إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعض‭ ‬ضحاياها‭ ‬فقدوا‭ ‬حياتهم‭.. ‬وآخرون‭ ‬أصيبوا‭ ‬بعاهات.. "البراكاجات" ‬جريمة‭ ‬‮"مزمنة" ‬تقتضي‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات

 

أرواح‭ ‬تزهق‭ ‬غدرا‭ ‬وهي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬وأخرى‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬معركة‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬بعاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬وأحيانا‭ ‬تظل‭ ‬لأشهر‭ ‬طويلة‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬تنتظر‭ ‬الشفاء‭..‬ذلك‭ ‬حال‭ ‬ضحايا‭ ‬‮«‬البراكاجات‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬ارتفع‭ ‬منسوبها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬واتسمت‭ ‬بتنظيم‭ ‬أفراد‭ ‬العصابات‭ ‬المحكم‭ ‬والممنهج،‭ ‬كما‭ ‬عرفت‭ ‬مشاركة‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬السطو‭ ‬والتي‭ ‬تتم‭ ‬باستعمال‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيضاء‭ ‬تحت‭ ‬التهديد‭ ‬بالعنف‭.‬

وضع‭ ‬‮«‬براكاج‮»‬‭ ‬مسلح‭ ‬جد‭ ‬مؤخرا‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬الجديدة‭ ‬بالقصرين‭ ‬شابين‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الموت‭.. ‬الجريمة‭ ‬جدت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬مأهولة‭ ‬بالسكان‭ ‬وعلى‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬محلات‭ ‬ومساكن
حيث‭ ‬تعرض‭ ‬شابّان‭ ‬إلى‭ ‬اعتداء‭ ‬إجرامي‭ ‬متمثّل‭ ‬في‭ ‬‘براكاج’‭ ‬مسلّح‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬إصابة‭ ‬أحدهما‭ ‬إصابة‭ ‬خطيرة‭ ‬أحالته‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬الإنعاش،‭ ‬فيما‭ ‬تعرّض‭ ‬الثاني‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬عينه‭ ‬وتشوه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوجه‭.‬
وتعرّض‭ ‬شاب‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬35‭ ‬سنة،‭ ‬يعمل‭ ‬بالديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للتطهير،‭ ‬إلى‭ ‬عمليّة‭ ‬‮«‬براكاج‮»‬‭ ‬باستعمال‭ ‬آلة‭ ‬حادّة،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬ذاهبًا‭ ‬إلى‭ ‬مقرّ‭ ‬عمله‭ ‬بالرياض‭ ‬الخامس‭ ‬التابعة‭ ‬لولاية‭ ‬سوسة،‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬درّاجته‭ ‬الناريّة‭.‬
المتضرر‭ ‬تعرّض‭ ‬إلى‭ ‬براكاج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬4‭ ‬منحرفين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و18‭ ‬سنة،‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬إصابته‭ ‬إصابة‭ ‬حادّة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الرأس‭ ‬أحالته‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬الإنعاش‮»‬‭.‬
وتعرضت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬فتاة‭ ‬الى‭ ‬اعتداء‭ ‬مسلح‭ ‬بمدينة‭ ‬المهدية‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬قطع‭ ‬أحد‭ ‬أصابعها‭.‬
كما‭ ‬توفيت‭ ‬فتاة‭ ‬تحت‭ ‬عجلات‭ ‬القطار‭ ‬بمحطة‭ ‬بئر‭ ‬الباي‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬عملية‮»‬‭ ‬براكاج‮»‬‭.‬
وتعرّض‭ ‬سائق‭ ‬تاكسي‭ ‬فردي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬70‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬براكاج‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬وفاته‭. ‬
وكان‭ ‬الهالك‭ ‬ركن‭ ‬جانبًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اقتناء‭ ‬قنينة‭ ‬ماء‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الجناة‭ ‬يترصدونه‭ ‬ثم‭ ‬هجموا‭ ‬عليه‭ ‬وقتلوه‭ ‬بهدف‭ ‬سرقة‭ ‬سيارته‭ ‬واقترحت‭ ‬والدة‭ ‬أحد‭ ‬الجناة‭ ‬دفنه‭ ‬لطمس‭ ‬معالم‭ ‬الجريمة‭!!‬
تفاقم‭ ‬نسق‭ ‬العنف‭.. ‬
لفت‭ ‬المرصد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التونسي‭ ‬التابع‭ ‬للمنتدى‭ ‬التونسي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬تقريره‭ ‬الأخير‭ ‬المتعلق‭ ‬بالفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬بين‭ ‬جانفي‭ ‬وجوان‭ ‬2025‭ ‬ان‭ ‬نسق‭ ‬العنف‭ ‬استمر‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬التفاقم‭ ‬وبأشكال‭ ‬متعددة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العنف‭ ‬الفردي،‭ ‬والجماعي،‭ ‬والمؤسسي‭ ‬وغيره‭. ‬
‭ ‬ويشكل‭ ‬العنف‭ ‬الإجرامي‭ ‬النسبة‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الحالات‭ ‬المرصودة‭ ‬ويتوزع‭ ‬بين‭ ‬محاولات‭ ‬قتل‭ ‬و»براكاجات‮»‬‭ ‬وعمليات‭ ‬سرقة‭ ‬وتحويل‭ ‬وجهة‭ ‬واغتصاب‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬المدرسي‭. ‬
‭ ‬تجريم‭ ‬‮«‬البراكاجات‮»‬‭.. ‬
على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خطورتها‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬‮«‬البراكاج‮»‬‭ (‬السطو‭ ‬المسلح‭ ‬أو‭ ‬العنف‭ ‬المنظم‭) ‬ليست‭ ‬مجرّمة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬البراكاج‮»‬‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬ولكن‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬تتضمنتها‭ ‬عمليات‭ ‬البراكاج‭ ‬مثل‭ ‬السرقة‭ ‬والعنف‭ ‬والتهديد‭ ‬والاعتداء‭ ‬كلها‭ ‬مجرّمة‭ ‬بموجب‭ ‬نصوص‭ ‬قانونية‭ ‬مختلفة‭. ‬
يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬بالسجن،‭ ‬وتختلف‭ ‬مدة‭ ‬العقوبة‭ ‬حسب‭ ‬قيمة‭ ‬المسروقات‭ ‬والوسائل‭ ‬المتوخاة‭ , ‬كما‭ ‬يعاقب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬الجسدي‭ ‬واللفظي،‭ ‬وقد‭ ‬تصل‭ ‬العقوبة‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الضرب‭ ‬والجرح‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬البراكاج‮»‬‭ ‬المفضي‭ ‬إلى‭ ‬عاهة‭ ‬أو‭ ‬الوفاة‭. ‬
ووفق‭ ‬قراءة‭ ‬الدكتور‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬القاضي‭ ‬جابر‭ ‬غنيمي‭ ‬فإن‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الجرائم‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬مفهومها‭ ‬من‭ ‬مرونة‭ ‬تجعلها‭ ‬قابلة‭ ‬لاحتواء‭ ‬أنماط‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬السلوك‭ ‬الإجرامي‭ ‬ونجد‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬يكتسبها‭ ‬مفهوم‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬تتجلى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عناصره‭ ‬المختلفة‭ ‬،‭ ‬مصادرها‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬التحديد‭ ‬التشريعي‭ ‬الدقيق‭ ‬لهذا‭ ‬المفهوم‭. ‬
فالسرقة‭ ‬لغة‭ ‬هي‭ ‬أخذ‭ ‬الشخص‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬بصورة‭ ‬مستترة‭ ‬فإن‭ ‬أخذ‭ ‬من‭ ‬ظاهر‭ ‬فهو‭ ‬مختلس‭ ‬ومستلب‭ ‬وإن‭ ‬منع‭ ‬مما‭ ‬في‭ ‬يديه‭ ‬فهو‭ ‬غاصب‭. ‬
أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التشريعي‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬استيقاء‭ ‬مفهوم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬صلب‭ ‬الفصل‭ ‬258‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭ ‬من‭ ‬يختلس‭ ‬شيئا‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬يصير‭ ‬مرتكبا‭ ‬للسرقة‭ ‬‮«‬‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬السرقة‭ ‬هي‭ ‬اختلاس‭ ‬شيئ‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬ملك‭ ‬خاص‭. ‬
من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬صلب‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬نتبين‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬التونسي‭ ‬لم‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬أغلب‭ ‬التشريعات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كالمشرع‭ ‬المصري‭ ‬الذي‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اختلس‭ ‬منقولا‭ ‬مملوكا‭ ‬لغيره‭ ‬فهو‭ ‬سارق‭ ‬‮«‬‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الشيء‭ ‬القانون‭ ‬المغربي‭ ‬بقوله‭ ‬‮«‬‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬اختلس‭ ‬منقولا‭ ‬مملوكا‭ ‬للغير‭ ‬يعد‭ ‬سارقا‭ ‬‮«‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اعتبر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المشرع‭ ‬الفرنسي‭ ‬والمشرع‭ ‬البلجيكي‭ ‬أن‭ ‬السرقة‭ ‬هي‭ ‬اختلاس‭ ‬شيء‭ ‬للغير‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬قصد‭.‬
ما‭ ‬تجدر‭ ‬ملاحظته‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬النصوص‭ ‬التشريعية‭ ‬الواردة‭ ‬،‭ ‬تبدو‭ ‬قاصرة‭ ‬عن‭ ‬إعطاء‭ ‬مفهوم‭ ‬قاطع‭ ‬لجريمة‭ ‬السرقة،‭ ‬فقد‭ ‬اكتفى‭ ‬المشرع‭ ‬التونسي‭ ‬صلب‭ ‬الفصل‭ ‬258‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬بتحديد‭ ‬الركن‭ ‬المادي‭ ‬لهذه‭ ‬الجريمة‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬الاختلاس‭ ‬،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬لاجتهادات‭ ‬فقهية‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬البعض‭ ‬أنها‭ ‬أخذ‭ ‬مال‭ ‬الغير‭ ‬خفية‭ ‬أي‭ ‬دون‭ ‬علمه‭ ‬ودون‭ ‬رضاه‭. ‬
بين‭ ‬جابر‭ ‬غنيمي‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬لضبط‭ ‬مفهوم‭ ‬دقيق‭ ‬وواضح‭ ‬لجريمة‭ ‬السرقة‭ ‬أمر‭ ‬تفرضه‭ ‬ضرورة‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬والجرائم‭ ‬الأخرى‭ ‬المجاورة‭ ‬له‭ ‬والمنضوية‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬جرائم‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الملك‭ ‬كجريمتي‭ ‬التحيل‭ ‬وخيانة‭ ‬الأمانة‭. ‬
نظرا‭ ‬لخطورة‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬ولما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فإن‭ ‬المشرع‭ ‬الجزائي‭ ‬التونسي‭ ‬قد‭ ‬قسم‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬إلى‭ ‬صنفين‭ ‬رئيسيين‭ ‬يتعلق‭ ‬الصنف‭ ‬الأول‭ ‬بجريمة‭ ‬السرقة‭ ‬المجردة‭ ‬أو‭ ‬السرقة‭ ‬البسيطة‭ ‬وهي‭ ‬التسمية‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬عليها‭ ‬بعض‭ ‬الفقهاء‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬الصنف‭ ‬تتوفر‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬أركان‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬اختلاس‭ ‬منقول‭ ‬مملوك‭ ‬للغير‭ ‬بغير‭ ‬رضاه‭ ‬وبنية‭ ‬التملك‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يضاف‭ ‬لهاته‭ ‬الأركان‭ ‬أحد‭ ‬العناصر‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬يعلق‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬أثرا‭ ‬على‭ ‬توفرها‭. ‬
وأما‭ ‬الصنف‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بجريمة‭ ‬السرقة‭ ‬المركبة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬الموصوفة‭ ‬وهي‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬أركان‭ ‬السرقة‭ ‬البسيطة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السرقة‭ ‬قد‭ ‬تقترن‭ ‬بعنصر‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬علق‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬أثرا‭ ‬معينا،‭ ‬وهذه‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬اقترنت‭ ‬بها‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬الموصوفة‭ ‬لها‭ ‬خصوصية‭ ‬معينة‭ ‬بحيث‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬عناصر‭ ‬إضافية‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬عناصر‭ ‬أساسية‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬المشرع‭ ‬الجزائي‭ ‬بالتحديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفصل‭ ‬260‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭. ‬
للإشارة‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬وعند‭ ‬توفرها‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تحول‭ ‬صبغة‭ ‬السرقة‭ ‬من‭ ‬بسيطة‭ ‬إلى‭ ‬مركبة‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مجردة‭ ‬إلى‭ ‬موصوفة‭ ‬بالتالي‭ ‬فإن‭ ‬العقوبة‭ ‬تقترن‭ ‬بظرف‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬التشديد‭ ‬وفي‭ ‬صورة‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تقترن‭ ‬جريمة‭ ‬بعنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬التشديد‭ ‬يقع‭ ‬تكييفها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬بسيطة‭ ‬ولا‭ ‬يقع‭ ‬التشدد‭ ‬في‭ ‬عقابها‭.‬‭ ‬
عقوبة‭ ‬السرقة‭.. ‬
وجاء‭ ‬بصريح‭ ‬الفصل‭ ‬264‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عقوبة‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬أعوام‭ ‬وبخطية‭ ‬قدراها‭ ‬مائة‭ ‬وعشرون‭ ‬دينارا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬السرقات‭ ‬والاختلاسات‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الصور‭ ‬المبينة‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬من‭ ‬260‭ ‬إلى‭ ‬263‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭.‬
وأما‭ ‬عقوبة‭ ‬السرقة‭ ‬الموصوفة‭ ‬وهي‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬أركان‭ ‬السرقة‭ ‬البسيطة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السرقة‭ ‬قد‭ ‬تقترن‭ ‬بعنصر‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬علق‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬أثرا‭ ‬معينا،‭ ‬وتلك‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬اقترنت‭ ‬بها‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬الموصوفة‭ ‬لها‭ ‬خصوصية‭ ‬معينة‭.‬
فلقد‭ ‬جاء‭ ‬بالفصل‭ ‬260‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬‮«‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬بقية‭ ‬العمر‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬مع‭ ‬توفر‭ ‬الأمور‭ ‬الخمسة‭ ‬الآتية‭ ‬وأولها‭ ‬استعمال‭ ‬العنف‭ ‬الشديد‭ ‬أو‭ ‬التهديد‭ ‬بالعنف‭ ‬الشديد‭ ‬للواقعة‭ ‬له‭ ‬السرقة‭ ‬أو‭ ‬لأقاربه‭.‬
ونص‭ ‬الفصل‭ ‬261‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬‮«‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬باستعمال‭ ‬أحد‭ ‬الأمرين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المقرّرة‭ ‬بالفصل‭ ‬المتقدم‮»‬‭.‬
ونص‭ ‬الفصل‭ ‬262‭ ‬م‭ ‬ج‭ ‬‮«‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬بتوافر‭ ‬الأمور‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬المقرّرة‭ ‬بالفصل‭ ‬260‮»‬‭.‬
مقترح‭ ‬للترفيع‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭..‬
أحال‭ ‬مؤخرا‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭.‬
وورد‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نشر‭ ‬على‭ ‬الموقع‭ ‬الرسمي‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬وحيد‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬إلغاء‭ ‬أحكام‭ ‬الفصول‭ ‬261‭ ‬و262‭ ‬و264‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬وتعويضها‭ ‬بأحكام‭ ‬جديدة‭.‬
وجاء‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬261‭(‬جديد‭)‬،‭ ‬أنه‭ ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬باستعمال‭ ‬أحد‭ ‬الأمور‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬والخامس‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المقررة‭ ‬بالفصل‭ ‬260‭.‬
ونص‭ ‬الفصل‭ ‬262‭(‬جديد‭)‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬بتوافر‭ ‬الأمرين‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المقررة‭ ‬بالفصل‭ ‬260‭.‬
وأرجع‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬إلى‭ ‬تتالي‭ ‬النداءات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬الخارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬جرائم‭ ‬السرقات‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬للمتلكات‭ ‬وللأمن‭ ‬العام‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وفي‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬وفي‭ ‬الفضاءات‭ ‬العامة‭.‬

 مفيدة‭ ‬القيزاني

بعض‭ ‬ضحاياها‭ ‬فقدوا‭ ‬حياتهم‭.. ‬وآخرون‭ ‬أصيبوا‭ ‬بعاهات.. "البراكاجات" ‬جريمة‭ ‬‮"مزمنة"  ‬تقتضي‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات

 

أرواح‭ ‬تزهق‭ ‬غدرا‭ ‬وهي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬وأخرى‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬معركة‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬بعاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬وأحيانا‭ ‬تظل‭ ‬لأشهر‭ ‬طويلة‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬تنتظر‭ ‬الشفاء‭..‬ذلك‭ ‬حال‭ ‬ضحايا‭ ‬‮«‬البراكاجات‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬ارتفع‭ ‬منسوبها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬واتسمت‭ ‬بتنظيم‭ ‬أفراد‭ ‬العصابات‭ ‬المحكم‭ ‬والممنهج،‭ ‬كما‭ ‬عرفت‭ ‬مشاركة‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬السطو‭ ‬والتي‭ ‬تتم‭ ‬باستعمال‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيضاء‭ ‬تحت‭ ‬التهديد‭ ‬بالعنف‭.‬

وضع‭ ‬‮«‬براكاج‮»‬‭ ‬مسلح‭ ‬جد‭ ‬مؤخرا‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬الجديدة‭ ‬بالقصرين‭ ‬شابين‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الموت‭.. ‬الجريمة‭ ‬جدت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬مأهولة‭ ‬بالسكان‭ ‬وعلى‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬محلات‭ ‬ومساكن
حيث‭ ‬تعرض‭ ‬شابّان‭ ‬إلى‭ ‬اعتداء‭ ‬إجرامي‭ ‬متمثّل‭ ‬في‭ ‬‘براكاج’‭ ‬مسلّح‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬إصابة‭ ‬أحدهما‭ ‬إصابة‭ ‬خطيرة‭ ‬أحالته‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬الإنعاش،‭ ‬فيما‭ ‬تعرّض‭ ‬الثاني‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬عينه‭ ‬وتشوه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوجه‭.‬
وتعرّض‭ ‬شاب‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬35‭ ‬سنة،‭ ‬يعمل‭ ‬بالديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للتطهير،‭ ‬إلى‭ ‬عمليّة‭ ‬‮«‬براكاج‮»‬‭ ‬باستعمال‭ ‬آلة‭ ‬حادّة،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬ذاهبًا‭ ‬إلى‭ ‬مقرّ‭ ‬عمله‭ ‬بالرياض‭ ‬الخامس‭ ‬التابعة‭ ‬لولاية‭ ‬سوسة،‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬درّاجته‭ ‬الناريّة‭.‬
المتضرر‭ ‬تعرّض‭ ‬إلى‭ ‬براكاج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬4‭ ‬منحرفين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و18‭ ‬سنة،‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬إصابته‭ ‬إصابة‭ ‬حادّة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الرأس‭ ‬أحالته‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬الإنعاش‮»‬‭.‬
وتعرضت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬فتاة‭ ‬الى‭ ‬اعتداء‭ ‬مسلح‭ ‬بمدينة‭ ‬المهدية‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬قطع‭ ‬أحد‭ ‬أصابعها‭.‬
كما‭ ‬توفيت‭ ‬فتاة‭ ‬تحت‭ ‬عجلات‭ ‬القطار‭ ‬بمحطة‭ ‬بئر‭ ‬الباي‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬عملية‮»‬‭ ‬براكاج‮»‬‭.‬
وتعرّض‭ ‬سائق‭ ‬تاكسي‭ ‬فردي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬70‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬براكاج‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬وفاته‭. ‬
وكان‭ ‬الهالك‭ ‬ركن‭ ‬جانبًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اقتناء‭ ‬قنينة‭ ‬ماء‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الجناة‭ ‬يترصدونه‭ ‬ثم‭ ‬هجموا‭ ‬عليه‭ ‬وقتلوه‭ ‬بهدف‭ ‬سرقة‭ ‬سيارته‭ ‬واقترحت‭ ‬والدة‭ ‬أحد‭ ‬الجناة‭ ‬دفنه‭ ‬لطمس‭ ‬معالم‭ ‬الجريمة‭!!‬
تفاقم‭ ‬نسق‭ ‬العنف‭.. ‬
لفت‭ ‬المرصد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التونسي‭ ‬التابع‭ ‬للمنتدى‭ ‬التونسي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬تقريره‭ ‬الأخير‭ ‬المتعلق‭ ‬بالفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬بين‭ ‬جانفي‭ ‬وجوان‭ ‬2025‭ ‬ان‭ ‬نسق‭ ‬العنف‭ ‬استمر‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬التفاقم‭ ‬وبأشكال‭ ‬متعددة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العنف‭ ‬الفردي،‭ ‬والجماعي،‭ ‬والمؤسسي‭ ‬وغيره‭. ‬
‭ ‬ويشكل‭ ‬العنف‭ ‬الإجرامي‭ ‬النسبة‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الحالات‭ ‬المرصودة‭ ‬ويتوزع‭ ‬بين‭ ‬محاولات‭ ‬قتل‭ ‬و»براكاجات‮»‬‭ ‬وعمليات‭ ‬سرقة‭ ‬وتحويل‭ ‬وجهة‭ ‬واغتصاب‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬المدرسي‭. ‬
‭ ‬تجريم‭ ‬‮«‬البراكاجات‮»‬‭.. ‬
على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خطورتها‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬‮«‬البراكاج‮»‬‭ (‬السطو‭ ‬المسلح‭ ‬أو‭ ‬العنف‭ ‬المنظم‭) ‬ليست‭ ‬مجرّمة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬البراكاج‮»‬‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬ولكن‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬تتضمنتها‭ ‬عمليات‭ ‬البراكاج‭ ‬مثل‭ ‬السرقة‭ ‬والعنف‭ ‬والتهديد‭ ‬والاعتداء‭ ‬كلها‭ ‬مجرّمة‭ ‬بموجب‭ ‬نصوص‭ ‬قانونية‭ ‬مختلفة‭. ‬
يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬بالسجن،‭ ‬وتختلف‭ ‬مدة‭ ‬العقوبة‭ ‬حسب‭ ‬قيمة‭ ‬المسروقات‭ ‬والوسائل‭ ‬المتوخاة‭ , ‬كما‭ ‬يعاقب‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬الجسدي‭ ‬واللفظي،‭ ‬وقد‭ ‬تصل‭ ‬العقوبة‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الضرب‭ ‬والجرح‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬البراكاج‮»‬‭ ‬المفضي‭ ‬إلى‭ ‬عاهة‭ ‬أو‭ ‬الوفاة‭. ‬
ووفق‭ ‬قراءة‭ ‬الدكتور‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬القاضي‭ ‬جابر‭ ‬غنيمي‭ ‬فإن‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الجرائم‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬مفهومها‭ ‬من‭ ‬مرونة‭ ‬تجعلها‭ ‬قابلة‭ ‬لاحتواء‭ ‬أنماط‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬السلوك‭ ‬الإجرامي‭ ‬ونجد‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬يكتسبها‭ ‬مفهوم‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬تتجلى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عناصره‭ ‬المختلفة‭ ‬،‭ ‬مصادرها‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬التحديد‭ ‬التشريعي‭ ‬الدقيق‭ ‬لهذا‭ ‬المفهوم‭. ‬
فالسرقة‭ ‬لغة‭ ‬هي‭ ‬أخذ‭ ‬الشخص‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬بصورة‭ ‬مستترة‭ ‬فإن‭ ‬أخذ‭ ‬من‭ ‬ظاهر‭ ‬فهو‭ ‬مختلس‭ ‬ومستلب‭ ‬وإن‭ ‬منع‭ ‬مما‭ ‬في‭ ‬يديه‭ ‬فهو‭ ‬غاصب‭. ‬
أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التشريعي‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬استيقاء‭ ‬مفهوم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬صلب‭ ‬الفصل‭ ‬258‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭ ‬من‭ ‬يختلس‭ ‬شيئا‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬يصير‭ ‬مرتكبا‭ ‬للسرقة‭ ‬‮«‬‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬السرقة‭ ‬هي‭ ‬اختلاس‭ ‬شيئ‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬ملك‭ ‬خاص‭. ‬
من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬صلب‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬نتبين‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬التونسي‭ ‬لم‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬أغلب‭ ‬التشريعات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كالمشرع‭ ‬المصري‭ ‬الذي‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اختلس‭ ‬منقولا‭ ‬مملوكا‭ ‬لغيره‭ ‬فهو‭ ‬سارق‭ ‬‮«‬‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الشيء‭ ‬القانون‭ ‬المغربي‭ ‬بقوله‭ ‬‮«‬‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬اختلس‭ ‬منقولا‭ ‬مملوكا‭ ‬للغير‭ ‬يعد‭ ‬سارقا‭ ‬‮«‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اعتبر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المشرع‭ ‬الفرنسي‭ ‬والمشرع‭ ‬البلجيكي‭ ‬أن‭ ‬السرقة‭ ‬هي‭ ‬اختلاس‭ ‬شيء‭ ‬للغير‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬قصد‭.‬
ما‭ ‬تجدر‭ ‬ملاحظته‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬النصوص‭ ‬التشريعية‭ ‬الواردة‭ ‬،‭ ‬تبدو‭ ‬قاصرة‭ ‬عن‭ ‬إعطاء‭ ‬مفهوم‭ ‬قاطع‭ ‬لجريمة‭ ‬السرقة،‭ ‬فقد‭ ‬اكتفى‭ ‬المشرع‭ ‬التونسي‭ ‬صلب‭ ‬الفصل‭ ‬258‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬بتحديد‭ ‬الركن‭ ‬المادي‭ ‬لهذه‭ ‬الجريمة‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬الاختلاس‭ ‬،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬لاجتهادات‭ ‬فقهية‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬البعض‭ ‬أنها‭ ‬أخذ‭ ‬مال‭ ‬الغير‭ ‬خفية‭ ‬أي‭ ‬دون‭ ‬علمه‭ ‬ودون‭ ‬رضاه‭. ‬
بين‭ ‬جابر‭ ‬غنيمي‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬لضبط‭ ‬مفهوم‭ ‬دقيق‭ ‬وواضح‭ ‬لجريمة‭ ‬السرقة‭ ‬أمر‭ ‬تفرضه‭ ‬ضرورة‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬والجرائم‭ ‬الأخرى‭ ‬المجاورة‭ ‬له‭ ‬والمنضوية‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬جرائم‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الملك‭ ‬كجريمتي‭ ‬التحيل‭ ‬وخيانة‭ ‬الأمانة‭. ‬
نظرا‭ ‬لخطورة‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬ولما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فإن‭ ‬المشرع‭ ‬الجزائي‭ ‬التونسي‭ ‬قد‭ ‬قسم‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬إلى‭ ‬صنفين‭ ‬رئيسيين‭ ‬يتعلق‭ ‬الصنف‭ ‬الأول‭ ‬بجريمة‭ ‬السرقة‭ ‬المجردة‭ ‬أو‭ ‬السرقة‭ ‬البسيطة‭ ‬وهي‭ ‬التسمية‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬عليها‭ ‬بعض‭ ‬الفقهاء‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬الصنف‭ ‬تتوفر‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬أركان‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬اختلاس‭ ‬منقول‭ ‬مملوك‭ ‬للغير‭ ‬بغير‭ ‬رضاه‭ ‬وبنية‭ ‬التملك‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يضاف‭ ‬لهاته‭ ‬الأركان‭ ‬أحد‭ ‬العناصر‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬يعلق‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬أثرا‭ ‬على‭ ‬توفرها‭. ‬
وأما‭ ‬الصنف‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بجريمة‭ ‬السرقة‭ ‬المركبة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬الموصوفة‭ ‬وهي‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬أركان‭ ‬السرقة‭ ‬البسيطة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السرقة‭ ‬قد‭ ‬تقترن‭ ‬بعنصر‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬علق‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬أثرا‭ ‬معينا،‭ ‬وهذه‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬اقترنت‭ ‬بها‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬الموصوفة‭ ‬لها‭ ‬خصوصية‭ ‬معينة‭ ‬بحيث‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬عناصر‭ ‬إضافية‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬عناصر‭ ‬أساسية‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬المشرع‭ ‬الجزائي‭ ‬بالتحديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفصل‭ ‬260‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭. ‬
للإشارة‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬وعند‭ ‬توفرها‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تحول‭ ‬صبغة‭ ‬السرقة‭ ‬من‭ ‬بسيطة‭ ‬إلى‭ ‬مركبة‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مجردة‭ ‬إلى‭ ‬موصوفة‭ ‬بالتالي‭ ‬فإن‭ ‬العقوبة‭ ‬تقترن‭ ‬بظرف‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬التشديد‭ ‬وفي‭ ‬صورة‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تقترن‭ ‬جريمة‭ ‬بعنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬التشديد‭ ‬يقع‭ ‬تكييفها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬بسيطة‭ ‬ولا‭ ‬يقع‭ ‬التشدد‭ ‬في‭ ‬عقابها‭.‬‭ ‬
عقوبة‭ ‬السرقة‭.. ‬
وجاء‭ ‬بصريح‭ ‬الفصل‭ ‬264‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عقوبة‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬أعوام‭ ‬وبخطية‭ ‬قدراها‭ ‬مائة‭ ‬وعشرون‭ ‬دينارا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬السرقات‭ ‬والاختلاسات‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الصور‭ ‬المبينة‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬من‭ ‬260‭ ‬إلى‭ ‬263‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭.‬
وأما‭ ‬عقوبة‭ ‬السرقة‭ ‬الموصوفة‭ ‬وهي‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬أركان‭ ‬السرقة‭ ‬البسيطة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السرقة‭ ‬قد‭ ‬تقترن‭ ‬بعنصر‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬علق‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬أثرا‭ ‬معينا،‭ ‬وتلك‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬اقترنت‭ ‬بها‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬الموصوفة‭ ‬لها‭ ‬خصوصية‭ ‬معينة‭.‬
فلقد‭ ‬جاء‭ ‬بالفصل‭ ‬260‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬‮«‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬بقية‭ ‬العمر‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬مع‭ ‬توفر‭ ‬الأمور‭ ‬الخمسة‭ ‬الآتية‭ ‬وأولها‭ ‬استعمال‭ ‬العنف‭ ‬الشديد‭ ‬أو‭ ‬التهديد‭ ‬بالعنف‭ ‬الشديد‭ ‬للواقعة‭ ‬له‭ ‬السرقة‭ ‬أو‭ ‬لأقاربه‭.‬
ونص‭ ‬الفصل‭ ‬261‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬‮«‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬باستعمال‭ ‬أحد‭ ‬الأمرين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المقرّرة‭ ‬بالفصل‭ ‬المتقدم‮»‬‭.‬
ونص‭ ‬الفصل‭ ‬262‭ ‬م‭ ‬ج‭ ‬‮«‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬بتوافر‭ ‬الأمور‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬المقرّرة‭ ‬بالفصل‭ ‬260‮»‬‭.‬
مقترح‭ ‬للترفيع‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭..‬
أحال‭ ‬مؤخرا‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتنقيح‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭.‬
وورد‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نشر‭ ‬على‭ ‬الموقع‭ ‬الرسمي‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬وحيد‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬إلغاء‭ ‬أحكام‭ ‬الفصول‭ ‬261‭ ‬و262‭ ‬و264‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭ ‬وتعويضها‭ ‬بأحكام‭ ‬جديدة‭.‬
وجاء‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬261‭(‬جديد‭)‬،‭ ‬أنه‭ ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬باستعمال‭ ‬أحد‭ ‬الأمور‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬والخامس‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المقررة‭ ‬بالفصل‭ ‬260‭.‬
ونص‭ ‬الفصل‭ ‬262‭(‬جديد‭)‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬مرتكب‭ ‬السرقة‭ ‬الواقعة‭ ‬بتوافر‭ ‬الأمرين‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المقررة‭ ‬بالفصل‭ ‬260‭.‬
وأرجع‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬إلى‭ ‬تتالي‭ ‬النداءات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬الخارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬جرائم‭ ‬السرقات‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬للمتلكات‭ ‬وللأمن‭ ‬العام‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وفي‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬وفي‭ ‬الفضاءات‭ ‬العامة‭.‬

 مفيدة‭ ‬القيزاني