إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

القيروان..الفسقية بين نداء الجمال وواقع الإهمال.. حملة تنظيف تكشف تناقض السلوك المدني

شهدت فسقيات الأغالبة بمدينة القيروان، صباح اليوم الثلاثاء 24 جوان 2025، حملة نظافة كبرى نظّمها المعهد الوطني للتراث بالتعاون مع وكالة إحياء التراث في إطار صيانة هذا المعلم التاريخي الذي يعد من أبرز رموز التراث الإسلامي بالمغرب العربي.

وشملت الحملة تنظيف أحواض المياه ومحيط الفسقية من كميات كبيرة من الفضلات والأكياس البلاستيكية وبقايا الأطعمة التي تراكمت نتيجة الاستعمال العشوائي وغير المسؤول من قبل عدد من المواطنين. وقد استخدمت آليات ومعدات خاصة إلى جانب تدخل أعوان النظافة والمتطوعين لإعادة الاعتبار إلى هذا الفضاء التراثي الفريد.
الغريب في هذه المشاهد المتكررة، هو المفارقة الصارخة بين مطالب المواطنين ودورهم الحقيقي في الحفاظ على الفضاءات العامة. ففي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات تنادي بتحسين محيط الفسقية وتطويره ليكون متنفسا للعائلات وأطفالهم، نجد البعض لا يتردد في تلويث المكان نفسه بإلقاء النفايات داخل الأحواض أو ترك بقايا نزهاتهم متناثرة في كل زاوية.
هذا التناقض يكشف عمق الأزمة السلوكية التي يعاني منها جزء من المجتمع، حيث يغيب الوعي البيئي والمسؤولية الفردية ليستبدل بثقافة الاستهلاك العابر واللامبالاة تجاه المصلحة العامة. وهي أزمة لا يمكن معالجتها فقط بحملات التنظيف بل تتطلّب مراجعة جذرية في العقليات والتربية المدنية.
فالفسقيات ليست فقط منشآت مائية بنيت في عهد الأغالبة بل هي مرآة لحضارة عريقة وفضاء رمزي يحمل في ذاكرته روح القيروان وتاريخها. لكن أمام هذا السلوك المزدوج الذي يطالب بجمال المكان ويمارس الفوضى داخله يصبح التراث مهددا من الداخل قبل الخارج.
مروان الدعلول 
القيروان..الفسقية بين نداء الجمال وواقع الإهمال.. حملة تنظيف تكشف تناقض السلوك المدني

شهدت فسقيات الأغالبة بمدينة القيروان، صباح اليوم الثلاثاء 24 جوان 2025، حملة نظافة كبرى نظّمها المعهد الوطني للتراث بالتعاون مع وكالة إحياء التراث في إطار صيانة هذا المعلم التاريخي الذي يعد من أبرز رموز التراث الإسلامي بالمغرب العربي.

وشملت الحملة تنظيف أحواض المياه ومحيط الفسقية من كميات كبيرة من الفضلات والأكياس البلاستيكية وبقايا الأطعمة التي تراكمت نتيجة الاستعمال العشوائي وغير المسؤول من قبل عدد من المواطنين. وقد استخدمت آليات ومعدات خاصة إلى جانب تدخل أعوان النظافة والمتطوعين لإعادة الاعتبار إلى هذا الفضاء التراثي الفريد.
الغريب في هذه المشاهد المتكررة، هو المفارقة الصارخة بين مطالب المواطنين ودورهم الحقيقي في الحفاظ على الفضاءات العامة. ففي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات تنادي بتحسين محيط الفسقية وتطويره ليكون متنفسا للعائلات وأطفالهم، نجد البعض لا يتردد في تلويث المكان نفسه بإلقاء النفايات داخل الأحواض أو ترك بقايا نزهاتهم متناثرة في كل زاوية.
هذا التناقض يكشف عمق الأزمة السلوكية التي يعاني منها جزء من المجتمع، حيث يغيب الوعي البيئي والمسؤولية الفردية ليستبدل بثقافة الاستهلاك العابر واللامبالاة تجاه المصلحة العامة. وهي أزمة لا يمكن معالجتها فقط بحملات التنظيف بل تتطلّب مراجعة جذرية في العقليات والتربية المدنية.
فالفسقيات ليست فقط منشآت مائية بنيت في عهد الأغالبة بل هي مرآة لحضارة عريقة وفضاء رمزي يحمل في ذاكرته روح القيروان وتاريخها. لكن أمام هذا السلوك المزدوج الذي يطالب بجمال المكان ويمارس الفوضى داخله يصبح التراث مهددا من الداخل قبل الخارج.
مروان الدعلول