يصف سكان المناطق المصنفة "موبوءة" في ما يتعلق بانتشار الحشرة القرمزية، على غرار معتمديات في المهدية والمنستير، وضعهم بالكارثي. فإلى جانب الإضرار التي ألحقتها بمنتوج التين الشوكي في جهاتهم، حرموا بسبب الغزو المسجل من قبل هذه الحشرة لمنازلهم وحدائقهم من البقاء في فضاءاتهم ومساحتهم المفتوحة.
وحسب الشهادات التي توصلت إليها "الصباح" بعمادة سلقطة من قصور الساف، فإن مستوى انتشار الحشرة القرمزية أجبر السكان على عدم استعمال الأضواء ليلا وعلى تركيب واق للنوافذ وعدم فتح الأبواب ليلا أو النوم وسط منازلهم كما تعودوا. فهي حشرة شبيهة بـ"الناموس" في تنقلاتها وأضرارها ومنتشرة بأعداد كبيرة جدا في مناطقهم بشكل لم يشهدوا له مثيلا من قبل. وضررها لم يقتصر حسب التصريحات على فضاءات السكن بل شمل الشوارع والمقاهي ومساحات الترفيه باختلافها وحتى السيارات لم تسلم من الحشرة القرمزية فقد صبغت بلونها الأحمر.
ويعتبر الأهالي أن نسق تدخل وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الذي اعتمد عمليات إعدام وردم لمساحات من نبتة التين الشوكي المتضررة في مناطقهم، لم تصاحبه مقاومة للحشرة في حد ذاتها، بل إن نسق انتشارها يرتفع يوميا. ولم تعرف مناطقهم أي تدخلات تذكر من قبل البلديات، التي يفترض أنها الجهة المخول لها مقاومة مثل هذه الحشرات داخل مناطق العمران، واعتماد خطط مداواة كيميائية كفيلة بالتقليص من انتشارها وأضرارها.
وللإشارة سعت "الصباح" الى الاتصال ببلدية سلقطة وبلدية خنيس، إلا أننا لم نجد ردا على تساؤلاتنا في علاقة ببرامجهم الخاصة بمقاومة الحشرة القرمزية. أما بالنسبة لبلدية المنستير، فيقول منشور لها، بداية شهر جوان الماضي، إنها وفي إطار حملة مقاومة للحشرة القرمزية نظمت حملة نظافة استثنائية "بمنطقتي عميرة حاتم والجنايحة من المنطقة البلدية الغنادة من معتمدية بني حسان، أمّنتها بلدية المكان، بمشاركة عدد من البلديات المجاورة، لتشمل التدخّلات رفع ما يقارب 600 طن من غراسات كروم التين الشوكي التي تم قلعها وتكديسها، نظرا لإصابتها بالحشرة القرمزية". ولم تشمل بالتالي التدخلات مناطق العمران.
في نفس الوقت توضح وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، أنها انطلقت في تنفيذ إستراتيجية متكاملة في مكافحة الحشرة القرمزية. وتشير الى أن الحشرة المعنية تعرف عملية انتقال سريعة بمفعول الرياح وعبر المواشي وعلى أجسام الكلاب والحيوانات وعبر حتى اللباس. وتعتبر حسب الوزارة عملية مقاومة الحشرة شاقة ومكلفة جدا باعتبار أنها تعتمد أساسا على المداواة الكيميائية والتدخلات الميكانيكية للتخلص من الغراسات المصابة. وعلى طول الفيديو المنشور على الصفحة الرسمية للوزارة لم تتم الإشارة إلى أن عملية المقاومة ستشمل مداواة للحشرة التي غزت المنازل والفضاءات المفتوحة.
وفي تصريحها أفادت نعيمة محفوظي باحثة مكلفة بتسيير الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، أن الوزارة اعتمدت حزمة من الإجراءات في إستراتيجية مقاومة متكاملة، توزعت بين الرصد المبكر والتدخلات السريعة للحد من الانتشار ويكون ذلك بالتوازي مع تنويع أصناف المقامة وإكثارها والجمع بين المكافحة الكيمياوية والبيولوجية.
وتكون البيولوجية عبر الاعتماد على الدعسوقة المكسيكية المختصة في الحشرة القرمزية، والتي دخلت مرحلة التجربة في تونس، بالإضافة الى مفترسات أخرى، تسعى بلادنا اليوم الى الحصول عليها. ويتم ذلك بالتوازي مع عملية التقليم وتنظيف الطوابي والزراعات المهيكلة.
وتشرف فرق وزارة الفلاحة على عمليات المداواة الكيميائية للمساحات الأكثر إصابة، وعلى عمليات تقليع وحرق وردم النباتات المتضررة.
وبالتوازي مع عمليات المقاومة انطلقت الوزارة في عملية إعادة غراسة وإكثار نبتة تين شوكي مقاوم للحشرة القرمزية أكدت التجارب العلمية والتجارب الميدانية أنها قادرة على مقاومة هذه الآفة.
ريم سوودي
تونس- الصباح
يصف سكان المناطق المصنفة "موبوءة" في ما يتعلق بانتشار الحشرة القرمزية، على غرار معتمديات في المهدية والمنستير، وضعهم بالكارثي. فإلى جانب الإضرار التي ألحقتها بمنتوج التين الشوكي في جهاتهم، حرموا بسبب الغزو المسجل من قبل هذه الحشرة لمنازلهم وحدائقهم من البقاء في فضاءاتهم ومساحتهم المفتوحة.
وحسب الشهادات التي توصلت إليها "الصباح" بعمادة سلقطة من قصور الساف، فإن مستوى انتشار الحشرة القرمزية أجبر السكان على عدم استعمال الأضواء ليلا وعلى تركيب واق للنوافذ وعدم فتح الأبواب ليلا أو النوم وسط منازلهم كما تعودوا. فهي حشرة شبيهة بـ"الناموس" في تنقلاتها وأضرارها ومنتشرة بأعداد كبيرة جدا في مناطقهم بشكل لم يشهدوا له مثيلا من قبل. وضررها لم يقتصر حسب التصريحات على فضاءات السكن بل شمل الشوارع والمقاهي ومساحات الترفيه باختلافها وحتى السيارات لم تسلم من الحشرة القرمزية فقد صبغت بلونها الأحمر.
ويعتبر الأهالي أن نسق تدخل وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الذي اعتمد عمليات إعدام وردم لمساحات من نبتة التين الشوكي المتضررة في مناطقهم، لم تصاحبه مقاومة للحشرة في حد ذاتها، بل إن نسق انتشارها يرتفع يوميا. ولم تعرف مناطقهم أي تدخلات تذكر من قبل البلديات، التي يفترض أنها الجهة المخول لها مقاومة مثل هذه الحشرات داخل مناطق العمران، واعتماد خطط مداواة كيميائية كفيلة بالتقليص من انتشارها وأضرارها.
وللإشارة سعت "الصباح" الى الاتصال ببلدية سلقطة وبلدية خنيس، إلا أننا لم نجد ردا على تساؤلاتنا في علاقة ببرامجهم الخاصة بمقاومة الحشرة القرمزية. أما بالنسبة لبلدية المنستير، فيقول منشور لها، بداية شهر جوان الماضي، إنها وفي إطار حملة مقاومة للحشرة القرمزية نظمت حملة نظافة استثنائية "بمنطقتي عميرة حاتم والجنايحة من المنطقة البلدية الغنادة من معتمدية بني حسان، أمّنتها بلدية المكان، بمشاركة عدد من البلديات المجاورة، لتشمل التدخّلات رفع ما يقارب 600 طن من غراسات كروم التين الشوكي التي تم قلعها وتكديسها، نظرا لإصابتها بالحشرة القرمزية". ولم تشمل بالتالي التدخلات مناطق العمران.
في نفس الوقت توضح وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، أنها انطلقت في تنفيذ إستراتيجية متكاملة في مكافحة الحشرة القرمزية. وتشير الى أن الحشرة المعنية تعرف عملية انتقال سريعة بمفعول الرياح وعبر المواشي وعلى أجسام الكلاب والحيوانات وعبر حتى اللباس. وتعتبر حسب الوزارة عملية مقاومة الحشرة شاقة ومكلفة جدا باعتبار أنها تعتمد أساسا على المداواة الكيميائية والتدخلات الميكانيكية للتخلص من الغراسات المصابة. وعلى طول الفيديو المنشور على الصفحة الرسمية للوزارة لم تتم الإشارة إلى أن عملية المقاومة ستشمل مداواة للحشرة التي غزت المنازل والفضاءات المفتوحة.
وفي تصريحها أفادت نعيمة محفوظي باحثة مكلفة بتسيير الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، أن الوزارة اعتمدت حزمة من الإجراءات في إستراتيجية مقاومة متكاملة، توزعت بين الرصد المبكر والتدخلات السريعة للحد من الانتشار ويكون ذلك بالتوازي مع تنويع أصناف المقامة وإكثارها والجمع بين المكافحة الكيمياوية والبيولوجية.
وتكون البيولوجية عبر الاعتماد على الدعسوقة المكسيكية المختصة في الحشرة القرمزية، والتي دخلت مرحلة التجربة في تونس، بالإضافة الى مفترسات أخرى، تسعى بلادنا اليوم الى الحصول عليها. ويتم ذلك بالتوازي مع عملية التقليم وتنظيف الطوابي والزراعات المهيكلة.
وتشرف فرق وزارة الفلاحة على عمليات المداواة الكيميائية للمساحات الأكثر إصابة، وعلى عمليات تقليع وحرق وردم النباتات المتضررة.
وبالتوازي مع عمليات المقاومة انطلقت الوزارة في عملية إعادة غراسة وإكثار نبتة تين شوكي مقاوم للحشرة القرمزية أكدت التجارب العلمية والتجارب الميدانية أنها قادرة على مقاومة هذه الآفة.