أفادت حركة الشعب في بلاغ، بمناسبة ذكرى حلول وعد بلفور أن الذكرى هذه السنة تحل والصورة قد انقلبت تماما، فـ"العدو الذي صور نفسه على امتداد العقود السبعة الماضية على أنه قوة لا تقهر، انهار أمام ضربات المقاومة واحتاج مجددا الى دعم وحماية رعاته التقليديين".
وفي ما يلي نص البيان:
"تحل اليوم الذكرى السادسة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم الذي تعهدت بمقتضاه الحكومة البريطانية دون وجه حق بدعم اقامة وطن لليهود على أرض فلسطين التي كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني، استنادا الى جملة من الأساطير التي تأسس عليها المشروع الصهيوني منذ مؤتمر بازل في سويسرا سنة 1897 وعلى مغالطة روجتها القوى الاستعمارية التقليدية مفادها أن فلسطين أرض بلا شعب لذلك يحق " للشعب اليهودي " الذي هو بلا أرض أن يعود اليها.
ولأن هذا الوعد وما ترتب عنه من سياسات و صفقات أسس لأكبر عدوان شهده التاريخ البشري، انخرطت حركة التحرر العربية منذ عقد العشرينات في مواجهته و التصدي لتداعياته. لكن حجم الانخراط الاستعماري والدعم المالي واللوجستي والدعائي والعسكري الذي وفرته بريطانيا و من بعدها الولايات المتحدة الأمريكية و سائر القوى الغربية، كان أكبر من قدرة حركة التحرر العربية الوليدة على المواجهة. لذلك انتهى الأمر بحدوث النكبة وقيام دولة العصابات الصهيونية على أرض فلسطين سنة 1948.
وضلت هذه الذكرى على امتداد العقود الماضية، مناسبة لاستحضار حجم التورط الامبريالي في اسناد الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وعدوانه المستمر على سائر الأرض العربية مشرقا ومغربا.
لكن ارادة المقاومة المؤمنة بحق الشعب العربي في استعادة أرضه السليبة رغم أنف الكيان الصهيوني وداعميه و المطبعين معه، ظلت قائمة و صامدة، بل ونجحت في مراكمة الخبرات و التقنيات التي سمحت لها في النهاية بصنع ملحمة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023 .
تحل ذكرى وعد بلفور هذه السنة والصورة قد انقلبت تماما، فالعدو الذي صور نفسه على امتداد العقود السبعة الماضية على أنه قوة لا تقهر، انهار أمام ضربات المقاومة واحتاج مجددا الى دعم وحماية رعاته التقليديين.
تحل الذكرى هذه السنة وقد بدأت الأمة العربية تتعافى من اثار ما سمي زورا ربيعا عربيا لتنخرط كل قوى الأمة من اليمن الى العراق الى سوريا، فضلا عن لبنان في معركة الأمة التي أطلقت المقاومة الفلسطينية شرارتها يوم 7 أكتوبر 2023 لتعلن وبشكل نهائي بداية العد التنازلي لسقوط وعد بلفور و كل ما ترتب عنه.
تحل الذكرى هذه السنة وتونس العربية تتبوأ موقعها الطبيعي في مقدمة داعمي المقاومة والمؤمنين بحقها الأصلي في التصدي للعدوان الصهيوني المتواصل والعمل على استعادة أرضها من النهر الى البحر. لتتوج تونس هذا الموقف المشرف باختيار هذا اليوم بالذات لمصادقة مجلس نواب الشعب على مشروع قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني ليجسد أرقى أشكال التماهي بين ارادة الدولة وارادة الشعب في تونس في الأيمان بخيار المقاومة وحقها المشروع في مواجهة عدونا جميعا. وليكون صفعة في وجه المطبعين الذين خانوا شعبهم وخانوا التاريخ والجغرافيا دون مقابل. وليكون أيضا ردا واضحا على القوى الدولية التي تصورت أن بإمكانها ابتزاز تونس واغرائها بالهبات والقروض الملغومة مقابل التخلي عن موقفها المبدئي الداعم للمقاومة.
- المجد للمقاومة والنصر كل النصر لأصحاب الأرض في حربهم ضد عدوهم المجرم...
- يسقط وعد بلفور وكل ما ترتب عنه...
- الخزي والعار للمطبعين الخونة الذين لا مكان لهم الا مع حليفهم المجرم وداعميه الذين لا يقلون عنه اجراما..."