إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

معرض الرياض الدولي للكتاب : ندوة حول تسيد الرواية لبقية الأجناس الأدبية

تسيدت الرواية منذ سنوات بقية الأجناس الأدبية الأخرى. فما المقومات التي بوأتها هذه المكانة في المشهد الأدبي العربي؟ وهل للأمر علاقة بالتغييرات السوسيولوجية والأنثروبولوجية التي مرت بها المجتمعات العربية؟ تلك هي أهم محاور الندوة الحوارية التي التأمت مساء أمس في قاعة "مسرح قرطاج" ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب الذي افتتح يوم 29 سبتمبر ويتواصل إلى غاية يوم 8 أكتوبر وتحل به تونس ضيف شرف.
الندوة أدارتها الكاتبة آمال مختار مديرة بيت الرواية وشارك فيها الكاتبان التونسيان محمد فطومي وحنان جنان، إلى جانب الكاتبة اللبنانية المقيمة في النمسا سونيا بوماد.
ولئن تناول محمد فطومي، الفائز هذا العام بجائزة الكومار الذهبي عن روايته "الأسوياء"، بالبحث أسباب هيمنة الرواية وسيادتها فقد اختارت الكاتبتان الحديث عن علاقتهما بهذا الجنس الأدبي من خلال تجربتهما الخاصة.
فقد تطرقت حنان جنان صاحبة روايات "كاترسيس" (الحاصلة على جائزة الكومار للاكتشاف سنة 2015) و"حب الملوك" و"ثورة الشك"، إلى علاقتها بالرواية منذ الطفولة كقارئة ثم لاحقا ككاتبة، وتأثير قراءاتها على أسلوبها في الكتابة. وبينت أن الرواية العربية عموما أثرت وتأثرت بكل المجتمعات التي مرت بها.
وتحدثت سونيا بوماد عن العوامل التي جعلت منها كاتبة، وهي الرصاصة التي اخترقت في يوم ما في لبنان جسد ابنتها ذات الخمسة عشر ربيعا، فبدأت في كتابة يوميات حولتها لاحقا إلى رواية وجعلت منها روائية. واعتبرت أنه لولا قصص الناس ما وصلت الرواية إلى السيادة. وأضافت أن عملها في مراكز اللجوء وما تشاهده من حالات إنسانية وقصص، ساهم كذلك في الاستلهام منها وكتابة عديد الروايات الأخرى التي حظيت بالترجمة.
وعن الترجمة وغيرها من الأسباب تحدث محمد فطومي عن عوامل تسيّد الرواية للمشهد الأدبي، فبين أن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل ساهم في هيمنة الرواية جماهيريا وعربيا، كما أن انتشار الرواية التاريخية مع جرجي زيدان ثم مع كتابات المتنورين وفق تعبيره ساهم في انتشار هذا الجنس الأدبي.
ومن أسباب انتشار الرواية أيضا وفق فطومي، تخصيص عديد الجوائز لها على غرار "كتارا" و"الطيب صالح" و"البوكر" وغيرها. وبما أن دور النشر تسعى إلى ترجمة الروايات الفائزة بالجوائز فقد فتح هذا الباب مجالا أوسع لانتشار الرواية حتى خارج العالم العربي، حيث أصبحت الرواية مقروءة أكثر، والشيء نفسه ينسحب على الروايات المتوجة والصادرة بلغات أخرى والمترجمة إلى العربية. كما اعتبر أن الكتاب الشبان ضخوا في الرواية دما جديدا ساهم في جعلها تتبوأ مكانة هامة.
ولم ينف الكاتب التونسي محمد فطومي دور السينما في هذا المجال، حيث أكد على أن تحويل الروايات إلى أعمال سينمائية ساهم في انتشار الرواية والتعريف بها مستدلا على ذلك بروايات إحسان عبد القدوس التي تم تحويل الكثير منها إلى أفلام.
وأجمع المتدخلون في الندوة على أنه رغم أهمية الرواية وتسيدها لبقية الأجناس العربية، فلا بد من إيلاء كل جنس أدبي متطلباته الفنية وفهم معانيه، وذلك في إشارة إلى تحول البعض من كتابة القصة إلى الرواية دون الأخذ بعين الاعتبار ضروريات الكتابة في كلا الجنسين الأدبيين.
وات
معرض الرياض الدولي للكتاب : ندوة حول تسيد الرواية لبقية الأجناس الأدبية
تسيدت الرواية منذ سنوات بقية الأجناس الأدبية الأخرى. فما المقومات التي بوأتها هذه المكانة في المشهد الأدبي العربي؟ وهل للأمر علاقة بالتغييرات السوسيولوجية والأنثروبولوجية التي مرت بها المجتمعات العربية؟ تلك هي أهم محاور الندوة الحوارية التي التأمت مساء أمس في قاعة "مسرح قرطاج" ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب الذي افتتح يوم 29 سبتمبر ويتواصل إلى غاية يوم 8 أكتوبر وتحل به تونس ضيف شرف.
الندوة أدارتها الكاتبة آمال مختار مديرة بيت الرواية وشارك فيها الكاتبان التونسيان محمد فطومي وحنان جنان، إلى جانب الكاتبة اللبنانية المقيمة في النمسا سونيا بوماد.
ولئن تناول محمد فطومي، الفائز هذا العام بجائزة الكومار الذهبي عن روايته "الأسوياء"، بالبحث أسباب هيمنة الرواية وسيادتها فقد اختارت الكاتبتان الحديث عن علاقتهما بهذا الجنس الأدبي من خلال تجربتهما الخاصة.
فقد تطرقت حنان جنان صاحبة روايات "كاترسيس" (الحاصلة على جائزة الكومار للاكتشاف سنة 2015) و"حب الملوك" و"ثورة الشك"، إلى علاقتها بالرواية منذ الطفولة كقارئة ثم لاحقا ككاتبة، وتأثير قراءاتها على أسلوبها في الكتابة. وبينت أن الرواية العربية عموما أثرت وتأثرت بكل المجتمعات التي مرت بها.
وتحدثت سونيا بوماد عن العوامل التي جعلت منها كاتبة، وهي الرصاصة التي اخترقت في يوم ما في لبنان جسد ابنتها ذات الخمسة عشر ربيعا، فبدأت في كتابة يوميات حولتها لاحقا إلى رواية وجعلت منها روائية. واعتبرت أنه لولا قصص الناس ما وصلت الرواية إلى السيادة. وأضافت أن عملها في مراكز اللجوء وما تشاهده من حالات إنسانية وقصص، ساهم كذلك في الاستلهام منها وكتابة عديد الروايات الأخرى التي حظيت بالترجمة.
وعن الترجمة وغيرها من الأسباب تحدث محمد فطومي عن عوامل تسيّد الرواية للمشهد الأدبي، فبين أن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل ساهم في هيمنة الرواية جماهيريا وعربيا، كما أن انتشار الرواية التاريخية مع جرجي زيدان ثم مع كتابات المتنورين وفق تعبيره ساهم في انتشار هذا الجنس الأدبي.
ومن أسباب انتشار الرواية أيضا وفق فطومي، تخصيص عديد الجوائز لها على غرار "كتارا" و"الطيب صالح" و"البوكر" وغيرها. وبما أن دور النشر تسعى إلى ترجمة الروايات الفائزة بالجوائز فقد فتح هذا الباب مجالا أوسع لانتشار الرواية حتى خارج العالم العربي، حيث أصبحت الرواية مقروءة أكثر، والشيء نفسه ينسحب على الروايات المتوجة والصادرة بلغات أخرى والمترجمة إلى العربية. كما اعتبر أن الكتاب الشبان ضخوا في الرواية دما جديدا ساهم في جعلها تتبوأ مكانة هامة.
ولم ينف الكاتب التونسي محمد فطومي دور السينما في هذا المجال، حيث أكد على أن تحويل الروايات إلى أعمال سينمائية ساهم في انتشار الرواية والتعريف بها مستدلا على ذلك بروايات إحسان عبد القدوس التي تم تحويل الكثير منها إلى أفلام.
وأجمع المتدخلون في الندوة على أنه رغم أهمية الرواية وتسيدها لبقية الأجناس العربية، فلا بد من إيلاء كل جنس أدبي متطلباته الفنية وفهم معانيه، وذلك في إشارة إلى تحول البعض من كتابة القصة إلى الرواية دون الأخذ بعين الاعتبار ضروريات الكتابة في كلا الجنسين الأدبيين.
وات

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews