إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. ويبقى العمل بما سبق

 

بقلم: سفيان رجب

في وثيقة، قيل إنها صادرة عن وزارة التربية وتحمل ختم وإمضاء الوزير بتاريخ 10 سبتمبر 2024، تم الإعلان عن التخفيف من برامج مادة الرياضيات بالمرحلتين الإعدادية والثانوية من خلال حذف بعض المحاور من البرنامج. وبعد يوم فقط وبتاريخ 11 سبتمبر أصدرت الوزارة بلاغا يلغي القرار، مؤكدة "أنه لا تغيير في برنامج الرياضيات بالمرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي. ويبقى العمل بما سبق من مناشير".

ماذا حصل بين يوم 10 ويوم 11؟؟ ما حصل هو تحرك صفحات الفايسبوك منتقدة القرار ليتم في ظرف 24 ساعة التراجع من قبل الوزارة وإبقاء الحال على ما هو عليه!! تراجع رغم أن التخفيف في المناهج والبرامج التعليمية أصبح ضرورة وحتمية في خضم التحديات التي يواجهها التعليم اليوم وتأكد أن السياسة التعليمية قائمة على كثافة المواد والبرامج، وأنها تركز على الكم على حساب الكيف. هذه السياسة، التي تستهلك وقت التلميذ وطاقاته في حفظ المعلومات دون استثمار حقيقي في تطوير مهاراته الفكرية.

المشكلة لا تكمن فقط في كمية المواد التعليمية، بل أيضًا في الطريقة التي يتم بها تقديمها. فالمدرسة اليوم تبدو وكأنها مصنع يُنتج أجيالًا مبرمجة على تقبّل كم هائل من المعلومات، التي غالبًا ما تُنسى مباشرة بعيد الامتحانات. فهذه البيداغوجيا التقليدية التي تعتمد على الحفظ والكمّ تهمل جانبًا مهمًا من التعليم، وهو تحفيز التفكير النقدي والإبداعي لدى التلميذ. وبدلًا من التركيز على تحفيز التفكير، نجد غيابًا ملحوظًا للبيداغوجيا التي تفعّل التفكير والعقل في ظل غياب وقت مخصص للتأمل والتفكير العميق، ولا مجال للترفيه الفكري الذي يساعد التلميذ على تطوير مهاراته النقدية والتحليلية. الزمن الذي يمكن أن يُستخدم لتغذية العقول وتوجيهها نحو استكشاف المعرفة، يُهدر في تلقين وكتابة وحفظ برامج مكثفة وغير موجهة نحو تنمية الذهن والفهم والإدراك.

إن الحاجة إلى التخفيف من كثافة البرامج التعليمية أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى. والتركيز على جودة التعليم يجب أن يكون هو الهدف الأساسي، وهذا يتطلب تغييرًا جذريًا في السياسات البيداغوجية التعليمية، بحيث يكون التعليم مبنيًا على الفهم والتفكير، لا على التلقين والإملاء.

كذلك، التخفيف من الزمن المدرسي أصبح ضرورة ملحة في ظل الأعباء المتزايدة التي تثقل كاهل التلميذ. فالجدول الزمني المدرسي الطويل والمكثف يُشكّل ضغطًا نفسيًا وجسديًا على التلميذ، ويقلل من فعالية استيعاب المعلومات بطرق سليمة. فبدلاً من أن يكون الزمن المدرسي فرصة لتطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي، أصبح مجرد فترة طويلة تُخصص لتلقي كم هائل من المعلومات دون استراحة حقيقية للذهن.

إن تقليص الزمن المدرسي من شأنه أن يوفر مساحة للتنفيس الفكري والترفيه، مما يساهم في تحفيز التلاميذ على الابتكار ويمنحهم الوقت لممارسة أنشطة تساعد على تنمية قدراتهم خارج أسوار المدرسة. فالزمن المدرسي الحالي، قد يؤدي إلى الإرهاق الذهني وفقدان الحافز، وهو ما يؤثر سلبًا على جودة التعليم ونتائجه.

الحاجة اليوم مؤكدة إلى إعادة النظر في الزمن المدرسي من أجل تحسين نوعية التعليم وجعل عملية التمدرس أكثر مرونة وتنقسم بين داخل وخارج أسوار المدرسة وهو ما يسمح للتلميذ باكتشاف ذاته واهتماماته الأخرى الموازية وتطوير مهاراته الذاتية.

 

بقلم: سفيان رجب

في وثيقة، قيل إنها صادرة عن وزارة التربية وتحمل ختم وإمضاء الوزير بتاريخ 10 سبتمبر 2024، تم الإعلان عن التخفيف من برامج مادة الرياضيات بالمرحلتين الإعدادية والثانوية من خلال حذف بعض المحاور من البرنامج. وبعد يوم فقط وبتاريخ 11 سبتمبر أصدرت الوزارة بلاغا يلغي القرار، مؤكدة "أنه لا تغيير في برنامج الرياضيات بالمرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي. ويبقى العمل بما سبق من مناشير".

ماذا حصل بين يوم 10 ويوم 11؟؟ ما حصل هو تحرك صفحات الفايسبوك منتقدة القرار ليتم في ظرف 24 ساعة التراجع من قبل الوزارة وإبقاء الحال على ما هو عليه!! تراجع رغم أن التخفيف في المناهج والبرامج التعليمية أصبح ضرورة وحتمية في خضم التحديات التي يواجهها التعليم اليوم وتأكد أن السياسة التعليمية قائمة على كثافة المواد والبرامج، وأنها تركز على الكم على حساب الكيف. هذه السياسة، التي تستهلك وقت التلميذ وطاقاته في حفظ المعلومات دون استثمار حقيقي في تطوير مهاراته الفكرية.

المشكلة لا تكمن فقط في كمية المواد التعليمية، بل أيضًا في الطريقة التي يتم بها تقديمها. فالمدرسة اليوم تبدو وكأنها مصنع يُنتج أجيالًا مبرمجة على تقبّل كم هائل من المعلومات، التي غالبًا ما تُنسى مباشرة بعيد الامتحانات. فهذه البيداغوجيا التقليدية التي تعتمد على الحفظ والكمّ تهمل جانبًا مهمًا من التعليم، وهو تحفيز التفكير النقدي والإبداعي لدى التلميذ. وبدلًا من التركيز على تحفيز التفكير، نجد غيابًا ملحوظًا للبيداغوجيا التي تفعّل التفكير والعقل في ظل غياب وقت مخصص للتأمل والتفكير العميق، ولا مجال للترفيه الفكري الذي يساعد التلميذ على تطوير مهاراته النقدية والتحليلية. الزمن الذي يمكن أن يُستخدم لتغذية العقول وتوجيهها نحو استكشاف المعرفة، يُهدر في تلقين وكتابة وحفظ برامج مكثفة وغير موجهة نحو تنمية الذهن والفهم والإدراك.

إن الحاجة إلى التخفيف من كثافة البرامج التعليمية أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى. والتركيز على جودة التعليم يجب أن يكون هو الهدف الأساسي، وهذا يتطلب تغييرًا جذريًا في السياسات البيداغوجية التعليمية، بحيث يكون التعليم مبنيًا على الفهم والتفكير، لا على التلقين والإملاء.

كذلك، التخفيف من الزمن المدرسي أصبح ضرورة ملحة في ظل الأعباء المتزايدة التي تثقل كاهل التلميذ. فالجدول الزمني المدرسي الطويل والمكثف يُشكّل ضغطًا نفسيًا وجسديًا على التلميذ، ويقلل من فعالية استيعاب المعلومات بطرق سليمة. فبدلاً من أن يكون الزمن المدرسي فرصة لتطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي، أصبح مجرد فترة طويلة تُخصص لتلقي كم هائل من المعلومات دون استراحة حقيقية للذهن.

إن تقليص الزمن المدرسي من شأنه أن يوفر مساحة للتنفيس الفكري والترفيه، مما يساهم في تحفيز التلاميذ على الابتكار ويمنحهم الوقت لممارسة أنشطة تساعد على تنمية قدراتهم خارج أسوار المدرسة. فالزمن المدرسي الحالي، قد يؤدي إلى الإرهاق الذهني وفقدان الحافز، وهو ما يؤثر سلبًا على جودة التعليم ونتائجه.

الحاجة اليوم مؤكدة إلى إعادة النظر في الزمن المدرسي من أجل تحسين نوعية التعليم وجعل عملية التمدرس أكثر مرونة وتنقسم بين داخل وخارج أسوار المدرسة وهو ما يسمح للتلميذ باكتشاف ذاته واهتماماته الأخرى الموازية وتطوير مهاراته الذاتية.