـ"سيني الصباح" أن قراءتها الأولى لسيناريو الفيلم أشعرتها بالحزن لما يحدث للأطفال بسبب الحرب وتحدثت عن تحضيرها لشخصية "سلوى" وكيف استوحت الكثير من ملامحها من والدتها في أداء الدور كما قامت بزيارة والدة الطفل الحقيقي في القصة بمدينة "الرمادي" غرب العراق قائلة في السياق:" تقديمي للدور كان مستوحى من الأم الحقيقة ومن والدتها وهدوءها مع اعتمادها على أدواتها كممثلة بدرجة أولى".

وعن الأوسكار قالت زهراء غندور أن فيلم "الرحلة" (للمخرج محمد الدراجي) الذي جسدت بطولته المطلقة كان مشاركتها الأولى في الأوسكار واليوم تعود بفيلم "ميسي بغداد" واعتبرت هذه الترشيحات هي أداة للتعريف بقصص العراقيين عن طريق السينما التي تعتبرها من أهم طرق التواصل مع الناس وهي ممتنة لهذه الفرصة.

"رحلة 404 " للمخرج هاني خليفة ممثلا لمصر

فيلم "رحلة 404" مرشح مصر للاوسكار للمخرج هاني خليفة وبطولة منى زكي، محمد ممدوح، محمد فراج، خالد الصاوي وشيرين رضا تدور أحداثه حول غادة (منى زكي) المُثقلة بذنوب الماضي فتسعى للتوبة من خلال "رحلة إلى البقاع المقدسة" غير أن الحياة لا تمنح غادة السلام على طبق من ذهب ..

وفي لقاء "سيني الصباح" مع المخرج هاني خليفة أقر محدثنا أنه تفاجأ بترشيح الفيلم للأوسكار فقد نسي هذا الموعد من جهة ومن جهة ثانية يعتقد أن هذه المناسبات السينمائية العالمية هامة وفاعلة على مستوى تسليط الضوء على سينماءات العالم ومن بينها السينما العربية لكن  لا يعني الترشيح ضعف العمل  من عدمه، او مدى جودة الفيلم،  فالكثير من الأعمال السينمائية ذات جودة عالية، وفقا لقوله، ولم ترشح للأوسكار أوفي غيرها من الجوائز العالمية.

وأقر المخرج المصري هاني خليفة أن منى زكي كانت الخيار الوحيد لبطولة الفيلم منذ قرأته لأول مرة قبل 13 سنة قائلا في السياق : "كانت متخوفة من الدور في البداية كما عرف الفيلم عديد الصعوبات إلى أن قرر المنتج محمد حفظي تولي عملية إنتاجه.

وعن الرقابة والتغيرات التي طرأت على الفيلم شدد هاني خليفة على مبدأ الاختلاف في مجتمعاتنا وإيمانه بأن الرقابة تدفع الفنان لتقديم أفضل ما لديه وخير دليل على ذلك السينما الإيرانية.

وحول حظوظ الافلام العربية المرشحة كشفت المخرجة والكاتبة هناء العمير، وهي تترأس جمعية السينما السعودية، عن صعوبة الاختيار في الاوسكار، وهي التي كانت في لجان سابقة  للاختيار وتدرك جيدا ضرورة توفر معايير تمنح الفيلم القدرة على المنافسة في سباق الأوسكار.

بدوره أشاد الناقد السينمائي طارق الشناوي بحضور أفلام عربية جيدة في سباق الأوسكار ومع ذلك يعتبر أن امكانياتها مازالت محدودة على مستوى المنافسة.