مرض «ألزهايمر» أو خرَف الشيخوخة هو مرضٌ عصبي مزمن، عادة ما يبدأ بطيئا ويزداد سوءا تدريجيا مع مرور الوقت، ويُعتبر سببا لحوالي 70 بالمائة من حالاتِ الخَرف، حيث يبدأ بحدوث صعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة، ومع تقدم المرض تظهر أعراض تتضمن مشاكل في اللغة، وتقلبات في المزاج وعدم القُدرة على العناية بالنفس، ومشاكل سلوكية. ومع ازدياد سوء حالة الشخص، فإنهُ غالبا ما ينسحبُ من بيئة الأسرة والمجتمع ويصبح أكثر ميلا للعزلة. وتدريجيا، يفقدُ الشخص وظائفه الجسمية، مما يؤدي في النهاية إلى الوفاة.
وتختلف سرعة تقدم المرض من حالة إلى أخرى، ولكن على الرغم من هذا، إلا أنّ متوسط العُمر المتوقع بعد التشخيص يتراوح بين 3 و9 سنوات.
ولا يزال سبب حدوث مرض «ألزهايمر» غير مفهوم، ويُعتقدُ أنَ حوالي70 بالمائة من خطر الإصابة به مرتبط بوراثة المرض، كما تتضمن عوامل الخطر وجود تاريخٍ لإصابات الرأس والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم، وغالبا ما يخلط بين الأعراض الأولية لمرض «ألزهايمر» مع الشيخوخة الطبيعية. لذلك ينصح بإجراء فحص لنسيج الدماغ لتأكيد التشخيص النهائي، كما لا توجد أدوية أو مكملات تُقلل من خطر حدوث «ألزهايمر» ولا توجد علاجات تُوقف أو تعكس تقدم مرض «ألزهايمر»، ولكن بعض العلاجات قد تحسن الأعراض مؤقتا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فقد احتل مرض «ألزهايمر» وغيره من أمراض الخرف المركز السابع في قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة سنة 2019. وتتأثر النساء بذلك على نحو أكبر، حيث يُشكّلن 65 بالمائة من الوفيات الناجمة عن هذا المرض وغيره من أشكال الخرف على الصعيد العالمي.
وعادة ما يبدأ المرض يظهر عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة حيث يصيب «ألزهايمر» حوالي 6 بالمائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، كما أدى الخرف إلى وفاة حوالي1.9 مليون شخص خلال 2015. وتم اكتشاف مرض «ألزهايمر» لأول مرة من قبل عالم الأمراض والطبيب النفسي الألماني ألويس ألزهايمر سنة 1906، وتمت تسميته فيما بعد على اسمه، ويعد هذا المرض مكلفا حتى في الدول المتقدمة.
إعداد: جهاد الكلبوسي
رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري لـ"الصباح": «ألزهايمر» نوع من الخرف.. و50% من عائلات المرضى مصابون بالاكتئاب
كشفت رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري ونائبة رئيس الجمعية التونسية لطب المسنين وعلوم الشيخوخة سندس بكار أن مرض «ألزهايمر» أصبح مشكلا صحيا وطنيا وعالميا بسبب ارتفاع عدد الحالات بشكل كبير، معتبرة أن المرض هو ضعف تدريجي للوظيفة الذهنية، وهو نوع من الخرف، وينتج عن تراجعٌ بطيء وتدريجي في الوظيفة الذهنية بما في ذلك الذاكرة والتفكير والحكم والقدرة على التعلم.
وقالت رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري لـ"الصباح" أن عدد مرضى «ألزهايمر» في تونس يتراوح عددهم بين 60 و80 ألف مصاب وذلك وفقا للجمعية العالمية لمرضى «ألزهايمر»، مؤكدة أنه لا توجد أرقام رسمية في تونس حول هذا المرض رغم أن التوقعات التي تشير إلى أن العدد يتجاوز بكثير الأرقام المتداولة خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحالات التي لم تقم بالتشخيص المبكر.
وحسب بكار ستشهد السنوات القادمة تزايدا ملحوظا في أعداد مرضى «ألزهايمر» ممن يفوق سنهم 60 سنة بسبب اتساع قاعدة هذه الشريحة العمرية، حيث أن القاعدة الهرمية للسكان تنذر باتساع شريحة الشيخوخة التي ستكون عرضة لأمراض الشيخوخة المرتبطة أساسا بمشاكل في الذاكرة وظهور مرض «ألزهايمر».
كما أرجعت محدثتنا تزايد عدد المرضى إلى التغير الديمغرافي حيث بلغ عدد كبار السن في تونس ما يزيد على 1.6 مليون مسن ومسنة، أي بنسبة 14.2 في المائة من المجموع العام للسكان في 2021، بعد أن كانت النسبة في حدود 13 في المائة عام 2018، ومن المنتظر أن تبلغ نسبة من أعمارهم أكثر من 60 سنة 18بالمائة مع حلول سنة 2030.
ويزداد مع الوقت اعتماد مرضى «ألزهايمر» على الآخرين في مساعدتهم، وغالبا ما يمثلون عبئا على مُقدمي الرعاية، وقد يكون العبء اجتماعيا أو نفسيا أو جسديا أو حتى اقتصاديا. قد تكون برامج التمرين مفيدة فيما يتعلق بأنشطة الحياة اليومية وقد تُساعد في تحسين النتائج. وعادة ما تُعالج المشاكل السلوكية أو الذهان الناجم عن الخرف باستعمال مضادات الذهان، ولكن عادةً لا يُنصح باستعمالها، حيث لا تُوجد فائدةٌ كبيرة من استعمالها مع زيادة خطر الوفاة المبكرة.
وفي هذا الصدد قالت طبيبة طب الشيخوخة سندس بكار أن 50 بالمائة من المعينين بمرضى «ألزهايمر» أو المرافقين لهم يعانون من الاكتئاب، مشددة على أن العبء الأكبر ملقى على عائلة المريض، خاصة في ظل عدم توفر مراكز لإيواء المرضى باستثناء مركز خاص فقط، كما يوجد في دور المسنين بتونس عدد كبير من مرضى «ألزهايمر».
وأكدت بكار أن المصاب بالمرض يحتاج إلى مرافق دائم له، مضيفة أن ثلثي العدد المسجل من المصابين هن نساء لأنهن الأكثر عرضة للإصابة ب«ـألزهايمر».
وحسب رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري فإن «ألزهايمر» يمثل ما بين 60 و70 بالمائة من أنواع الخرف وهو ناتج عن وقوع اضطرابات في الوظائف الذهنية مما ينتج عنه تأثير على الأنشطة الأساسية اليومية كالحركة والنطق.
وبالنسبية للأعراض قالت بكار إن أول وأكثر الأعراض ملاحظة هُو نسيان الأحداث الأخيرة، وذلك لأن تشكيل ذكريات جديدة يكون صعبا إلى جانب ظهور تغير في الشخصية أحيانا وفي بداية المرض، يُصبح الأشخاص أقل قدرة على التفكير وينطقون بكلمات غير مفهومة.
كما يعاني مرضى داء «ألزهايمر» من صعوبةٍ في تفسير الإشارات البصرية والصوتية ويعانون من الأرق، كما يواجهونَ صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم، ويحدث خلط حول الليل والنهار عند البعض منهم، وفي مرحلةٍ ما يحدث السلوك الذهاني (الهلاوس، أو التوهمات) ولذلك فقد يصبحون تائهين ومشوشين ويتم تسجيل حالات ضياع في صفوف مرضى «ألزهايمر».
كما أفادت رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري أن مرض «ألزهايمر» ناتج عن موت مبكر وسريع لخلايا المخ المرتبطة بالذاكرة، حيث أن 75 بالمائة من المرض يبدأ بالنسيان لأن أول منطقة تتأثر بالمرض هي الذاكرة وأساسا ما يسمى بالذاكرة الجديدة حيث ينسى المريض أحداثا ووقائع عاشها في وقت قريب.
وبالنسبة للعلاج قالت بكار إن مرض «ألزهايمر» مازال دون علاج تام، لكن هناك بعض الأدوية التي يصفها الطبيب للمريض يمكن أن تساعد على إبطاء أو تأخير فقدان الذاكرة والمشاكل المتعلقة بالتفكير والنشاطات اليومية، وتساعد المريض على الاعتماد على نفسه لفترة أطول قبل أن يصل إلى مرحلة فقدان الاستقلالية مع العلم أن هذه الأدوية لا تعالج المرض تماما، وهناك بعض الأدوية التي تساعد على تخفيض سرعة تقدّم المرض وأدوية لعلاج الأعراض الجانبية للمرض وأخرى لحماية المريض والمحيطين به.
وأبرزت أن الأدوية المعتمدة لعلاج «ألزهايمر» تنقسم إلى نوعين منها العلاج الدوائي ويساعد على تخفيف بعض الأعراض ولو بشكل مؤقت، وأخرى تعمل على إبطاء تفاقم المرض وهذه الأدوية لا تعمل بالفاعلية نفسها مع الجميع، بل تفقد فعاليتها بمرور الوقت، وعادة ما تكون أكثر فعالية مع الأشخاص المصابين بداء «ألزهايمر» في المرحلة المبكرة إلى المتوسطة، مؤكدة أنه لا يوجد علاج جذري للمرض.
كما يوجد علاج غير دوائي حسب بكار مثل تقويم النطق والتدليك والمداواة بالموسيقى والفن والقيام بالتمارين الذهنية وتجنب ترك المريض منعزلا عن المجموعة.
منى عيساوي طبيبة نفسية مختصة في العلاج بالموسيقى لـ "الصباح": الوصم الاجتماعي يلاحق المرضى وعائلاتهم.. ومقهى «ألزهايمر» مبادرة خاصة للتوعية والمساندة
اختارت منى عيساوي طبيبة نفسية مختصة في العلاج بالموسيقى أن تكسر القاعدة والقوالب الجاهزة وكل ما له علاقة بالفضاءات المغلقة مثل المستشفيات والعيادات وكانت مبادرتها مختلفة ونوعية من خلال إحداث فضاء متنقل أطلقت عليه اسم "مقهى «ألزهايمر»".
وقالت منى عيساوي المتحصلة على الدكتوراه في العلوم الموسيقية والعلاج بالموسيقى لمرضى «ألزهايمر» لـ "الصباح" أن فكرة المقهى تعد الأولى من نوعها في تونس لكنها موجودة في عديد الدول وتلعب دورا مهما للمريض وعائلته باعتبارها عنصرا أساسيا في المسار العلاجي لمريض «ألزهايمر».
الطبيبة النفسية تحدثت عن التجربة وتنقلها بين القرى التونسية التي كان الوصول إلى بعضها صعبا لتقديم الدعم النفسي للمرضى وأقاربهم والذين يجهلون طبيعة هذا المرض وطرق التعامل معه.
وتابعت محدثتنا "أن التعامل مع مسن يعاني من مرض «ألزهايمر» ليس كالتعامل مع مسن عادي في ظل غياب الوعي الكافي بهذا المرض خاصة بالنسبة للعائلة، إضافة إلى إحساس الغالبية الساحقة من أقارب المرضى "بالحرج" من المرض كأنه "وصمة عار" خاصة إذا تحول إلى شخص عدواني في مرحلة معنية سواء مع أسرته أو محيطه، كما ينطق بكلمات غير مفهومة.
وقالت منى عيساوي إن الحديث عن مريض «ألزهايمر» دائما ما يكون خلف الأبواب المغلقة، كما تخير بعض العائلات الصمت وعدم اللجوء إلى تشخيص المرض خاصة وأن الغالبية الساحقة من الناس فئة لا تفرق بين مرض «ألزهايمر» الذي يؤثر فقط على الذاكرة، وبين الخرف الذي قد يطال أجزاء أخرى من المخ ويتسبب في تعطل وظائفها.
وحسب الطبيبة النفسية فإن الخرف مصطلح عام، في حين أن مرض «ألزهايمر» هو مرض دماغي ويتسم بأعراض الخرف التي تزداد سوءا بمرور الوقت.
العلاج بالموسيقى..
تساعد الموسيقى على تحفيز نشاط الدماغ لدى الأشخاص المصابين بمرض «ألزهايمر»، فهي مصدر للمتعة والترفيه والمشاركة، بل ويمكنها أيضا إحياء ذكريات معينة لدى المرضى، هذا ما قالته منى عيساوي عن تجربتها من خلال مقهى «ألزهايمر» واللقاءات التي جمعتها بالمرضى وذويهم.
وتابعت، إن العلاج بالموسيقى لا يعالج مرض «ألزهايمر» بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكنه يساهم في تحسين نوعية حياة المرضى.
وتوقعت الطبيبة النفسية أن يكون العدد الحقيقي للمصابين بـ«ألزهايمر» أكبر من العدد المعلن عنه، فعديد العائلات تخفي المرض خوفا من نظرة المجتمع، ورغم هذا لا تنفي منى عيساوي أن العائلة والأقارب شركاء في محنة المرض ويتقاسمون الشقاء والتعب في ما بينهم لسنوات لأن العائلة هي الملجأ الوحيد في ظل غياب آليات للرعاية وارتفاع كلفة العلاج.
ومن خلال حديثها مع بعض أقارب المرضى قالت منى إن جلهم يشتكون من قلة الإمكانيات والكلفة الاقتصادية الباهظة للعلاج لأنه مرض مزمن حسب منظمة الصحة العالمية.
وفي سياق حديثها أشارت منى إلى أن مرض «ألزهايمر» يبدأ بنسيان أمور صغيرة، ثمَ يتطور به المرض إلى أن يصبح المريض غير قادر على تذكر حتى بيته وأقاربه وحتى منزله وقد سجلنا في تونس عديد حالات الضياع لمسنين يعانون من مرض «ألزهايمر».
كما أكدت منى عيساوي أنه ليس لها حق وصف الدواء للمرضى بل يقتصر دورها من خلال المقهى المتنقل على معالجة أعراض مرضى «ألزهايمر» بالموسيقى للمساعدة على استقرار حالتهم وتأخير تطور المرض وهي تقوم بجلسات تطوعية تؤثثها هي وبعض المتطوعين من أطباء اختصاص الشيخوخة أو الأعصاب.
مرضى «ألزهايمر» يتعرضون للتعنيف والتنمر..
وأكدت الطبيبة النفسية في سياق حديثها لـ"الصباح" تعرض العديد من مرضى «ألزهايمر» إلى الضرب والتعنيف اللفظي والتنمر، ومنهم من يتم ربطه وهذا لا يقتصر على تونس فقط فحتى في عديد الدول الأجنبية توجد مثل هذه الممارسات، وهذا يؤكد أن الاهتمام بكبار السن مازال محدودا في تونس خاصة وأنهم لا يتمتعون بحقوقهم الأساسية وكأنهم مواطنون من درجة ثانية.
منى عيساوي الطبيبة النفسية الشابة تعتبر أن الإقبال على مقهى «ألزهايمر» كان هدفه تقاسم التجارب وتبادل الآراء خاصة وأن الأشخاص الذين يحملون نفس الداء لكنهم يختلفون في طرق التعايش معه وحتى الأعراض، وأضافت محدثتنا أن مقهى «ألزهايمر» لا يعترف بالبرتوكولات الطبية السائدة، وهو عبارة عن حلقات نقاش تلقائية يتبادل فيها الحاضرون الحديث عن تجاربهم وطرق تعايشهم المختلفة مع المرضى والمشاكل التي تعترضهم.
مفهوم الشيخوخة والنظرة "النمطية السلبية"..
ورغم التشريعات لازالت النظرة النمطية والسلبية المرتبطة بمفهوم "الشيخوخة" هي السائدة، كما بينت آخر الدراسات حول المسنين التي أجرتها وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن أن 75 بالمائة من المقيمين في مراكز رعاية المسنين لا تتواصل معهم عائلاتهم.
وأشارت الدراسة إلى وجود آليات مختلفة للاهتمام بالمسنين الفاقدين للسند على رأسها مؤسسات الرعاية التي يبلغ عددها الآن 13 مركزا تسعة منها في وضع وظيفي على أن يتم في 2024 استئناف نشاط مركزي رعاية المسنين بالقيروان وأريانة وانطلاق الأشغال بالنسبة للقصرين وجندوبة.
وتدار المراكز التسعة بالشراكة مع اتحاد التضامن الاجتماعي وتوفر لها المالية العمومية اعتمادات تبلغ 15 مليون دينار وتأوي قرابة400 مقيم ومقيمة يحظون بمتابعة دائمة لظروف الإقامة والإعاشة والمسائل العلائقية.
وقد سنّت تونس القانون عدد 114 لسنة 1994 الذي يتعلق بحماية المسنين. وينص على أنّ حماية المسنين تعني حماية صحتهم وضمان كرامتهم وذلك بمساعدتهم على مجابهة الصعوبات التي تعترضهم في حياتهم اليومية بحكم تقدّمهم في السن، ومساعدتهم على معرفة حقوقهم وتقديم المعونة اللازمة لهم، إلى جانب مقاومة جميع أشكال التمييز والإقصاء من الوسط العائلي والاجتماعي في حقهم. كذلك، ينص الفصل3 من القانون على أنّ تتولى السلطات العمومية المعنية اتخاذ الإجراءات الملائمة بغية تمكين المسنين من التسهيلات اللازمة خصوصاً في ما يتعلق بالتداوي والسكن والنقل العمومي والخدمات الإدارية، والمشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية. وأيضاً ينصّ الفصل 6 على أنّه بإمكان المسن الاستفادة في مقر إقامته من خدمات اجتماعية وصحية، سعيا لإبقائه في محيطه الطبيعي.
وينص الفصل 17 على أنّه يمكن للأسر التكفل بالمسنين فاقدي السند وفق شروط وترتيبات تحدد بحسب الحالة. ويمكن للأسرة الكافلة للمسن المعوز أن تتحصل على مساعدة مادية لتلبية الحاجات الأساسية له. وتحدد المساعدة وشروط الاستفادة منها بمقتضى قرار من وزير الشؤون الاجتماعية.
الأول في تونس وإفريقيا مركز طبي "وحيد" لمعالجة مرضى «ألزهايمر»
في 2015 تم افتتاح أول مركز طبي خاص لمعالجة مرض «ألزهايمر» في تونس وفي كامل إفريقيا والشرق الأوسط، وقد بلغت طاقة استيعابه50 سريرا وهو يتكون من أطباء مختصين في الطب العام وطب الأعصاب والشيخوخة والطب النفسي وغيرها من الاختصاصات التي تمكن من توفير العلاج المناسب والمتكامل للمريض.
وأكدت "منظمة مرض «ألزهايمر»" أو الخرف أنّ عدد المصابين بالمرض حول العالم بلغ 44 مليون مصاب، مشيرة إلى أنّ أعداد المصابين بهذا المرض سترتفع عام 2050 إلى ثلاثة أضعاف الرقم الحالي ليصبح 135 مليونا.
ويعيش 38 بالمائة من المصابين بمرض الخرف في الدول الغنية، وتشير التقديرات إلى أنّ الأرقام ستتغير عام 2050 لتصبح نسبة المصابين بمرض الخرف في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل 71 بالمائة.
أقارب مرضى لـ "الصباح": العائلة وحدها تتحمل الأعباء النفسية والاقتصادية
تروي رفيقة عن جدتها عربية البالغة من العمر76 سنة وهي تعاني من مرض «ألزهايمر» منذ ست سنوات وتأثير هذا المرض على عائلتها وحتى جيرانها، فتقول لـ"الصباح" في البداية وقبل أن نكتشف الإصابة بهذا المرض بدت على جدتي علامات جديدة مثل الشرود والنسيان وتكررت معها حالة تذكر منزلها عند الخروج للسوق لقضاء شؤونها خاصة وأنها كانت تعيش رفقة خالتي الصغرى التي تعمل في مصنع خياطة فهي تغادر المنزل في الصباح الباكر لتعود إليه في المساء فكانت جدتي تقضي يومها وحيدة.
وتابعت رفيقة قائلة كانت جدتي قبل أن يداهمها المرض نشيطة وذات شخصية قوية، وفجأة أصبحت غريبة في تصرفاتها مع أبنائها وأحفادها وجيرانها، بروح جديدة أصبحت تسكن جدتي الطيبة، فالحزن أصبح يغزو ملامحها وأكثر ميلا للعزلة وقاطعت الطعام وأصبح نومها قليلا وتكرر الكلام.
وتحدثت رفيقة عن نسيان جدتها لأسماء أبنائها وأحفادها الذين يترددون عليها دائما وهي شديدة التعلق بهم ودائما ما تحدثهم عن ذكرياتها، وبدأ الشعور بأن الوضع لا يمكن أن يظل كما هو عليه، فقررت العائلة عرض الجدة عربية على طبيب عام في البداية ليتم توجيهها إلى طبيب مختص في طب الشيخوخة وبعد تشخيص حالتها ثبت إصابتها بمرض «ألزهايمر».
فقالت رفيقة في البداية لم نكن نعرف الكثير عن هذا المرض وبعد مدة قصيرة حاولنا وطبعا بعد توصيات الطبيب أن نكون على وعي ولو بسيط بكيفية التعامل مع حالة جدتي التي اعتبرها الطبيب متقدمة باعتبار أننا لم نقم بالتشخيص في بداية المرض وهذا ينم عن عدم فهم للحالة والتي ذهب في ظن أغلب العائلة أنه مرض "كبر"، وأضافت رفيقة، "لقد أصبحنا نتردد يوميا على جدتي، هذا طبعا بعد أن انقطعت خالتي الصغيرة التي تقيم معها عن العمل لتتكفل برعايتها، وطبعا تجندت كل العائلة لتوفير بيئة ملائمة لحالة جدتي كالحديث معها باستمرار. ورغم الوضع النفسي الصعب الذي أصبحت تمر به جل العائلة التي فاجأها هذا المرض خاصة وأن جدتي تغيرت كل تصرفاتها ولم يكن من السهل إيجاد طريقة مناسبة للتعامل معها، خاصة وأنها تحولت إلى شخص عصبي وسريع البكاء، فجدتي التي كانت تقضي بالسعات في المطبخ تعد لنا وصفاتها اللذيذة أصبحت لا تقدر على فعل شيء حتى الأكل والدواء أصبحت ترفضهم ونفس الشيء نومها قلّ إلى أن أصبحت عاجزة تماما عن الحركة.
بدوره تحدث المخرج الطاهر عيسى بلعربي لـ"الصباح" عن رحلة والدته "الطويلة" مع مرض «ألزهايمر» وهي التي أصيبت به في سن مبكرة حيث تم اكتشاف مرضها وهي لم تبلغ 47 سنة.
فقال إن والدته أصبحت منذ سنوات لا تقوى على الحركة ولا تعرف أي فرد من أفراد عائلتها ولا تدرك حتى أكثر الأمور بداهة في منزلها، فأمه التي تبلغ من العمر الآن 63 سنة هي تقريبا لم تعد تتذكر شيئا ولا تتكلم، فقط ما يصدر عنها أصوات غير مفهومة وحتى أكلها قليل جدا.
وأضاف، أمي أصبحت تشبه الرضيع الذي يحتاج إلى مرافقة ورعاية دائمة وغير منقطعة فهي لا تقوى على فعل شيء، كما أن تكلفة علاج مريض «ألزهايمر» باهظة فهي تفوق الألفي دينار شهريا في المقابل الدولة غائبة تماما ولا تعير أي اهتمام إلى المصابين بهذا المرض رغم خطورته، فالعائلة هي من يتحمل مشقة المرض.
وبالنسبة لنظرة المجتمع لمرضى «ألزهايمر» قال الطاهر عيسى بلعربي هذا المرض كغيره من الأمراض فهو عبارة عن "سرطان" يصيب ذاكرة الإنسان ولا يوجد ما يسبب أو يبرر الشعور بالحرج أو إخفاء المرض لأنه أصبح من الضروري التحسيس والتوعية بضرورة إجراء التشخيص المبكر للمرض.
وقد أفاد مختصون بأن أغلب مرضى «ألزهايمر» يشتكون في مراحل متقدمة من المرض من اضطرابات غذائية تتمثل بالخصوص في فقدان الشهية أو النهم بسبب اضطرابات دماغية.
ويتم التفطّن لهذه الاضطرابات، بالخصوص من خلال تغيّرات الوزن المفاجئ إما نزول أو زيادة في الوزن، وذلك لأسباب تكمن في تغيرات تطرأ على الدماغ في علاقة بتقدم المرض حيث توجد في الدماغ خليّة تتحكم في شهيّة الأكل وبفقدانها أو اضطرابها يتغير مزاج الأكل لدى مريض «ألزهايمر».
كما أن المريض في مراحل متقدمة من المرض يفقد التنسيق في الحركات فينسى طريقة الأكل أو أخذ الأدوية العلاجية للأمراض المزمنة التي تتحكم في شهية الأكل، إلى جانب ظهور عوامل نفسية مثل الإصابة بالاكتئاب.
ودعا المختصون في طب الشيخوخة إلى ضرورة إتباع طرق وقائية منها توفير جودة الحياة والعيش في بيئة هادئة بعيدة عن الصخب والاضطرابات.
معز الطريقي(خبير في التدريب في مجال الذاكرة) لـ"الصباح": تنشيط الذاكرة يساعد على عدم النسيان..
من جانبه قال الخبير في التدريب في مجال الذاكرة ومدرب التنمية الذاتية معز الطريقي لـ"الصباح" أن الذاكرة تعد إحدى المهارات التي من الممكن تنميتها عن طريق التوجيه السليم والتمرّن، وهي مستودع المعلومات لدى الإنسان، ولها عدّة وظائف منها الوظيفة الحِسيّة، حيث تستقبل المعلومات من الأعضاء الحسيّة لدى الإنسان، فتحتفظ بها لمدة ثوان إلى أن تحدث عمليّة ذهنيّة واعية، وتُعالج تلك المعلومات في الذاكرة قصيرة الأجل في البداية، فإمّا أن تُنسى بشكل تام، وإمّا تُخزن في الذاكرة طويلة الأمد.
وحسب المدرب معز الطريقي فإنّ الدورات في تنشيط الذاكرة تساعد على عدم النسيان، وهي تشمل مختلف الفئات العمرية حيث يشارك فيها الكبار والصغار على حد السواء ويصل معدل أعمار المشاركين في الدورات التي أجريت في هذا المجال بين 14 إلى 75 سنة.
ودعا الطريقي إلى ضرورة التشخيص المبكر لمرض «ألزهايمر» حتى يحقق المريض استقلاليته لأطول وقت ممكن ولتسهيل التعايش مع المريض بالنسبة للمحيطين به وليتعرفوا على كيفية التعامل مع الاضطرابات السلوكية للمريض، مضيفا أن أهم الطرق العلاجية غير الدوائية للإحاطة بمريض «ألزهايمر» والتي عادة ما تكون ناجعة في المراحل المتقدمة للمرض.
وبيّن أنه يجب في المراحل الأولى من المرض كما في المراحل المتقدمة، تنشيط الذاكرة والتواصل مع المريض وتدريبه على كيفية الأكل والنطق للذي نسي كيفية استعمالهما، مع ضرورة المحافظة على الإطار المكاني ومحيط المريض وإحاطته بالمستجدات الوطنية وفي المراحل المتقدمة يجب المحافظة على جودة النوم وإبعاده عن مصادر الفوضى والأصوات المزعجة إلى جانب إتباع نظام غذائي سليم.
تونس – الصباح
مرض «ألزهايمر» أو خرَف الشيخوخة هو مرضٌ عصبي مزمن، عادة ما يبدأ بطيئا ويزداد سوءا تدريجيا مع مرور الوقت، ويُعتبر سببا لحوالي 70 بالمائة من حالاتِ الخَرف، حيث يبدأ بحدوث صعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة، ومع تقدم المرض تظهر أعراض تتضمن مشاكل في اللغة، وتقلبات في المزاج وعدم القُدرة على العناية بالنفس، ومشاكل سلوكية. ومع ازدياد سوء حالة الشخص، فإنهُ غالبا ما ينسحبُ من بيئة الأسرة والمجتمع ويصبح أكثر ميلا للعزلة. وتدريجيا، يفقدُ الشخص وظائفه الجسمية، مما يؤدي في النهاية إلى الوفاة.
وتختلف سرعة تقدم المرض من حالة إلى أخرى، ولكن على الرغم من هذا، إلا أنّ متوسط العُمر المتوقع بعد التشخيص يتراوح بين 3 و9 سنوات.
ولا يزال سبب حدوث مرض «ألزهايمر» غير مفهوم، ويُعتقدُ أنَ حوالي70 بالمائة من خطر الإصابة به مرتبط بوراثة المرض، كما تتضمن عوامل الخطر وجود تاريخٍ لإصابات الرأس والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم، وغالبا ما يخلط بين الأعراض الأولية لمرض «ألزهايمر» مع الشيخوخة الطبيعية. لذلك ينصح بإجراء فحص لنسيج الدماغ لتأكيد التشخيص النهائي، كما لا توجد أدوية أو مكملات تُقلل من خطر حدوث «ألزهايمر» ولا توجد علاجات تُوقف أو تعكس تقدم مرض «ألزهايمر»، ولكن بعض العلاجات قد تحسن الأعراض مؤقتا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فقد احتل مرض «ألزهايمر» وغيره من أمراض الخرف المركز السابع في قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة سنة 2019. وتتأثر النساء بذلك على نحو أكبر، حيث يُشكّلن 65 بالمائة من الوفيات الناجمة عن هذا المرض وغيره من أشكال الخرف على الصعيد العالمي.
وعادة ما يبدأ المرض يظهر عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة حيث يصيب «ألزهايمر» حوالي 6 بالمائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، كما أدى الخرف إلى وفاة حوالي1.9 مليون شخص خلال 2015. وتم اكتشاف مرض «ألزهايمر» لأول مرة من قبل عالم الأمراض والطبيب النفسي الألماني ألويس ألزهايمر سنة 1906، وتمت تسميته فيما بعد على اسمه، ويعد هذا المرض مكلفا حتى في الدول المتقدمة.
إعداد: جهاد الكلبوسي
رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري لـ"الصباح": «ألزهايمر» نوع من الخرف.. و50% من عائلات المرضى مصابون بالاكتئاب
كشفت رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري ونائبة رئيس الجمعية التونسية لطب المسنين وعلوم الشيخوخة سندس بكار أن مرض «ألزهايمر» أصبح مشكلا صحيا وطنيا وعالميا بسبب ارتفاع عدد الحالات بشكل كبير، معتبرة أن المرض هو ضعف تدريجي للوظيفة الذهنية، وهو نوع من الخرف، وينتج عن تراجعٌ بطيء وتدريجي في الوظيفة الذهنية بما في ذلك الذاكرة والتفكير والحكم والقدرة على التعلم.
وقالت رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري لـ"الصباح" أن عدد مرضى «ألزهايمر» في تونس يتراوح عددهم بين 60 و80 ألف مصاب وذلك وفقا للجمعية العالمية لمرضى «ألزهايمر»، مؤكدة أنه لا توجد أرقام رسمية في تونس حول هذا المرض رغم أن التوقعات التي تشير إلى أن العدد يتجاوز بكثير الأرقام المتداولة خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحالات التي لم تقم بالتشخيص المبكر.
وحسب بكار ستشهد السنوات القادمة تزايدا ملحوظا في أعداد مرضى «ألزهايمر» ممن يفوق سنهم 60 سنة بسبب اتساع قاعدة هذه الشريحة العمرية، حيث أن القاعدة الهرمية للسكان تنذر باتساع شريحة الشيخوخة التي ستكون عرضة لأمراض الشيخوخة المرتبطة أساسا بمشاكل في الذاكرة وظهور مرض «ألزهايمر».
كما أرجعت محدثتنا تزايد عدد المرضى إلى التغير الديمغرافي حيث بلغ عدد كبار السن في تونس ما يزيد على 1.6 مليون مسن ومسنة، أي بنسبة 14.2 في المائة من المجموع العام للسكان في 2021، بعد أن كانت النسبة في حدود 13 في المائة عام 2018، ومن المنتظر أن تبلغ نسبة من أعمارهم أكثر من 60 سنة 18بالمائة مع حلول سنة 2030.
ويزداد مع الوقت اعتماد مرضى «ألزهايمر» على الآخرين في مساعدتهم، وغالبا ما يمثلون عبئا على مُقدمي الرعاية، وقد يكون العبء اجتماعيا أو نفسيا أو جسديا أو حتى اقتصاديا. قد تكون برامج التمرين مفيدة فيما يتعلق بأنشطة الحياة اليومية وقد تُساعد في تحسين النتائج. وعادة ما تُعالج المشاكل السلوكية أو الذهان الناجم عن الخرف باستعمال مضادات الذهان، ولكن عادةً لا يُنصح باستعمالها، حيث لا تُوجد فائدةٌ كبيرة من استعمالها مع زيادة خطر الوفاة المبكرة.
وفي هذا الصدد قالت طبيبة طب الشيخوخة سندس بكار أن 50 بالمائة من المعينين بمرضى «ألزهايمر» أو المرافقين لهم يعانون من الاكتئاب، مشددة على أن العبء الأكبر ملقى على عائلة المريض، خاصة في ظل عدم توفر مراكز لإيواء المرضى باستثناء مركز خاص فقط، كما يوجد في دور المسنين بتونس عدد كبير من مرضى «ألزهايمر».
وأكدت بكار أن المصاب بالمرض يحتاج إلى مرافق دائم له، مضيفة أن ثلثي العدد المسجل من المصابين هن نساء لأنهن الأكثر عرضة للإصابة ب«ـألزهايمر».
وحسب رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري فإن «ألزهايمر» يمثل ما بين 60 و70 بالمائة من أنواع الخرف وهو ناتج عن وقوع اضطرابات في الوظائف الذهنية مما ينتج عنه تأثير على الأنشطة الأساسية اليومية كالحركة والنطق.
وبالنسبية للأعراض قالت بكار إن أول وأكثر الأعراض ملاحظة هُو نسيان الأحداث الأخيرة، وذلك لأن تشكيل ذكريات جديدة يكون صعبا إلى جانب ظهور تغير في الشخصية أحيانا وفي بداية المرض، يُصبح الأشخاص أقل قدرة على التفكير وينطقون بكلمات غير مفهومة.
كما يعاني مرضى داء «ألزهايمر» من صعوبةٍ في تفسير الإشارات البصرية والصوتية ويعانون من الأرق، كما يواجهونَ صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم، ويحدث خلط حول الليل والنهار عند البعض منهم، وفي مرحلةٍ ما يحدث السلوك الذهاني (الهلاوس، أو التوهمات) ولذلك فقد يصبحون تائهين ومشوشين ويتم تسجيل حالات ضياع في صفوف مرضى «ألزهايمر».
كما أفادت رئيسة وحدة طب المسنين بمستشفى محمود الماطري أن مرض «ألزهايمر» ناتج عن موت مبكر وسريع لخلايا المخ المرتبطة بالذاكرة، حيث أن 75 بالمائة من المرض يبدأ بالنسيان لأن أول منطقة تتأثر بالمرض هي الذاكرة وأساسا ما يسمى بالذاكرة الجديدة حيث ينسى المريض أحداثا ووقائع عاشها في وقت قريب.
وبالنسبة للعلاج قالت بكار إن مرض «ألزهايمر» مازال دون علاج تام، لكن هناك بعض الأدوية التي يصفها الطبيب للمريض يمكن أن تساعد على إبطاء أو تأخير فقدان الذاكرة والمشاكل المتعلقة بالتفكير والنشاطات اليومية، وتساعد المريض على الاعتماد على نفسه لفترة أطول قبل أن يصل إلى مرحلة فقدان الاستقلالية مع العلم أن هذه الأدوية لا تعالج المرض تماما، وهناك بعض الأدوية التي تساعد على تخفيض سرعة تقدّم المرض وأدوية لعلاج الأعراض الجانبية للمرض وأخرى لحماية المريض والمحيطين به.
وأبرزت أن الأدوية المعتمدة لعلاج «ألزهايمر» تنقسم إلى نوعين منها العلاج الدوائي ويساعد على تخفيف بعض الأعراض ولو بشكل مؤقت، وأخرى تعمل على إبطاء تفاقم المرض وهذه الأدوية لا تعمل بالفاعلية نفسها مع الجميع، بل تفقد فعاليتها بمرور الوقت، وعادة ما تكون أكثر فعالية مع الأشخاص المصابين بداء «ألزهايمر» في المرحلة المبكرة إلى المتوسطة، مؤكدة أنه لا يوجد علاج جذري للمرض.
كما يوجد علاج غير دوائي حسب بكار مثل تقويم النطق والتدليك والمداواة بالموسيقى والفن والقيام بالتمارين الذهنية وتجنب ترك المريض منعزلا عن المجموعة.
منى عيساوي طبيبة نفسية مختصة في العلاج بالموسيقى لـ "الصباح": الوصم الاجتماعي يلاحق المرضى وعائلاتهم.. ومقهى «ألزهايمر» مبادرة خاصة للتوعية والمساندة
اختارت منى عيساوي طبيبة نفسية مختصة في العلاج بالموسيقى أن تكسر القاعدة والقوالب الجاهزة وكل ما له علاقة بالفضاءات المغلقة مثل المستشفيات والعيادات وكانت مبادرتها مختلفة ونوعية من خلال إحداث فضاء متنقل أطلقت عليه اسم "مقهى «ألزهايمر»".
وقالت منى عيساوي المتحصلة على الدكتوراه في العلوم الموسيقية والعلاج بالموسيقى لمرضى «ألزهايمر» لـ "الصباح" أن فكرة المقهى تعد الأولى من نوعها في تونس لكنها موجودة في عديد الدول وتلعب دورا مهما للمريض وعائلته باعتبارها عنصرا أساسيا في المسار العلاجي لمريض «ألزهايمر».
الطبيبة النفسية تحدثت عن التجربة وتنقلها بين القرى التونسية التي كان الوصول إلى بعضها صعبا لتقديم الدعم النفسي للمرضى وأقاربهم والذين يجهلون طبيعة هذا المرض وطرق التعامل معه.
وتابعت محدثتنا "أن التعامل مع مسن يعاني من مرض «ألزهايمر» ليس كالتعامل مع مسن عادي في ظل غياب الوعي الكافي بهذا المرض خاصة بالنسبة للعائلة، إضافة إلى إحساس الغالبية الساحقة من أقارب المرضى "بالحرج" من المرض كأنه "وصمة عار" خاصة إذا تحول إلى شخص عدواني في مرحلة معنية سواء مع أسرته أو محيطه، كما ينطق بكلمات غير مفهومة.
وقالت منى عيساوي إن الحديث عن مريض «ألزهايمر» دائما ما يكون خلف الأبواب المغلقة، كما تخير بعض العائلات الصمت وعدم اللجوء إلى تشخيص المرض خاصة وأن الغالبية الساحقة من الناس فئة لا تفرق بين مرض «ألزهايمر» الذي يؤثر فقط على الذاكرة، وبين الخرف الذي قد يطال أجزاء أخرى من المخ ويتسبب في تعطل وظائفها.
وحسب الطبيبة النفسية فإن الخرف مصطلح عام، في حين أن مرض «ألزهايمر» هو مرض دماغي ويتسم بأعراض الخرف التي تزداد سوءا بمرور الوقت.
العلاج بالموسيقى..
تساعد الموسيقى على تحفيز نشاط الدماغ لدى الأشخاص المصابين بمرض «ألزهايمر»، فهي مصدر للمتعة والترفيه والمشاركة، بل ويمكنها أيضا إحياء ذكريات معينة لدى المرضى، هذا ما قالته منى عيساوي عن تجربتها من خلال مقهى «ألزهايمر» واللقاءات التي جمعتها بالمرضى وذويهم.
وتابعت، إن العلاج بالموسيقى لا يعالج مرض «ألزهايمر» بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكنه يساهم في تحسين نوعية حياة المرضى.
وتوقعت الطبيبة النفسية أن يكون العدد الحقيقي للمصابين بـ«ألزهايمر» أكبر من العدد المعلن عنه، فعديد العائلات تخفي المرض خوفا من نظرة المجتمع، ورغم هذا لا تنفي منى عيساوي أن العائلة والأقارب شركاء في محنة المرض ويتقاسمون الشقاء والتعب في ما بينهم لسنوات لأن العائلة هي الملجأ الوحيد في ظل غياب آليات للرعاية وارتفاع كلفة العلاج.
ومن خلال حديثها مع بعض أقارب المرضى قالت منى إن جلهم يشتكون من قلة الإمكانيات والكلفة الاقتصادية الباهظة للعلاج لأنه مرض مزمن حسب منظمة الصحة العالمية.
وفي سياق حديثها أشارت منى إلى أن مرض «ألزهايمر» يبدأ بنسيان أمور صغيرة، ثمَ يتطور به المرض إلى أن يصبح المريض غير قادر على تذكر حتى بيته وأقاربه وحتى منزله وقد سجلنا في تونس عديد حالات الضياع لمسنين يعانون من مرض «ألزهايمر».
كما أكدت منى عيساوي أنه ليس لها حق وصف الدواء للمرضى بل يقتصر دورها من خلال المقهى المتنقل على معالجة أعراض مرضى «ألزهايمر» بالموسيقى للمساعدة على استقرار حالتهم وتأخير تطور المرض وهي تقوم بجلسات تطوعية تؤثثها هي وبعض المتطوعين من أطباء اختصاص الشيخوخة أو الأعصاب.
مرضى «ألزهايمر» يتعرضون للتعنيف والتنمر..
وأكدت الطبيبة النفسية في سياق حديثها لـ"الصباح" تعرض العديد من مرضى «ألزهايمر» إلى الضرب والتعنيف اللفظي والتنمر، ومنهم من يتم ربطه وهذا لا يقتصر على تونس فقط فحتى في عديد الدول الأجنبية توجد مثل هذه الممارسات، وهذا يؤكد أن الاهتمام بكبار السن مازال محدودا في تونس خاصة وأنهم لا يتمتعون بحقوقهم الأساسية وكأنهم مواطنون من درجة ثانية.
منى عيساوي الطبيبة النفسية الشابة تعتبر أن الإقبال على مقهى «ألزهايمر» كان هدفه تقاسم التجارب وتبادل الآراء خاصة وأن الأشخاص الذين يحملون نفس الداء لكنهم يختلفون في طرق التعايش معه وحتى الأعراض، وأضافت محدثتنا أن مقهى «ألزهايمر» لا يعترف بالبرتوكولات الطبية السائدة، وهو عبارة عن حلقات نقاش تلقائية يتبادل فيها الحاضرون الحديث عن تجاربهم وطرق تعايشهم المختلفة مع المرضى والمشاكل التي تعترضهم.
مفهوم الشيخوخة والنظرة "النمطية السلبية"..
ورغم التشريعات لازالت النظرة النمطية والسلبية المرتبطة بمفهوم "الشيخوخة" هي السائدة، كما بينت آخر الدراسات حول المسنين التي أجرتها وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن أن 75 بالمائة من المقيمين في مراكز رعاية المسنين لا تتواصل معهم عائلاتهم.
وأشارت الدراسة إلى وجود آليات مختلفة للاهتمام بالمسنين الفاقدين للسند على رأسها مؤسسات الرعاية التي يبلغ عددها الآن 13 مركزا تسعة منها في وضع وظيفي على أن يتم في 2024 استئناف نشاط مركزي رعاية المسنين بالقيروان وأريانة وانطلاق الأشغال بالنسبة للقصرين وجندوبة.
وتدار المراكز التسعة بالشراكة مع اتحاد التضامن الاجتماعي وتوفر لها المالية العمومية اعتمادات تبلغ 15 مليون دينار وتأوي قرابة400 مقيم ومقيمة يحظون بمتابعة دائمة لظروف الإقامة والإعاشة والمسائل العلائقية.
وقد سنّت تونس القانون عدد 114 لسنة 1994 الذي يتعلق بحماية المسنين. وينص على أنّ حماية المسنين تعني حماية صحتهم وضمان كرامتهم وذلك بمساعدتهم على مجابهة الصعوبات التي تعترضهم في حياتهم اليومية بحكم تقدّمهم في السن، ومساعدتهم على معرفة حقوقهم وتقديم المعونة اللازمة لهم، إلى جانب مقاومة جميع أشكال التمييز والإقصاء من الوسط العائلي والاجتماعي في حقهم. كذلك، ينص الفصل3 من القانون على أنّ تتولى السلطات العمومية المعنية اتخاذ الإجراءات الملائمة بغية تمكين المسنين من التسهيلات اللازمة خصوصاً في ما يتعلق بالتداوي والسكن والنقل العمومي والخدمات الإدارية، والمشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية. وأيضاً ينصّ الفصل 6 على أنّه بإمكان المسن الاستفادة في مقر إقامته من خدمات اجتماعية وصحية، سعيا لإبقائه في محيطه الطبيعي.
وينص الفصل 17 على أنّه يمكن للأسر التكفل بالمسنين فاقدي السند وفق شروط وترتيبات تحدد بحسب الحالة. ويمكن للأسرة الكافلة للمسن المعوز أن تتحصل على مساعدة مادية لتلبية الحاجات الأساسية له. وتحدد المساعدة وشروط الاستفادة منها بمقتضى قرار من وزير الشؤون الاجتماعية.
الأول في تونس وإفريقيا مركز طبي "وحيد" لمعالجة مرضى «ألزهايمر»
في 2015 تم افتتاح أول مركز طبي خاص لمعالجة مرض «ألزهايمر» في تونس وفي كامل إفريقيا والشرق الأوسط، وقد بلغت طاقة استيعابه50 سريرا وهو يتكون من أطباء مختصين في الطب العام وطب الأعصاب والشيخوخة والطب النفسي وغيرها من الاختصاصات التي تمكن من توفير العلاج المناسب والمتكامل للمريض.
وأكدت "منظمة مرض «ألزهايمر»" أو الخرف أنّ عدد المصابين بالمرض حول العالم بلغ 44 مليون مصاب، مشيرة إلى أنّ أعداد المصابين بهذا المرض سترتفع عام 2050 إلى ثلاثة أضعاف الرقم الحالي ليصبح 135 مليونا.
ويعيش 38 بالمائة من المصابين بمرض الخرف في الدول الغنية، وتشير التقديرات إلى أنّ الأرقام ستتغير عام 2050 لتصبح نسبة المصابين بمرض الخرف في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل 71 بالمائة.
أقارب مرضى لـ "الصباح": العائلة وحدها تتحمل الأعباء النفسية والاقتصادية
تروي رفيقة عن جدتها عربية البالغة من العمر76 سنة وهي تعاني من مرض «ألزهايمر» منذ ست سنوات وتأثير هذا المرض على عائلتها وحتى جيرانها، فتقول لـ"الصباح" في البداية وقبل أن نكتشف الإصابة بهذا المرض بدت على جدتي علامات جديدة مثل الشرود والنسيان وتكررت معها حالة تذكر منزلها عند الخروج للسوق لقضاء شؤونها خاصة وأنها كانت تعيش رفقة خالتي الصغرى التي تعمل في مصنع خياطة فهي تغادر المنزل في الصباح الباكر لتعود إليه في المساء فكانت جدتي تقضي يومها وحيدة.
وتابعت رفيقة قائلة كانت جدتي قبل أن يداهمها المرض نشيطة وذات شخصية قوية، وفجأة أصبحت غريبة في تصرفاتها مع أبنائها وأحفادها وجيرانها، بروح جديدة أصبحت تسكن جدتي الطيبة، فالحزن أصبح يغزو ملامحها وأكثر ميلا للعزلة وقاطعت الطعام وأصبح نومها قليلا وتكرر الكلام.
وتحدثت رفيقة عن نسيان جدتها لأسماء أبنائها وأحفادها الذين يترددون عليها دائما وهي شديدة التعلق بهم ودائما ما تحدثهم عن ذكرياتها، وبدأ الشعور بأن الوضع لا يمكن أن يظل كما هو عليه، فقررت العائلة عرض الجدة عربية على طبيب عام في البداية ليتم توجيهها إلى طبيب مختص في طب الشيخوخة وبعد تشخيص حالتها ثبت إصابتها بمرض «ألزهايمر».
فقالت رفيقة في البداية لم نكن نعرف الكثير عن هذا المرض وبعد مدة قصيرة حاولنا وطبعا بعد توصيات الطبيب أن نكون على وعي ولو بسيط بكيفية التعامل مع حالة جدتي التي اعتبرها الطبيب متقدمة باعتبار أننا لم نقم بالتشخيص في بداية المرض وهذا ينم عن عدم فهم للحالة والتي ذهب في ظن أغلب العائلة أنه مرض "كبر"، وأضافت رفيقة، "لقد أصبحنا نتردد يوميا على جدتي، هذا طبعا بعد أن انقطعت خالتي الصغيرة التي تقيم معها عن العمل لتتكفل برعايتها، وطبعا تجندت كل العائلة لتوفير بيئة ملائمة لحالة جدتي كالحديث معها باستمرار. ورغم الوضع النفسي الصعب الذي أصبحت تمر به جل العائلة التي فاجأها هذا المرض خاصة وأن جدتي تغيرت كل تصرفاتها ولم يكن من السهل إيجاد طريقة مناسبة للتعامل معها، خاصة وأنها تحولت إلى شخص عصبي وسريع البكاء، فجدتي التي كانت تقضي بالسعات في المطبخ تعد لنا وصفاتها اللذيذة أصبحت لا تقدر على فعل شيء حتى الأكل والدواء أصبحت ترفضهم ونفس الشيء نومها قلّ إلى أن أصبحت عاجزة تماما عن الحركة.
بدوره تحدث المخرج الطاهر عيسى بلعربي لـ"الصباح" عن رحلة والدته "الطويلة" مع مرض «ألزهايمر» وهي التي أصيبت به في سن مبكرة حيث تم اكتشاف مرضها وهي لم تبلغ 47 سنة.
فقال إن والدته أصبحت منذ سنوات لا تقوى على الحركة ولا تعرف أي فرد من أفراد عائلتها ولا تدرك حتى أكثر الأمور بداهة في منزلها، فأمه التي تبلغ من العمر الآن 63 سنة هي تقريبا لم تعد تتذكر شيئا ولا تتكلم، فقط ما يصدر عنها أصوات غير مفهومة وحتى أكلها قليل جدا.
وأضاف، أمي أصبحت تشبه الرضيع الذي يحتاج إلى مرافقة ورعاية دائمة وغير منقطعة فهي لا تقوى على فعل شيء، كما أن تكلفة علاج مريض «ألزهايمر» باهظة فهي تفوق الألفي دينار شهريا في المقابل الدولة غائبة تماما ولا تعير أي اهتمام إلى المصابين بهذا المرض رغم خطورته، فالعائلة هي من يتحمل مشقة المرض.
وبالنسبة لنظرة المجتمع لمرضى «ألزهايمر» قال الطاهر عيسى بلعربي هذا المرض كغيره من الأمراض فهو عبارة عن "سرطان" يصيب ذاكرة الإنسان ولا يوجد ما يسبب أو يبرر الشعور بالحرج أو إخفاء المرض لأنه أصبح من الضروري التحسيس والتوعية بضرورة إجراء التشخيص المبكر للمرض.
وقد أفاد مختصون بأن أغلب مرضى «ألزهايمر» يشتكون في مراحل متقدمة من المرض من اضطرابات غذائية تتمثل بالخصوص في فقدان الشهية أو النهم بسبب اضطرابات دماغية.
ويتم التفطّن لهذه الاضطرابات، بالخصوص من خلال تغيّرات الوزن المفاجئ إما نزول أو زيادة في الوزن، وذلك لأسباب تكمن في تغيرات تطرأ على الدماغ في علاقة بتقدم المرض حيث توجد في الدماغ خليّة تتحكم في شهيّة الأكل وبفقدانها أو اضطرابها يتغير مزاج الأكل لدى مريض «ألزهايمر».
كما أن المريض في مراحل متقدمة من المرض يفقد التنسيق في الحركات فينسى طريقة الأكل أو أخذ الأدوية العلاجية للأمراض المزمنة التي تتحكم في شهية الأكل، إلى جانب ظهور عوامل نفسية مثل الإصابة بالاكتئاب.
ودعا المختصون في طب الشيخوخة إلى ضرورة إتباع طرق وقائية منها توفير جودة الحياة والعيش في بيئة هادئة بعيدة عن الصخب والاضطرابات.
معز الطريقي(خبير في التدريب في مجال الذاكرة) لـ"الصباح": تنشيط الذاكرة يساعد على عدم النسيان..
من جانبه قال الخبير في التدريب في مجال الذاكرة ومدرب التنمية الذاتية معز الطريقي لـ"الصباح" أن الذاكرة تعد إحدى المهارات التي من الممكن تنميتها عن طريق التوجيه السليم والتمرّن، وهي مستودع المعلومات لدى الإنسان، ولها عدّة وظائف منها الوظيفة الحِسيّة، حيث تستقبل المعلومات من الأعضاء الحسيّة لدى الإنسان، فتحتفظ بها لمدة ثوان إلى أن تحدث عمليّة ذهنيّة واعية، وتُعالج تلك المعلومات في الذاكرة قصيرة الأجل في البداية، فإمّا أن تُنسى بشكل تام، وإمّا تُخزن في الذاكرة طويلة الأمد.
وحسب المدرب معز الطريقي فإنّ الدورات في تنشيط الذاكرة تساعد على عدم النسيان، وهي تشمل مختلف الفئات العمرية حيث يشارك فيها الكبار والصغار على حد السواء ويصل معدل أعمار المشاركين في الدورات التي أجريت في هذا المجال بين 14 إلى 75 سنة.
ودعا الطريقي إلى ضرورة التشخيص المبكر لمرض «ألزهايمر» حتى يحقق المريض استقلاليته لأطول وقت ممكن ولتسهيل التعايش مع المريض بالنسبة للمحيطين به وليتعرفوا على كيفية التعامل مع الاضطرابات السلوكية للمريض، مضيفا أن أهم الطرق العلاجية غير الدوائية للإحاطة بمريض «ألزهايمر» والتي عادة ما تكون ناجعة في المراحل المتقدمة للمرض.
وبيّن أنه يجب في المراحل الأولى من المرض كما في المراحل المتقدمة، تنشيط الذاكرة والتواصل مع المريض وتدريبه على كيفية الأكل والنطق للذي نسي كيفية استعمالهما، مع ضرورة المحافظة على الإطار المكاني ومحيط المريض وإحاطته بالمستجدات الوطنية وفي المراحل المتقدمة يجب المحافظة على جودة النوم وإبعاده عن مصادر الفوضى والأصوات المزعجة إلى جانب إتباع نظام غذائي سليم.