أعلن زهير المغزاوي، أمس، تخليه عن الأمانة العامة لحركة الشعب والتفرّغ الى السباق الانتخابي، والذي أكّد انه لن ينسحب منه، كما أعلن المترشّح لرئاسيات 2024 في ذات الندوة الصحفية أنه أعلن فكّ الارتباط مع منظومة 25 جويلية، الذي كان يعتبرها فرصة للتغيير، حسب تعبيره، مضيفا بأنهم في حركة الشعب بعد ذلك وجدوا أنفسهم في "مسار يتجه نحو الحكم الفردي وعدم الانجاز" .. كما أكّد زهير المغزاوي أمس أنه يريد أن يكون رئيسا لكل التونسيين ولذلك تخلّى عن الأمانة وطالب في نفس السياق رئيس الجمهورية قيس سعيد بتفويض مهامه الرئاسية والتفرّغ للحملة الانتخابية..
خطاب زهير المغزاوي تباينت حوله الآراء والمواقف بين من اعتبر أن موقفه هو موقف انتخابي لا غير وأنه لم يقم بمراجعة حقيقية لمواقفه السابقة ولم يعتذر عن بعضها وأنه كان مساندا بارزا لمسار 25 جويلية ون كل تصريحاته اليوم ليست إلا تصريحات انتخابية اقتضتها الضرورة وإكراهات المنافسة وبين من يعتبر ان زهير المغزاوي فكّ الارتباط مع مسار 25 جويلية وأصبح منتقدا له ويدافع عن حظوظه في السباق الانتخابي.. ولكن في كل ذلك التباين هناك وجاهة في طرح بعض النقاط ومناقشتها بجدية .
من التأييد الى المعارضة الانتخابية
اغلب المسائل التي تطرّق اليها زهير المغزاوي كمترشّح للرئاسة شدّد على كونه لن ينسحب من السباق وانه سيخوض المعركة الانتخابية بكل الإمكانيات والوسائل القانونية المشروعة، وفق تعبيره، كان بالأمس يدعمها ويؤيّدها، من ذلك أنه وفي علاقة بدستور 2022 قال المغزاوي أنه "لا يريد دستورا فيه سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية ولا يريد دستور الوظائف الذي لا سلطات فيه" وقد تعهّد أمس في صورة فوزه بالانتخابات بتعديله بصفة تشاركية وتضمينه مكامن قوة دستور 2014 وفق تعبيره، وهذا لم يكن موقف حركة الشعب من الدستور الجديد في وقت سابق حيث ساندت الحركة بشكل معلن الدعوة إلى التصويت بـ"نعم" على دستور الاستفتاء الذي طرحه رئيس الجمهورية على الشعب، كما وان 15 نائبا بالبرلمان المنحّل من نواب الحركة أعلنوا في اليوم الموالي لإعلان إجراءات 25 جويلية تأييدهم للمسار الجديد.. وظلّت حركة الشعب مساندة للمسار في كل محطاته الكبرى واتخذت فقط بعض المواقف النقدية في مسائل معينة ولها علاقة بمسألة الحقوق الحرية ومنها المرسوم 54 والتي كان منذ البداية للحركة موقف نقدي من هذا المرسوم وتقدّم نوابها بمقترح في مجلس نواب الشعب لتعديله، وخاصة الفصل 24 منه إلا أن المقترح الذي تقدّمت به الحركة لم يجد تجاوبا من بقية النواب ..
المغزاوي انتقد أيضا التحوير الوزاري الأخير وقال إنه محاولة للإيهام بأن أسباب الفشل تعود الى الحكومات السابقة وأن ذلك غير صحيح وأن الفشل متواصل، ولكن حركة الشعب أكّدت في وقت سابق وفي أكثر من مناسبة على فشل تلك الحكومات وكانت دائما تطرح فكرة الحكومة السياسية وأنها لوحدها القادرة على وضع برامج اجتماعية واقتصادية وتحمّل حصيلة عملها، رغم إدراك حركة الشعب أن الفريق الحكومي ككل دوره مساعدة رئيس الجمهورية في بلورة توجهاته وتصوّراته كما ينصّ على ذلك دستور الاستفتاء الذي دعت الحركة للتصويت عليه بـ"نعم.. المغزاوي في كلمته دعا أيضا هيئة الانتخابات الى الحرص على سلامة المسار الانتخابي وتوفير ضماناته مؤكدا انه يقوم بجمع الخروقات وسيرفعها الى القضاء كما أكد المغزاوي كذلك على انه متمسّك بالمناظرة التلفزية في صيغتها المعروفة وبحضور كل المترشحين كما تمسّك بضرورة أن يكون للمترشحين حضور في الإعلام العمومي ..
وفي كلمته التي تأتي في سياق استعداد المترشحين لانطلاق الحملة الانتخابية بشكل رسمي، حاول زهير المغزاوي قدر الإمكان التمايز في الفكرة والموقف عن الرئيس قيس سعيد والتصعيد في درجة المواجهة السياسية حتى يؤكّد مسألة فك الارتباط نهائيا مع مسار 25 جويلية وتحوّله اليوم الى منافس سياسي، ولكن رغم ذلك مازال متابعون للشأن العام يرون في خطاب زهير المغزاوي، خطابا اقتضته الضرورة الانتخابية وليس خطاب المراجعات السياسية كما يشير البعض الى غياب برنامج اقتصادي واجتماعي واضح الى اليوم وحلول عملية لكل الأزمات الموجودة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي .
منية العرفاوي
تونس – الصباح
أعلن زهير المغزاوي، أمس، تخليه عن الأمانة العامة لحركة الشعب والتفرّغ الى السباق الانتخابي، والذي أكّد انه لن ينسحب منه، كما أعلن المترشّح لرئاسيات 2024 في ذات الندوة الصحفية أنه أعلن فكّ الارتباط مع منظومة 25 جويلية، الذي كان يعتبرها فرصة للتغيير، حسب تعبيره، مضيفا بأنهم في حركة الشعب بعد ذلك وجدوا أنفسهم في "مسار يتجه نحو الحكم الفردي وعدم الانجاز" .. كما أكّد زهير المغزاوي أمس أنه يريد أن يكون رئيسا لكل التونسيين ولذلك تخلّى عن الأمانة وطالب في نفس السياق رئيس الجمهورية قيس سعيد بتفويض مهامه الرئاسية والتفرّغ للحملة الانتخابية..
خطاب زهير المغزاوي تباينت حوله الآراء والمواقف بين من اعتبر أن موقفه هو موقف انتخابي لا غير وأنه لم يقم بمراجعة حقيقية لمواقفه السابقة ولم يعتذر عن بعضها وأنه كان مساندا بارزا لمسار 25 جويلية ون كل تصريحاته اليوم ليست إلا تصريحات انتخابية اقتضتها الضرورة وإكراهات المنافسة وبين من يعتبر ان زهير المغزاوي فكّ الارتباط مع مسار 25 جويلية وأصبح منتقدا له ويدافع عن حظوظه في السباق الانتخابي.. ولكن في كل ذلك التباين هناك وجاهة في طرح بعض النقاط ومناقشتها بجدية .
من التأييد الى المعارضة الانتخابية
اغلب المسائل التي تطرّق اليها زهير المغزاوي كمترشّح للرئاسة شدّد على كونه لن ينسحب من السباق وانه سيخوض المعركة الانتخابية بكل الإمكانيات والوسائل القانونية المشروعة، وفق تعبيره، كان بالأمس يدعمها ويؤيّدها، من ذلك أنه وفي علاقة بدستور 2022 قال المغزاوي أنه "لا يريد دستورا فيه سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية ولا يريد دستور الوظائف الذي لا سلطات فيه" وقد تعهّد أمس في صورة فوزه بالانتخابات بتعديله بصفة تشاركية وتضمينه مكامن قوة دستور 2014 وفق تعبيره، وهذا لم يكن موقف حركة الشعب من الدستور الجديد في وقت سابق حيث ساندت الحركة بشكل معلن الدعوة إلى التصويت بـ"نعم" على دستور الاستفتاء الذي طرحه رئيس الجمهورية على الشعب، كما وان 15 نائبا بالبرلمان المنحّل من نواب الحركة أعلنوا في اليوم الموالي لإعلان إجراءات 25 جويلية تأييدهم للمسار الجديد.. وظلّت حركة الشعب مساندة للمسار في كل محطاته الكبرى واتخذت فقط بعض المواقف النقدية في مسائل معينة ولها علاقة بمسألة الحقوق الحرية ومنها المرسوم 54 والتي كان منذ البداية للحركة موقف نقدي من هذا المرسوم وتقدّم نوابها بمقترح في مجلس نواب الشعب لتعديله، وخاصة الفصل 24 منه إلا أن المقترح الذي تقدّمت به الحركة لم يجد تجاوبا من بقية النواب ..
المغزاوي انتقد أيضا التحوير الوزاري الأخير وقال إنه محاولة للإيهام بأن أسباب الفشل تعود الى الحكومات السابقة وأن ذلك غير صحيح وأن الفشل متواصل، ولكن حركة الشعب أكّدت في وقت سابق وفي أكثر من مناسبة على فشل تلك الحكومات وكانت دائما تطرح فكرة الحكومة السياسية وأنها لوحدها القادرة على وضع برامج اجتماعية واقتصادية وتحمّل حصيلة عملها، رغم إدراك حركة الشعب أن الفريق الحكومي ككل دوره مساعدة رئيس الجمهورية في بلورة توجهاته وتصوّراته كما ينصّ على ذلك دستور الاستفتاء الذي دعت الحركة للتصويت عليه بـ"نعم.. المغزاوي في كلمته دعا أيضا هيئة الانتخابات الى الحرص على سلامة المسار الانتخابي وتوفير ضماناته مؤكدا انه يقوم بجمع الخروقات وسيرفعها الى القضاء كما أكد المغزاوي كذلك على انه متمسّك بالمناظرة التلفزية في صيغتها المعروفة وبحضور كل المترشحين كما تمسّك بضرورة أن يكون للمترشحين حضور في الإعلام العمومي ..
وفي كلمته التي تأتي في سياق استعداد المترشحين لانطلاق الحملة الانتخابية بشكل رسمي، حاول زهير المغزاوي قدر الإمكان التمايز في الفكرة والموقف عن الرئيس قيس سعيد والتصعيد في درجة المواجهة السياسية حتى يؤكّد مسألة فك الارتباط نهائيا مع مسار 25 جويلية وتحوّله اليوم الى منافس سياسي، ولكن رغم ذلك مازال متابعون للشأن العام يرون في خطاب زهير المغزاوي، خطابا اقتضته الضرورة الانتخابية وليس خطاب المراجعات السياسية كما يشير البعض الى غياب برنامج اقتصادي واجتماعي واضح الى اليوم وحلول عملية لكل الأزمات الموجودة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي .