أفاد اليوم الأحد 11 أفريل 2021 ، رئيس جمعية القيروان المجتمعية المهندس المعماري نورالدين الغماري في لقاء مع "الصباح نيوز" حول تلاقح الحضارات و بخاصية تتمتع بها القيروان وهي أنها جمعت ما لا يجمع من حضارات مختلفة زمانيا وجغرافيا في مكان واحد .
و أضاف محدثنا لقد استطاعت القيروان أن تجمع مخلفات رمز مدينة الاسكندرية المصرية و ومؤسسها الاسكندر الاكبر ومنارتها الشهيرة التي كانت تحفة معمارية تشد الانظار من روعتها فكانت مئذنة جامع عقبة اجابة مرادفة لهذا الصرح العظيم ، و صرّح الغماري بأنّ مخلفات الحضارة الساسانية والبابلية والاشورية من زاقورات وابراج القصور الضخمة والايوانات التي شيدت بالاجر الطيني بأشكاله الصغيرة وكيف ان هذا الاجر البسيط يذهلك في تناسقه الى عالم اللا نهاية في الاستعمال والتطويع واعادة الاستخدام.
هذا دون الحديث عن صلابته وتخمره الكيميائي ومازال الى الان المشهد العمراني في العراق وايران واوزبكستان واسيا الوسطى يحدثك عن سحر هذا الاجر وتقنياته فنقلت القيروان هذا المخزون التقني الى المغرب الاسلامي والاندلس.
و قال الغماري إنّ ثلاثة حضارات تميزت باللون الازرق والاصفر وهي الحضارة البابلية والفرعونية والقيروانية، حيث كان الحصول على اللون الازرق يعتبر قمة تكنولوجية في علم الكيمياء وان جسدت الحضارة البابلية والفرعونية هذا البذخ والاتقان الكميائي في المعابد والجدران والاقنعة فالقيروان اتقنته وخلدته في رقها الازرق الشهير .
ثم تفوقت القيروان على الجميع واختزلت جميع مهارات نقش الخشب عبر العصور فجمعت الفارسي والفرعوني والهندي والمحلي في تحفة نادرة وهي منبر جامع عقبة حيث كل لوحة خشبية تحدثك عن حضارة عريقة متفردة بعظمتها ،كما جمعت القيروان بين الحضارة اليونانية والفارسية والصينية وماوصل اليه الكيميائي القديم من براعة في خلط الالوان وابتكارها وما الجليز ذو البريق المعدني الذي يحلي محراب جامع عقبة الا خير دليل على هذا الانصهار الحضاري المعرفي العلمي . و اختتم الغماري حديثه ل"الصباح نيوز" قائلا :" إنّ القيروان لا زالت تخفي الكثير من الاسرار عن تمازج والتقاء الحضارات في عدة خصائص وما على اهل الذكر الا العمل والتنقيب عن هاته النقاط المشتركة.
مروان الدعلول
أفاد اليوم الأحد 11 أفريل 2021 ، رئيس جمعية القيروان المجتمعية المهندس المعماري نورالدين الغماري في لقاء مع "الصباح نيوز" حول تلاقح الحضارات و بخاصية تتمتع بها القيروان وهي أنها جمعت ما لا يجمع من حضارات مختلفة زمانيا وجغرافيا في مكان واحد .
و أضاف محدثنا لقد استطاعت القيروان أن تجمع مخلفات رمز مدينة الاسكندرية المصرية و ومؤسسها الاسكندر الاكبر ومنارتها الشهيرة التي كانت تحفة معمارية تشد الانظار من روعتها فكانت مئذنة جامع عقبة اجابة مرادفة لهذا الصرح العظيم ، و صرّح الغماري بأنّ مخلفات الحضارة الساسانية والبابلية والاشورية من زاقورات وابراج القصور الضخمة والايوانات التي شيدت بالاجر الطيني بأشكاله الصغيرة وكيف ان هذا الاجر البسيط يذهلك في تناسقه الى عالم اللا نهاية في الاستعمال والتطويع واعادة الاستخدام.
هذا دون الحديث عن صلابته وتخمره الكيميائي ومازال الى الان المشهد العمراني في العراق وايران واوزبكستان واسيا الوسطى يحدثك عن سحر هذا الاجر وتقنياته فنقلت القيروان هذا المخزون التقني الى المغرب الاسلامي والاندلس.
و قال الغماري إنّ ثلاثة حضارات تميزت باللون الازرق والاصفر وهي الحضارة البابلية والفرعونية والقيروانية، حيث كان الحصول على اللون الازرق يعتبر قمة تكنولوجية في علم الكيمياء وان جسدت الحضارة البابلية والفرعونية هذا البذخ والاتقان الكميائي في المعابد والجدران والاقنعة فالقيروان اتقنته وخلدته في رقها الازرق الشهير .
ثم تفوقت القيروان على الجميع واختزلت جميع مهارات نقش الخشب عبر العصور فجمعت الفارسي والفرعوني والهندي والمحلي في تحفة نادرة وهي منبر جامع عقبة حيث كل لوحة خشبية تحدثك عن حضارة عريقة متفردة بعظمتها ،كما جمعت القيروان بين الحضارة اليونانية والفارسية والصينية وماوصل اليه الكيميائي القديم من براعة في خلط الالوان وابتكارها وما الجليز ذو البريق المعدني الذي يحلي محراب جامع عقبة الا خير دليل على هذا الانصهار الحضاري المعرفي العلمي . و اختتم الغماري حديثه ل"الصباح نيوز" قائلا :" إنّ القيروان لا زالت تخفي الكثير من الاسرار عن تمازج والتقاء الحضارات في عدة خصائص وما على اهل الذكر الا العمل والتنقيب عن هاته النقاط المشتركة.
مروان الدعلول