إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

استثمار ألماني ضخم في تونس بقيمة 200 مليار.. تدشين مصنع جديد لصناعة المكونات التكنولوجية للسيارات بمنوبة

تونس- الصباح

كشف وزير الاقتصاد والتخطيط سمير عبد الحفيظ، أمس، في تصريح لـ"الصباح"، عن ارتفاع الاستثمارات الأجنبية خلال السداسي الثاني من سنة 2024 لتبلغ 13.8% مقارنة بالسداسي الأول لسنة 2023، مشيرا إلى أن هذه المعطيات تدفع إلى المضي قدما نحو حزمة من الإصلاحات التي من شأنها أن تدفع بالقطاع الخاص وتحقق النمو الاقتصادي.

وأكد الوزير خلال تدشينه لمصنع جديد لمكونات السيارات الألمانية لشركة ماركوارد بمنطقة الفجة من ولاية منوبة، تسجيل ارتفاع في الاستثمارات الألمانية في تونس لتصبح خامس شريك لبلادنا سنة 2023، وفق أحدث الإحصائيات الرسمية، باستثمارات جملية بلغت 2.3 مليار دينار، خلقت أكثر من 91 ألف موطن شغل، ليبلغ العدد الإجمالي للشركات الألمانية الناشطة في بلادنا إلى قرابة 310 شركة.

وأعرب الوزير عن امتنانه للجانب الألماني الذي كان حريصا على دفع الاستثمارات في تونس، مؤكدا حرص الحكومة على الدفع بالاستثمارات الأجنبية، وتوفير المناخ الآمن لكافة المستثمرين الأجانب.

ولفت الوزير على صعيد متصل إلى أن تونس تعيش "موجة ايجابية" تجسدت في ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المتدفقة على بلادنا والتي ارتفعت بنسبة 13.8% خلال السداسي الأول من عان 2024.

ودشن وزير الاقتصاد والتخطيط سمير عبد الحفيظ رفقة عدد من المسؤولين عن الجانب الألماني المصنع الجديد لشركة ماركوارد، المتخصصة عالميًا في مجال مكونات السيارات والذي يمتد على مساحة 126,000 متر مربع، منها 33,000 متر مربع مغطاة، ومن المتوقع أن يوفر أكثر من 1000 موطن شغل ، تشمل مهندسين وفنيين وعمال إنتاج.

تعزيز الاستثمار في تونس

رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها تونس على الصعيدين المحلي والدولي، يظل المستثمرون الأجانب واثقين في قدرات البلاد على تحمل الصدمات الخارجية. ومن بين هؤلاء المستثمرين، شركة "ماركوارد" التي تعمل على توسعة نشاطها في تونس، حيث صرح هارالد ماركواردت رئيس مجلس إدارة الشركة، خلال حفل التدشين بالقول "نحن متواجدون في تونس منذ أكثر من 32 عامًا، وقد تضاعف عدد موظفينا في العقد الأخير، ومع إنشاء هذا المصنع الثاني في الفجة، نواصل قصة نجاحنا في شمال إفريقيا، وسنساهم في تطوير تكنولوجيا السيارات المستقبلية من خلال الابتكارات التي نقدمها."

وأضاف "ماركواردت" بالقول إن تونس تملك من الكفاءات التي يمكن التعويل عليها، وهذه من احد الأسباب التي دفعت إلى توسعة الاستثمارات الألمانية في تونس، ومن بينها المصنع الكبير بمنطقة الفجة والذي سيقتصر دوره على إنتاج المكونات التكنولوجية لصناعة السيارات الألمانية.

فرص عمل جديدة ومجالات إنتاج متطورة

من جانبه، أكد المدير العام لشركة "ماركواردت تونس"، نوردين يعقوبي، في تصريحات إعلامية أن هذا المشروع يمثل خطوة جديدة في مسيرة الشركة في البلاد، ويعكس الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمرون لتونس. وأضاف أن المصنع الجديد سيكون مخصصًا لإنتاج لوحات التحكم الخاصة بالسيارات الفاخرة، موضحًا أن المصنع متخصص في الإنتاج الإلكتروني للسيارات جميع المكونات، بالإضافة إلى تصنيع الآلات الخاصة.

وأشار اليعقوبي إلى أن الشركة تعمل على الاستثمار بشكل كبير في المعدات والتجهيزات لضمان أن يعمل المصنع بأعلى كفاءة، مع مراعاة المعايير البيئية.

 رسالة ثقة في الاقتصاد التونسي

وخلال الحفل، تحدث عدد من المسؤولين عن الجانب الألماني، مؤكدين أن استثمار "ماركواردت" تمثل رسالة ثقة قوية في الاقتصاد التونسي، خاصة في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. وبين عدد من الممثلين عن السفارة الألمانية في تونس خلال كلمة الافتتاح أن هذا الاستثمار يظهر جاذبية تونس للمستثمرين الأجانب، والقرب الجغرافي من أوروبا، مما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار، خاصة بعد الدروس التي استخلصتها الشركات العالمية من جائحة كورونا.

وأكدت مبعوثة السفارة الألمانية أن هذا الاستثمار سيساهم في تعزيز الاقتصاد التونسي، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

جدير بالذكر أن شركة "ماركواردت" تتواجد في تونس منذ عام 1991، حيث بدأت أولى استثماراتها خلال فترة الربيع العربي، عندما أنشأت مصنعًا في "العقبة" بالقرب من العاصمة في عام 2014. في البداية، ركز المصنع على إنتاج مفاتيح الأدوات الكهربائية والمفاتيح القياسية المستخدمة في الأجهزة المنزلية. ومع مرور الوقت، توسعت أنشطة الشركة في تونس لتشمل إنتاج مكونات الكترونية تُستخدم في عدة مجالات، مثل تقنيات البناء والتكييف، ومعدات التنظيف، والمركبات المتعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى التطبيقات الصناعية وقطاع السيارات.

"ماركوارد"، التي تأسست في عام 1925، ويقع مقرها الرئيسي في "ريتهايم-فايلهايم" بألمانيا، تُعد واحدة من أبرز الشركات في العالم في مجال تصنيع أنظمة التحكم الإلكترونية وتشمل منتجاتها مكونات التحكم، وأنظمة الدخول إلى المركبات، وأنظمة التحكم في القيادة، وإدارة البطاريات للمركبات الكهربائية. كما تُستخدم منتجات الشركة في الأجهزة المنزلية، والتطبيقات الصناعية، والأدوات الكهربائية.

دعم الاقتصاد التونسي

ويأتي تدشين المصنع الجديد للشركة بمنطقة الفجة من ولاية منوبة والذي بلغت تكلفته 200 مليون دينار، في وقت يواجه في الاقتصاد التونسي بعض الصعوبات نتيجة للازمات العالمية، ويرى الخبراء أن مثل هذه الاستثمارات يمكن أن تكون عاملًا محفزًا لتعزيز الثقة في الاقتصاد المحلي وجذب المزيد من الشركات العالمية للاستثمار في تونس.

ويُعد إعلان شركة "ماركواردت" افتتاح مصنع جديد لها في تونس خطوة إيجابية تعزز من مكانة البلاد كوجهة استثمارية جذابة. كما أنه يمثل دفعة قوية للاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل جديدة، وتطوير قطاع مكونات السيارات في تونس مما يساهم في دعم الاقتصاد التونسي في مواجهة التحديات الراهنة، والتي تدفع على استقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية لدفع الاقتصاد الوطني.

* سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

استثمار ألماني ضخم في تونس بقيمة 200 مليار..   تدشين مصنع جديد لصناعة المكونات التكنولوجية للسيارات بمنوبة

تونس- الصباح

كشف وزير الاقتصاد والتخطيط سمير عبد الحفيظ، أمس، في تصريح لـ"الصباح"، عن ارتفاع الاستثمارات الأجنبية خلال السداسي الثاني من سنة 2024 لتبلغ 13.8% مقارنة بالسداسي الأول لسنة 2023، مشيرا إلى أن هذه المعطيات تدفع إلى المضي قدما نحو حزمة من الإصلاحات التي من شأنها أن تدفع بالقطاع الخاص وتحقق النمو الاقتصادي.

وأكد الوزير خلال تدشينه لمصنع جديد لمكونات السيارات الألمانية لشركة ماركوارد بمنطقة الفجة من ولاية منوبة، تسجيل ارتفاع في الاستثمارات الألمانية في تونس لتصبح خامس شريك لبلادنا سنة 2023، وفق أحدث الإحصائيات الرسمية، باستثمارات جملية بلغت 2.3 مليار دينار، خلقت أكثر من 91 ألف موطن شغل، ليبلغ العدد الإجمالي للشركات الألمانية الناشطة في بلادنا إلى قرابة 310 شركة.

وأعرب الوزير عن امتنانه للجانب الألماني الذي كان حريصا على دفع الاستثمارات في تونس، مؤكدا حرص الحكومة على الدفع بالاستثمارات الأجنبية، وتوفير المناخ الآمن لكافة المستثمرين الأجانب.

ولفت الوزير على صعيد متصل إلى أن تونس تعيش "موجة ايجابية" تجسدت في ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المتدفقة على بلادنا والتي ارتفعت بنسبة 13.8% خلال السداسي الأول من عان 2024.

ودشن وزير الاقتصاد والتخطيط سمير عبد الحفيظ رفقة عدد من المسؤولين عن الجانب الألماني المصنع الجديد لشركة ماركوارد، المتخصصة عالميًا في مجال مكونات السيارات والذي يمتد على مساحة 126,000 متر مربع، منها 33,000 متر مربع مغطاة، ومن المتوقع أن يوفر أكثر من 1000 موطن شغل ، تشمل مهندسين وفنيين وعمال إنتاج.

تعزيز الاستثمار في تونس

رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها تونس على الصعيدين المحلي والدولي، يظل المستثمرون الأجانب واثقين في قدرات البلاد على تحمل الصدمات الخارجية. ومن بين هؤلاء المستثمرين، شركة "ماركوارد" التي تعمل على توسعة نشاطها في تونس، حيث صرح هارالد ماركواردت رئيس مجلس إدارة الشركة، خلال حفل التدشين بالقول "نحن متواجدون في تونس منذ أكثر من 32 عامًا، وقد تضاعف عدد موظفينا في العقد الأخير، ومع إنشاء هذا المصنع الثاني في الفجة، نواصل قصة نجاحنا في شمال إفريقيا، وسنساهم في تطوير تكنولوجيا السيارات المستقبلية من خلال الابتكارات التي نقدمها."

وأضاف "ماركواردت" بالقول إن تونس تملك من الكفاءات التي يمكن التعويل عليها، وهذه من احد الأسباب التي دفعت إلى توسعة الاستثمارات الألمانية في تونس، ومن بينها المصنع الكبير بمنطقة الفجة والذي سيقتصر دوره على إنتاج المكونات التكنولوجية لصناعة السيارات الألمانية.

فرص عمل جديدة ومجالات إنتاج متطورة

من جانبه، أكد المدير العام لشركة "ماركواردت تونس"، نوردين يعقوبي، في تصريحات إعلامية أن هذا المشروع يمثل خطوة جديدة في مسيرة الشركة في البلاد، ويعكس الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمرون لتونس. وأضاف أن المصنع الجديد سيكون مخصصًا لإنتاج لوحات التحكم الخاصة بالسيارات الفاخرة، موضحًا أن المصنع متخصص في الإنتاج الإلكتروني للسيارات جميع المكونات، بالإضافة إلى تصنيع الآلات الخاصة.

وأشار اليعقوبي إلى أن الشركة تعمل على الاستثمار بشكل كبير في المعدات والتجهيزات لضمان أن يعمل المصنع بأعلى كفاءة، مع مراعاة المعايير البيئية.

 رسالة ثقة في الاقتصاد التونسي

وخلال الحفل، تحدث عدد من المسؤولين عن الجانب الألماني، مؤكدين أن استثمار "ماركواردت" تمثل رسالة ثقة قوية في الاقتصاد التونسي، خاصة في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. وبين عدد من الممثلين عن السفارة الألمانية في تونس خلال كلمة الافتتاح أن هذا الاستثمار يظهر جاذبية تونس للمستثمرين الأجانب، والقرب الجغرافي من أوروبا، مما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار، خاصة بعد الدروس التي استخلصتها الشركات العالمية من جائحة كورونا.

وأكدت مبعوثة السفارة الألمانية أن هذا الاستثمار سيساهم في تعزيز الاقتصاد التونسي، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

جدير بالذكر أن شركة "ماركواردت" تتواجد في تونس منذ عام 1991، حيث بدأت أولى استثماراتها خلال فترة الربيع العربي، عندما أنشأت مصنعًا في "العقبة" بالقرب من العاصمة في عام 2014. في البداية، ركز المصنع على إنتاج مفاتيح الأدوات الكهربائية والمفاتيح القياسية المستخدمة في الأجهزة المنزلية. ومع مرور الوقت، توسعت أنشطة الشركة في تونس لتشمل إنتاج مكونات الكترونية تُستخدم في عدة مجالات، مثل تقنيات البناء والتكييف، ومعدات التنظيف، والمركبات المتعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى التطبيقات الصناعية وقطاع السيارات.

"ماركوارد"، التي تأسست في عام 1925، ويقع مقرها الرئيسي في "ريتهايم-فايلهايم" بألمانيا، تُعد واحدة من أبرز الشركات في العالم في مجال تصنيع أنظمة التحكم الإلكترونية وتشمل منتجاتها مكونات التحكم، وأنظمة الدخول إلى المركبات، وأنظمة التحكم في القيادة، وإدارة البطاريات للمركبات الكهربائية. كما تُستخدم منتجات الشركة في الأجهزة المنزلية، والتطبيقات الصناعية، والأدوات الكهربائية.

دعم الاقتصاد التونسي

ويأتي تدشين المصنع الجديد للشركة بمنطقة الفجة من ولاية منوبة والذي بلغت تكلفته 200 مليون دينار، في وقت يواجه في الاقتصاد التونسي بعض الصعوبات نتيجة للازمات العالمية، ويرى الخبراء أن مثل هذه الاستثمارات يمكن أن تكون عاملًا محفزًا لتعزيز الثقة في الاقتصاد المحلي وجذب المزيد من الشركات العالمية للاستثمار في تونس.

ويُعد إعلان شركة "ماركواردت" افتتاح مصنع جديد لها في تونس خطوة إيجابية تعزز من مكانة البلاد كوجهة استثمارية جذابة. كما أنه يمثل دفعة قوية للاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل جديدة، وتطوير قطاع مكونات السيارات في تونس مما يساهم في دعم الاقتصاد التونسي في مواجهة التحديات الراهنة، والتي تدفع على استقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية لدفع الاقتصاد الوطني.

* سفيان المهداوي