-الائتلاف الوطني نريده أن يكون مثل الجيش الصيني دون جنرالات
- نعيش نهاية مرحلة الربيع العربي التي اقترنت عضويا بالإسلام السياسي
- تونس آخر بلد في الانضباط المدرسي وهذه أسباب فشل الإصلاح التربوي
- أشبعونا حوارات في وقت أننا نعيش أزمة إنجاز
- أزمة المدرسة أحد أسباب الانهيار الاقتصادي القيمي والأخلاقي
- النهضة أمام حلين إما التأقلم أو "الانقراض"
-
- يجب القطع مع نظام المحاصصة السياسية باعتباره نظاما غنائميا
- تونس يجب أن تتحول من بلاد الرُّخص إلى بلاد الفرص
- تونس تحتاج إلى عاصمة إدارية جديدة ذكية تحت اسم "قرطاج الجديدة"
قال وزير التربية الأسبق ورئيس حزب الائتلاف الوطني في حوار خص به "الصباح" إن المرحلة تفرض القطع مع الرئاسات الثلاث وطي صفحة المحاصصة السياسية "الغنائمية" والتوجه نحو بناء سياسي على قاعدة جديدة على حد تعبيره.
واعتبر جلول أنه لا جدوى من الحوار باعتبار أننا شبعنا حوارات، وتونس تعيش أزمة انجاز لا تشخيص تقتضي المرور إلى الفعل والانجاز، وهو ما يحتم الإسراع بتكوين لجان من الكفاءات لاقتراح تعديلات على الدستور الحالي، وحلول للازمة الاقتصادية والاجتماعية.
وفي سياق متصل أكد رئيس حزب الائتلاف الوطني أن تونس مصنفة ضمن الخمس الأوائل في العنف المدرسي وهي آخر بلد في الانضباط المدرسي ، ولا يمكن أن نصنع منظومة تربوية أرقى من مكونيها، بل إن أزمة المدرسة هي أحد أسباب الانهيار الاقتصادي القيمي والأخلاقي، وفق قوله.
جلول الذي شدد على أن تونس في حاجة إلى عاصمة إدارية جديدة ذكية تحدث عن مؤتمر حزبه الائتلاف الوطني الذي ينعقد قريبا، كما تطرق إلى التطورات المتلاحقة والتقلبات وخارطة التحالفات وعديد الملفات من خلال الحوار لتالي:
أجرى الحوار : محمد صالح الربعاوي
*بعد الجدل الواسع الذي أثاره وضع نورالدين البحيري وفتحي البلدي قيد الإقامة الجبرية، كيف تعلق على هذا المستجد؟
اعتقد أن الإقامة الجبرية ليست احتجازا ولا قرصنة هي من قبيل الضرورات تبيح المحظورات، وحسب علمي لجأت إليها حكومة الشاهد-النهضة.
*في ظل التطورات المتسارعة في المشهد السياسي، كيف تنظر إلى التقلبات السياسية وخارطة التحالفات؟
نحن نعيش نهاية مرحلة الربيع العربي التي اقترنت عضويا بالإسلام السياسي ويجب القطع مع هذه المرحلة لأنها أثبتت فشلها، والتوجه نحو بناء سياسي على قاعدة جديدة تقتضي:
أولا: القطع مع الرئاسات الثلاث.
ثانيا: القطع مع نظام المحاصصة السياسية الذي هو نظام غنائمي.
ثالثا: تغيير النظام الانتخابي بما يعطي أغلبيات مستقرة قادرة على الحكم .
*رغم اختلاف مضامينها وتباين أجنداتها فقد تعددت مبادرات الحوار وتنوعت خلفياتها للخروج من الأزمة السياسية، فكيف تنظر إلى هذه الدعوات؟
في اعتقادي اننا شبعنا حوارات والحوار مع الشباب لا جدوى منه ولا لإضاعة الوقت والجهد، ونحن في تونس نعيش أزمة انجاز ويجب أن نمر إلى الإنجاز باعتبار أنهم أشبعونا حوارات.
*هل هذا يعني انك ضد الحوار رغم أن أغلب الأطراف تعيب على قيس سعيد رفضه الدخول في حوار وطني مهما كانت منطلقاته؟
عوض الحوار يجب الإسراع بتكوين لجنة من خبراء القانون الدستوري وعلماء الاجتماع والإعلام والمجتمع المدني لاقتراح تعديلات على الدستور الحالي، ولجنة ثانية اجتماعية واقتصادية تقترح حلولا للازمة الاقتصادية والاجتماعية ويجب أن تشمل الأحزاب واتحاد الشغل ومنظمة الأعراف والأكاديميين والخبرات التونسية بالخارج وكل ذلك يجب ألا يتجاوز مدة شهر، ويمكن تسميتهم بلجان "كن فيكن".
*بين حوار اتحاد الشغل الذي يشترط فيه مشاركة مختلف الأطراف وبين حوار قيس سعيد الذي يعتمد على استشارة الكترونية، إلى أين يميل ناجي جلول؟
لا أميل إلى هذا ولا ذاك وإنما اعتقد أن الحل الأمثل يكمن في تكوين لجان للمرور للانجاز لاسيما انه لم يعد لنا الحق في إضاعة المزيد من الوقت لان الوقت أصبح قاتلا .
*هل مازلت على نفس المواقف بعد مرور أكثر من 4 أشهر على إجراءات 25 جويلية؟
من وجهة نظري أرى أن ما بعد 25 جويلية فترة إيجابية أولا لأننا تخلصنا من برلمان المحاور الأجنبية والعنف اللفظي والمادي وتخلصنا من حكومة الوباء والغباء وقلة الحياء .
*إلى أي مدى تعتقد أن سعيد في ورطة اليوم مثلما يروج البعض؟
قيس سعيد بصدد إنجاح مشروعه معتمدا أساسا على فشل وترهل منظومة ما قبل 25 جويلية وشعبيته المرتفعة والتحولات الإقليمية العميقة وهي تحولات كانت أساسا على حساب الإسلام السياسي.
*وأية تداعيات لهذه التحولات على حركة النهضة؟
حركة النهضة أمام حلين لا ثالث لهما إما التأقلم أو الانقراض، أي أن تتحول من حركة إخوانية إلى حزب محافظ .
*هل أنت مع حل البرلمان؟
موضوعيا أنا مع حل البرلمان لكن المهمة صعبة ويمكن إيجاد حل آخر وهو تطبيق الفصل 163 من القانون الانتخابي.
*بعد تأسيسكم حزب "الائتلاف الوطني"، أين وصلت استعداداتكم لمؤتمر حزبكم التأسيسي؟
الائتلاف الوطني مازال بصدد التكوين والتشكل، نحن في طور بناء البرنامج وبناء الخطاب وتكوين التنسيقيات في مختلف الجهات، نريد أن يكون البناء القاعدي و400 قيادي في كل معتمدية، وفي فيفري المقبل سيكون اجتماع المنسقين لانتخاب قيادة الحزب بما فيها رئيس الحزب، نريد أن يكون حزبنا الجديد مثل الجيش الصيني دون جنرالات .
*ماذا لو لن يتم انتخابك رئيسا للحزب الذي أسسته وتعبت على تكوينه وبناء هيكلته؟
حزب الائتلاف الوطني لم أورثه عن والدي ولم أسجله بدفتر خانة، بمعنى أن كل الخطط في الحزب تخضع للانتخاب سواء بالنسبة للقيادة الجهوية أو المركزية .
*ألا تكون ديمقراطية ديكورية مثل بقية الأحزاب، وبذلك تكون القيادة منتقاة ومعلومة قبل الانتخابات؟
في تونس ثمة أكثر من 240 حزبا ونحن لن نضيف "حانوتا" جديدا، ولن يكون حزب ناجي جلول وإنما حزب برامج واقتراحات وليس حزبا بالمفهوم السياسي .
*في ظل التلوينات الحزبية والخارطة الفسيفسائية، أين تصنفون حزب الائتلاف الوطني؟
نحن لسنا حزبا معارضا ولا حزب سلطة، نحن حزب أفكار وحزب مبادرة وحلول، ودورنا مساعدة بلادنا على الخروج من الأزمة .
*في ظل هذا الوضع الصعب والمعقد، ماهي مقترحاتكم للخروج من الأزمة؟
نحن نعاني أزمة مديونية، والحل لكل أزمات البلاد هو حل سياسي، وعندما تتوفر الإرادة السياسية توجد الحلول، ولما تنعدم الإرادة السياسية تنعدم الحلول، باعتبار أن الأزمة سياسية بامتياز.
*من المسؤول عن غياب الإرادة السياسية؟
كل الطبقة السياسية، لان الطبقة السياسية دون إرادة ودون مخيال ولا يمكن حل أزمة اقتصادية خانقة بحلول تقليدية.
نحن نعاني من أزمة مالية ومديونية مرتفعة واليوم نقترض لخلاص فائض الدين، ثانيا يبدو أن هناك من يريد مساومة تونس بالقروض مقابل التطبيع
*وماذا عن الحلول الممكنة؟
اعتقد أن الحل الفعال يتمثل في إدماج الاقتصاد الموازي في الاقتصاد الرسمي بما يعني مصالحة اقتصادية شاملة وفق ضوابط مستلهمة من تجارب سابقة لبعض الدول باعتبار أننا نعاني اليوم من كارثة البطالة خاصة بعد إفلاس 130 ألف مؤسسة صغرى ومتوسطة مما أدى إلى مليون عاطل عن العمل. ومن وجهة نظري ثمة حلان، الأول يتمثل في إلغاء كل التراخيص تحت شعار الحق في الثراء ولدفع المبادرة الخاصة لتتحول تونس من بلاد الرخص إلى بلاد الفرص، أما الحل الثاني فيتعلق بحملة أشغال كبرى تمس البنية التحتية من سدود وطرقات سيارة وموانئ ترفيهية وخاصة عاصمة إدارية جديدة ذكية نقترح تسميتها "قرطاج الجديدة" تراعي المعايير الدولية في الطاقة ورسكلة المياه.
ولتكوين الهجرة وتنظيمها ولكي لا تكون هجرة الأدمغة نقترح تكوين سوق متوسطية للعمل تخضع لمقاييس ومعايير تحمي مصالح تونس بهدف تحقيق شعار السيادة الوطنية عن طريق بناء اقتصاد وطني مستقل وغير تابع أولا بتحويل تونس إلى مارد فلاحي عبر تحرير الفلاحة من البيروقراطية وتوزيع الأراضي الدولية على الشباب وإيجاد حل جذري لمسألة المياه عبر بناء سدود وتحلية مياه البحر، إضافة إلى تغيير منوال التنمية من منوال تنمية تابع إلى منوال التنمية الذاتية وبناء صناعة انطلاقا من مواردنا الطبيعية مثلا 150 صناعة يمكن تأسيسها من الملح أو الجبس وبالإمكان إحداث صناعة من الزيت وصناعة لتطوير الاقتصاد الأزرق
*بعد توليك حقيبة وزارة التربية في حكومة حبيب الصيد ثم حكومة الشاهد، هل مازلت تطمح إلى منصب وزاري؟
طموحي الوحيد انتصار حزب الائتلاف الوطني خلال الانتخابات القادمة وتشكيل أغلبية حاكمة.
*ألا ترى أن ذلك صعب المنال؟
اعتبر انه حلم مشروع لان التونسي مل صراع الديكة ومل الصراعات الأيديولوجية وأصبح يرنو لمن يقدم له حلولا لمشاكله المتراكمة وهمومه اليومية بعيدا عن تهييج العواطف والشعبوية، التونسي يريد حلولا للبطالة والمديونية وغلاء المعيشة وانهيار المنظومة الصحية والمنظومة التربوية .
*على ذكر المنظومة التربوية، ما الذي عطل الإصلاح التربوي على مدى السنوات الماضية خاصة انك كنت على رأس وزارة التربية وتحدثت طويلا عن مشروع الإصلاح؟
قبل الحديث عن الإصلاح التربوي هناك مبدآن أساسيان، أولا لا يمكن أن نخلق أو نصنع منظومة تربوية أرقى من مكونيها، ثانيا لا يمكن أن يكون لك مجتمع أرقى من مدارسه، واحد أسباب الانهيار الاقتصادي القيمي والأخلاقي هي أزمة المدرسة، وبإصلاح المدرسة نصلح المجتمع ونصلح الاقتصاد.
اليوم تصنيفنا 84 عالميا في حين أن قطر تصنيفها الرابع عالميا، وقطر نجحت بالكفاءات التونسية، إذن مشكلة التربية في تونس هي إرادة سياسية، ومن عطل الإصلاح هي الإرادة السياسية، أنا كنت في حكومة حبيب الصيد ولم يكن همها الإصلاح التربوي، ثم جاء يوسف الشاهد الذي لم يكن له من هم إلا محاربة ناجي جلول، وفي نهاية المطاف الكل تكتل لإفشال تجربة الإصلاح التربوي، النهضة كانت ترى فيه إصلاحا يساريا، جزء من نداء تونس كان يرى فيه إصلاحا مناهضا للفرنكفونية، نقابات التربية رأت فيه تهديدا لهيمنتها على الوزارة والاشتراك في الملكية السابق، منظمة الأعراف لم يعجبها سن قانون السنة التحضيرية الإجبارية وجزء من رجال التربية لم يرق لهم إلغاء الدروس الخصوصية، في آخر المطاف كلنا مسؤولون بما فيها أخطائي الاتصالية، إذن كلنا أخطأنا في حق المدرسة وحق الأجيال القادمة.
نحن شخصنا وقدمنا الحلول وأنجزنا البعض منها، 25 بالمائة، مدارس تكوين المعلمين، المؤسسة الصديقة للمدرسة، وضمنا الهنات والحلول في الكتاب الأبيض والقانون الجديد التوجيهي للتربية، وما على السيدة نجلاء بودن كبيرة الوزراء إلا الشروع في الإنجاز.
*كيف تعلق على تزايد العنف في المؤسسات التربوية؟
نحن مصنفون ضمن الخمسة الأوائل في العنف المدرسي وعلى 77 بلدا نحن آخر بلد في الانضباط المدرسي، العنف في المدرسة مسؤول عنه زمن مدرسي متخلف طالبت بمراجعته، كثرة المواد وضعف النشاط الثقافي والرياضي.
*لو توجه كلمة لهؤلاء:
قيس سعيد: واصل فأنت في الطريق الصحيح لكن...
راشد الغنوشي: حان وقت التقاعد السياسي
نجيب الشابي: السياسة هي فن التعامل مع الزمان والمكان.
ناجي جلول: حان الوقت أن تنزع عباءة المثقف وتلبس جلباب السياسي.