شارك وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي صباح اليوم الأربعاء 20 ديسمبر 2023، في أشغال الدورة 43 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب على المستوى الوزاري الذي تحتضنه جمهورية مصر العربية يومي 20 و21 ديسمبر 2023 برئاسة وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، رئيس الدورة 43 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، نيفيــن القباج وبمشاركة وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة بدولة قطر، رئيســة الــدورة 42 للمجلس، مريم بنت علي بن ناصر المسند والأمين العام المساعد، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية هيفاء أبو غزالة والوزير المفوّض مسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب طارق النابلسي ووزراء التنمية والشؤون الاجتماعية بالدول العربية وبحضور الوفد التونسي الذي ضمّ مستشارة الوزير تركية الشائبي ورئيس الهيئة العامة للنهوض الاجتماعي إبراهيم بن إدريس والمديرة العامة لمكتب التعاون الدولي والعلاقات الخارجية فريال غراب.
وفي كلمته توجّه وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي إلى أشقائنا الفلسطينيين بقطاع غزة بأحرّ التعازي لمصابهم الجلل وما تعرّضوا له من إبادة جماعية خاصة في صفوف الأطفال والنساء وكبار السن على أيادي الكيان الصهيوني أمام صمت رهيب للفاعليـن الدولييــن، معربا على تضامن تونس قيادة وشعبا مع أشقائنا دون قيد أو شرط، مؤكدا حرص بلادنا على وضع كلّ الإمكانيات المتاحة على ذمة الشعب الفلسطيني لدعمه ومساندته لتجاوز الأوضاع الكارثية التي يمرّ بها.
وبين الوزير أنه في هــذا الإطار، وبإذن من رئيس الجمهورية قيس سعيـّـد تمّ استقبال عدد من الجرحى والمصابين الفلسطينيين ضحايا العدوان الصهيوني في المؤسسـات الاستشفائية العمومية والخاصة بتونــس وكذلك تركيز وتجهيــز مستشفــى ميدانــي لاستقبال الجرحــى الفلسطينييــن، مجدّدا دعم تونس الثابت للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء مستقبل ينعم فيه بالسلام والعدل والأمن والكرامة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا الوزير المشاركين في مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب إلى مواصلة تقديــم الدعم العاجل لإغاثة أشقّائنــا المصابيــن والمتضرريــن بقطاع غزة، مبيّنا أن اليوم يقتل الأطفال والنساء والشيوخ في المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والملاجئ الآمنة التي تحميها كل شرائح وقوانين العالم، مبيّنا تواصل قتل الآلاف دون أي تحرك أو حماية لهم، مؤكدا أن فلسطين ستبقى بوصلة الحق والحرية وتنتصر ان شاء الله بمقاومة كل أشكال الإجرام الصهيوني الغادر.
وأبرز الوزير أن جدول أعمال المجلس يتضمن مواضيع جد هامة تمسّ المواطن العربي بصفة مباشرة لا سيما في ظل جسامة التحديات التي تواجهها بلداننا وهذا يقتضي مزيدا من التعاون وابتكار مقاربات جديدة من أجل القضاء على كل مظاهر الفقر والإقصاء وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان العيش الكريم لكافة فئات مجتمعاتنا العربية عامة والضعيفة منها خاصة لبلوغ النمو والتطور ونهضة مجتمعاتنا بما يحقّق استقلالية القرار الوطني، إضافة إلى توحيد الجهود والسياسات ووضع البرامج المشتركة وضبط آليات تنفيذها على مستوى الواقع.
وبيّن الوزير أن الثّورة التونسية ثورة 17 ديسمبر 2010 قامت على مطالب أساسية هي الشغل والحرية والكرامة الوطنية وجاءت رؤية رئيس الجمهورية قيس سعيّد واضحة في هذا السياق وهي القطع مع المنوال التنموي البائد وابتكار رؤية شاملة تمكّن من خلق الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات وتكريس السيادة الوطنية.
كما أكّد الوزير أن السّياسات العمومية المبتكرة تعمل على تثمين القدرات الوطنية في إرساء اقتصاد وطني مستقل كدعامة أساسية للدولة الاجتماعية الحاضنة لشعبها الداعمة للفئات الضعيفة من خلال تشريك المناطق المهمشة في التنمية وفكّ العزلة عنها وإرساء العدل والإنصاف والكرامة الاجتماعية وهو ما يتناغم مع المدوّنة الكونيّة لحقوق الإنسان قبل أن تتهاوى أمام أعيننا في العدوان الجاري على دولة فلسطين الشقيقة.
كما أشار وزير الشؤون الاجتماعية أن بلادنا تسعى إلى تدعيم منظومة الحماية الاجتماعية في إطار مقاربة حقوقية شمولية تحد من الفقر المتعدّد الأبعاد وتعزز آليات التمكين الاقتصادي والاجتماعي وتجسّم التمييز الإيجابي للنفاذ للمرفق العام، حيث تمّ إحداث برنامج "الأمان الاجتماعي" لتنظيم مختلف برامج المساعدات الاجتماعية في إطار تشريعي موحّد لإضفـاء النجاعة وحوكمة التصرف في مختلف هذه البرامج من خلال تصويبها نحو مستحقيها عن طريق وضع منهجية جديدة لاستهداف الفئات المستحقة ترتكز على نظام تنقيط متعدّد الأبعاد لمستوى العيش المبني على اختبار "سبل المعيشة البديلة"، إضافة إلى الاستثمار في رأس المال البشري من خلال إقرار إسناد تحويلات مالية شهرية بعنوان الأطفال في سن 0-18 دون سقف.
وأبرز الوزير عنايــة بلادنــا بالأشخاص ذوي الإعاقة واعتبار حقوقــهم الخاصة كجــزء لا يتجزّأ من منظومة حقوق الإنسان ككل وذلك في تناغم كامل مع تنامي وعي المجتمع الدولي بقضايا هذه الفئة، مستعرضا أهمّ الإجراءات المتعلقة بالإحاطة بهذه الفئة.
ودعت جامعة الدول العربية، في كلمة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب إلى ضرورة استكمال جهوده سواء في إطار العمل الاجتماعي الإنساني العربي المشترك أو على المستوى الثنائي لمواصلة احتواء الآثار الإنسانية والاجتماعية الكارثية على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس وزراء الشؤون العرب في وضع انعقاد متواصل الى حين انتهاء العدوان على غزّة.