احتفلت تونس، أمس 9 أكتوبر، باليوم العالمي للبريد، وأصدر البريد التونسي بالمناسبة طابعا بريديا مشتركا مع الدول الأعضاء بالاتحاد البريدي العالمي، لمزيد تسليط الضوء على "قضايا البيئة والتنمية المستدامة".
والهدف من الاحتفال باليوم العالمي للبريد هو توجيه الأنظار للمساهمات التي يقدمها رجال البريد للمجتمع ككل وللاقتصاد، باعتبارهم يمثلون الشبكة التي تربط بين الجميع في مختلف أنحاء العالم مهما كانت الظروف المحيطة. وعلى هذا الأساس كان شعار يوم البريد الدولي لسنة 2024 تحت عنوان "البريد في خدمة كوكبنا"، حيث يهدف الموضوع الى إذكاء الوعي بقدرة البريد على معالجة أزمة المناخ وما ينبغي لتعبئة الموارد الشاملة عبر القطاعات.. فالبريد أشبه بأن يكون "منوالا" يجمع حوله الأمم ويقرب المسافات ويخدم القضايا الإنسانية والمجتمعية.
ولا غرابة في أن يتناول موضوع الطابع البريدي التونسي الصادر أمس بمناسبة الذكرى 150 لإنشاء الإتحاد البريدي العالمي، قضايا البيئة والتنمية المستدامة، فلطالما كانت إسهامات البريد التونسي فاعلة، فهو يقرّب المسافات بين مختلف المناطق ويقدّم خدمات متنوعة، وامتيازه الأكبر هو أنه عابر لكل المسالك الوعرة والطرقات غير المرقمة، إذ يصل الى كل المناطق ويقرب المسافات بين سكانها، وهو أيضا أداة تواصل بين سكان المدن والقرى والأرياف مع مختلف المصالح الإدارية.
ويبقى البريد التونسي المؤسسة الأكثر قربا من المواطن والمساهم البارز في ديمومة مسار التنمية.. لكنها أيضا مؤسسة عابرة للقارات وأداة ناجعة لتقريب المسافات. فمما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للبريد.. "وقد ساعد التعاون العالمي على ضمان أن يكون العالم كله منطقةً بريدية واحدة، منطقةً لا تترك أحداً خلف الركب بما تكفله من إيصال الرسائل والبضائع والخدمات المالية إلى أبعد الأماكن على وجه الأرض.
ويواصل الاتحاد البريدي العالمي، مستشرفا المستقبل، توظيف التكنولوجيات الجديدة لمدّ البشرية بخدمات لا يمكن الاستغناء عنها.
دعونا، في هذا اليوم المهم، نكرم ونحتفل بالعمل الذي يقوم به الاتحاد البريدي العالمي لتقريب المسافات وتوحيد العالم".
البريد التونسي يقرب المسافات محليا لكنه أيضا يقوم بدور تقريب تونس من مختلف أصقاع العالم ويمثل أداة تواصل معها، لذلك تحتاج هذه المؤسسة الوطنية إلى مزيد الدعم لتطوير خدماتها في اتجاه مزيد تنويعها بما يتماشى مع متطلبات العصر والتحولات التكنولوجية حتى تواصل القيام بدورها من حيث تقديم الخدمات للمواطن والمجتمعات ككل وكذلك مواصلة الإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقد مكن تنوع الخدمات وتعدد أدوار مؤسسة البريد التونسي من الرفع من مستوى أدائها وتحسين جودة تدخلاتها، بما يضفي عليها النجاعة، حيث حقق البريد التونسي خلال السنة المنقضية أرقاما قياسية تحسب له وتقيم الدليل على أن هذه المؤسسة الوطنية بمثابة الرافعة لعدة قطاعات أخرى ذات بعد خدماتي خاصة. فعلى المستوى المالي يتطور رقم معاملات البريد التونسي بمعدل 10 % سنويا وذلك بفضل التحسن الملحوظ في العائدات المتأتية من الخدمات المالية والبريدية وحقق في سنة 2023 ما قدره 193 مليون دينار وهو رقم قياسي مقارنة بالأعوام التي سبقت .
ومن المهم الاعتراف بأن هذه الأرقام المشرفة لا تحجب النقائص التي يعاني منها قطاع البريد، فهو يشكو ضعف الزاد البشري والإمكانيات المادية خاصة، بما يمكنه من مزيد تطوير خدماته وتعميمها، كما يحتاج أيضا الى ثورة تكنولوجية لمزيد تطوير جودة الخدمات المقدمة باعتماد الحلول الرقمية الحديثة.
ويحتاج أيضا قطاع البريد الى توسيع الشبكة التجارية وإعادة هيكلة المكاتب والمقرات. حتى يتمكن من أداء دوره الخدماتي والرفع من مداخيله بالإضافة إلى ضرورة إنعاش الزاد البشري وسد الشغورات وفتح المزيد من الشبابيك المغلقة والتقليص من طوابير الانتظار، لأن القطاع مربح ويحتاج إلى تطوير شامل لمنظومته .
عبدالوهاب الحاج علي
احتفلت تونس، أمس 9 أكتوبر، باليوم العالمي للبريد، وأصدر البريد التونسي بالمناسبة طابعا بريديا مشتركا مع الدول الأعضاء بالاتحاد البريدي العالمي، لمزيد تسليط الضوء على "قضايا البيئة والتنمية المستدامة".
والهدف من الاحتفال باليوم العالمي للبريد هو توجيه الأنظار للمساهمات التي يقدمها رجال البريد للمجتمع ككل وللاقتصاد، باعتبارهم يمثلون الشبكة التي تربط بين الجميع في مختلف أنحاء العالم مهما كانت الظروف المحيطة. وعلى هذا الأساس كان شعار يوم البريد الدولي لسنة 2024 تحت عنوان "البريد في خدمة كوكبنا"، حيث يهدف الموضوع الى إذكاء الوعي بقدرة البريد على معالجة أزمة المناخ وما ينبغي لتعبئة الموارد الشاملة عبر القطاعات.. فالبريد أشبه بأن يكون "منوالا" يجمع حوله الأمم ويقرب المسافات ويخدم القضايا الإنسانية والمجتمعية.
ولا غرابة في أن يتناول موضوع الطابع البريدي التونسي الصادر أمس بمناسبة الذكرى 150 لإنشاء الإتحاد البريدي العالمي، قضايا البيئة والتنمية المستدامة، فلطالما كانت إسهامات البريد التونسي فاعلة، فهو يقرّب المسافات بين مختلف المناطق ويقدّم خدمات متنوعة، وامتيازه الأكبر هو أنه عابر لكل المسالك الوعرة والطرقات غير المرقمة، إذ يصل الى كل المناطق ويقرب المسافات بين سكانها، وهو أيضا أداة تواصل بين سكان المدن والقرى والأرياف مع مختلف المصالح الإدارية.
ويبقى البريد التونسي المؤسسة الأكثر قربا من المواطن والمساهم البارز في ديمومة مسار التنمية.. لكنها أيضا مؤسسة عابرة للقارات وأداة ناجعة لتقريب المسافات. فمما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للبريد.. "وقد ساعد التعاون العالمي على ضمان أن يكون العالم كله منطقةً بريدية واحدة، منطقةً لا تترك أحداً خلف الركب بما تكفله من إيصال الرسائل والبضائع والخدمات المالية إلى أبعد الأماكن على وجه الأرض.
ويواصل الاتحاد البريدي العالمي، مستشرفا المستقبل، توظيف التكنولوجيات الجديدة لمدّ البشرية بخدمات لا يمكن الاستغناء عنها.
دعونا، في هذا اليوم المهم، نكرم ونحتفل بالعمل الذي يقوم به الاتحاد البريدي العالمي لتقريب المسافات وتوحيد العالم".
البريد التونسي يقرب المسافات محليا لكنه أيضا يقوم بدور تقريب تونس من مختلف أصقاع العالم ويمثل أداة تواصل معها، لذلك تحتاج هذه المؤسسة الوطنية إلى مزيد الدعم لتطوير خدماتها في اتجاه مزيد تنويعها بما يتماشى مع متطلبات العصر والتحولات التكنولوجية حتى تواصل القيام بدورها من حيث تقديم الخدمات للمواطن والمجتمعات ككل وكذلك مواصلة الإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقد مكن تنوع الخدمات وتعدد أدوار مؤسسة البريد التونسي من الرفع من مستوى أدائها وتحسين جودة تدخلاتها، بما يضفي عليها النجاعة، حيث حقق البريد التونسي خلال السنة المنقضية أرقاما قياسية تحسب له وتقيم الدليل على أن هذه المؤسسة الوطنية بمثابة الرافعة لعدة قطاعات أخرى ذات بعد خدماتي خاصة. فعلى المستوى المالي يتطور رقم معاملات البريد التونسي بمعدل 10 % سنويا وذلك بفضل التحسن الملحوظ في العائدات المتأتية من الخدمات المالية والبريدية وحقق في سنة 2023 ما قدره 193 مليون دينار وهو رقم قياسي مقارنة بالأعوام التي سبقت .
ومن المهم الاعتراف بأن هذه الأرقام المشرفة لا تحجب النقائص التي يعاني منها قطاع البريد، فهو يشكو ضعف الزاد البشري والإمكانيات المادية خاصة، بما يمكنه من مزيد تطوير خدماته وتعميمها، كما يحتاج أيضا الى ثورة تكنولوجية لمزيد تطوير جودة الخدمات المقدمة باعتماد الحلول الرقمية الحديثة.
ويحتاج أيضا قطاع البريد الى توسيع الشبكة التجارية وإعادة هيكلة المكاتب والمقرات. حتى يتمكن من أداء دوره الخدماتي والرفع من مداخيله بالإضافة إلى ضرورة إنعاش الزاد البشري وسد الشغورات وفتح المزيد من الشبابيك المغلقة والتقليص من طوابير الانتظار، لأن القطاع مربح ويحتاج إلى تطوير شامل لمنظومته .